Post: #1
Title: الاخضر الابراهيمي .. صورة من قريب !
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-28-2006, 00:56 AM
الاخضر الابراهيمي .. من «كرسي المعاش» الى «مهمة عسيرة» في الخرطوم الرأي العام – 27 مايو 2006 لإختيار الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان للدبلوماسي الجزائري المخضرم الاخضر الابراهيمي ليكون مبعوثا خاصا الى السودان بعد نحو خمسة اشهر من اعلان تقاعده عن العمل في المنظمة الدولية يعكس الثقة التي يوليها عنان للابراهيمي وصعوبه المهمة التي سيقوم بها في السودان. ربما لا يعلم كثير من السودانيين ان علاقة الابراهيمي بالسودان تمتد لما يقارب اربعة عقود من الزمان فقد كان سفيرا لبلاده في الخرطوم مطلع السبعينات وله صداقات مع العديد من السودانيين.
الابراهيمي بدأ حياته الدبلوماسية قبل نحو خمسين عاما ممثلا لجبهة التحرير الجزائرية في جنوب شرق آسيا مقيما في جاكرتا خلال الفترة من 1956 وحتى 1961 وبالتالى هو من الرعيل الاول لحرب الاستقلال في بلد المليون شهيد مع قادة آخرين ابرزهم احمد بن بلا اول رئيس للجزائر بعد الاستقلال تدرج الابراهيمي في العمل الدبلوماسي الى ان تولي منصب وزير الخارجية ثم انتقل الى الامم المتحدة حيث عمل مبعوثا للامين العام في اكثر بقاع العالم التهابا بدءأ بأفغانستان وهاييتي والعراق وجنوب افريقيا في الحقبة العنصرية واليمن وليبيريا والجزائر والعراق وأخيرا جاء الى السودان في مهمة في نظر الكثيرين ليست بالسهلة. تاريخ ميلاد الابراهيمي من حيث اليوم والشهر يشبه تاريخ ميلاد مئات الآلاف من السودانيين فهو مولود في1/1/1934م تلقي تعليمه في الجزائر وفرنسا حيث درس القانون والعلوم السياسية ويجيد ثلاث لغات بطلاقة هي لغته الام العربية الى جانب الفرنسية والانجليزية. تقول سيرته الذاتيه انه عمل سفيرا للجزائر بمصر والسودان ومندوبا لدى الجامعة العربية خلال الفترة من عام 1963 وحتى 1971 ثم انتقل سفيرا لبلاده في بريطانيا من عام 1971 حتى 1979 ثم مستشارا دبلوماسيا للرئيس الجزائري من 1982 وحتى 1984م تم انتقل الى الجامعة العربية مساعدا للامين العام لجامعة الدول العربية (1984-1991) ثم مبعوثا خاصا ووسيطا للجامعة العربية في الحوار الثلاثي اللبناني الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية. عاد الابراهيمي الى الجزائر مكللا بالنجاح الذي حققه في الحوار اللبناني ليعين وزيرا للخارجية 1991 - 1993 وخلال هذه الفترة شغل منصب مقرر مؤتمر الامم المتحدة الدولي للمناخ وقمة الارض. وقبل ان يبدأ الابراهيمي مهمته العسيرة في افغانستان عمل مبعوثا خاصا للامين العام للامم المتحدة في هاييتي (1994-1996) ثم ممثلا خاصا للامين العام في جنوب افريقيا ديسمبر (1992 - يونيو 1994م) وقاد بعثة المراقبة الاممية في الانتخابات الرئيس السابق نيلسون مانديلا الى رئاسة البلاد. أبرزمحطات الابراهيمي خلال فترة عمله الطويلة بالامم المتحدة كانت في افغانستان حيث عمل هناك مبعوثا للامم المتحدة في فترتين الاولى من يوليو 1997 وحتى اكتوبر 1999م ثم الثانية من (اكتوبر 2001 - وحتى ديسمبر 2004م) التي رأس خلالها بعثة الامم المتحدة في افغانستان وخلال هذه الفترة اوكل له الامين العام مهمة اعداد تقرير حول جهود صنع السلام والتي نتج عنها ما بات يعرف بتقرير الابراهيمي الذي صدر في عام 2000م. ابرز مهام الابراهيمي قبل تقاعده الى المعاش كانت في العراق كمبعوث خاص للامين العام للامم المتحدة هناك فهو صاحب مقترح حل المجلس الانتقالى الحاكم الذي انشئ هناك لحل معضلة الفراغ الدستوري الذي نشب هناك بعد سقوط نظام صدام حسين وكان يرى عدم اعطاء اعضاء المجلس اي دور في الحكومة المقبلة وهو يرى انه يتمشى مع تطلعات الشارع العراقي لكن الملاحظ ان اعضاء هذا المجلس احتلوا مواقع مؤثرة في الحكومة الجديدة التي تلت عملية حله. الابراهيمي قوبل ايضا بإنتقادات عنيفة في العراق ابرزها كانت من احمد الشلبي الذي اتهمه بانه يحمل اجندة قومية عربية وبالتالى يجب ان لا يمنح اي دور في تحديد مستقبل العراق. بعد الفراغ من مهمته في العراق قرر الابراهيمي التقاعد وبالفعل جرى توديعه في حفل حضره كوفي عنان وعدد من كبار المسؤولين بالامم المتحدة في ديسمبر الماضي وتواري عن الانظار لنحو خمسة اشهر الى ان كلفه عنان الاسبوع الماضي بالمهمة التي انهاها الخميس في السودان، واستند في ذلك على كلمات خلال خطابه في حفل توديعه عبر خلالها عن استعداده القيام بأية مهمة يطلبها منه الامين العام رغم تقاعده وهناك مصادر تحدثت عن ان اختيار عنان للابراهيمي لهذه المهمة تم بناء على طلب من الحكومة السودانية. لكن هل كانت مهمة الابراهيمي الاخيرة في السودان ناجحة؟ سؤال طرح على المبعوث الاممي في مؤتمره الصحفي مساء الخميس بالخرطوم فرفض وصف مهمته بالفشل، وقال انه استمع الى تساؤلات من الحكومة وسينقلها الى الامين العام للامم المتحدة وان المناقشات كانت مفيدة للمنظمة الدولية وللحكومة على حد سواء
|
|