ضد الذبول شعر: أمين مبارك التوم

ذياك وقت الحضور..
عند غسق الروح.. إندلاق فجر الحق
نار الرقيات.. غمامات البخور..
أنت الآن شيخي..
يا صديق المسافات الطوال..
رفيقي في المسير..
شريكي.. في العشق.. التبتل..
الوجد.. التوجع.. الوطن البتول..
في الرؤى والابتهال..
كيف انتهيت وحدك..
ثم اعتليت جسر الشروق..
عبرت شمس النهر..
وتركتنا في الضفة الهتاك..
الآن تحتشد الأشواق في النحور..
يا وطناً في العبارات الجزلى..
ونيلاً من الأغنيات الشمول..
والرنيمات العجلى
وسحائباً في القصيد الهطول..
عمراً.. يا عمر الزنبقات الفراشات
العصافير الفصول
يا دوحاً في السياب والشعر
والحلاج والشيلي
وعبقاً من كل العصور..
يا جرحاً في خاصرة الوقت
يخاصم الاندمال
يحترف «نتح» الشعور..
يا صديق المسافات التي ركضاً طويناها
ثم التمسنا الظل في الشمس
لا الظل آوانا ولا الشمس سلوناها
يا حبيب الصهيل الخيل والسيف والمشارق
يا صنو التراتيل في الليل والمساجد البيارق
يا نقياً كما العشيات النجميات الشوارق
يا بدايات المراسي وكل شرفات القصور..
قد ادخرناك ليوم غير
ذي فرحٍ ولا ربيع..
انتظرناك غمامات مواطر
تطل على الدنيا جميع
سميناك قمراً زهري النجم
ذرًى سهولاً وبدور..
ذياك وقت الحضور
ان تعال الآن هيا.. فتعال الآن هيا
يا دفئاً في نخاع الشتاء
خذ الآن ما تشاء
خذ اهازيج الريح والمطر
وتشكل في الصمت كلام
خذ من الايقاعات الطبول
ومن الشعر البهاء
ومن الحس الشعور..
خذ الآن ما تشاء
من الاقحوانات الرحيق..
ومن وهج الحروف الحريق..
وكن فينا ما شئت
كن الجسد..
الدم
الروح
كن الحضور.. تكن الاندهاش
كن فينا الثبات..
كن فينا السفر الجياد..
الصهيل الجموح
كن بهاءات المقام
حتى يحين مقام الحضور..