عاجل: اجتماع طارئ لمجلس المتاثرين بسد الحماداب

عاجل: اجتماع طارئ لمجلس المتاثرين بسد الحماداب

الخرطوم: محمد خير حسن خليفه

يعقد مجلس المتاثرين بخزان الحماداب ( منطقة المناصير) غدا الاحد اجتماعا طارئا بجزيرة شري ( ثاني اكبر الجزر علي مجري نهر النيل) لمناقشة التطورات الراهنه حول قضايا التهجير والتعويضات وموقف المتاثرين من مقترحان تقدمت بها لجنه وساطه يقودها المستشار السابق الطيب إبراهيم محمد خير.
ويحضر الاجتماع رئيس لجنة المتاثرين السيد عثمان المقدوم ورئيس المجلس السيد أحمد عبد الفاتح الذان غادرا الخرطوم اليوم في معية اعضاء اللجنه والمجلس المقيمين بالخرطوم. كما تقاطر اعضاء المجلس من أماكن مختلفه من السودان لحضور الاجتماع الهام بالجزيره.
ويتكون مجلس المتاثرين من حوالي سبعين عضوا ممثلين للقري والمناطق المختلفه بالمنطقه التي يمثل سكانها اكثر من 70% من جملة المتاثرين بالخزان.
وكانت مناطق المتأثرين قد شهدت احداث داميه واعمال عنف ومواجهات مع المواطنيين قتلت قوات السد خلالها ثلاثه مواطنين وجرحت العديدين، وما تزال المنطقه في حالة توتر بالغ ولاتزال قوات الشرطه ترابط في منطقة أمري وتحاصر القري المتاثره.
وكان مجلس الدفاع المدني قد اصدر بيان قبل يومين أشار فيه الي المخاطر التي يمكن أن تحدث لمنطقة أمري وغرقها في حالة ظل المواطنون في اماكنهم حتي الاسبوع الثالث من يونيو. اذ أن عمليات الاحصاء النهائي لم تكتمل ولم تكتمل مشروعات التوطين التي سيرحلون لها بجانب إعتراض المواطنين علي المنطقه المقترحه لتهجيرهم التي يقولون ان نفايات مشعه قد دفنت بها في عهود سابقه.
ويجئ اجتماع (شري) علي خلفية مبادرة لجنة الوساطه التي قدمت بعض المقترحات للخروج من النفق الذي دخلت فيه قضية المتاثرين نتيجة لسؤ إدارة الخزان للقضيه، حيث لا تزال ترفض الاعتراف بممثلي المتاثرين او التفاوض معهم بالرغم من أن المتأثرين لا يعترضون علي قيام المشروع.
ويقول رئيس اللجنه ( إننا لا نثق في إدارة الخزان مطلقا..ونطالب بإبعادها من قضية التهجير تماما وتحويل امر التهجير لسلطات الولايه...) ويضيف المقدوم أيضا( من الواضح أن سلطات الولايه تفتقد الاراده السياسيه، وتتهرب من إتخاذ القرارات الصعبه كماانها تحاول إرضاء ادارة الخزان علي حساب المتأثرين.. غير اننا سنظل نتمسك بحقوق اهلنا)، غير ان رئيس المجلس ( السيد احمد عبد الفتاح ) صرح للصحفيين قبل مغادرته ( إن المبادره تغطي جزءا مهما من مطالب المتاثرين يمكن النظر فيه بجديه.. بالرغم من انها لاتستجيب لمطالبهم الاساسيه) ويضيف ( ان الاجتماع بالغ الاهميه ويشكل منعطفا حرجا في القضيه وستترتب عليه تطورات كثيره وهنالك جملة قرارات سينظر فيها الإجتماع لتحديد اتساقها مع مطالب المتاثرين الاساسيه وخياراتهم الاستراتيجيه)
ويقول احد اعضاء اللجنه إشترط عدم الاشاره اليه، ( ان المبادره إستجابت فقط لمطلب المتاثرين حول البحيره ولكنها لم تتعرض لباقي المطالب.. كما أن المتاثرون لا يقبلون بالتعديلات التي إقترحتها المبارده حول إحداث بعض التغيررات في مؤسساتهم وإدخال بعض العناصر المواليه للسد) ويقول إن الإجتماع سيجد صعوبه كبيره في ادخال هذه العناصر التي ترفضها قواعد المتأثرين.
وكان الناطق الرسمي باسم اللجنه التنفيذيه للمتاثرين النزير عمر الطاهر قد صرح قبل يومين أن المجلس حريص علي النظر في المبادره بجديه،وليس لديه مانع من احداث بعض التغييرات إذا اقتضت الضروره بما يحقق المكاسب المطلوبه للمتاثرين.. وكان الناطق الرسمي قد نفي أي اتجاه داخل المجلس لإختيار احد عناصر السد لموقع نائب رئيس اللجنه... وقال (هذه دعايه تبثها إدارة الخزان للتشويش علي الإجتماع)
من ناحية اخري تقول الاخبار من جزيرة شري أن جماهير غفيره تتقاطر علي الجزيره لمتابعة الاجتماع عن قرب، وتضيف أن الولايه قد بعثت ببعض عناصرها لمتابعة الاجتماع...كما تتوقع الحكومه أن يصدر الاجتماع قرارات تؤكد مقدرة السلطات المحليه علي القيام بالمبادرات الذاتيه وإيجاد الحلول لها..
وفي اروقة ولاية نهر النيل التي يتهما المتأثرون بالوقوع تحت تاثير ادارة السد والعمل علي تبني اجندتها، رفضت سلطات الولايه التعليق علي الاجتماع، واكتفي احد المسؤولين بالقول ( ان الولايه مستعده للقيام بمسؤولياتها) ورفض تحديد طبيعة تلك المسؤوليات.
وتتكتم كل الاطراف علي بنود المبادره، ورفض الطيب إبراهيم محمد خير التحدث للصحفيين عن بنود مبادرته، كما رفضت ولاية النيل تقديم اي تفاصيل عن بنود المبادره، ومثلها ترفض لجنة المتأثرين الافصاح عن البنود التي سيتم الاتفاق بشانها. غير أن بعض المصادر المقربه من اللجنه أشارت الي ان المبادره تتضمن مقترحا بالغاء مفوضية التوطين بإدارة السدود وتحويل كل صلاحياتها وميزانياتها لادارات جديده تنشاء بولاية نهر النيل والولايه الشماليه، وهو مطلب اساسي ظل المتاثرون يطالبون به منذ البدء في المشروع. وربما تتضمن المبادره حسب المصدر انشاء مجلس ولائي للاشراف علي عملية التوطين يتم تشكيله من الولايه والمتاثرين والمختصين. ويقول المصدر أن كل مشروعات التوطين التي كانت تتبناها مفوضية التوطين من قبل، ربما يتم الغاؤوها والاستعاضه عنها بمشروعات حول البحيره سيكلف احد بيوت الخبره السودانيه للقيام بدراستها بمشاركة المتأثرين. كما سيتم النظر في فئات التعويضات ومواقيت التهجير وطريقة تنفيذ المشروعات وغيرها.
الجدير بالذكر أن جهات عديده داخل السودان وخارجه تراقب الاجتماع بصوره لصيقه وتترقب نتائجه ويقول المراقبون أن نتائج مهمه ستترتب علي نتائج الاجتماع ربما يتحدد علي ضؤها إتجاه الصراع والاستقرار في شمال السودان.

U
P