اسرارلقاء مشار بزعيم جيش الرب !!

اسرارلقاء مشار بزعيم جيش الرب !!


06-07-2006, 01:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1149640083&rn=0


Post: #1
Title: اسرارلقاء مشار بزعيم جيش الرب !!
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 06-07-2006, 01:28 AM

جيش الرب وموسفني وجها لوجه في جوبا ‏
حكومة الجنوب : اختبار‎ ‎القدرة على الوساطة‎
‎ ‎تقرير : عارف الصاوي‎
يغادر الدكتور رياك مشار‎ ‎نائب رئيس حكومة الجنوب اليوم الي جوبا ، حيث سيلتقي غدا ‏باعضاء مجلس الامن‎ ‎الزائرين للسودان هذه الايام لمناقشة كثير من القضايا ، عندما سألته عن ‏اجندة‎ ‎الاجتماع قال *الاجندة مفتوحة علي دارفور وتنفيذ اتفاق نيفاشا والتزامات المجتمع‎ ‎الدولي ‏المالية وبالطبع جيش الرب) ، وكان مشار يتحدث بروح من التحدي والكبرياء‎ ‎خصوصا عندما ‏تسأله عن اجتماعه الشهير بجوزيف كوني زعيم جيش الرب في يامبيو منتصف‎ ‎الشهر الماضي ‏، لذلك عندما يستمع الي اعتراض المجتمع الدولي علي مبدأ التفاوض مع‎ ‎جيش مطلوب قيادته ‏الي محكمة العدل الدولية في جرائم حرب ضد الاطفال والنساء‎ ‎والمسنين ، يقول *هذه ‏غيرة)بمعني ان احدا لم يستطع ان يري جوزيف كوني ولم يستطع‎ ‎المجتمع الدولي برغم صدور ‏امر من المحكمة الجنائية ان ينهي نشاطه لا في الجنوب ولا‎ ‎في يوغندا حتي امتد نشاطه الي ‏الكنغو‎ .‎فعندما اعلن مشار اثناء حوار اجريته‎ ‎وزميلي علاء بشير في جوبا معه نوفمبر من العام ‏الماضي كان يتحدث عن اتصالات بينه‎ ‎وقادة جيش الرب لاقناعهم بضرورة التفاوض مع الحكومة ‏اليوغندية ، وكشف مشار وقتها ان‎ ‎رسائل بالبريد الالكتروني قد وصلت يفيد فيها جيش الرب ‏بموافقته المبدئية علي‎ ‎التفاوض ، والمثير لدهشتنا ان لدي جيش الرب تقنيات اتصال مما يعني ‏انهم يتواصلون مع‎ ‎جهات كثيرة ، ونفس هذه النقطة كنا قد طرحناها علي مسؤول امني كبير ‏بجوبا ، *كيف لا‎ ‎تستطيعون ان تنهوا نشاط جيش خبرتم التعامل معه )، ونفيا للاتهامات التي ظل ‏يطلقها‎ ‎قادة الجيش الشعبي للجيش السوداني باستمرار عناصر من الاستخبارات العسكرية في ‏دعم‎ ‎جيش الرب *وهذا ما كشفه مسؤول الاستخبارات السابق ادوارد لينو في حوار اجرته معه‏‎ ‎‎«‎الصحافة» نهاية نوفمبر من العام الماضي )، والمح اليه اخيرا النائب الاول لرئيس‎ ‎الجمهورية ‏سلفاكير ميارديت قبيل انطلاقة الاجتماعات المشتركة بين الحركة الشعبية‎ ‎والمؤتمر الوطني ‏الاسبوع الماضي‎ .‎وظل المسؤول الامني متحفظا عن استراتيجية‎ ‎الامن في التعامل مع جيش ‏الرب خصوصا في جانب وضع استراتيجية مشتركة لمحاربة جيش‎ ‎الرب ، وبعيدا عن الاحتمالات ‏التي كان قد بعث بها رئيس حكومة الجنوب الي جيش الرب‎ *‎اما التفاوض مع الحكومة اليوغندية ‏او مغادرة الجنوب او الاستعداد لحرب مع الجيش‎ ‎الشعبي )، فان الخيارات ضاقت امام حكومة ‏الجنوب والقوات المسلحة ، ويبدو ان الخيار‎ ‎الوحيد امام الحكومة السودانية وهو الاستمرار في ‏التعاون مع الحكومة اليوغندية ،‏‎ ‎لكن بالمقابل فلدي كثير من القادة الميدانيين للاجهزة الامنية ‏تحفظات حول‎ ‎استراتيجية الحرب التي يستخدمها الجيش اليوغندي ، ففي الغالب هي غير فاعلة ‏ولم‎ ‎تستطع ان توقف الهجمات ، لذلك فان الواضح ان حكومة الجنوب اختارت طريقا اخر وهو‎ ‎المضي قدما في مبادرة التفاوض مع الحكومة اليوغندية ، وكانت الشكوك تحوم حول مبادرة‎ ‎رياك مشار حتي بعد ان كشف لقاء مرتقب بينه وجوزيف كوني ، فكان المراقبون يقولون ان‎ ‎مشار لن يلتقي بكوني ، لكن ربما ممثلين عنه‎ .‎لكن المفاجأة ان مشار سافر الي غرب‎ ‎الاستوائية ‏وفي يامبيو تحت ظل شجرة جلس مع كوني وثلاثة من كبار اعوانه فيما انتشر‎ ‎افراد من الجيش ‏الشعبي ومقاتلي جيش الرب حول المكان يحملون بنادق رشاشة لحماية هذا‎ ‎الاجتماع‎ .‎وقتها كان ‏رئيس حكومة الجنوب ينتظر نتائج اللقاء وهو يهم بالمغادرة‎ ‎الي كمبالا ، وفي داخل غرف القيادة ‏العامة كانت مشاورات موسعة بين هيئة اركان‎ ‎القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية تجري ‏مع قادة الجيش اليوغندي قبيل اجتماعات‎ ‎مجلس الدفاع المشترك ، وكان متوقعا وصول القائد ‏وياي دينق رئيس هيئة اركان الجيش‎ ‎الشعبي في اي وقت لينضم لهذه المشاورات ، لكن عندما ‏حضر وياي كان وفد الجيش‎ ‎اليوغندي قد غادر الخرطوم‎.‎والصورة التي التقطت للقاء مشار ـ ‏كوني وهي الدليل‎ ‎الوحيد علي ان اللقاء فعلا تم مع جوزيف كوني وليس شخصا اخر في طريقها ‏الي وثائق‎ ‎النائب الاول وهو متوجه الي كمبالا للقاء الرئيس اليوغندي‎ .
وفعلا اثارت الصحف‎ ‎اليوغندية بعد ان تسربت الصورة موضوع اللقاء وكانت معظمها غاضبة ‏من دعم مشار بمبلغ‎ 20 ‎الف دولار لكوني كما ظهر في الصورة واعترف بذلك مشار نفسه ، بل ‏ان تبريره يقول‎ *20 ‎الف دولارلا تستطيع ان تجلب بها سلاحا)، لكن بالمقابل هي ابداء لحسن ‏النية‎ ‎ومقابل وقف العمليات التي كان يشنها جيش الرب ، وامس عندما تحدثت مع مشار بالهاتف‎ ‎واثرت معه النقطة التي اثارتها المحكمة الدولية بخصوص ان الامر خرج من يد الحكومة‎ ‎اليوغندية واصبح موضوعا دوليا منذ ان تقدمت بطلب الي مجلس الامن بخصوص اتخاذ‎ ‎اجراءات ضد جيش الرب الذي يقوم بعمليات ضد المدنيين ، وفعلا احال مجلس الامن القضية‎ ‎الي ‏المحكمة الدولية التي بدورها اصدرت قرارا بتوقيف جوزيف كوني وثلاثة من معاونيه‎ *‎هم ‏نفسهم الذين التقي بهم مشار في يامبيو) ، وكان رد مشار *بان بعض الدول مثل‎ ‎سويسرا التي ‏سيصل سفيرها في الخرطوم الي جوبا الثلاثاء القادم وايطاليا ايدتا مبدأ‎ ‎التفاوض ، اما اذا اثارت ‏دول اخري مسألة‎ ‎المحكمة الجنائية في سبيل ايقاف التفاوض ،‏‎ ‎فان مشار مستعد لاتهامها ‏بالدعوة لاستمرار الحرب والعنف في الجنوب ، لكن عز الدين‎ ‎عثمان المحامي والمتخصص في ‏القوانين الدولية يري انه في حالة ان المحكمة الدولية‎ ‎اصدرت قرارها بموجب توجيه طلب من ‏مجلس الامن فان الحالة الوحيدة التي يمكن بموجبها‎ ‎اسقاط قرار المحكمة هي طلب اخر من من ‏مجلس الامن ، لكن في النهاية يمكن للمحكمة‎ ‎التمسك بقرارها‎ .
وفي كل الاحوال ، يبدو ان حكومة الجنوب عازمة علي المضي قدما‎ ‎في مبادرتها ، وبدا مشار ‏واثقا من نجاح المبادرة ، وقد وصل وفد جيش الرب الي جوبا‎ ‎فعلا وهم في انتظار لقاء مرتقب ‏بين حكومة الجنوب وممثل الحكومة اليوغندية ، الذي‎ ‎تشير المصادر الي انه في الغالب سفيرها ‏بالخرطوم ، مع ان هنالك لقاء قد تم الاسبوع‎ ‎قبل الماضي مع قادة الجيش اليوغندي وهم ابدوا ‏بحسب مشار استعدادهم للتفاوض‎ .‎وفي‎ ‎حديث مع سراج الدين حامد سفير السودان السابق في ‏يوغندا والملم بملف جيش الرب عن‎ ‎جدوي التفاوض ابدي تشاؤما من نجاح المبادرة ، فغير ان ‏لديه تجربة سابقة فانه يشك في‎ ‎ان يكون لدي جيش الرب رؤية سياسية وبالتالي لن ينجح اي ‏تفاوض في هذه الحالة ، لكن‎ ‎مشار يقول ردا علي هذه النقطة ان وفد جيش الرب الذي وصل الي ‏جوبا ليس من ضمنه جنود‎ ‎وانما اصحاب مؤهلات اكاديمية وهم جاءوا من كمبالا العاصمة ‏وبعض العواصم مما يدل ان‎ ‎جيش الرب يمثل رمزا للمعارضة اليوغندية ، وفي هذه الحالة فان ‏التعامل مع جيش الرب‎ ‎علي انه مجرد جنود يبحثون عن الاكل والامن فيه كثير من سوء ‏التقدير‎.‎الدكتور‎ ‎الطيب حاج عطية المتخصص في منطقة البحيرات والذى يعمل مستشارا للامم ‏المتحدة في‎ ‎مجال الصراعات بافريقيا يري ان جيش الرب لا يمكن هزيمته بالقوة العسكرية مهما ‏كانت‎ ‎التحالفات وهي نفس القناعة التي توصل اليها مشار ، لكن مازال الجزم بنجاح المبادرة‎ ‎امرا تكتنفه كثير من الشكوك خصوصا وان الحديث الذي ظهر في التسجيل بين مشار وكوني‎ ‎كان ‏هذا الاخير يقول فيه *انه يمكن انجاح المباحثات ، وان ليس هناك مشكلة بينه‎ ‎ويوري موسفيني ‏، لكن بالمقابل فان موسفيني غير مضمون)، وبهذه الكلمات ستبدأ عملية‎ ‎انهيار الثقة التي لن ‏تجزم بانها موجودة مع ان موسفيني قال بعد لقائه برئيس حكومة‎ ‎الجنوب انه سيضمن سلامة ‏كوني اذا بدأت المباحثات فعلا‎ ‎وعلي هذا الاساس ينبغي‎ ‎فهم ان هناك مليونا واربعمائة الف ‏يوغندي ماتوا بصورة بشعة في هذه الحرب ، وبحسب‎ ‎تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2004 ‏فان جيش الرب قام بتجنيد الاطفال وحملهم علي‎ ‎قتل اقربائهم وان هناك جنودا لا تتجاوز ‏اعمارهم الـ 8 أعوام هم الذين يخوضون حرب‎ ‎كوني المقدسة لتنزيل الوصايا العشر ، حسب ‏زعمه‎.
الصحافة 7-6-2006.‎