قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .

قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .


05-19-2006, 11:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1148034857&rn=5


Post: #1
Title: قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .
Author: Kamel mohamad
Date: 05-19-2006, 11:34 AM
Parent: #0

قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير :





أنشودة الجن;

قم ياطرير الشباب

غن لنا غن

يا حلو يا مستطاب

أنشودة الجن

وأقطف لي الاعناب

وأملأ بها دني

من عبقري الرباب

او حرم الفن

*

صح في الربى والوهاد

واسترقص البيدا

واسكب على زناد

ما يسحر الغيدا

وفجر الأعواد

رجعا وترديدا

حتى ترى في البلاد

من فرح عيدا

*

وامسح على زرياب

واطمس على معبد

وامش على الاحقاب

وطف على المربد

واغش كنار الغاب

في هدأة المرقد

وحدث الاعراب

عن روعة المشهد

*

صور على الاعصاب

وارسم على حسي

جمالك الهياب

من روعة الجرس

واستدن باب باب

واقعد على نفسي

حتى يجف الشراب

في حافة الكاس







Post: #2
Title: Re: قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .
Author: Kamel mohamad
Date: 05-19-2006, 11:39 AM
Parent: #1

الخرطوم :


مدينةٌ كالزهرةِ المونقَهْ
تنفح بالطيب على قطْرها
ضفافُها السحريّة المورقه
يخفق قلبُ النيلِ في صدرها
تحسبها أغنيةً مطرقه
نَغّمها الحسنُ على نهرها
مبهمةٌ ألحانُها مُطلقَه
نغّمها الصيدحُ من طيرها
وشمسُها الخمريّة المشرقه
تُفرغ كأسَ الضوءِ في بدرها

****
أحنى عليها الغُصُنُ الفارهُ
وظلّها العنقودُ من حادرِ
وهام فيها القمرُ الرافهُ
يعزف من حينٍ إلى آخر
قصيدةً ألهمها الإلهُ
يراعةَ الفنّانِ والشاعر

****
مدينةُ السحرِ مَراحُ العجبْ
ومُغتدَى أعينِه الساحرهْ
تنام فيها حُجُراتُ الذهبْ
على رياضٍ نَضْرةٍ زاهره
أضاءها الفجرُ فلمّا غربْ
أضاءها بالأنفس الناضره
وحفّها الحسنُ بما قد وهب
وزانها الحبُّ بما صوّره
يا لَلغرير الحلوِ من ذا أحبْ ؟
ويا لَذاك الظبيِ مَنْ ساوره ؟!

****
أحنى عليها الغصنُ الفارِهُ
وظلّها العنقودُ من حادرِ
وهام فيها القمرُ الرافهُ
يعزف من حينٍ إلى آخر
قصيدةً ألهمها الإلهُ
يراعةَ الفنّانِ والشاعر

****
ماج بها الشامُ ولبنانُهُ
والمدنُ الرائحة الغاديَهْ
طَوّقها بالحبّ غلمانُهُ
وغِيدُه اللاعبةُ اللاهيه
أضفى عليها الحُبَّ من أفنانِه
وزانها بالأعين الزاهيه
وفاض باللوعة فتيانُهُ
على الضفاف الحُرّةِ العاليه
فيا لَذيّاك.. وما شانهُ
يعانق الجنّةَ في غانيه ؟!

****
مدينةٌ وقّعها العازفُ
على رخيم الجَرْسِ من مِزْهرِهْ
ذوّبَ فيها الوامضُ الخاطفُ
سبائكَ الفِضّةِ من عُنصره
وجادها المرهمُ والواكف
بالكوثر الفيّاض من أنهره
وهام فيه القمرُ الرافه
يعزف من حين إلى آخرِ
قصيدةً ألهمها الإلهُ
يراعةَ الفنّانِ والشاعر

****





Post: #3
Title: Re: قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .
Author: Kamel mohamad
Date: 05-20-2006, 11:34 PM
Parent: #2

الصوفيّ المعذّب :





هذهَِ الذَّرَّةُ كمَْ تَحــمِلُ في العالَمِ سِرَّا

ذاتِها عُمْقاً وغَوْرا

قِفْ لَديْها وامْتَزِجْ في

وانْطَلِقْ في جَوِّها المَمْـلوءِ إِيماناً وبِرَّا

في الذَّرارِيِّ وصُغرَى

وتَنَقَّلْ بينَ كُبْرَى

تَرَ كُلَّ الكونَِ لا يَفْـتُرُ تَسْبيحاً وذِكْرا

***

وانْتَشِ الزَّهْرَةَ والزَّهْـرةُ كمْ تَحْمِلُ عِطْرا

نُدِّيَتْ واسْتَوثَقَتْ في الأَرضِ أَعْراقاً وجِذْرا

خَضِلٍ يَفْتأُ نَضْرا

وتَعَرَّتْ عَنْ طَريرٍ

سَلْ هَزارَ الحَقْلِ مَنْ أَنـْبَتَهُ وَرْداً وزَهْرا

وسَلِ الوردَةَ مَنْ أَوْدَعَها طِيباً ونَشْرا

بينَ أَعماقِكَ أَمْرا

تَنْظُرِ الرُّوحَ وتَسمعْ

***

الوجُودُ الحقَُّ ما أَوْسَعَ في النَّفْسِ مَدَاهْ

والسُّكُونُ المَحْضُ ما أَوْثَقَ بالرُّوحِ عُراهْ

في حَناياهُ الإله

كُلُّ ما في الكونِ يمشي

هذهِِ النَّمْلَةُ في رِقَّـتِها رَجْعُ صَداهْ

هُوَ يحيا في حَواشيـها وتحيا في ثَراهْ

وهْيَ إِنْ أَسْلَمَتِ الرُّوحَ تَلَقَّتْها يَداهْ

لَمْ تَمُتْ فيها َحياةُ اللَّـهِ إِنْ كُنْتَ تَراهْ

***

أَنا وَحْدي كُنْتُ أَسْتَجْـلي مِنَ العالَمِ هَمْسَهْ

وأَسْتَبْطِنُ حِسَّهْ

أَسْمَعُ الخَطرَةَ في الذَّرِّ

واضْطِرابَ النُّورِ في خَفْقَتِهِ أَسمعُ جَرْسَهْ

وأَرى عِيدَ فَتىَ الوَرْدِ وأَسْتَقْبِلُ عُرْسَهْ

وانْفِعالَ الكَرْمِ في فَقْـعَتِهِ أَشْهَدُ غَرْسَهْ

رَبِّ سُبْحانَكَ إِنَّ الـكونَ لا يَقْدِرُ نَفْسَهْ

صُغْتَ مِنْ نارِكَ جِنِّيـهِ ومِنْ نُورِكَ إِنْسَهْ

***

رَبِّ في الإشراقةَِِ الأُولَى على طِينةِ آدَمْ

أُمَمٌ تَزْخَرُ في الغَيْـبِ وفي الطِّينةِ عالَمْ

ونُفوسٌ تَزْحَمُ الماءَ وأَرواحٌ تَحاوَمْ

سَبَّحَ الخَلْقُ وسَبَّحْـتُ وآمنْتُ وآمَنْ

وتَسَلَّلَتُ مِنَ الغَيْـبِ وآذَنْتُ وآذَنْ

رَبِذَ الخَطْوِ إِلى مَنْ . .؟

ومشىَ الدَّهرُ دِراكاً

***

في تَجَلِّيَّاتِكَ الكُبْـرَى وفي مَظْهَرِ ذَاتِكْ

والجَلالِ الزَّاخِرِ الفَيَّـاضِ مِنْ بَعْضِ صِفَاتِكْ

والحَنانِ المُشْرِقِ الوَضَّـاحِ مِنْ فَيْضِ حَياتِكْ

والكمالِ الأَعظَمِ الأَعْـلَى وأَسمَى سُبُحاتِكْ

ذائِداً عنَْ حُرُماتِكْ

قدَْ تَعَـبَّدْتُكَ زُلْفَى

فَنِيَتْ نفسي وأَفْرَغْـتُ بها في صَلَواتِكْ

***

ثُمَّ ماذا جَدَّ مِنْ بَعْـدِ خُلُوصِي وصَفائيِ

أظلمتَْ رُوحِيَ ما عُدْتُ أَرَى ما أَنا راءِ

أَيَّهذا العِثْيَرُ القائِمَُ في صَحْوِ َسمائيِ

للمناياَ السُّودِ آماليِ وللموتِ رَجائيِ

آهِ يا يومَ َقضائيِ

آهِ يا موتََ جُنوني

قِفْ تَزَوَّدْ أَيُّها الجَبَّـارُ مِنْ زادي ومائيِ

مُثْقَلٌ بالبُرَحَاءِ

واقْتَرِبْ إِنَّ فُؤادِي

***

يا نعيماً مُشرِق الصفـحَةِ يَسَّاقَطُ دُوني

نَضِرَتْ في قُرْبِهِ نَفْـسي وزَايَلْتُ غُضونيُ

فَمَشَتْ غائِلَةُ (الشَّـكِّ) إِلى فجرِ يقيني

قَضَتِ اللَّذْةُ فاسْتَرْجَعَها لَمْحُ ظُنونيُ

واسْتَردَّ النِّعْمَةَ الكُبْـرَى مِنَ الدَّهرِ ْحَنيني

مَنْ تَرَى اسْتأثَرَ باللَّذْةِ واسْتَبْقى جُنوني ؟

***

أُذُنيِ لا يَنْفُذُ اليومَ بها غَيرُ العَويلْ

دَقِيقٍ وجَلِيلْ

َنظري يَقْصُرُ عنْ كُلِّ

غابَ عنْ نَفْسيَ إشراقُكَِْ والفجرُ الجميلَْ

واسْتَحالَ الماءُ فاسْتَحْـجَرَ في كُلِّ مَسِيلْ

رَجَعَ اللَّحْنُ إِلى أَوْتارِهِ بَعْدَ قَلِيلْ

واخْتَفَى بينَ ظلامِ الـمِزْهَرِ الكَلِّ العَلِيلْ

*****




Post: #4
Title: Re: قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .
Author: Kamel mohamad
Date: 05-21-2006, 11:09 AM
Parent: #3

.

Post: #5
Title: Re: قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .
Author: Kamel mohamad
Date: 05-21-2006, 11:15 AM
Parent: #4



قطـــرات

قطرات من الندى رقراقه

يصفق البشر دونها والطلاقه

ضمنتها من بهجة الورد أفواف

ومن زهرة القرنفل باقه

نثرت عقدها أصابع من نور

ترسلن خفة وأناقه

رب وشي نمقن في صفحة الورد

ونضرن في الربى أنماقه

ومصابيح أسرجتها يد الشمس

وضاء في زهرة خفاقه

يتقطرن أنجماً في أكاليا

من الزهر أسرجت اوراقه

وأفاق الضحى عليها وقد روت

أزاهيره وندت رواقه

تلك مطلولة وهاتيك سكرى

من ندى دافق وخمر مراقه

وهى براقة الضفاف ومرموقه

بيض الآلىء البراقه

نفضتها في الدهر أجنحه الأملاك

تلك الرفافة الصفاقه

فأصابت فيما تصيب فتى نقرن

أوتاره وهجن اعتلاقه

واستقلت بأصغريه..فكم

قومن أضعافه وانهضن ساقه

شاخصاً ما يزال يعزف ما شاء

على مزهر الندى أشواقه

كلما لج في الذهول أطباه المزهر

الرطب في يديه فشاقه

بعض أندائه فيوض من النور

ونبع من قوة خلاقه

لفها في الصبا وأضفى عليها

عبقرى المطارف الرياقه

فهى دفق من عالم كله قلب

خفوق ولوعة دفاقه

عالم الحسن والجمال ودنيا

الحب والقلب وجده واشتياقه

يتحدرن من ((مفاجع)) أيامى

ومهوى مدامعى الرقراقه

ويرجعن من ((مفاتن)) دنياي

صدى يزحم الهوى أبواقه

في مساب الندى وبين ذراعي

زهرات الربى من الشعر طاقه

افلتت من هدى النواظر واستذرت

بصمت تلفه اطراقه

جف من حولها الأريض ونام

العطر في مهده وأخلى مساقه

***

قطرات من الصبا والشباب

الغض منسابة به منساقه

ورهام من روحي الهائم الولهان

امكنت في الزمان وثاقه

ظل يهفو الى السماء ويشكو

لوعة الروح هاهنا واحتراقه

يتحدرن من ((معابد)) أيامي حنيناً..اسميته ((اشراقه))

***

قطرات من التأمل حيرى

مطرقات على الدجى مبراقه

تترسلن في جوانب آفاقي

شعاعاً..اسميته ((اشراقه))




المصير

اجد وتهزل فيما اجد

وتهرب من وجهه او تند

لهوت بقدس الهوى في القلوب

وأنكرت هيمنة المستبد

فيا وادعاً حالماً كالملائك

تهبط من حجرات الابد

يرف عليه شباب الفنون

وتبرق في وجنتيه (الفصد)

أتنكر عيناك هذا المصير

ويجحد حسنك هذا المرد؟

ويا صبوة ركزت في الضلوع

على غير سارية أو عمد

يشيدها الأمل المستفيض

ويحصدها اللهو فيما حصد

رميت بها في صميم الوجود

وأعلنتها فجر يوم الأحد

وضعت يدي حيث كان الفؤاد

وحيث يكون الهوى المتقد

وأرسلتها لك في لوعة

لعلك تعرف ماذا اجد

احبك حتى تبيد السماء

ويبتلع النيران الابد




قلب

راح يروى صداه

من نفحات العطور

يهيم تبغي يداه

قطف جني الزهور

يهفو لورد الشفاه

وأرى نحل الثغور

*

قلب كقلب الحياة

بين حنايا الأبد

تحد منه الجهات

! لكنه لا يحد

يرد صوت الرعاة

مجلجلاً كالرعد

*

قلب رمته السنون

بين مراقي الجبال

ملء فضاء الظنون

ملء سماء الخيال

تنال منه العيون

ويطبيه الجمال

*

دنيا.. تغيم السماء

!فيه ويهمي المطر

ينبدع ري وماء

! يصدى فيا للقدر

ويح البحور الظماء

ترشف ضوء القمر



جنى عليه النماء

اثمر حتىانقطف

كم ذا اثار الدماء

وكم بروحى نطف

صوح الا ذ ماء

وغاض الا نطــــف

*

يا قلب لا كالقلوب

يدفق منك الألم

ترمى وراء الغيوب

عينا تحس العـد م

ينهل منك الغـروب

وتسـتتفيض الظـلم

*

يا للجــــــــلال الر هـيب

أوغـل فيه الهيـام

ويا للقد س الحبيب

من قلبى المســــتهام

يمـزح مر النحيب

بذكريات الغرام

*

وا ها سليل العـرين

يا جبرة الأقـويا

يغض هـذا الحنين

يـا جبـرة الأقـويا

يكبر منك الأنين

يجمل فيك الرياء

*

ويحى وويح الضلوع

من خافق كا لقدر

يركض بيين الدموع

!أهـوج دانى الخـطر

ان لنت اخفى الولوع

!!وان عصيت انفجر







Post: #6
Title: Re: قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .
Author: Kamel mohamad
Date: 05-29-2006, 06:52 PM







الخــلــوه;

من صور الصبا

هب من نومه يدغدغ عينيه مشيحا بوجهه في الصباح

ساخطا يلعن السماء وما فى الأرض من عالم ومن أشباح

حنقت نفسه وضاقت به الحيلة واهتاجه بغيض الرواح

وأهابت به الظلال وقد نشرن في جلوة القرى والبطاح

طوفت في خياله ذكريات الروع واعتاده مطيف الجماح

ومشى بارما يدفع رجليه ويبكي بقلبه الملتاح

ضمخت ثوبه الدواة وروت رأسه من عبيرها الفياح

ثورة صورت خوافي ما بين حنايا صبينا من رياح

*

ورمى نظرة إلى شيخه الجبار مستبطنا خفي المناحي

نظرة فسرت منازع عينيه ونمت عما به من جراح

حبذا (خلوة) الصبي ومرحى بالصبا الغض من ليال وضاح

رب يوم أغر يزهو بدري نطاق وعبقري وشاح

وظلال من الضحى ظفرت منها بعقد من الصبا لماح

*

زهرات شتى منوعة الالوان من سوسن الربى والاقاحي

متعت شمسها فعاودها إلف هوى يستقيدها للمراح

ونفوس سجى الكرى في حواشيها ودب الفتور في الارواح

فارجحنت مهومات وما تبرح مركوزة على (الالوح)

كلما لفها النعاس وأضفى فوقها عالما ندي الجناح

قصف الرعد في المكان ودوى مرزما صاخبا قوي الصياح

فاستفاقت وهيمنت بعض اشياء .. وعادت .. وعاد قصف الرياح

*

صور للصبا الأغر موشاة بأحلامه وضوء الصباح

يدفق البشر من مفاتن دنياها وتفتر عن سنا وضاح




ملاحن فيها الهوى والألم

وداعاً هزار الربى والأكم

أريش الجناح وسيق القدم

يطوف بالقلب شتى المنازع

هذا يطول وهذا اقتحم

وذكرى تجيء وأخرى تمر

وليل تقضى وفجر ألم

أمسترجع أنا بعد الشباب

سني الصبا وأدكار الذمم

أفضت من الحجر فيمن أفاض

وزايلت مهدي فيمن برم

أرواح في صبية وادعين

سواسية كضغار النعم

وأغدو على البكر المشرقات

اليك وفي الحالك المدلهم

بجانحة الفجر فوق الوهاد

وغاربة الشمس بين القمم

يصعد بي خافق في الفضاء

يسوق الصبا ويقود الهرم

جناحاه يخترقان الوجود

وعيناه تقتنصان العدم

على متن هافية الصباح

مسومة ما بها من سأم

رخاء كمثل انحدار النعيم

على وجنتي رخوة المستلم

على من مقرب من سريع الخيال

وخاطرة من بهيج النعم

وسابحة من بنات الأوز

ورفاقه من بنات الرخم

وطلق من الفكر حر يطيف

بدنيا الفنون ودنيا النغم

يطير الى الدهر بي والقرون

ويوغل بي في زوايا (أرم)

وفي الفكر مركبة للنفوس

وفي الأرض مدرجة للقدم

الى (ندوة) كمطيف الرجاء

! منضرة كبليغ الكلم

الى (مجلس) نطف بالدعاء

تصان الحقوق به والحرم

الى (معهد) أنت يمنى يديه

قداماه انت قسا أو رحم

تطير به صعداً للسماء

لنبع بها دافق بالحكم

لينهل من نبعها المستفيض

هدى أمماً ويقيناً أمم

تدفعه في سبيل الخلود

وتقحمه في مجال العظم

درجت بكفيك حتى انفردت

أناصب دهرى حمداً وذم

وها أنا في سروات الشاب

على جانح مستشيط أحم

أطل على فائت في صباي

فالمح بارقة من شمم

أرى لك بين الصبا المسترد

مآثر خفاقة كالعلم

وألمح فجراً من الذكريات

يبدد من جانبيه الظلم

((حسين)) اناتك ان تستخف

وريث فؤادك ان يضطرم

نزعت مع الفكر حر الفؤاد

الى غاية فى ضمير العدم

منازع ذي مذاهب في الوجود

خطير وذي شرعة في القلم

! أراك تفكر..ماذا لديك

لعلك تمخر في كل يم

يطل بعينيك جو يشيع اللجاج

به ويشيع القتم

أراك تفكر..ماذا لديك؟

أرى عثيراً في الفضاء استلم

أرى ثورة وأرى أنفساً

ظماء كآمالها..تحتدم

على عارضيك خيال المظفر

في بأسه ووقار الحكم

وفي ناظريك سهوم المفكر

آونة.. وسؤال الأصم

تحاول في الكون مجد الغزاة

وكم ذا تحاول مجداً وكم

وتحلم بالملك..بالطموح..

ويا للسمو.. ويا للشمم

وترمي بنفسك بين الهواجس

في زاخر للأماني خضم

اذا ارتطمت موجة بالحياة

رميت بنفسك في المصطدم

*

وما تلك في جنبات الطريق

قذفت بها كانفجار الحمم

وألهبتها ثورة في البلاد

على جانبيها يشب الضرم

تأكل أغرارها الواهمين

وتسحق من كبرياء((العمم))

تنظر نواجمها في الطباع

وعقى نتائجها في الشيم

*

كأنى بمصر وقد لامست

يداك مقطمها والهرم

تمد يداً من وراء الحياة

وأذرعة من وراء الرجم

تعانق فيك العبقرى

وتكبر رمز الشباب القدم

وما مصر لوا عوادى الحياة

بمجدبة من دعاة الكرم

ولما اعتزمت لمصر الذهاب

وآن لرأيك ان ينحزم

جنحت الى مزهري فانتزعت

ملاحن فيها الهوى والألم

شددت بكفيك اوتارها

وأوعت فيها شجيّ النغم






Post: #7
Title: Re: قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .
Author: Kamel mohamad
Date: 06-03-2006, 07:48 PM
Parent: #6

..

Post: #8
Title: Re: قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .
Author: Kamel mohamad
Date: 11-06-2006, 07:07 PM
Parent: #7

قراءة شعرية في ديوان ( إشراقة ) للشاعر الكبير الراحل التجاني يوسف بشير .