مؤامرة في افريقيا !!

مؤامرة في افريقيا !!


05-30-2006, 05:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1148963053&rn=0


Post: #1
Title: مؤامرة في افريقيا !!
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-30-2006, 05:24 AM

افكار وايام ‏
ممنوع العروبة ‏
رجا النقاش : ‏
للكاتب العربي الكبير احمد بهاء الدين 1927-1996 كتاب بالغ الاهمية وان يكن هذا الكتاب غير معروف على نطاق واسع وقد ‏صدر هذا الكتاب في طبعة واحدة سنة 1958 ولم تصدر له طبعة اخرى منذ ذلك الوقت البعيد والكتاب عنوانه «مؤامرة في افريقيا» ‏وصفحاته تكشف في وضوح وسلاسة ومعلومات دقيقة «جذور» المأساة الصومالية وهي مأساة قديمة وليست حديثة ولكننا للاسف ‏الشديد لا نتذكر هذه المأساة الا عندما تشتعل النيران في ارض الصومال. واشتعال هذه النيران ان يكون في الغالب مصدره تدخل ‏اجنبي كما يحدث الان فقد تذكرت اميركا فجأة ان الصومال يمكن ان يكون مقرا لتنظيم القاعدة الارهابية فانشأت جماعة لمقاومة ‏الارهاب وقدمت اليها المال والسلاح وبدأت المعارك واخذ المواطنون يتساقطون في الشوارع والطرقات واصبحت بيوت الساكنين ‏وخيام اللاجئين تنهدم على من فيها، والصوماليون الان في هذا الصراع هم فريسة الجوع وفقدان الامن وانعدام فرص الحياة ‏الطبيعية ولولا ان الاميركان تدخلوا في الصومال اخيرا لمطاردة ذلك الشبح الغامض وهو الارهاب لكانت مأساة الصومال قد ظلت ‏بعيدة عن الانظار وظل الصوماليون يحترقون بنيران التآمر عليهم والسعي لتمزيقهم والوقوف بصورة دائمة ضد استقرارهم ‏ووحدتهم وسعيهم الى حل مشاكلهم الكثيرة المعقدة.منذ وقت طويل، والاستعماريون الايطاليون والانجليز يحاولون ان يقضوا على ‏كل العوامل القوية التي تربط بين اهل الصومال وتوحد ارضه وعلى رأس هذه العوامل ان تكون اللغة العربية هي لغة الصومال وهو ‏ما يريده الصوماليون انفسهم ولم يستطيعوا تحقيقه الى الآن. وهذه قصة واقعية يرويها كاتبنا الكبير احمد بهاء الدين في كتابه ‏‏«مؤامرة في افريقيا» وهي قصة تكشف بوضوح تام ما يشنه الاستعماريون القدماء وقد انضمت اليهم اميركا اخيرا من حروب على ‏عناصر توحيد الصومال واهلها وفي مقدمة ذلك اللغة العربية وتبدأ القصة بخطوة اتخذتها مصر على يد ممثلها في الصومال السفير ‏الشهيد كمال الدين صلاح وهي استضافة مائتي طالب وطالبة من الصومال لكي يتلقوا تعليمهم في المدارس والجامعات المصرية ‏وفجأة بدأت السفارة الايطالية في القاهرة تنشط وتتصل بالطلبة الصوماليين في القاهرة وتعزيهم بشتى الوسائل لكي يتركوا ‏دراستهم في مصر ويسافروا الى ايطاليا وفرنسا ويقدم احمد بهاء الدين في كتابه نص رسالة تلقاها ممثل مصر في المجلس ‏الاستشاري الصومالي وتقول هذه الرسالة «السيد المحترم مندوب مصر انا والد الطالب الصومالي عبد الحميد محمد حسن اقدم ‏لسيادتكم طلبي هذا راجيا ان يكون موضع عنايتكم واهتمامكم كما عهدنا منكم دائما سيدي الوزير سمعت ان ابني الذي كان يدرس ‏في مصر بكلية الحقوق جامعة القاهرة قد سافر الى ايطاليا وانني ارى انه اصبح فريسة لاغراءات بعض النفوس الشريرة الذين لا ‏يريدون له خيرا، سيدي الوزير بعد تقديم اعتذاري لهذا التصرف الصبياني من ابني التمس من سيادتكم ان تسعوا لدى الحكومة ‏المصرية بما يلي :‏
‏ 1- الا تسمح له بسحب اوراقه من كلية الحقوق.‏
‏2- ان يبقى اسمه في كشوف الطلبة ويكون طالبا نظاميا حتى يتمكن من اداء الامتحان 3- ان يكون اعتذاري مقبولا وذلك لرغبتي ‏الشديدة في ان يكمل ابني تعليمه في مصر وحتى لا تضيع مجهوداتي خلال السنوات الطويلة التي قضاها في الدراسة كما انني كأب ‏احرص على مستقبله ولن اسمح ان يتعلم في بلد لا يعرف ثقافته ولايجد الاخلاص والمحبة التي يجدها عند الاساتذة والشعب ‏المصري وانني اتعهد ان ارجعه الى مصر كما اتعهد انه لن يعمل مثل هذا التصرف الصبياني بعدئذ ولكم جزيل شكري واحترامي ‏والد الطالب محمد حسن موسى 25/12/1956 ». تلك هي القصة التي تكشف عن جانب من جذور المأساة الصومالية فالصومال ‏ممنوع من ان يكون عربيا وممنوع من ان تكون لغته الواحدة التي تربط بين آبائه في اللغة العربية، اما الذي كان يدافع عن ‏الصوماليين ومطالبهم المشروعة وهو السفير الشهيد كمال الدين صلاح فقد قتلوه طعنا با لسكين في مقديشيو في 17 مارس سنة ‏‏1957 . ‏
نقلا عن الوطن القطرية 30 مايو 2006 ‏