زهير السراج :تحت السواهي دواهي!!

تحت السواهي دواهي!!

زهير السراج




بدأ أمس العام الدراسي بمرحلتي الأساس والثانوي بولاية الخرطوم مع تأكيدات قاطعة من الحكومة بمجانية الدراسة!!. هذه التأكيدات - للاسف الشديد - مجرد اكاذيب، وأول من يعرف ذلك.. هي الحكومة التي تتحايل مدارسها بواسطة مجالس الآباء، على الزامية مجانية التعليم وتأخذ تبرعات اجبارية من اولياء أمور الطلاب والطالبات!!. اجبارية التبرعات تصل الى حد الامتناع عن قبول الطالب بالمدرسة اذا لم يسدد ولي أمره التبرع الاجباري الذي ربما يصل الي مبلغ خرافي لا يصدقه الكثيرون، وهو أشبه بالجزية، يدفعها أولياء الأمور عن يد وهم صاغرون!!. في احدى مدارس ام درمان العريقة لمرحلة الاساس التي يتكالب عليها الناس، بلغت قيمة التبرع الاجباري للسنة الاولى مليوني جنيه، والسنوات الوسيطة مائتين وستين الف جنيه، وللسنوات النهائية مائة وستين الف جنيه.. تجبى تحت سمع وبصر الحكومة ووزارتي التعليم الاتحادية والولائية والمجلس الوطني، والمجلس التشريعي لولاية الخرطوم.. ولا احد يحرك ساكنا، او يتفوه بكلمة.. برغم البيانات الحكومية المتعددة التي تتحدث عن مجانية التعليم، وتحذر المدارس من جباية الرسوم!!. الايرادات السنوية للمدرسة من التبرعات الاجبارية تصل الى حوالي مليار جنيه!!. نعم.. مليار جنيه سوداني (كاش داون)!! من يصدق هذا الرقم الخرافي؟! وفيم يصرف هذا المبلغ الضخم؟!. بالاضافة للتبرعات الاجبارية.. هنالك رسوم تحويل الطالبات التي تصل الى حوالي مليوني جنيه (أيضا) للطالبة الواحدة!!. اذا أردت تحويل ابنتك من مدرستها الى تلك المدرسة.. لابد ان تدفع مليوني جنيه تبرعاً اجبارياً.. والا فعليك ان تبحث عن مدرسة اخرى ولن تجدها بكل تأكيد ان لم تدفع!!. في احدى السنوات الدراسية.. كانت رسوم التحويلات تجبى باسم مجلس الآباء بدون علم مجلس الآباء.. ويتم التصرف في الايرادات بدون علم مجلس الآباء ايضا.. وعندما اخذ مجلس الآباء علماً واشتكى الى الجهة التي تشرف على المدرسة من ناحية إدارية.. كان مصير الشكوى.. تكوين (لجنة تحقيق صورية) لم تفعل شيئا.. ولم تجتمع مرة واحدة لتنظر في الشكوى.. (وتوتة توتة خلصت الحدوتة)!. بالاضافة لفضيحة رسوم التحويلات، اكتشف مجلس الآباء فضائح اخرى، مالية وأخلاقية.. وعندما بح صوت رئيسه ورئيس اللجنة المالية من الشكوى.. ولم يتعطف عليهما أحد بكلمة تطييباً لهما.. وقيل لهما إن العدل سيأخذ مجراه الطبيعي، قدما استقالتيهما من المجلس!!. غير ان هذا الاجراء لم يعجب الجهة التي تشرف على المدرسة إداريا.. فكافأت رئيس اللجنة المالية، وهو استاذ بالمدرسة.. على وقوفه مع الحق، وكشف التجاوزات.. بالفصل من المدرسة وانهاء تعاقده اعتبارا من منتصف هذا الشهر.. بينما الذين توجهت اليهم اصابع الاتهام بالتلاعب بأموال التبرعات والتستر على الفضائح المالية والأخلاقية.. ينالون الرضاء التام، ويجلسون على الكراسي الوثيرة.. في انتظار المزيد من الحوافز والترقيات والاشادات والتهاني!!. المدرسة لها سمعة حسنة، وتحمل اسم رجل عظيم.. وسجلها اكثر من ممتاز في امتحانات شهادة الاساس.. ولكنها مترعة بالفضائح!!. المصلحة العامة تحتم ابقاء اسم المدرسة طي الكتمان، وعدم الاعلان عنه.. حتى لاينزعج اولياء الامور الذين يظنون ان (القبة تحتها فكي).. ولدينا كافة المستندات لمن يريد ان يحقق العدل!!. ولكن بنفس القدر.. لا يمكن ان نرضى بان يكون (الضحية).. هو من يحاول التصحيح.. بينما المفسدون هم الأبرياء وهم النجوم في نظر المجتمع والرأي العام.. اذا لم يتم تعديل الاوضاع، سنجد أنفسنا مرغمين على وضع النقاط فوق الحروف.. في أقرب فرصة.. وبأقرب مما تتصورون!!.
alsudani.info

Quote: المدرسة لها سمعة حسنة، وتحمل اسم رجل عظيم.. وسجلها اكثر من ممتاز في امتحانات شهادة الاساس.

نقاط على الحروف اكتر من كدا كيف يعني!!
____

هي لله!!!

زهير السراج




* وزعت مدرسة الشهيد محمد عبد العزيز النوذجية الحكومية بالحارة 12 بمدينة الثورة بامدرمان منشوراً لأولياء أمور الطلاب حددت فيه المساهمة السنوية (اسم الدلع للرسوم) على النحو التالي:
1- طلاب الصف الأول مائتا ألف جنيه تدفع عند القبول.
2- طلاب الصف الثاني إلى الصف الرابع مائة وخمسون ألف جنيه تدفع على ستة أقساط.
3- طلاب الصف الخامس إلى الثامن مائة ألف جنيه تدفع على خمسة أقساط. وذلك لتغطية الاحتياجات التالية:
أ/ بناء السور الخارجي.
ب/ صيانة دورات المياه.
ج/ كهرباء خطوط جديدة وعداد.
د/ أدوات مكتبية.
هـ/ استهلاك كهرباء لمدة عام.
و/ استهلاك مياه لمدة عام.
ز/ استهلاك هاتف لمدة عام.
ح/ تكلفة الإمتحانات الدورية.
ط/ صيانة المقاعد للفصول والمكاتب.
ي/ كتب الصف الأول والصيانة الخارجية للمدرسة.
* وكما تلاحظون، فإن البند الوحيد الذي لم يتضمنه المنشور هو مرتبات المدرسين، التي تدفعها المحلية من مال الجبايات والأتاوات التي تفرضها على المواطنين.
* أي أن المواطن يدفع كل شئ، بدءاً من المكتب وحتى رسوم الهاتف التي تبلغ ربع مليون جنيه حسب تقديرات الميزانية التي رصدتها المدرسة (اسم الدلع مجلس الآباء).
* المدرسة ليست استثناء، ولكنها نموذج لكل مدارس السودان الحكومية، التي تلهب ظهور المواطنين بسياط الأتاوات التي تسميها (مساهمات).
*وبرغم كل هذا (الدفع) الذي يتكبده المواطن، فإن المدرسة تظل (حكومية)، وليست (مواطنية) حسب التسمية الرسمية، وتصر وزارتا التربية والتعليم الإتحادية والولائية على إطلاق التصريحات اليومية (من دون ذرة حياء أو خجل) عن مجانية الدراسة، وعدم قانونية ومشروعية تحصيل الرسوم بواسطة إدارات المدارس.. وإذا فعلت إدارة مدرسة ذلك فإنها تعرض نفسها للعقوبة!.
* هل هنالك تلاعب بالألفاظ وتحايل على القانون أكثر من هذا؟!.
* وزارة التربية والتعليم التي يفترض أن تكون (القدوة الحسنة).. (والمثال الناصع) للسلوك التربوي السليم، هي أكبر من يمارس الاحتيال الذي يتمثل في جباية الأموال من المواطنين باسم مجالس الآباء والمعلمين، ثم تطلق التصريحات عن مجانية التعليم!.
* من تخذع وزارة التربية والتعليم.. وعلى من تمارس الاحتيال والغش؟!.
*والأسوأ أنها تتوهم أن الناس يصدقونها عندما تكذب عليهم وتخدعهم بتصريحاتها الجوفاء!.
*ولكن لماذا نستغرب هذا السلوك غير التربوي من وزارة التربية والتعليم.. فالكوليرا.. اسهالات مائية، والنهب.. خصخصة، والرسوم.. مساهمات، والرشاوى تسهيلات.. و(هي لله لا للسلطة ولا للجاه)!.
www.alsudani.info