مالذى يحدث فى وزارة التقانة - في الشأن العام:الحكومـــة لاتخشـــي الله في علمائهـــا

مالذى يحدث فى وزارة التقانة - في الشأن العام:الحكومـــة لاتخشـــي الله في علمائهـــا


05-28-2006, 07:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1148797506&rn=0


Post: #1
Title: مالذى يحدث فى وزارة التقانة - في الشأن العام:الحكومـــة لاتخشـــي الله في علمائهـــا
Author: Dia
Date: 05-28-2006, 07:25 AM




منقول عن جريدة السودانى

العدد رقم: 201 2006-05-28

في الشأن العام:الحكومـــة لاتخشـــي الله في علمائهـــا

لقد فوجئنا بان هنالك قراراً بالاستغناء عن خدمات خمسين عالماً سودانياً(دفعة واحدة) كانوا يعملون بوزارة التقانة دون توضيح لسبب تلك الفعلة غير الموفقة بمثل تلك السرعة، وفي مثل هذا الوقت الذي يسبح فيه السودان في بحور من المشاكل نخشي ان يكون وراء العجلة طموح المجموعات المتطلعة للسلطة والثروة باقصر الطرق واسرعها والذين يسعون ماوسعهم السعي للجلوس على مقاعد الكبار دون مقدرة على ملئها اسماً او فعلاً.

لقد تعود الشعب السوداني على اهدار ثروات البلاد البشرية، التي يدفع تكاليف تأهيلها وتدريبها داخلياً وخارجياً من عرق جبينه ودم قلبه، وما ان تنضج وتثمر وتبدأ في ايتاء اكلها، حتي تتركها القرارات الفطيرة لقمة سائقة تلتهما اي من اقطار العالم الاخرى التي تعرف قيمة العلم وتقدر العلماء. فقد فعلتها حكومة مايو عندما رفعت شعار التطهير واجب وطني والذي فقد السودان بموجبه خيرة واميز علمائه على رأسهم مجموعات من اعضاء هيئة تدريس جامعة الخرطوم. لقد كان مبرر ذلك الاجراء انتماء من تقرر ابعادهم للاتجاه الاسلامي الذي بموجبه اطلقت عليهم صفة الرجعية، وقبل ان تهدأ عاصفة تطهير الجامعات من الاسلاميين بدأت عاصفة اخرى كان ضحاياها هذه المرة الشيوعيين الذين تسببوا في تطهير من سبقوهم، وهكذا خسر السودان علماءه من الجانبين رغم كل ذلك يحمد لقرارات التطهير في ظل حكومة مايو انها لم تجر من اجل ان تحل كوادرها ان كان لها كوادر خاصة محل المبعدين دون ان تكون لهم الكفاءة لفعل ذلك، فقد كانت المعايير لشغل الوظائف حتى ذلك الحين محتفظة بسلامتها.



حكومة الانقاذ وكالعادة تضرب الرقم القياسي في غالبية تصرفاتها وقراراتها فقد توجت الانقاذ مقدمها باصدار قرارات الاحالة للصالح العام التي ادت الى افراغ الخدمة المدنية بحالها من جميع قياداتها ذات التأهيل والخبرة. وكان المبرر لذلك الفعل عدم ولاء المبعدين لايدلوجية النظام الجديد، والذي اصبح المعيار الرئيس لتبؤ اي موقع من المواقع التنفيذية السياسية او التشريعية، ومن بعد عملت الانقاذ على شغل جميع المواقع التي شغرت بكوادرها من الاسلاميين وبعضهم يفتقد ادنى مطلوبات الموقع الذي يشغله ومن ثم اختلت معايير الخدمة المدنية الامر الذي تسبب في انهيارها الى يومنا هذا. بذلك الفعل فتحت الانقاذ شهية كوادرها الشابة واصحاب الولاء لها بان يسعوا لتحقيق طموحاتهم في اعتلاء اي من المواقع بما فيها القيادية دون قيد او شرط ودون ان يرمش للفاعل والمفعول من اجله جفن. لذلك تشجع شباب الانقاذ واجتهد في اتجاه ابعاد القيادات من الكبار ليس سناً فقط ولكن علماً وخبرة وتجارب ليرثوا مواقعهم بمؤهل الولاء مادامت قد ضربت لهم الامثال في الوصول الى السلطة والثروة وبالصاروخ.



افراغ وزارة التقانة من علمائها



اليوم توجت حكومة الانقاذ وهذا اسمها رغم وجود وزراء ما اسموها بحكومة الوحدة الوطنية معها ومن بينهم وزير ذات الوزارة المنكوبة توجت اخطاءها بالاستغناء عن خدمات خمسين عالماً يتبعون لوزارة التقانة وبالجملة هؤلاء العلماء ومنهم في درجة الاستاذية ومنهم من يحمل درجات في تخصصات نادرة حصلوا عليها من افضل واميز الجامعات بالعالم لايمكن ان يتم الاستغناء عن خدماتهم بمثل هذه السرعة وهم في قمة عطائهم، ولانعتقد بان الوزارة المعنية قد اعدت البدائل التي ستؤدي مهامهم كان ذلك في مجال الاشراف على الدرجات العليا او غيرها من مجالات الابحاث التي لن يؤديها صغار السن مهما كانت عبقرياتهم. ثم كيف بلغ هؤلاء العلماء مايسمونه سن التقاعد في عام واحد ويوم واحد معا؟ ثم ان هؤلاء العلماء لم يمنحوا السنوات الخمس الاضافية التي ارتفعت بسن التقاعد الي خمسة وستين عاما وهو من حقهم.



الذي قرر تنفيذ هذه الكارثة لا اظنه تخيل مدى الخسارة التي ستعود على وزارة التقانة ان كانت ستستمر بعد هذا الافراغ او على البلاد عموما ثم ما الحكمة والعدل في ادخال خمسين اسرة في محنة عطالة راعيها دون مقدمة او تمهيد، فقرارات انهاء الخدمة الحق بها قرار في اعلى درجات القسوة وعدم الانسانية بشر بموجبه اولئك المبعدين بانه لن تكون لهم رواتب من تاريخه وكأن الدخل باكمله كان كافياً، اية حكومة هذه التي لاهم لها الا البحث عن خلق المشاكل والمنقصات لمواطنيها دون ان تخشي الله فيهم هذا القرار المجحف الذي يقال انه صدر من مجلس الوزراء ويجلس وزير المبعدين بين عضويته لم يقل لنا سيادة الوزير ماهو الدافع لاتخاذه في هذا الوقت الذي تحيط فيه بالسودان الف مشكلة؟ كما وان وزير التقانة لم يعلن عن رأيه يما حدث وان كان ذلك برضائه، وفي هذه الحالة ليته يستقيل او ان القرار قد اتخذ من غير رضائه وفي هذه الحالة ايضا ليته يستقيل تضامنا مع هذه الثروة البشرية المهدرة.



وزارة التقانة هذه انشئت في اطار الموازنات والترضيات داخل المؤتمر الوطني الذي يهتم بتوفير فرص القيادة لكوادره والتي ان لم تتوفر في الواقع يخلقها خلقاً فقد خُلقت هذه الوزارة خصيصا حتي توفر فرصة لبروفيسور الزبير طه بعد ان غادر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولاندري ان كانت هذه الوزارة التي تم تجميع اوصالها من عدة جهات قد استنفدت اغراضها ويراد تفكيكها وانهاء مهمتها، وفي هذه الحالة المطلوب ان يعود العاملون بها كل الى موقعه القديم، اما العلماء بالذات فلم نسمع في كل العالم ان دولة ما قد قامت بالاستغناء عن خدماتهم لاي سبب كان خاصة بدعة بلوغ سن التقاعد.



بهذه المناسبة فان جامعة الخرطوم قد حاولت السير في الطريق الخاطئ عندما سعى بعض من مسئوليها للتخلص من مجموعة اساتذتها المخضرمين ممن يعملون بعد سن التقاعد وكان ذلك بدافع من بعض اعضاء هيئة تدريسها الجدد الذين يطمعون في ان يحصلوا على الامتيازات التي حصل عليها اولئك الاساتذة الاجلاء وابقوا عليها بحكم استمرارية عطائهم للجامعة وتتمثل تلك الامتيازات في المنازل التي تم تخصيصها لهم مثل غيرهم منذ بداية عملهم بالجامعة وما زالوا يشغلونها مادام عطاؤهم للجامعة مستمراً وربما رأي اولئك المسئولين ان مجموعة الاساتذة الاجلاء بكل ثقلهم الاكاديمي وخبرتهم الطويلة يكلفون ميزانية الجامعة ما لاطاقة لها به وبالتالي يمكن الاستغناء عن خدماتهم واحلال مواقعهم بكوادر جديدة اقل تكلفة وبالطبع اقل خبرة، ونسي هؤلاء ان مايقدمه هؤلاء الاساتذة للجامعة وطلابها لايمكن تعويضه الا عن طريق من بلغ سن التقاعد بتراكم خبراتها. لقد تصدى مجلس الجامعة الموقر لذلك العبث فاوقفه عند حده مشكورا.



في ندوة بالامانة العامة بمجلس الوزراء عن التعليم العالي وفي مداخلة للسيد وزير الدولة بوزارة المالية قال بالحرف الواحد انه لايري مبرراً لتقاعد اي استاذ جامعي بالمعاش مادام قادرا على الحركة والعطاء لطلابه. مثل هذه السياسة هي التي تعمل بها كل دول العالم المتقدمة التي تدري قدرة وقيمة الخبرة التي لاتكتسب الا بطول الممارسة والمران لكن يبدو اننا في السودان خارج نطاق العالم تماماً وينطبق ذلك الرأي علي العلماء المبعدين بذات القدر فهم ايضا يقدمون خبراتهم في الابحاث والدراسات وفي مختلف المجالات وهي خبرات لايمكن تراكمها الا بطول الوقت فكيف تجعل الحكومة من ذلك سببا للحرمان من عطائهم؟ هؤلاء العلماء الذين شردتهم وزارة التقانة بالاصالة او الوكالة قطعاً ستستفيد من خبرات من يقدر له الخروج من بلد لايحترم علماءه. كثير من الدول التي اصبح السودان مصدرا للخبرات لها.



والمدهش حقاً واكثر اننا لم نسمع حتي الآن صوتاً يعلو من اعضاء المجلس الوطني يستفسر عن هذه الكارثة اسبابها ودوافعها وماسيؤول اليه حال الذين استهدفتهم. اعتقد ان هذه المشكلة من اهم المشاكل التي يجب ان تحظي باهتمام اعضاء المجلس الموقرين خاصة وان كان بينهم علماء يعرفون حجم المشكلة وخطورتها.



اخيرا لابد من ان نسأل بعد ان استغنت وزارة التقانة عن خمسين من علمائها وهي تقوم اساساً على اداء مثل اولئك العلماء في تصريف مهامها كم تمثل نسبة هؤلاء المبعدين لجميع العلماء بالوزارة؟ وان كانت تلك النسبة لاتؤثر على عملها يصبح السؤال ولماذا كل هذا الحشد بداية؟ وفي كل الحالات مادام هؤلاء العلماء قد تم تجميعهم من اماكن اخرى لاجل انشاء الوزارة فلا اقل من ان يسمح لكل عالم بان يعود الى العالم الذي اتى منه.. اتقوا الله فيهم وارحموا يرحكم الله.










رجوع






















::: جميع الحقوق © 2006 محفوظة لصحيفة السودان الدولية والهوية الجامعة :::