من التخصيب إلى دارفور

من تخصيب اليورانيوم الايراني
إلى اتفاقية سلام دارفور

وجدت نفسي حائرا أمام كم من القضايا التي تناولتها وسائل الاعلام العامة . . الخلاف الايراني الاميركي حول تخصيب اليورانيوم والذي حسب كثير من الناس انه سيقودنا إلى حالة عراقية أخرى . كلنا تابع آخر التطورات المعلنة، وقد يكون منا من تابع تطورات أخرى أو رصد ما يجري وراء الكواليس، بدءا من العراق مرورا بافغانستان وليس انتهاء بلبنان (..) من استعراض طهران لأوراقها ومضي واشنطن قدما - وإن يكن بدون ضجيج - فى محاصرة ايران اقتصاديا وماليا، بدءا من مصارف وسط آسيا مرورا بأوربا وانتهاء إلى أين !
إذن الحرب بدأت. ولكنها حرب بشكل آخر . . شكل ينتهي عادة بالتوصل إلى صفقة شاملة . قطعا لن تبقى الصفقة فى حدود حكاية التخصيب والسلاح النووي المنتظر والتي بدت لي، منذ البداية، غير مبلوعة. ولكن على حد قول أخواننا الليبيين: (الله غالب) .
ومن الخلاف الايراني الاميركي يجد المرء نفسه فى (غلوطية) ، كما نسميها فى السودان أو (فزورة) كما اعتاد أهل مصر وعرب آخرون أن يسموها. . أعنى اتفاقية السلام فى دارفور والتي لبت كثيرا من المطالب العادلة لحركات التمرد فى الاقليم على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية وباشراف افريقي ودولي والأهم من ذلك كله انها تفتح الباب على مصراعيه أمام السلام وعودة اللاجئين إلى ديارهم . لا أفهم لماذا لم يوقع عليها من لم يوقع .. صحيح الاتفاقية لا تلبي كافة مطالب هذا الطرف أو ذاك وهذا أمر طبيعي فعندما تدخل مفاوضات عليك أن تعرف مسبقا بأنك ستتنازل . . وعندما تكون الاتفاقية نفسها مفتوحة لمزيد من الحوار أي أن بإمكانك أن تعتمد مبدأ (خذ وطالب) يخلق رفضها ارتباكا يستعصى معه فهم الاسباب على أمثالي من خلق الله ويعطي لآخرين الحق فى اتهام الرافضين بإضمار لسوء النية بل وحتى العمل على تنفيذ أجندة خفية.
(الضفتان – يونيو 2006 )