بيان من مكتب الطلاب الوطني (حق) الحديثة

حركة القوى الحديثة الديمقراطية (حق)

الأخوات والإخوة ...إليكم:-

بإستمرار تستدعي مراجعة التجربة الوطنية ضرورة القراءة النقدية النزيهة لمسيرة كفاحها ونضالها بوعي ناضج وضمير مستنير وبإستمرار أيضاً , يجلي التاريخ بصيرة القوى الحية ويلهم كفاحها ورؤاها على طريق الحرية والديمقراطية.
وبمرور تسع سنوات على إنعقاد المؤتمر التأسيسي للحركة في 8/5/1996 , فإننا لازلنا نرى ذات الإحتياج الملح لتجسير عقود الإضطراب السياسي الإجتماعي والتخلف الإقتصادي والصراع الأهلي الذي باعد بين بلادنا وركب المدينة المعاصرة لازال قائماً , وأضيفت عليه المخاوف المتزايدة على مستقبل البلاد وهي تقترب من إنعطاف تاريخي هام عند محطة السلام والوحدة الوطنية والتحول الديمقراطي.
وعلى الرغم من الامال العريضة التي نتقاسمها وجماهير شعبنا في إستقرار الأوضاع وإستعادة الديمقراطيةالتعددية وإقرار معايير العدل والإخاء والمساواة, إلا أننا نتحسس بوضوح الإرتباط القائم بين تحقيق هذه الامال وبين وجود تيار إجتماعي واسع من أجل السلام والتحول الديمقراطي وإرتباط ذلك كله بوجود مركز ديمقراطي جامع لقوى النهضة والحداثة ومعبر عن أشواق عموم أهل السودان , لذا كانت دعوتنا لوحدة هذه القوى نتاجاً لإستشعارنا للإحتياج الموضوعي الذي رجحته الأوضاع الماثلة.
وإتساقاً مع هذه الرؤيا لزم ان نبادر باتجاه توحيد شقي الحركة. وللأمانة والتاريخ فإننا نقدم هذه الخطوة في إطار القراءة التالية للخلفية التاريخية للصراع , كما نورد معها أيضاً القرارات التي تمخض عنها المؤتمر الإستثنائي والذي عقد في الخرطوم بتاريخ 6/5/2005
ترجع خلفية هذا الحدث إلى أكتوبر94 حين إستقال الأستاذ الخاتم عدلان(له الرحمة) من الحزب الشيوعي السوداني وأسس بلندن الحركة السودانية للديمقراطية والتقدم والتي تحولت فيما بعد إلى حركة القوى الجديدة السودانية(حق), وفي ديسمبر 95 إستقال الأستاذ الحاج وراق ومعه عدد من كوادر الحزب الشيوعي وعمل فيما بعد على تأسيس رافد للحركة بالداخل على أن يعتمد اسم حركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق) وقد تم إعتماد ذلك في ديسمبر 96 في المؤتمر الذي عقد في أسمرا لتوحدي رافدي الحركة في الداخل والخارج, ومنذ 1997 م بدأت الخلافات بين قيادتي الداخل والخارج أبرزها خلاف حول التاكتيك السياسية فقد ظلت قيادة الخارج ترى أن إسقاط الإنقاذ لن يتم إلا بالعمل المسلح , وهو ذات الرأي الذي كانت تراه قيادة الداخل إلا أنها عدلت عنه في مؤتمر للداخل عام1998 م لتصل إلى إستنتاج أن المواجهة الشامله مع النظام تتضمن عدة وسائل تتراوح بين الكفاح المسلح والمقاومة المدنية للقطاع الحديث والضغوط الدولية وانه في حزمة الوسائل تلك فإن الأقرب الى طبيعة (حق) من حيث منطلقاتها النظرية وقاعدتها الإجتماعية والأقرب الى قدراتها هو خيار المقاومة المدنية وليس الكفاح المسلح , إلا أن هذه الخلافات تطورت الى خلافات تنظيمية وفكرية وسياسية والى إتهامات وإدانات لتنشق الحركة الى جناحين.
لقد كانت القيادة بالداخل طرفاً في الصراع, وقد غيب الموت الطرف الاخر في الصراع . وبتقدير القيادة في الداخل ولأسباب إنسانية وأخلاقية تجعلها تستنكف أن تكسب ميزة بالموت ووفاء لهدف توحيد القوى الحديثة , رأت القيادة بالداخل أن تخطو نحو مبادرة تفتح الطريق أمام هذا الهدف, خصوصاً وأن الخلافات السياسية التي صدعت صفوف الحركة قد أفتى فيها التاريخ بعد التوقيع على إتفاق السلام, ولكن تبقى الخلافات التنظيمية والمرارات الشخصية, وتجاه هذا فقد تقدمت قيادة الحركة بالداخل بإستقالات كلٍ من الأمين العام الأستاذ الحاج وراق والأمين العام المناوب الدكتور هشام عمر النور ومسئول الإتصال والتنظيم الأستاذة هادية محمد حسب الله, وقد تم قبول الإستقالات في المؤتمر الذي عقد في 6/5/2005 , كما تم إنتخاب الأستاذ قرشي عوض أميناً عاماً للحركة.
إن القراءة الموضوعية المنصفة لأركان المشروع السياسي للقوى الديموقراطية في بلادنا منذ الإستقلال وحتى اليوم لايمكن أن تتجاوز مثل هذه المواقف المضيئة والتضحية التي بذلتها الحركة ورموزها ككلفة نرى أن الغاية تستحقها تماماً كما نرى فيها فضيلة الضمير المستنير والوعي الناضج.
وأخيراً فإننا نؤكد لجماهير شعبنا أننا نمد أيادينا بيضاء من أجل حقها وإستحقاقها في الإلتحاق بالمدنية المعاصرة, التحاقاً إبداعياً نقدياً , وحقها في الديموقراطية وحقوق الإنسان وفي العداله الإجتماعية والسلام والوحدة الوطنية.


حركة القوى الحديثة الديموقراطية (حق)
المكتب الوطني للطلاب
مايو / 2005

الاخوة اجمعين

الرجاء دلي على طريق النشر للموقع و قسم الاخبار.

و الشكر مقدما