احزاب المعارضة جزء من المشكلة … و المؤتمر الوطنى سوف يخسر كثيرا عن الشراء بالقطاعى

كم هو محزن و مفزع ان لا ترى بعض احزاب المعارضة ان وقف الحرب و الاقتتال شيئا جيدا و يستحق

الثناء و الاحتفاء معا ؛ و لكنها تريد الاستثمار حتى فى الحرب. لان اتفاق ابوجا الذى تم التوقيع

عليه من قبل الحكومة و الاستاذ منى اركو مناوى رئيس حركة تحرير السودان مهما كانت نقائصه و

مسالبه فهو محل ترحيب اقليمى و دولى و شىء جيد؛ و ايهما افضل حصد عشرات الارواح يوميا و مئات

اللاجئين و جنود ينشرون الايدز فى دارفور ام اتفاق يسكت صوت المدافع و محاولة الى اعادة اللاجئين

الى ديارهم. و بعض احزاب المعارضة فى غمرة صراعها مع المعارضة تنسى او تتناسى ان لا شىء يعدل

السلام؛ و اعادة البسمة الى اهلنا فى دارفور. فهم الان جزء من المشكلة لانهم ليسوا جزءا من الحل

وكما يقول الفرنجة ( If we’re not part of the solution, we’re part of the problem) . و

بعضهم اصبح مثل المعلقين الرياضيين، يذيعون المباراة و يقولون من خسر و من كسب و من كان لعبه

نظيف. و اظن هذه مهنة اخرى و هى مهنة المعلق السياسى. فهم يريدون بنادق الاخرين ان تحقق لهم ما

عجزوا عنه. و اذا كان لهم دور يلعبونه فى دارفور لكانوا منعوا توقيع هذا الاتفاق، لكنهم ليس

لديهم تاثير فعال او بالاحرى لا يصنعون الاحداث بل يستثمرون فى قضايا الاخرين. حتى النرويج صغيرة

المساحة و السكان كبيرة الافعال و مد يد العون الى الاخرين ترى ان هذا الاتفاق خطوة الى الامام و

بل و سوف تقدم جنودها الى حمايته.

اما المؤتمر الوطنى حينما رفض مفاوضيه فى نيفاشا اشراك التجمع الوطنى الديمقراطى و قالوا لو

اتوا بالباب لخرجنا من الشباك، ثم عادوا مرة اخرى الى التفاوض مع التجمع، ثم مع ثوار دارفور،

و فى نهاية هذا الشهر سوف يذهبون الى اسمرا لمفاوضة ثوار الشرق. كل هذه المنابر كانت ممكن ان

تكون فى منبر واحد و مبادرة واحدة و لكن كان اهل المؤتمر الوطنى يخشون من التنازلات على مستوى

السلطة ، و نقول لهم الشراء بالقطاعى المدفوع فيه اكبر من الشراء بالجملة وذلك بحسابات

(الربح و الخسارة، فكان عليهم الشراء بالجملة و على الاقل كان سوف يتمتعون ب Buy one get one free)

ونرى موقفهم من القوات الدولية غير مبرر لانه اذا كنت سمحت بها فى الجنوب فما المانع من وجودها

فى دارفور، و السبب الذى جعل وجودها مبررا فى الجنوب سوف يجعل وجودها مبررا فى دارفور. و

الافضل لهم ان تكون هناك قوة فعالة حتى تستطيع حماية هذا السلام الهش. و على كل مسالة قدومها هى

مسالة وقت فقط لا غير.

كل الود