Post: #1
Title: تعقيب على مقال معاوية بخيت : هؤلاء هم البجا ../أحمد أدروب
Author: siddieg derar
Date: 05-20-2006, 02:32 AM
تعقيب على مقال معاوية بخيت : هؤلاء هم البجا ../أحمد أدروب May 16, 2006, 12:47
ارسل الموضوع لصديق نسخة سهلة الطبع
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليما) w
تعقيب على مقال معاوية بخيت : هؤلاء هم البجا ..
أحمد أدروب
[email protected]
رداً على من كتب (البجا قومية خارج فلك التاريخ) : معاوية بخيت ،ولنبدأ باسمه (النكرة غير المقصودة) فمعاوية هي الأنثى من الذئاب ، أما بخيت فهو - إذا أسعفتني الذاكرة - الذكر من القرود ، ففي البدء أطمئنك يا معاوية بأنني لن أتطرق كثيراً إلى أسلوبك في إستخدام لغتك ، فهو ينم عن جهالة جهلاء ، وأقل ما يوصف به أنه يجعل الكتاب والنحاة وأهل اللغة يتحسسون سياطهم . هذا من ناحية الألفاظ ، أما من ناحية المضمون فحدث ولا حرج ، فهو يجعل السودانيين جميعاً بل وكل مطّلع على تاريخ السودان قديمه وحديثه ما بين مستلقٍ على ظهره ضحكاً أو منكباً على وجهه حزناً من تزييف لحقائق التاريخ وجرأة على شعب له تأريخ مدوّن منذ أربعة آلاف عام قبل الميلاد . فلا أظن ويستحيل أن يكون مثلك قد اطّلع على ما ورد في كتب التاريخ نقلاً عن مخطوطات الفراعنة ومسلات أكسوم والنوبة ومدونات هيرودوت في العصور القديمة ، إلى الواقدي والمقريزي في العصور الوسطى حتى لدن أندرو بول ونعوم شقير ومحمد صالح ضرار وأبو سليم في العصر الحديث ، كل هؤلاء وأولئك كتبوا عن تاريخ البجا وفيهم العدو المحارب والمؤرخ المحايد والوطني الغيور ، كتبوا فلم ترد منهم إشارة إلى سُبّة أو منقصة للبجا في صون الشرف والذود عن الحمى أو في الشجاعة والإقدام ، فأرضهم وعرضهم وشرفهم كان ولا يزال وسيظل مصوباً دونه حدّ السيف المعلّق دوماً على أكتافهم ، فلن يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه وعلى موانئه وعلى حدوده وعلى عتباته الدّم . ولا أظنك قد قرأت عن غزوات ملوك البجا القدماء لتخوم مصر الفرعونية ولحدود مملكة أكسوم ولداخل بلاد النوبة ولا عن صدّهم لغزوات البطالسة والرومان والعرب والبرتغاليين ، فلم يستطع أحدهم أن يأخذ أراضي البجا غصباً إلا مجاورة أو مصاهرة أو منحة ، وحتى الإسلام لم يعتنقه البجا قهراً بالسيف وإنما انساب فيهم سلساً بالدعوة والحكمة ، هذا عن تاريخ البجا المعروف منذ عهد كوش بن حام وحتى اليوم ، وهو موجود في المراجع والمكتبات والشبكة العنكبوتية ، فحدثني بربك عن (تاريخ الشوايقة) كما تسميه أنت ! الذين نقّب الباحثون فلم يفلحوا في ردّهم إلى أصل رغم ادّعاءاتهم الباطلة بالانتساب إلى الشرف العباسي أو إلى المجموعة الجعلية – فمن ناسبٍ لهم إلى البجا والبجا منهم براء ، ومن ناسبٍ لهم إلى البوشناق وهم بعض الهاربين من التي غزت مصر في فترة من الفترات (راجع دائرة المعارف البريطانية إن كان بوسعك الاطلاع عليها) ومن رادٍّ لهم إلى بني إسرائيل ، والراجح عندي أنهم من النفايات التي ترمينا بها مصر من وقت إلى آخر إلا ما ندر من طيبي الأعراق منهم.
أما إذا تحدثت عن الشجاعة والإقدام فالبجا هم مضرب المثل فيها منذ عهد ملوكهم كنون وأولباب وإشكاتيل إلى عهد النظارات من وهدأ أهمد دين إلى دقلل وكنتباي ثم إلى عهد همدين عيسى وبالئيد وههللتيناي وقويلاي أور وعلي منتاز ومحمد وحامد إلى الأمير عثمان دقنة الذي تغنت بشجاعته البنات في كل سواحل البحر الأحمر والخليج العربي وما زالت خططه العسكرية تدرس في أكاديمية سانت هيرست . تشهد لهم بالشجاعة معارك المهدية في التيب وتاماي وهندوب وسنكات وسواكن وطوكر ، حيث ارتقى الآلاف منهم شهداء ، شجاعة تغنى بها حتى الأعداء عندما كتب فيهم شاعر الإمبراطورية البريطانية كلها (روديارد كيبلينج) قصيدته العصماء (فزي وزي) ، وتشهد لهم معارك الثورة الأرترية ومعارك جنوب طوكر وكسلا في عهد الإنقاذ ، فحدثني يا هذا عن قومك الذين أشجع من فيهم إمرأة .!!
أما إذا جاء دور الوطنية فالبجا وأهل غرب السودان عرباً وغير عرب هم من قدموا التضحيات وبذلوا المهج والأرواح لطرد الأتراك ودفع الإنجليز ، ولهم الفضل في تأسيس دولة السودان الحديثة بحدودها الحالية والتي ورثتموها أنتم دونما وجه حق ن فعندما كان السودانيون يدافعون الأتراك كنتم أنتم جنودهم الباشبوزق والسناجك ، وحينما أتى الإنجليز كنتم أنتم الجواسيس والأدلاء والأعين لهم الذين قادوا العدو وكشفوا له مكامن الضعف والقوة ، ومنكم الذي ألقى القبض على الفدائي البطل وأمير الشرق عثمان دقنة (الواقعة موثقة بالصور) ، وهذا غيض من فيض .. فعن أي وطنية تتحدث .
أما الحديث عن الشرف والأعراض عندكم فإنني أمسك عن الخوض فيه لاحترامي لبعض الأصدقاء من شرفائكم والذين يتبرأون منكم علناً حتى لا تصيبهم بعض السهام ، مع أنك لم تراعي من الأدب والأخلاق شيئاً عندما كتبت وهذا يحسب للبجا . أما حديثك عن الشحذة والتسول فنعم يمارسها بعض الضعاف من الفقراء والعجزة والنساء والأرامل ، فأرض البجا قد أجدبت منذ أمد طويل فهلك الخف والحافر والزرع والضرع ، أجدبت بعد خصب كانوا يطعمون الناس فيه لحماً ولبناً ، حيث كان يهاجر إلينا الجوعى من أهلك فنؤيهم في سهول القاش وبركة وكانوا ولازالوا يأكلون من خير أرضنا . وعندما دارت علينا دوائر الدهر وناء علينا بكلكله لم نجد من الحكومات المتعاقبة من يقيل العثرة ويسعى إلى تنمية المنطقة وإيجاد سبل العيش البديلة . لم نجد حتى الفتات من خير أرضنا من عائدات الموانئ وعشرة أطنان من الذهب تسرق من أرضنا سنوياً ولا يدري أحد أين تذهب .. والبترول المدّخر تحت الأرض وأنابيب البترول التي تمر فوق الأرض . لا نصيب لنا في كل ذلك إنما نصيبنا أن نترك لنموت جوعاً وفقراً ومرضاً وقتلاً ، نعم إنهم يتسولون ، ولكنهم يتسولون مالهم منكم أيها السارقون أنت وولي نعمتك عوض الجاز الذي تدافع عنه . نعلم أن عوض الجاز وعصابته الخمسة الشوايقة هم الذين أمروا بقتل أهلنا الأبرياء العزّل في أحداث بورتسودان وهذا حدث والله العظيم له ما بعده وله يوم حساب آتٍ ترونه بعيداً ونراه قريباً جداً ، والمؤسف أن عصابة الخمسة هؤلاء معظمهم (موالي) للشوايقة وليسوا أصلاء فيهم وما أظنك يابخيت إلا منهم ، وختاماً أقول لك : لقد أسأت إلى أكثر من أربعة ملايين بجاوي تمتد أرضهم في ثلاث دول ، ولولا أنهم قد أكلتهم الحروب والمجاعات لكانوا نصف سكان السودان وأكثر ، فيا أيها الشوايقة أمسكوا عنا سفهاءكم ورقيقكم حتى لا نكشف المستور عن تاريخكم وصفاتكم المسكوت عنها ، وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا والسلام على من اتّبع الهدى .
|
Post: #2
Title: Re: تعقيب على مقال معاوية بخيت : هؤلاء هم البجا ../أحمد أدروب
Author: siddieg derar
Date: 05-21-2006, 04:52 AM
Parent: #1
فوووووووووووووووووووووووق
|
|