فضفضة مع البلاد التي كانت مذهلة !!

تقديمة


اليك أيتها البلاد أكتب بحروفٍ تسيرُ مثقلاتٍ في طريق الجلجلة غير أبهةٍ
بتشظيات المعني وخيانة الإيحاء
أكتب الى بلادي حين كانت تجعل الغناء ممكناً في زمن النحيب
اليك يا من كنت تجعلين من الوجع منقاشاً يستل أحزان القلب المغروسة في أعماق لُجية
وكانت تحمل كفها منكاشاً ًيهامز أصابع القلق حتى تستحيل الى غبطة وسرور
يابلادي يامن كنت تكّلكلين أطراف الحديث بأصابع الحبور المُبهّجة
من غيرك بقادر أن يستبدل هذه الغربة الطويلة بلونٍ سودانيٍ أصيل ؟؟؟
ومن غيرك يربك منافي النفط الغائبة بسودانة الحضور حينما تداهمنا هجمات السعودة
من غيرك قادر على أحتوائنا بعد أن لفظتنا الأزمان ، ومنحتنا جوازاتٍ خضراء تتسكع بين أبنية السفارات ، ودواووين الضرائب ، وتاشيرات المنافي ، وحرمتنا فضيلة التنفس بحرية ، حتى أستعضنا عنه بنسج الحروف ...
من غيرك بقادرٍ على أن يعيد أيامي المنسية ويكتبها في دفاتر الأفراح بلونٍ بنفسجي ، ولحناً فرائحي يعيد الىّ إبتسامة أمى الحانية ، ولبن ثديها الطاعم
كوني لي رفيقة ، تغسل كأبتي ، وتمسح ظلماتي ،
وأرسمي من وهج عينيك جسراً للعبور
ذكريني بأن النخيل باسقة ، فقد أعتادت عيناي على مشاهدة الإنحناءات
ذكريني أشجار المنقة المشرئبة ، عندما أدمن النكوس في منافي العدم
ورائحة البرسيم الفائحة ، عندما تجتاحني رطوبة الشواطي المتعفنة
وخرير القاش الجري ، عندما تثنيني الأيام عن الإصرار
وثبات التاكا في وجه الريح ، عندما أرى الجموع راكعة
وكرم السواقي عندما ترتد أرصدة شيكاتي فارغة فتطاردها صافرات ال (كجر)
أمنحيني إنشراح البطانة ، عندما تضيق أرصفة المدن النفطية
وذكريني نعاس القمر في سمائنا ، عندما يموت في أضواء الدوام
أسترجعي لي طعم البرنجي ، والقريص ، والأوتوم ، والسمن الخالص من أضافات الصناعة
أسترجعي لشفاهي طعم الشربوت و المُخبّازة ، والعسلية ، والكونو مرو حتى لو أدمنت وتلذذت بالبريكان والمارلبورو و المعصوب
قولي يا حبيبتي قولك ، واستغفري الله لي ولك ، فلم تعد في هذه المدن ما يناسب دواخلي ، ولم أعد قادراً على إحتمال الإحتمال

.


النص


أتوسدك مناديل فكرة تمسح من خدي دمعات الظروف

وأتحسسك نشوة طرب ، والبس وشاحك تاج فرح
يشيلني على حافة نغم زي وتراً يطوف

وارقص أذوب مقطع طرب يفرد تجاعيد الحروف

وامرق أطوف أتحسسك ، أدخل مخارج دخلتك
زي نسمة كثافة تهدهدك ، أو موج دفاقاً يلثمك
يغسل أحزان الجروف

واغطس أغوص عشان أمرقك ....
درة بتلألي و تضّوّي ،
تسلب أنظار البشوف

******************************

يا حاسة بالحال العليّ ... وعارفا الخيوط الصعبة في نسج القصيد

يا الجايبة افراح مهجتي ،،، وكابا من فم غناك كلام نشيد

يا القاهرة أميال غربتي ،،، وبترسلي همسك في البعيد

يا الشايلة حجم الهم عليّ ... ومانحاني قدرة من الحديد

يا الواقفة جواي زي منارة *** ودافقة فيني الفرحة التزغد
وخالقا جواي زول سعيد

يا الراسية فيني ضفاف محنة وفارد فيني شراع مودة وريد جديد

وراسمة أنغام المداخل بلون قزح وضابطة إيقاع التناغم كانو عيد

****************
وريني كيفن أبرحك ، وكيف أفارق لوحتك وأسرح أكوس غير ذكرتك

وريني كيفن أوصلك ، وأحرق سفاين فكرتي في شواطي فكرتك

وريني كيفن أكتب قصيد ، يعرف يعيد يكتب تفاصيل دهشتك

وريني كيفن أستريح أو أستبيح مداخل زفة في يوم فرحتك

جواك أتحكر مسامات نبضتك وأكسر عناقيد الهزيمة التخبتك

وريني بس وانا قدر زمن الرهان وقدر خلق المساحة التفتح منافذ جنتك

ٍ[email protected]

الحبيب صديق النور

تحية طيبة

ما اجملك سيدى وانت تأخذنا فى سياحة داخلية اغترابية وتذكرنا بالحال هنا وهناك فتضعنا فى مسار الاشواق والحنين الى هناك والى حسم امرنا واتخاذ قرار لصالح الحنين ..

ترى هل نقوى سيدى ؟؟؟؟

الله يديك العافية ..

الرجل المبروك عمدتنا قرشو
بين الحنين والوله تنتشر خطواتنا في البحث عن ملامح الوطن الغابرة..،
وتضطرب بوصلة رحيلنا بين أقبية المدن الجامدة...، الغارقة في الفوضي
والمتباعدة عن حقول الإلفة ،
فنستبيح تضاريس الهمس المتردد صداه في أزمنتي،
ونكتب القول رداءٍ للكلمات حين تفضي العبارات الى محبرة النطق
شكراً لمشاركتي هذه الفضفضة وهذه التنهدات ولاأظن بأن قرار العودة مرهونٌ بحالات الحنين وإلا لغادر معظم أهلنا فراسخ الشتات...

أحرث أرض أشواقي لأغرس بذرةً في بقعة الأوجاع ، تتساقط عليها أمطار الرجاء فتتفتق أشجاراً من أمنيات ، تفتح مياسيمها ، وتلاقح رياح الأشتهاء فتثمر عنقوداً من الرجاء ، في كل ثمرةٍ الف مذاقٍ وتعويذة تبتكر المواسم منّاً وسلوى ، وخيراَ ورفاء ، ورزقاً ووئام .. تتشابك أغصانها في غابة الإنتظار ... أمتطي اليها صهوة الأمنيات ، وأتأبط فأس أحلامي لأسافر اليك في زمن مرتجي ، أحتطب من أمانيه الوردية بعض خواطر وأفكار ... وأستجم في واحة لقائك من عنت الصحراء ،،، يا أنت يابلادٌ تعجن حصادي من البعاد في محراكة الوئام فتدخله أفران التقارب حتى تنتجه خبزاً من لقاء يسد رمق الافئدة ويقتل جوع الاحزان ، ويغسل أطباقه من بحارك التي تدفق التحنان ،
يا بعض أمواج تطهرني من جنابة التشتت ، وتنسج من خيام أحتوائها محراباً وديراً وهيكلاً وحائط مبكي ، تومض في عيني كبرق القبلي الشائل ، وتهطل في وديان الفواد سحراً وصلاة وملاذٌأً ومنتجعاً ومصلى ... فأين أنت يا زمن الإرتجاء ؟؟؟

up