هل نحتاج إلى إنقلاب جديد ؟!

هل نحتاج إلى إنقلاب جديد ؟!


06-24-2006, 02:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1151156820&rn=0


Post: #1
Title: هل نحتاج إلى إنقلاب جديد ؟!
Author: waleed500
Date: 06-24-2006, 02:47 PM


يعيش السودان الان ظروفا مفصلية تقتضي ان نترفع عن الانانية والانتصار للنفس الأمارة بالسوء ونتناسى خلافاتنا وطموحاتنا الصغيرة في سبيل ا لتصدي للاخطار المحدقة بالبلاد ذلك أن من يصدرون عن مواقف كيدية للحكومة لا يُؤذون الحكومة بقدر ما يُؤذون أنفسهم وشعبهم ووطنهم ولكم سجل التاريخ مواقف كبيرة لاناس كبار قهروا أنفسهم وأنتصروا على أهوائها في سبيل القضايا الكبرى وهل يفعل الشهيد غير ذلك وهو يبيع نفسه رخيصة في سبيل المباديء التي يؤمن بها متجاوزاً حظوظ نفسه الفانية الى رحاب مرضاة ربه من حفاظ على الدين من ان يزوي ويزول والوطن من ان يقهر ويستعمر والشعب من ان تنحط كرامته وينتهك عرضه؟
للأسف فأننا نعيش في عالم حقير تحكمه شريعة الغاب وتسيطر عليه المعايير المزدوجة فامريكا التي تتحرش بنا وتضيِّق الخناق علينا وتعدنا وتمنينا برفع الحظر عنا وتطبيع العلاقات معنا إن نحن استجبنا لاجندتها في قضية الجنوب ووقعنا نيفاشا هي التي تفعل عكس ذلك تماماً عقب توقيع تلك الاتفاقية الظالمة وتقوم بتصعيد عداءها لنا وتفرض مزيداً من العقوبات علينا وتشعل دارفور وتحيلها بإعلامها الكاسح الي القضية الاولى في العالم وتشوه بها من سمعتنا وتمرغ بها كرامتنا.
للاسف فإننا نلدغ من ذات الجحر مرات ومرات دون ان نتعظ أو نثوب إلى رشدنا فهل كنا في حاجة الى كل تلك التجارب القاسية مع امريكا حتى نكتشف الحقيقة المرة بعد أن رأينا كل ما فعلته في العراق حين اختلقت فرية اسلحة الدمار الشامل التي انكشفت للعالم أجمع وأعترف طواغيت امريكا بكذبهم امام العالمين ثم توالت عليهم الفضائح حين أنتقلوا من فرية اسلحة الدمار الشامل الى كذبة جديدة هي نشر الديمقراطية وحقوق الانسان لكن الله تعالى ابى إلا أن يفضح كذبهم كذلك حين سالت الدماء في العراق ومات عشرات الالاف من ابناء الشعب العراقي واستمر مسلسل الفضائح في ابو غريب والفلوجة التي استخدموا في قصفها الاسلحة الكيمائية وتوالت المصائب على الشعب العراقي حتى أخذ يحن الى ايام صدام حسين الذي كان رغم بطشه اكثر رحمة بشعب العراق من »كاوبويات« امريكا وجزاري الفلوجة والرمادي وسجاني ابو غريب وغوانتنامو.
لقد إرتكبت الحكومة أخطاء فادحة حين ظلت تثق بامريكا حتى بعد ان تبين لها كذبها وللاسف فإنه حتى بعد نيفاشا واصلت الحكومة سياسة الانبطاح التي وضعت السودان على شفا الانهيار وجعلت منه رجل العالم المريض... يتصدر اسمه نشرات الاخبار وتملأ أخبار دارفور ومعسكرات النازحين وكالات الانباء والقنوات الفضائية في شتى أرجاء العالم ووجد الكونغرس الامريكي نفسه مشغولاً وبشكل يومي بدارفور وتخصص مجلس الامن في مشكلات السودان من قبْل نيفاشا و مرورا بدارفور التي صارت ارضها مطاراً تحط عليه الطائرات الامريكية والاوروبية حاملة الرؤساء والوزراء والبرلمانيين ورجالات الامم المتحدة بدءاً من كوفي عنان الذي جلس القرفصاء ودنس ترابها الطاهر بكذبه وإنصياعه لاهواء اليهود والمحافظين الجدد والادارة الامريكية وليت الامر توقف عند هذا الحد فقد بلغ هواننا على العالم درجة ارسال قوات رواندا - بلاد التطهير العرقي والابادة الجماعية - لتحمي اهلنا في دارفور تحت مظلة الاتحاد الافريقي وسُلبَ حقنا في رئاسة الاتحاد الافريقي الذي انعقد في أرضنا وعاصمتنا وسلمت الرئاسة لدولة كانت قبل عقود من الزمان تعتبرنا دولة عظمى! وتوالت قرارات مجلس الامن بعد ذلك لتزيد الطين بِلَّة حتى صدر القرار الاخير حول القوات الدولية ويا له من قرار!
لذلك كله فإن قرار الرئيس البشير برفض القوات الدولية، بالرغم من أنه جاء متأخراً ،الا أننا نحمد الله أنه جاء أخيراً ليثأر لكرامة السودان و شعبه بعد أن صرنا محل ازدراء وإشفاق شعوب العالم اجمع.
إن الرئيس وقد أتخذ قراره أخيراً يحتاج إلى إعادة النظر في مؤسسات اتخاذ القرار... تلك المؤسسات التي فعلت بنا الافاعيل ومرغت سمعتنا في التراب. لقد خلعنا اسناننا بمحض ارادتنا ومنحنا اعداءنا الكبار منهم والصغار حتى من دول الجوار نصراً بلا حرب وسلمناهم الكروت التي في إيدينا بل وسيوفنا ليقتلونا بها. إن الرئيس في حاجة إلى أن يتولى الامور بنفسه بعد الان وأن يجهد نفسه ويملأ وقته كله في سبيل الوصول إلى القرارات الصحيحة فقد ثبت أن المنهج الذي كان سائداً في طريقة واسلوب اتخاذ القرار يعاني من مشكلات حقيقية.
نعم .. إن الرئيس في حاجة الى إنقلاب مدني يعيد به النظر في آليات إتخاذ القرار ليس على مستوى القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية وإنما كذلك في جوانب السياسات الاخرى خاصة الاقتصادية منها وذلك حتى يعلي من شأن القانون ويقيم دولة المؤسسات ويحطم مراكز القوى التي ظلت تمسك بخناق الدولة في كثير من الوزارات وتنشر الفساد والبلطجة والتعدي على القانون والاتفاقيات وتتجاوز اللوائح والصلاحيات. لقد آن الأوان ان نتخلى عن سياسة الضعف والانبطاح التي أضعفت السودان وأودت بكرامة شعبه ولن يتأتى ذلك الا باستخدام الاسلحة التي في ايدينا والاوراق المتاحة لنا في إطار سياساتٍ جديدة تقوم على مباديء العزة والكرامة ولنا في إيران التي دوخت أمريكا عظة وعبرة فهلا اعتبرنا؟!

الطيب مصطفى
______________