تشاد كدا ...نحنا كيف ؟...بالمنطق

بالمنطق
ونحنا كيف؟!!!

صلاح الدين عووضه
السودانى 7/6/2006
[email protected]


*سلطان كيجاب سباح السودان الشهير (سابقاً) من لطف الله بنا أن لم يجعله رئيساً علينا حين ترشح في انتخابات الرئاسة قبل أعوام مضت.. فكيجاب - والذي يصر على أنه الرئيس الشرعي لولا التزوير - هو (شمولي) حتى النخاع، وما زال معجباً بجعفر نميري إلى يومنا هذا.. ثم هو - علاوة على ذلك - (متعنصر) لكل من ينتسب إلى منطقتنا بالشمال إلى الدرجة التي ما زال يعيب فيها علينا معارضتنا لجعفر نميري رغم أننا - حسب رأيه - ننتمي إلى قبيلة واحدة، وإلى وجهة جغرافية واحدة...
*ما جعلني أبدأ كلمتي اليوم بهذه المداعبة الخشنة لصديقي كيجاب هو توقع نقد مماثل من تلقائه حين شروعنا اليوم في نقد مسؤول من منطقتنا نفسها ولكنه إنقاذي هذه المرة وليس مايوياً..
*ولعل من غرائب الصدف أن المسؤول هذا نفسه سبق أن أبدى اندهاشه - مداعباً - من كون بعضنا منتمياً جهوياً وقبلياً إلى (هناك) ثم لا يجد في نفسه حرجاً من معارضة نظام، بعض أبرز رموزه من المنطقة تلك في الشمال... المسؤول هذا هو الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السابق ومستشار الرئيس الحالي... مستشار في ماذا؟.. لا أدري.. ولا أحد يدري.. ولا مستشارو الرئيس الكثر أنفسهم يدرون... المهم أنهم مستشارون والسلام...
*الدكتور مصطفى إسماعيل أدلى قبل أيام بتصريحات غريبة فيها من التناقضات ومجافاة الأعراف الدبلوماسية ما لم يأت بمثلها حتى وهو يشغل منصب أمين مجلس الصداقة الشعبية قبل أن يصير وزيراً للخارجية.. أي حين كان يتلمس خطاه في طريق الدبلوماسية...
*تناقضات جعلت صحيفتنا هذه تلتقطها بذكاء (حميد) - وليس (خبيثاً) - لترفد صفحتها الأولى بعنوانين من خبر (واحد!!).. لتصريحات مسؤول (واحد!!) في موضوع (واحد!!).. كل منهما يكاد (يصفع!!!) الآخر ثم (يبصق) عليه... *فمصطفى إسماعيل الذي قال في الخبر ذاك إن (ما يحدث في تشاد هو شأن داخلي) هو مصطفى إسماعيل (نفسه).. الذي يقول في الخبر (نفسه): (إن انتخابات الرئاسة التي جرت بتشاد مزورة)...
*ثم إن مصطفى إسماعيل هذا (نفسه) هو الذي سبق - حين كان وزيراً للخارجية - أن ملأ الدنيا بتصريحات يستنكر فيها دمغ انتخابات السودان الـ(إنقاذية) بالتزوير... ثم هو من بعد ذلك ومن قبل كان يستهجن (أي تدخل في شؤون البلاد الداخلية!!)..
*فلتكن انتخابات تشاد الرئاسية مزورة.. ماذا فعلت أنت - كحكومة - لتكون انتخاباتنا نحن فوق الشبهات؟!!! ماذا فعلت حتى لا يأتي كيجاب ويقول إنه الرئيس الشرعي لولا التزوير... وحتى لا يردد (عراب) النظام السابق - الدكتور الترابي - عبارته الشهيرة: (أيما انتخابات جرت في عهد الإنقاذ فهي مزورة)... وحتى لا يشترط قادة المعارضة السودانية - ومنذ الآن - وجود رقابة دولية على الانتخابات القادمة خشية التزوير...
*لقد ظننا من قبل أن المستشار بونا ملوال هو وحده الذي يحتاج إلى مستشار خاص به ولكن يبدو أن اختلاط الحابل بالنابل في (أيامنا هذه!!!) يحتم على (مستشارينا) كلهم أن يكون لهم (مستشارون!!!).
*تشاد (كدا) يا سعادة المستشار.. (انحنا كيف)؟!!...