حديثه والعيلفون - صلاح ابراهيم احمد

حديثه والعيلفون

كلنا متفقون على سوء معاملة الأمريكان للعرب والمسلمين وارتكبوا فظائع قوانتنامو وسجن أبو غريب وآخر مأساة كانت قتل أربعة وعشرين عراقياً مدنياً فى مدينة حديثه وظهرت أخبار هذه الفظائع فى الصحف والمجلات وتمخضت نتيجة لهذا النشر تحقيقات أمر بها الرئيس بوش فاستجاب وزير الدفاع وأمر رئيس هيئة أركان حرب القوات الأمريكية وفعلاً سارت التحقيقات فى مجراها الطبيعى وبشفافية تامة.
ولقد ساهمت صحفنا وأدلت بدلوها فى هذا الموضوع ونشرته فى صفحتها الأولى – ولكن وفى الوقت نفسه مات شباب سودانى يفوق عدده الثلاثمائة فى معسكر الطيب النص بالعيلفون وهو معسكر كان سئ الإعداد والتغذية وعندما حاول بعضهم الهرب للعودة إلى أهاليهم تمت مطاردتهم بالرصاص وحوصروا بين البندقية والنهر فأزهقت أرواح المئات منهم بقسوة لا مثيل لها.
ثم تكررت المأساة فى بور تسودان وأزهقت أرواحاً طاهرة بريئة لخروجهم فى مظاهرة سلمية وكذلك الأمر فى أمرى حيث أزهقت أرواح أخرى.
وصحافتنا الحرة مشغولة بطلب العدالة والتحقيق فيما حدث لجميع الأرواح التى أزهقت فى العالم ولكنها صمتت عن المطالبة بالتحقيق فى هذه الحوادث المأساوية.
وعندما أعلن المهندس عثمان ميرغنى منبر كفاية حضرت الاجتماع الأول وعندما طلب منا الهتاف (كفاية الظلم كفاية) هتفنا معه بملأ حناجرنا.
فأرسلت له منشوراً كتبته بالتضامن مع صديقى السيد الزهاوى إبراهيم عام 98 طالبين من رؤساء تحرير الصحف إثارة الموضوع والمطالبة بالتحقيق فلم يستجب لنا أحداً فى حينه فقلت أنه وبميلاد حركة كفاية لابد وإنها ستضع موضوع المطالبة بالتحقيق فيما جرى وأدى لإزهاق مئات الأرواح فى أولويات مطالبها برفع الظلم.
وها نحن منتظرين.

صلاح إبراهيم أحمد
10/06/2006