لي متين المديدة الحارة (شكلا تلوح علي الأفق)

لي متين المديدة الحارة (شكلا تلوح علي الأفق)


05-15-2006, 12:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1147692016&rn=0


Post: #1
Title: لي متين المديدة الحارة (شكلا تلوح علي الأفق)
Author: عرابي النميري
Date: 05-15-2006, 12:20 PM

ورد هذا المقال بي جريدة الرائ العام
محمد ابراهيم الشوش
ثمن جديد للوحدة
كتب محرر الخرطوم مونيتر الفرد تعبان مقالاً افتتاحياً بتاريخ 30 ابريل 2006م ينصح فيه الاخوة الشماليين ألا أمل للسودان في وحدة أو سلام أو حكم راشد الا اذا حكمه جنوبى معتمداً على الحيثيات التالية:
* ان الشماليين قد فقدوا حقهم الشرعي في قيادة السودان «لم يصدر بعد قرار من مجلس الأمن بذلك».
* لقد جر الشماليون السودان لغمار اربع حروب لا تزال اثنتان منها مشتعلة.
* دمر الشماليون اقتصاد السودان واستأثرت قلة منهم بخيراته، ودفعوا الملايين للتسول.
* جعلوا هذا البلد مسخرة العالم. وانتهى أمل سلة غذاء افريقيا والشرق الأوسط الى ان اصبح اهله يتسولون الاعانات.
* حول الشماليون البلد الذي كان رمزاً للتسامح والكرم الى غول يفترس حقوق الانسان.
* جرائم الابادة والاغتصاب والصلب، التي كانت غريبة على المجتمع السوداني اصبحت عنواناً له.
* صحيح ان النخبة الحاكمة هي التي تسببت في هذه الفوضى، ولكن الشماليين عامة فشلوا في اصلاحها أو ازالتها.
* ولهذا حان الوقت لاعطاء الجنوبيين فرصة لحكم السودان.
* لقد ضاق الجنوبيون بما آلت اليه الأحوال، ولقد جاء الوقت ليتولوا زمام الأمور في بلدهم.
* الشماليون وان انتقد بعضهم الحكومة هم المستفيدون الوحيدون منها. اكثرهم يهاجر الى السعودية ويحقق ثراء فاحشاً، ولا يعودون الى السودان ابداً. وهناك اعداد من الأطباء الشماليين يقيمون في الخارج بصفة دائمة. وقد ارسلتهم حكومة الخرطوم على حساب المال العام، وقد بلغ عددهم في لندن وحدها أكثر من ألف طبيب وهناك كثير من السودانيين يحملون جنسيات مزدوجة. وقليل من الجنوبيين من يجد مثل هذه الفرص. السودان هو وطنهم الوحيد ولهذا يعطونه كل جهدهم لانهم يعرفون ألا ملجأ لهم غير السودان.
وينتهي الاستاذ تعبان الى ان علينا اذا اردنا ان نحافظ على وحدة السودان ان نذهب الى أبعد من مجرد منح الجنوب حق تقرير المصير. فالأمر يحتاج الى حلول جذرية تتمثل في اختيار الرئيس من بين أبناء الجنوب ليقود الجهاز التنفيذى. وذلك هو الثمن المطلوب لتحقيق الوحدة. واذا أراد الشماليون الوحدة فعليهم القبول بذلك.
انتهى كلام الأخ الفرد تعبان ولا أورده بنصه لاناقض ما قاله عن الانهيار في كل المجالات لأن قبول الشماليين لمثل هذا الكلام وعدم التصدى له هو أبلغ دليل على الانهيار الحقيقي. فالفساد وضعف التنمية مجرد مظاهر خارجية للانهيار. اما الانهيار الحقيقي فهو انهيار الانسان الشمالي الذي غمره المد الانتحارى بحيث أصبح يشارك الآخرين لا في جلد ذاته بل في ذبحها من الوريد الى الوريد.
ولا تسيئون فهمي فأنا لا أعترض من حيث المبدأ أن يكون الأخ الجنوبي مؤهلاً لرئاسة السودان أو حتى الولايات المتحدة نفسها، ولكنى ارفض ان يدعى أحد للشمالي أو الجنوبي حقاً أزلياً في الرئاسة بحكم عنصره فذلك تفكير عنصرى فاشستي مرفوض. ولو ان اسكتلندياً في بريطانيا أو هندوسياً في الهند أو قبطياً في مصر أدعى مثل ذلك لقامت الدنيا وقوبل بما يستحق من سخرية وتهوين. فالرئاسة لا تكون بالعنصر أو اللون وانما بالالمعية والكفاءة المكفولتين لكل أبناء الشعب السودانى شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
ثم ما هى النماذج الافريقية الراقية التي استند اليها الكاتب؟ سيراليون، أم ليبيريا والكونغو ورواندا وغيرها من أقطار افريقيا التي وصفتها الصحف البريطانية والأمريكية بأنها القارة المحتضرة، والقارة الميئوس منها والتي لا يستطيع الانسان ان يسير في شوارعها حتى في وضح النهار.
أما عن رأى الكاتب بأن على الشماليين اذا أرادوا الوحدة ان ينصبوا عليهم رئيساً جنوبياً فأراه ابتزازاً ساذجاً، مضحكاً لولا غصة في الحلق تمنعني من الضحك.