رساله صوتيه

رجع الى منزله بعد يوم عمل طويل وشاق وبدا فورا فى الاستماع الى رسائله
التلفونيه على امل ان يجد رساله تريحه من العناء اليومى ,خلا جهاز التسجيل
من الرسائل ماعدا رساله واحده من صديقه محمد

"هاللو ..وين انت يازول؟؟لى يومين بحاول اتصل بيك,انشاء الله المانع خير!!
على كل حال بحاول اتصل بيك مره تانيه..انا دلوقت مع ناس احمد محمد ومعانا
مجموعه من الاخوان..لو لقيت الرساله دى اتصل بى اى وقت "

سمع بعدها صوت السماعه توضع على التلفون..كليك كليك..لكن يبدو انها لم تنزل فى مكانها الصحيح ويستمر
التسجيل دون ان ينتبه احد.
يواصل نفس الشخص الحديث
"ياخى الزول ده قدر ما اتصل بيهو ما القاهو ..حاجه تغيظ فعلا"
رد عليه شخص اخر
" والله انا مستغرب انت مصاحب الزول ده كيف!!"

رد عليه

"انت ما بتعرفو كويس عشان كده ليك حق تقول كلامك ده"
"اعرف ليهو شنو...انا من ما سلم على بطرف اصابعينو نفسى مرقت منو"

"دى طبيعتو ياخ ودى طريقة سلامو ..وانت ما بتحكم على الناس بطريقة سلامهم"
"طبيعة شنو وبصل شنو!! صاحبك سقيل ودمو تقيل..فكنا بالله"

تدخل شخص اخر فى الحوار
"بصراحه هو زول ما بطال بس ريدتو للحكومه دى المحيرنى"
"طيب ما يريد الحكومه ,ليهومليون حق يريدها"

شخص اخر
"بالله يا اخوانا كل شئ ولا نقاش الحكومه والسياسه..بعد شويه تقومو تشاكلو
وتكوركو وتكرهونا الونسه"

صوت اخر
"ومالو نقاش السياسه؟ما هى دى الحاجه المفيده"

"ياخى ماعندى مانع تتناقشو بس من غير كواريك وانا على كل حال حاقرا جريدتى دى""

"صاحبك دى علاقتو بالحكومه علاقة مصالح فقط..قريبو دلفين كبير فى الوزاره
وعندو معاهو حاجات دقاقه دقاقه, مافى زول عارف تفاصيلها لكنها بدات تظهر
فى طريقة حياتو"

رد عليه
"قريبو ده موظف صغير لا بودى لا بجيب وزى ما بقولو
زول منتهى راقد عده ..عده قديمه كمان"

"طيب سر الروقه الظاهره عليهو دى شنو؟"

"انا شخصيا ما بتهمنى الروقه..الزول ده كلما اشوفه القاهو مجكس"

"يازول قول بسم الله مجكس شنو!!"

"ايييييييي لقيتو فى العرس قاعد مع بنت واخر ونسات "

"طيب مالو..امكن قريبتو"

"قريبتو شنو يابوى..قايلنا طراطير ما بنعرف الجكيس"

تدخل صوت عميق وشارك فى الحوار وبصوت هادئ
"ده كلو كلام ميت ومخستك ..انتو ما عارفين الانا عارفو....

وهنا توقف التسجيل وكانت هذه اخر رساله يسمعها فى حياته حيث قام بتحطيم
جهاز التسجيل ورميه فى القمامه.

_________
النصري أمين

لو تتكلم الجدران .. لشهدت علينا
الجدران التي يحمل باطنها ما لا يحمل ظاهرها.

أشكرك على القصة .. ولحم الناس مر
(ميتاً فكرهتموه)

النصري امين

سلام

وحمدلله على سلامتك,لك وحشه ياراجل.

يا النصري يا اخوي لا تنكش الجراح ,لو اتيح لنا ان نسمع مايقوله من يبتسمون في وجوهنا

لما عرفنا ان نعيش.

تعرف اسوأ من كده عندنا طفله, عمرها حوالي ال 10 سنوات ,ترفض تتحدث العربيه او اي رطانه

سودانيه اسرتها سودانيه,ترفض تسلم على اي ضيوف يجوا يزوروهم عارف ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قالت لامها انتو شعب منافق,اي زول يجي هنا تضحكوا وتتحدثوا عن الآخرين لما يغادر تتحدثي

انت وبابا عنه كأنه عدو!!! ارفض علاقاتكم القشريه ارفض ان اعيش هذا النفاق مثلكم.

لا حوجه لي بعلاقات مع هذا المجتمع.

انا مع صديقاتي الكنديات لا ابتسم الا لمن يعجبني,لا اتعامل الا مع من يحترمني

لا ادخل منزلي الا من هي صديقتي فعلا,اما انتم فعالم يصعب علي فهمه ,لكني اعلم انه

عالم مخادع!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تخيل هذا حال طفله سودانيه.

اما (الانسر ماشين) وقصصها فاتركها على جنب.

لك الود ولاطفالنا اصدق الدعوات,وهم يقارنون كل يوم بين ثقافتنا وثقافة الآخرين.

تراجي.

شكرا ياهشام وتراجى على الحضور الجميل
ومعزره لتاخر الرد ....
وكما قلت يا هشام لحم الناس مر ولا يمكن بلعه...

المشكله فى نظرى مشكله امه تركض للخلف بسرعه الصاروخ
واقصد هنا القيم الجميله الساميه ,فكل يوم يمر يسقط مسمار
من المسامير التى تمسك جسد الاخلاق السودانيه...

لاذلت على قناعه تامه اننا نحتاج لبطل قومى يظهر من العدم..
بطل ينصر الفقراء والمساكين والمهمشين..
بطل يعيد الوعى لاجيال قادمه فى طريقها للضياع و العدم ..

ينتابنى احساس احيانا ان هذا البطل بينناالان ..
قد يكون فى رحم او حضن امه..
او قد يكون طفل صغير يلعب فى ذقاقات احدى الاحياء الشعبيه...

لا بد ان يظهر حتى لو طال الذمن

ولن ينفع اى بديل اخر