انتماءات الفكر السياسي بين التعصب و التطرف وهدم الأوطان

انتماءات الفكر السياسي بين التعصب و التطرف وهدم الأوطان


04-28-2006, 08:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1147194314&rn=1


Post: #1
Title: انتماءات الفكر السياسي بين التعصب و التطرف وهدم الأوطان
Author: هضيبي علي سعيد
Date: 04-28-2006, 08:59 AM
Parent: #0

انتماءات الفكر السياسي بين التعصب و التطرف وهدم الأوطان

التعصب أول مظاهر التطرف يكون صاحبه في جمود و انغلاق على الذات بحيث يغيب عن مداركه مصالح الآخر منكراً له إنكارا كاملاً و حيث يقبع في الطرف الأيسر متعصب أخر يمارس نفس الإنكار و الجمود لذلك الذي في الطرف الآخر.
هذا التعصب المقيت الذي يثبت المرء فيه نفسه و ينفي الآخر هو الذي نراه من دلائل التطرف حقاً. فالمتطرف كأنما يقول لك : من حقي أن أقود و من واجبك أن تتبع . رأي صواب لا يحتمل الخطأ و رأيك خطأ لا يحتمل الصواب و بهذا لا يمكن أن يجتمع مع الآخر إلا في قالبه و إطاره المغلق

و قد أخذ هذا النوع من التعصب و التطرف في التمدد و الانبساط في المعتركات السياسية في السودان رغم أن الجميع يدعي لنفسه كونه ديمقراطيا أو منادياً ومناضلاً للحرية و لكن عند أول محك حواري أو موجب شراكة قرار تجد منحى نفي الآخر و الدعوة لإجتساسه من جذوره أو عزله و تجد من الآخر تخير بين إقصاء كامل أو جزئي حيث يسمح بالمشاركة في قالبه و إطاره فقط أو العزل .

Post: #2
Title: Re: انتماءات الفكر السياسي بين التعصب و التطرف وهدم الأوطان
Author: هضيبي علي سعيد
Date: 04-28-2006, 09:04 AM

و نتج عن ذلك العنف و الصراع المحتدم اقتطاع أطراف الوطن وهدر الطاقات و الثروات و ذهاب السيادة و تمكين الأعداء و جلبهم في هيئة الأجاويد المصلحين أو العاطفين المحسنين بينما أهدافهم غير ذلك فهم لا يضمرون خيراً بل يسعون لتأجيج الصراع أكثر حيث تدور مصانع أسلحتهم لتأمين العمل و الاستقرار و تحسين مستوى المعيشة لمواطنهم و تكريس استقرارهم و استمرار نمأهم وتطورهم .

انقسامات و جبهات جبهة السلطة تريد أن تتربع لبقاء طويل و الجبهات الأخرى تعمل على إزالتها و المحصلة جعل طاقاتنا و ثرواتنا تتبدد على صراعات خاطئة المكان الطبيعي لتلك الطاقات هو جبهة الإصلاح و البناء . لقد أريقت دماء كثيرة و صرفت أموال طائلة و ما يقدر من مما أهدر كان كفيل بحل كل مسببات صراع بعض الجبهات المسطرعة لأسباب اقتصادية

التوازن الفاعل غير المنفعل و التعاضد الراشد غير المستجهل و الإدراك الواعي يجعلنا ندرك أن أمامنا فرص سانحة يضيعها علينا مبدأ الاختلاف الأيدلوجي الحزبي الجهوي القبلي الإقليمي العقائدي.

Post: #3
Title: Re: انتماءات الفكر السياسي بين التعصب و التطرف وهدم الأوطان
Author: هضيبي علي سعيد
Date: 04-28-2006, 09:07 AM

و يقف شعب السودان في دوامة الصراع بين الحسرة و الأمل فهل يا ساستنا ستطول هذه الوقفة بينما غيرنا من الأمم تنعم باستقرار تدور عندهم في ظله عجلة التقدم و الإصلاح و تتراكم قفزات تطورهم بينما تغمرنا صراعاتكم و تحط بنا في أغوار التخلف و الجهل و الفقر والموت . و تجعلنا عالة ننتظر إغاثتهم و معوناتهم و قواتهم تحرسنا من بعضنا و تستبيحنا في آن و تهدر عزتنا و كرامتنا و نظل نفقد كل شي بينما بإمكاننا أن نملك كل شيء فقد إن أنتم اتفقتم و اجتمعتم على حد أدنا وهو أعلى و أسمى من أيدلوجياتكم و أمزجة أهوائكم وهو سيادة الوطن و كرامة الإنسان وروحه و حاضره و مستقبله .

موتمر وطني شعبي حزب أمة اتحادي و.... إذا نظرنا لنهج هؤلاء جميعاً و أيدلوجياتها نجدها متطابقة تطابقاً كامل و لا إختلاف إلا في شيئين سياقة الأفكار اللغوية أو أختلاف أشخاص قادتها إذن مبرر تعددها هو الخلاف على الاشخاص القيادية و المواقف التي لا تحتكم لا لمنهج ولا لقاعدة. الوجدان واحد و الفكر واحد و الوطن واحد لذا ما صعب على حزب السلطة الحاكم استقطاب الكثير من قواعد تلك الكيانات بجاذبية بريق السلطة وزهو النجاح و الانجاز الاقتصادي الذي سنح لهم تحقيقه إقصاءهم الأخرين و خلق نوع من الاستقرار و خفة التهاتر و التنازع السياسي . فلما لا يتجردوا جميعاً و يجتمعوا في كيان واحد و يطرحوا الأمر و الحاكمية لقواعدهم موحدة إذا كانت لديهم حقاً حاكمية لدى القواعد أو المبادئ ليتحقق استقراركامل و يكون الإنجاز فيما ينفع الناس أكبر.
أخوان مسلمون أنصار سنة أيضاً هؤلاء لا خلاف في النهج بينهم سوى مسميات الكيان.
و أحزاب يسار لا تفرق بينهم إلا إذا حدثك أحدهم عن مسماه و قادته فبالأسماء و القيادات فقط يتمايزون .
و كيانات أخرى أفرزتها ظروف و طرحت نفسها كحاملة لقضايا إقليمية ستكون مستقبلاً و بكل تأكيد كيان سياسي يتبني نهج و يسعى لسلطة (عدل و مساوى حركة تحرير السودان موتمر البجا الأسود الحرة و جناح فلان وعلان ) هل ستحل نفسها بعد الوصول لغاياتها من تحقيق عدل أو تحرير !! لتجنب القبلية و الإقليمية و الجهوية إذا كان الخيار و طن واحد .

و من مظاهر التطرف الذي نعيشه و لاوازمه سؤ الظن بالآخرين و النظر اليهم من خلال منظار أسود يخفي حسناتهم على حين يضخم سيئاتهم فالأصل عند المتطرف الاتهام و الأصل في الاتهام الإدانة خلافاً لما تقرره الشرائع و القوانين أن المتهم بريء حتى تثبت ادانته . و ايضاً الغلو و السفور في العداء و استجلاب و اختراع الأخبار الرائعة و المروعة و كذلك الغرور بالنفس و الازدراء للغير و من هنا كانت اول معصية في العالم معصية ابليس و حسبنا في التحذير من ذلك الحديث النبوي الصحيح ((اذا سمعتم الرجل يقول "هلك الناس " فهو أهلكهم )).
و كذلك التزام مبدأ رفض كل ما يأتي به الأخر و إن كان صواب و قوي المنطق تجاهله و مبلغ هذا التطرف و غايته يمثل حين يسقط حرمة و عصمة الآخرين و يستبيح دماءهم و أموالهم و لا يرى لهم حرمة و لا ذمة و إعمال التشهير و التحقير و التصنيف شبهتاً والشتم و الذهاب به لدرجات من البذاءة و العنف مبررين بأنه رد الفعل لأصل الفعل .

ببساطة يفترض أن يفهم أن الاختلاف يكون في السبل و الطرق التي يفترض أن تفضي كلها إلى أهداف خيرة للوطن و المواطن بكل الأطياف و لكن ماذا نقل إذا اصبح السبيل أو الطريقة هي غاية تهدم من أجلها الأوطان على رؤوس الجميع . و أن يوصف الأخ الشقيق بأنه العدو الذي يجب القضاء عليه و أن العدوء الحقيقى هو الجواد الكريم وراعي الحقوق .....................