الكوميديا العاشقة

"أسباب الجنون ما أنت نان وحّيدك
أسباب الغرام عينيك و خدِّك و جيدك
واسباب الجنون شعري النظم في عقيدك
ويا تاجوج يمين- والله- قلبي بريدك"

(من أشعار المحلق)

(1)الجحيم:-

"هل للأنوثةِ سحرها؟أمْ أنني أخطأتُ إذْأهديت دلكةغبطتي "تاجوج"أجسادالنساء؟"بكى "المحلّق" والصفاء,البار سكًن شعره المتثائبون بلغوهم,والدفُّ علّق أغنيات الداعرين على شفاه الشاربين,وألف سربٍ من صبايانا,"لبوح العشق جيتارٌ ترقّشه الفنادق ,والحوانيت الدخيلة,كنتُ في شطِّ البنفسج مبدع الأوقات,غازات المدينة طاردت "تاجوج",حاصرها الزناة,وقال شاعرهم "معاطسها انسياب الدود في رحم الجدود",تنهّد البار,المحلّق كان بين الخمر,والروّاد,والعشق النزيف مطارداً,قال"الزمرّد كان في "تاجوج"إشعاع البراءة في كواليس التهتك",ضجّ طفلٌ جاء كي ينسى مواجعه الخضيبة بالرصاص,وطمث مزمور المدينةِ ,قال" "تاجوج"امتطاها الطمث,ضاجعها الصيارفة’/الجنودُ,طعامها الغسلين مبذول لشاربه",يتامى الحبِّ باحوا"كان في أحراش فخذيها صعاليك المدينة,كان عظم العانة اللغة التي هربت من العمر الأمين إلى اللصوص",مدامع الأنغام أغرقت الكؤوس,وكانت الأحضان "تاجوج" الجريحة,فرّت الشهوات من ليل العناق,البار أفزعه الحلول,العريُ وجه الله,أسمدةُ المدينة كانت التعب ,الحدائقُ-أعلنت والسُّكر يمتصُّ الورود-"هنا "المحلّق"رام"تاجوج",القصائدُ أرّجت فستانها,"السوتيان"رمّان العناق القادم,"الايشارب مصلاة الرحيل الأخضر,الثوب اندلاع الطهر في عشب الشيوخ العاهرين",سبى "المحلّق"صدرها,وشدا" الزمرد يستريح على يديكِ,يشيل من عينيك أوراق الصلاة,ويصطفي العري المشاكس,فاخلعي فستانك الريفي عن جسد اللآلي و الكواكب,تنهمرْ فينا يواقيت النساء ,ودلكة الشبق المهرَّب عبر ميناء الوداد,"توكّأ البلد الأمين على المهانة,أقفرت "تاجوج",أرضت فاحش القول,استفاقت-والزئير يرجّها-إنَّ التبرّج ضدَّ مرسوم المدينة,عاهرٌ من يطلب العري", ارتضت نهج القصيد الشاحب,انفرطت,فغطّت صدرها,داست ضفائرها البنوك,وقال شاعرها القميئ"العري مزبلةٌُُ وموتٌُ",شارفت "تاجوج"معراج الصفاقة,صاحبت تاج الخليفة و الجواري,أجبروها في الملاهي والبنوك على التعري و الدعارة,كان في أحراش فخذيها صعا...",وتثاءب المتماسكون,شدا "المحلّق"[إنَّ عري الزنجبيل مهابط العشق اليجيء ,وورد"تاجوج"انسراب الروح في جوف القبيلة,إنَّ....],أجهشت الأزقة بالبكاء,وجاءت المحن الرهيبة,طاردت قمر الأنوثة,فاض في البار البصاق,وغاص في الدفّ المخاطْْ

(2)المطهر:-

دهس المغنّي,والمدينةُ زلزلت زلزالها,وقوافل الفقراء,والفتيات, والعشَّاق,والأطفال قالت مالها,والنيل فاض على الدروب,على الأزقةِ,والقصور العاليات,أقام في جسد العطالةِ,مدّ للسمّار قافية المغامرة البديعة,حفّ بالوطنِ/الحريقِ شفاههم,...في البار أُطفئت الشموع,تبخّرت خمر الصفاء,تقاتل العشّاقُ,سال الدمُّ في جزر المغازلة الخليعة,غادر الشعراء إزميل الكلام الساقط,اللّوحات ألقت حملها,"يا من تحب حديثنا ,أين "المحلّق"ذلك الشجر المرصّع بالتآلفِ؟/أين"تاجوج"المليئة بالْ...؟",سرى الموج المغني في المصحَّات الكئيبة,والحداد,أجنّةُ العشق الطريد أضاءها الإغماء,والأرحامُ عانت محنة السفر المفاجئِ بين قاعات الجنون ,وبين صالات الصفاء,النيل دشَّنه الحنين,عويل هاتيك الصبايا عاده ما يشبه الوقت المهندس بالولادة ,والخروج الفذّ من بوَّابة الآلام, صبَّ النوم في جبّ العيون شرابه,وحثى التراب على متاريس المدينة,والطيور مضت تعبّد نبضها

(3)الفردوس:-

الليلُ أجفل,والمدينةُ قد رواها عري "تاجوج",الضفاف تبرّجت,"هل تبصرون على الأرائكَ غير "تاجوج""الجميلةِ و"المحلّقِ"؟؟-غرَّد الطفل المعبّأ في الكؤوس-"تشاهدون فحولة العشق الذي قبرته أشباح المجاعة",زغردت زمر المصحّاتِ,القداسة أحرقت عار الصبايا,والرجال الجوف قاموا كالمسيح,البار أتخمه الغناء,وقال إزميل الغناء"-الآن-تطلع من شذى" تاجوج"أعنابٌ بلون النيل تسكرنا بلا حزنٍ ينزّ ولا أذى,وتنام وردة ضوئنا بين التناغم والطيور تجيئي حالمةً مجرتقةً ,وخيل الغيث تدخلها,تطرزها بعافية الفهود",يحمحم الإبريز[يا امرأتي اخترقتك,يا اكتمال العري,يا امرأتي قبلتك],تنتشي سبل "المحلّق"مثقلاتٍ بالزمرّدْ

جميلة هذه الاحرف المتآلفة المطرزة
بزكر العاشقين ، وبهاء تاجوج
والمحلق ، تلك ملحمة باكية وليست
ضاحكة ..
لابد من قرآءآت متعددة لهذا النص الساحر

،

Quote: تلك ملحمة باكية وليست ضاحكة .. لابد من قرآءآت متعددة لهذا النص الساحر

شكرا مبدعتنا عشة على كلماتك الموحية
محبتي
ارقدي عافية
المشاء

أذكر أن هذا أول ما قرأت لك
كان منشورا في مجلة الخرطوم(أظن)
أقرأ عن دانتي هذه الأيام
لا أدري إن كان علي أن أعود إلى هنا على ضوء ذلك؟ أقصد على ضوء دانتي والكوميديا الالهية بشكل مباشر(why not?) حسنا سأعود...حتى ذلك الوقت علي أن أرفعه عاليا هنا لأني لن أجد فرصة إلا يوم الأحد..
النص مكتوب passionately واضح من العبارات المستخدمة
this has to stay up

عزيزى المشاء ،،، تحية وتقدير

Quote: أذكر أن هذا أول ما قرأت لك كان منشورا في مجلة الخرطوم(أظن) ميسون

بدورى آتساءل كيف أستطاع هذا النص الشعري أن يتسلل إلى منفاي الماليزي البعيد؟ يعتبر هذا النص من نصوص الشعرية الالى للمشاء التى قرأتهافى ماليزيا منشوراً في مجلة ثقافات سودانية عام 2000 . وقد قرأته ايضا فى صحيفة ( إرتريا الحديث ) ومواقع إسفيرية لأ أتذكرها الأن.
فى " التذكر " والإستعادة " ومقدرة النص أو الكتاب على إختراق الأمكنة ( أعني فى الوصول) وفي إكتسابه حيوات جديدة عند المتلقين له ، ألا ترى فيها يا أسامة فرصة أخري لمواصلة نقاش قديم تم بيننا ( على هامش وصول خطاب المشاء إلى ماليزيا) ؟

سلام اسامة

هذا نص ملحمى غريب
مدهش

Quote: ضجّ طفلٌ جاء كي ينسى مواجعه الخضيبة بالرصاص,وطمث مزمور المدينةِ ,قال" "تاجوج"امتطاها الطمث,ضاجعها الصيارفة’/الجنودُ,طعامها الغسلين مبذول لشاربه",يتامى الحبِّ باحوا"كان في أحراش فخذيها صعاليك المدينة,كان عظم العانة اللغة التي هربت من العمر الأمين إلى اللصوص",مدامع الأنغام أغرقت الكؤوس,وكانت الأحضان "تاجوج" الجريحة,فرّت الشهوات من ليل العناق,البار أفزعه الحلول,العريُ وجه الله,أسمدةُ المدينة كانت التعب ,الحدائقُ-أعلنت والسُّكر يمتصُّ الورود-"هنا "المحلّق"رام"تاجوج",القصائدُ أرّجت فستانها,"السوتيان"رمّان العناق القادم,"الايشارب مصلاة الرحيل الأخضر,الثوب اندلاع الطهر في عشب الشيوخ العاهرين",

Quote: ,"يا من تحب حديثنا ,أين "المحلّق"ذلك الشجر المرصّع بالتآلفِ؟/أين"تاجوج"المليئة بالْ...؟",سرى الموج المغني في المصحَّات الكئيبة,والحداد,أجنّةُ العشق الطريد أضاءها الإغماء,والأرحامُ عانت محنة السفر المفاجئِ بين قاعات الجنون ,وبين صالات الصفاء,النيل دشَّنه الحنين,عويل هاتيك الصبايا عاده ما يشبه الوقت المهندس بالولادة ,والخروج الفذّ من بوَّابة الآلام, صبَّ النوم في جبّ العيون شرابه,وحثى التراب على متاريس المدينة,والطيور مضت تعبّد نبضها

هذة التراجيديا!!!!!!!

أقصد الكوميديا!!!!!!!!

هذا جنون جنون جنون

وكما قالت الاخت ميسون يذكر هذا النص بالكوميديا الالهية

للمعالجة المختلفة فى الكوميديا عند دانتى، خاصة ان "الجحيم" "الفردوس" هنا وهناك

هذا اذا لم تخوننى الذاكرة.


اسامة هذا نص متفرد

ساقرأه مرارا على مهلى





عبدالغفار سعيد

قال صديقنا في ماليزيا:
منصور علي

Quote: فى " التذكر " والإستعادة " ومقدرة النص أو الكتاب على إختراق الأمكنة ( أعني فى الوصول) وفي إكتسابه حيوات جديدة عند المتلقين له ، ألا ترى فيها يا أسامة فرصة أخري لمواصلة نقاش قديم تم بيننا ( على هامش وصول خطاب المشاء إلى ماليزيا) ؟

نعم ،لقد نشر هذا النص الشعري في مواقع كثيرة.
و قد نشر ايضا ضمن بوست قديم ،وقام بنشره الصديق:
علاء ود شاموق
نقلا عن زيرو ون،التي يحررها الصديق:
الفاتح مبارك
وقد آثرت أعادة نشره ،لمواصلة تقليدي القديم في الحوار مع القراء.
وأرجو أن نسمع منك كما تعودنا المدهش في القراءات والتلقي.
محبتي
وارقد عافية
المشاء

عذيذى المشاء

تعرف دى أول مرة اقراء العمل ده

كنت اعنى بهناك كوميديا دانتى

والمشترك بين هذا العمل والكوميديا الالاهية "الجحيم" "الفردوس"

والتذكر كنت احاول ان استحضر به الكوميديا الالاهية لاننى قراءتها قبل فترى بعيدة

وحاجيك تانى



كل الود


عبدالغفار سعيد

عزيزي عبدالغفار
تحيات خالصات
وبعد،
قلت:

Quote: هذا نص ملحمى غريب مدهش

شكرا على هذه الاشارة الذكية
وفي ا نتظارك مرة اخرى
تقبل تحيات ناظم
محبتي
ارقد عافية
المشاء

فــــــــــــــــوق





عبدالغفار سعيد

ما زلنا في انتظار عودة ميسون بعد يوم الأحد
لها كل الود
المشاء

في الكوميديا العاشقة
الصديق السماوي
الكاتب المُبدع اسماً وقُبلَة وردية
ونسمة :

أسامة الخواض .
تحية لك

الكاتب عن صفحة الكوميديا العاشقة ،
هو دون شكٍ عاشق عاصف .
توغل أنت في الكهوف المُظلمة ، تُنيرها من شمس دفئكَ .
قرأت وعرفت أن الوَجدَ عندك ظافر ،
يتقدم جيش فتحه المُرفرِف طرباً .
تحتاج القراءة الأولى لزاد :
قِراب على جنبات راحلة ،
وكؤوس زجاجية من الأحلام .
مجدك سيدي تنضر ،
والبهو عند الدخول إليك أعلى من منتهى نظرنا ،
والعين ترنو لسماء عالية .

سنعود من بعد أن يصطفينا الصفاء
لمجلسك الوفي .
شكراً لك سيدي ،
غسلت أنفُسنا من غُبار العادة ،
ولبسنا قماشة تفر من تلافيفها العصافير .

بيكاسو
عبدالله الشقليني

شكرا صديقنا عبد الغفار على "تعتيلك " للنص الشعري
وسنعود لكلام صديقنا الشقليني الذي يحتاج الى وقفة متانية
محبتي له
ارقد عافية
المشاء

ها أنا عزيزي الشقليني أخلع نعل عباراتي،امام نضارة عباراتك،وتوهجها،حين قلت في ما قلت من شعر:

Quote: تحتاج القراءة الأولى لزاد : قِراب على جنبات راحلة ، وكؤوس زجاجية من الأحلام . مجدك سيدي تنضر ، والبهو عند الدخول إليك أعلى من منتهى نظرنا ، والعين ترنو لسماء عالية . سنعود من بعد أن يصطفينا الصفاء لمجلسك الوفي . شكراً لك سيدي ، غسلت أنفُسنا من غُبار العادة ، ولبسنا قماشة تفر من تلافيفها العصافير .

وأخلع ثانية قبعة روحي،تحية لقلمك
ارقد عافية
المشاء

UP

شكرا مازن على العفريتة
المشاء

العزيز اسامه الخواض


"دهس المغنّي,والمدينةُ زلزلت زلزالها,وقوافل الفقراء,والفتيات, والعشَّاق,والأطفال قالت مالها,والنيل فاض على الدروب,على الأزقةِ,والقصور العاليات,أقام في جسد العطالةِ,مدّ للسمّار قافية المغامرة البديعة,حفّ بالوطنِ/الحريقِ شفاههم..."

كيف تسنى لك تمرير "ضوء الحياة"ـ ضجيجها ـ عبر هذا " المنشور الزجاجي" ـ الإبداع ـ ؟

إستوقفتني مليئاً.... سأعود للتأمل مثناً و ثلاثاً و رباع...

لك مودتي،

صديق عبد الهادي.

مرحبا بك يا صديقنا الجميل :

صديق عبد الهادي

اتابع قلمك ،وهو يحاول ان يؤسس لثقافة حقوق الانسان،كما اتابع كتاباتك الاخرى،
و الجميل في الامر ان "الاعمال" لم تأخذك من الكتابة

قلت عزيزي:

Quote: إستوقفتني مليئاً.... سأعود للتأمل مثناً و ثلاثاً و رباع...

شكرا لملاحظاتك الموحية،واعتز بها لانك قارئ ممتاز
وفي انتظار عودتك ،لو سمحت ظروفك،
مع تحياتي للعائلة وكل الاصدقاء المشتركين في فيلي العزيزة على القلب

ارقد عافية

المشاء