Post: #1
Title: ريبيكا قرنق إمرأة من طراز فريد
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 05-13-2006, 08:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم بتجرد ابوبكر يوسف إبراهيم
ربيكا قرنق امرأة من طراز فريد ومعدن نفيس !!
فاجعة استشهاد جون قرنق هزت نفوس كل أبناء الوطن من شماله حتى جنوبه ومن جنوبه حتى غربه ووسطه، جون قرنق أصبح رمزاً قومياً يفاخر به كل أبناء الوطن، رجل عاش من أجل قضية ومات بعد أن حقق ما كان يتمناه لهذا الوطن من وحدة وسلام... أستشهد بعد ثلاث أسابيع من عودته لوطنه وتأكد له أن السودان الذي عمل من أجل وحدته وسلامه والذي تكلل باتفاقية السلام الشاملة وخرج عن بكرة أبيه ليلتقيه بالأحضان قد تناسى آلام واحتراب الأمس وبدأ ينظر بعيون جون قرنق وعمر البشير إلى الغد بتفاؤل وأمل في سودان جديد، سودانٌ يتسع لكل بنيه دون تمايز لون أو عرق أو دين أو عرف... كان خروج الشعب للقاء قرنق عند عودته والترحيب به في الساحة الخضراء هو بمثابة عرس للشهيد جون قرنق فقد كان استقبالا حاشداً يفوق كل تصور، استقبال يدل على غريزة التسامح والتآخي في نفس هذا الشعب، استقبال كان بمثابة التأكيد على أن ما كان أصبح ماضياً وما هو آتٍ هو الأمل المشرق. نعم، كان هول الفاجعة وصدمة الفجيعة فوق تصور وانتظار أهل السودان ولكنها إرادة الله أن يختاره إلى جواره وكأنما أراد الله أن يختبر إرادة السلام في هذا الشعب بعد توقيع الاتفاقية، فجون قرنق أصبح رمزاً قومياً يجسد إرادة الحوار والجنوح إلى السلم والوحدة الترابية بعد نبذ الحرب والاحتراب من كلا الطرفين ، أصبح جون قرنق نبتة مغروسة في نفوس أطفال السودان يتعلمون منها قدسية وحدة الوطن. جون قرنق أصبح من الرموز الوطنية التي ستعيش ذكراهم خالدة في نفوس السودانيين قاطبة وسيذكره دوماً التاريخ الوطني... أضحى الشهيد قرنق حساً قومياً ونشيداً تتناوله الأجيال القادمة ورمزاً لوحدة الوطن. ربيكا قرنق أصبحت أماً وأختاً وابنة لكل سوداني، أصبحت صديقة كل أسرة على أرض السودان، أبناؤها ، أبناء الشهيد هم أبناء الأمة السودانية على مختلف مشاربها وأطيافها ... امرأة نادرة من طراز فريد ومعدن نادر، وجدير بها أن تكون زوجة للشهيد جون قرنق... ورغم فداحة الفقد فقد كانت متماسكة قوية وجثمان الفقيد الزوج مسجى أمامها فقد أستمد الجميع منها رباطة الجأش لأنها زوجة لرمز افتقده كل الوطن وكانت ترى أن عليها أن تظهر التماسك حتى ولو كانت تتمزق في أعماقها كزوجة وأم لأبناء الشهيد، النساء الماجدات يتسامين فوق الجراح والألم ليتماسك الوطن ويمضي قطار السلام ، كانت ربيكا عظيمة عظمة السودان.. سامقة كنخيل الشمال ، وشامخة كجبل الأماتونج، أتذكر حديثها في مراسيم الجنازة فقد كان متسلسلاً مسترسلاً كما يسترسل النيل من جنوب إلى شمال الوطن، كانت عملاقة كشجر (ألتبلدي)... ربيكا قرنق تربعت في قلوب جميع أهل السودان،إمرأة نادرة لرمز فريد وإن رحل جسداً فإن روحه باقية معنا ترفرف حولنا بما تركه من ميراث هو اتفاقية السلام التي نبذت الإحتراب ففي مثل هذه الإتفاقيات لا خاسر أبداً. ربيكا قرنق...أنت الأم والأخت والابنة ويكفيك فخراً أنك تربعت في قلوب كل بني السودان... لقد أصبحت القاسم المشترك الأعظم في كل بيوت أهل السودان، وكنت فخراً وستظلين رمزاً لكل حواء سودانية... رمزاً للصبر والتماسك في الفواجع والملمات ... ورمزاً لحواء السودانية التي ما تنفك تؤمن بقضايا وطنها... أهلاً بك في كل بيوت الوطن من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه فأنت دوماً محمولة في حدقات العيون وفي أعماق القلوب... رحم الله شهيد الأمة السودانية ولك الصبر والسلوان، مجرد إستعادة لشريط ما مضى عليه إلا عام ونيف لمجرد الذكري لأنني أعلم أن ذاكرة الأنظمة في أحياناً كثيرة ترفض فكرة إستداء التاريخ بشقيه الماضي والحديث.
حاشية:ـ أقترح إطلاق اسم الشهيد جون قرنق على جامعة السودان تخليداً لذكراه طالما أن الجامعة تحمل اسم السودان الذي عمل الشهيد من أجل وحدته... مجرد اقتراح فهل يجد طريقه للتطبيق!! ... أتمنى!!.
|
|