الحزب الشيوعى ..حساب الأسطورة ...ناتج التعب الأخير

حينما ينفى السكرتير العام للحزب الشيوعى محمد ابراهيم نقد بشدة مقولة أن الحزب الشيوعى السودانى يعتبر من أكبر الأحزاب الشيوعية فى أفريقيا والمنطقة العربية لايبدو لى شخصياً أن هذا الرد موجهاً للخارج أى للنظره التى تحملها القوى الأخرى من سياسية واقليمية ودولية عن الحزب الشيوعى السودانى هذا الخارج المتحفز بعدة نوايا مختلفة يحملهاباصرار لمواقع صراعه ضد الحزب ويرتب وفق ذلك مقتضيات وأجندة عمله أخر مايمكن أن يظهر منها(الرضا بالتعايش السلمى السياسى ضمن أليات ديمقراطية تدبر وسائل الصراع مع الحزب) وأقصاها فيما تبديه نوايا السياسه (قنطرة) الحزب الشيوعى كمصدر للخطر الدائم والشر وأزاحته.. دون أن ننسى أن وجوده نفسه يمكن أن يكون وسيلة وحافز أيدلوجى للأستقطاب وقد كان.. وهنا لا ينفى مؤرخى جماعةالأخوان المسلمين فى السودان أن ميلاد هذه الحركة نفسها جاء نتيجة للتحدى الذى خلقه وجود حزب شيوعى فى السودان تعهدت جماعة الأخوان المسلمين منذ قيامهابوضعه كهدف أساسى ومحاربته..لكن الوجه الأخر للمقولة والذى يبدو أكثر قرباً من واقع الحزب اليوم وتحتاج لتوجيها نحو الداخل أكثر من أنها مقولة تم طبخها فى دوائر أستخباراتية كما لايستبعد السكرتير العام ذلك فى سياق نفيه,هو أن الشيوعيين أنفسهم ضحايا بشكل أو أخر لهذه الفكرة عن حزبهم وساهموا على نحو كبير فى تدبيج تلك الأوصاف مما خلق حالة من البرانويا التنظيميةنسجت منذ مابعد 19 يوليو أنماطها النفسية الخاصة جداً فى ثنايا العلاقة بين مفهوم التنظيم ومفهوم الأنتماء ولاتشكل أبعاد العلاقة فى الوصف التنظيمى مابين ديمقراطى أوشيوعى فارق يزكر طالما أنها مشمولة باطر فضاء تنظيمى واحد ينسج ذات العلاقات وينتج نفس القيم وقد بدأ منذ فتره طويله يتأسس على شبكة علاقات أجتماعية بين شرائح من المثقفين يمتلكون كثير من (الحكى والونسات) وما أدخرته الحقب المختلفه من حكايات وبطولات الزملاء وطرائف المطاردات ونوادر الرفاق بجانب المخزن الغامض والدائم للأسطورة المتمثل فى حالة السرية التنظيمية والتى أصبحت بقدرة قادر غاية فى حد زاتها تكرس لعبة التشويق السياسى والغاز الأختفاء لاالممارسة الحقيقيةفى بعدها اليومى العميق والتغييرى داخل مجريات العمل الجماهيرى والعام هذه الأسطرة (دون ان ننسى دور نصوص أدبية كثيره راكمها مبدعو الحزب تم تأويل أخيلتها لأغراض هذه الأسطرة أيضاً) نقول أن حالة الأسطورة هذه والضخامة المتوهمة تم التغاضى عنها من قبل قيادات مابعد مزبحة 19 يوليو لتعطيل أداء الحزب النظرى والفكرى واصبحت الماركسية نفسها خارج سياق التناول والدعوة للأنتماء فكان نصيب الحزب من جمهرة عريضة من المنتمين جاءت مدفوعة بظلال هذه الأدبيات وحكايات الشيوعى النبيل أكثر من كونه أنتماء معرفى حقيقى يتاسس على قناعات نظرية وسياسية معاً لاسياسية وحزمة..حكايات



نواصل...

up

نتابع

على مااذكر يا ود الياس

الرجل الاول في الحزب كما قدمة كمال الجزولي

قال بالحرف الواحد

الناس بتقول بان الحزب الشيوعي السوداني من اكبر الاحزاب الشيوعية

الموجودة في المنطقة, نحن حزب صغير قدر السودان.



متروك لكـ الاجتهاد في تقيم حجم الحزب حسب فهمك لمقولة السكرتير

مع تحياتي

فيصل محمد خليل

بكتاش ناصر..كابتنى الحريف
الواثق تاج السر..
شكراً

فيصل..ماأود أن أناقشه هنا وبشكل جماعى من المهتمين ليس حجم الحزب وأنما مفهوم الأنتماء التنظيمى للحزب وهل وجد المستوى المعقول لتربية الكادر ثقافيا وسياسياً وهل كانت (الماركسية نفسها) كجهاز نظرى ومفاهيمى حاضره فى هذه التربية آم أن الشيوعيين قدموا حزب سياسى سودانى مرتبط بأفاق سياسية محدوده وغير استراتيجية وتم وفق أشكاليات كثيره تعطيل الأداء النظرى للحزب..أدى ذلك الى خلق نوع من الكادر مصاب باعراض صوفية فى انتماءه هذا أكثر من كونه مسلح بالحد الأدنى من الوعى النقدى والعلمى فى التفكير لذلك دائماً ماتجد بعض مثقفى الذين فتح عليهم بقراءات عميقه داخل المشروع الأشتراكى نفسه وبتعدد الأجتهادات الفكريه فى الماركسيات العديده حصروا نقاشاتهم المفيده والعميقة فى فى هامش (المرافقه التنظيمية هذه)و كأن هذه القراءات خاصه فقط بالتطوير الذاتى للشخص المنتمى دون أنتم ضخها فى شرايين الحزب نفسه فى صيغة جدال وحوار حيوى ومستمر...ولذلك سببه
أدى ذلك الى سيادة نمط كادر سلبى منتمى للحزب كفضاء أجتماعى وسياسى (بالقطاره) أكثر من كونه مجال فكرى وسياسى وثقافى نشط معنى بمهام التغييير ونشر الوعى الحقيقى لا نشر (الأمثولة)

سأعود للمواصلة..متى مااسعفنى الوقت

حاتم الياس


كلام مهم واضح فيهو نفس المعايشة العميقة للموضوع

واصل دون القفز لنتائج متعجلة أو نهايات مبتسرة للحوار.

***