خـــوفي تنســـاهـــا الليــــالي يا عرمـــــان !

خـــوفي تنســـاهـــا الليــــالي يا عرمـــــان !


05-12-2005, 04:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1115866860&rn=0


Post: #1
Title: خـــوفي تنســـاهـــا الليــــالي يا عرمـــــان !
Author: عثمان فضل الله
Date: 05-12-2005, 04:01 AM



اذن .. فلست وحدى الذي اندهش من ان ياسر عرمان لم يعد هو ياسر عرمان... وياسر الذي اخذ .. يلولح في كرعينو قبل ان يتوهط في السرج» اثار حفيظة الكثيرين بتصريحات عدوها مستفزة ، واقصائية ، سيما المتعلقة بالبند الذي يحول بين الاحزاب غير المعترفة بالدستور الانتقالي وبين صناديق الانتخاب...
وياسر عرمان الذي كان الوصول اليه - بالنسبة لكثير من الصحافيين - في الايام تلك «الله لاعادها» اسهل من الوصول إلى كوب ماء . بجوارهم وهم يهاتفونه تارة عبر مفتاح القاهرة ، وتارة عبر مفتاح اسمرا ، وتارة ثالثة عبر مفتاح نيروبي ، صار الوصول اليه ، وهو بينهم الآن في الخرطوم ، اسهل منه تفادي خطر الحافلات و«الامجادات» في الشوارع وما من «مفاتيح» خارجية يضطرون الى اللجوء اليها.
هل كان هؤلاء «ادوات» اعلامية للحركة الشعبية آنذاك بمثلما كانت قوى التجمع المعارض «ادوات» سياسية لها ؟! ..
ان من يحتاج اليهم ياسر عرمان من اعلاميين الآن هم بخلاف من كان يحتاج اليهم في السابق ، ومن تحتاج اليهم الحركة من شركاء سياسيين اليوم هم بخلاف شركاء الأمس الذين كانت في أمس الحاجة اليهم ولكل مقام مقال.
لقد سبق ان حذرنا قوى التجمع - ايام كان السمن على العسل- من خطورة رهن مصيرهم ومستقبلهم للحركة الشعبية ، ووضع كل البيض في سلتها وذلك استشهاداً بمقولة كان مغرماً بها زعيمها جون قرنق تشير إلى ان من ذكاء المرء ان يعرف متى «يتغدى» بمنافسه قبل ان «يتعشى» به .. واستشهاداً ايضاً بكثير من المواقف والشواهد والاحداث طوال سنوات التحالف بين الحركة وقوى التجمع المعارض.
ان الحركة كانت سبباً في خروج حزب الأمة من التجمع بعد ان لاحظت - أي الحركة - ان مبارك الفاضل ، والذي كان يشغل منصب الأمين العام للتجمع المعارض ، كان يتململ من «عدم عدالة قسمة التمثيل!!!»
لكل حزب بما يتناسب مع ثقله الجماهيري وكسبه التاريخي ، وهو مطلب اذا تمت الاستجابة له فان نفوذ الحركة - وقوى أخرى غيرها - سوف يتضاءل إلى حد كبير وتعجز الحركة من ثم عن ادارة دفة الاحداث في التجمع نحو الوجهة التي تريدها.
والوجهة التي كانت تريدها الحركة الشعبية هي هذه التي كفلت لها الآن ما كانت تصبو اليه من «قسمة عادلة للسلطة والثروة!!!» ولو على حساب حلفاء الأمس... ان من الذكاء - حسب فلسفة قرنق - ان يتغدى المرء بمنافسه قبل ان يتعشى به ، وحلفاء الأمس من قوى التجمع هم في الاصل «منافسون!!» يسعون إلى استعادة سلطتهم التي سحبتها منهم الانقاذ وتركتهم في «عراء الحرمان» ليجدوا انفسهم بجوار جون قرنق ولسان حالهم جميعاً يردد عبارة «ان المصائب يجمعن المصابينا»...
اذن فقد كان التجمع «مطية» للحركة الشعبية لتحقيق اهدافها السياسية بمثلما كان بعض الصحافيين والاعلاميين في الداخل «مطية» لها لتحقيق اهدافها الاعلامية .. وبعد ان تحقق الهدفان لحركة قرنق فان «تحريكاً» مهماً قد حدث في خانتي الاعداء والحلفاء على الصعيد السياسي ، وفي خانتي الاعداء والحلفاء على الصعيد الاعلامي.
... وتبقى «سبحان مغير الاحوال» هي ردة الفعل «غير المساوية للفعل في القوة والإتجاه!!!» من قبل هؤلاء الـ «بعض».
واذا كان في التجمع ، أو في المعارضة بشكل عام ، من هو مندهش هذه الايام من مواقف وتصريحات الحركة الشعبية في شخص ياسر عرمان فهو «يستاهل» لأن السياسي الحصيف هو من «يفهمها وهي طائرة» دعك من ان يعجز عن فهمها حتى بعد ان «تَرِكّ» .. وحين كان التجمع يعيش على حلم ان وفد الحركة الشعبية في مفاوضات نيفاشا «شايل همو» نشرنا ما أسر به عضو وفد الحكومة التفاوضي الدكتور امين حسن عمر في جلسة خاصة من ان «سيرة» التجمع لم ترد على لسان أيٍ من اعضاء وفد الحركة طوال فترة التفاوض ولكن الاحلام حين تكون من شاكلة «احلام اليقظة» فان من الصعب على المرء ان «يفوق» منها.
واذا كان امين قد اسر بما اشرنا اليه دون ان يقول «هذا ليس للنشر» فهو اذا كان يغالب نزعة بداخله في ضرورة ان يلم التجمع بحقيقة الذين وضع بيضه كله في سلتهم فاذا بهم يساومون بهذا الـ «بيض الكثير» لتحقيق قسمة عادلة للثروة والسلطة لهم وحدهم ، بل ويستكثرون على حلفاء الامس حتى قسمة عادلة في مفوضية الدستور ويقول ياسر عرمان : «ان اي حزب سياسي لا يشارك في صياغة هذا الدستور أو يعترف به لن يتسنى له خوض الانتخابات».
«طيب ليه» قال لأن الحزب الذي لا يعترف بهذا الدستور يمكن ان ينقلب عليه.. واذا ما انقلب عليه - والقول هنا لنا وليس لياسر عرمان - فان هذا يمكن ان «يلخبط!!» عليهم حسابات «قسمة السلطة والثروة».
ما لا يمكن ان يفوت على فطنة الاخ ياسر عرمان ان القوى السياسية المعارضة دون استثناء قد اقرت بما توصل اليه الطرفان - الحكومة والحركة - في مفاوضات نيفاشا وأمنت على مبدأ اقرار السلام ... وبما أن الأمر كذلك فان الخوف ينحصر فقط على الدستور ... والدستور ليس كتاباً منزلاً وانما هو وثيقة تراضٍ قابلة للحذف والاضافة شأنه شأن كل دساتير العالم... والقوى السياسية التي تؤول اليها الغلبة عبر «شرعية» صناديق الاقتراع يصبح من حقها ان تعدل كما تشاء في هذا الدستور من الواضح ان الاستاذ ياسر عرمان يخشى على الـ «سروج !!!» - وقد بدأ كما قلنا يلولح رجولو قبل ان يتوهط في احدها - ولكن هذه الخشية ليس لها ما يبررها ... ولن تؤتى هذه السروج من قبل ما يتوجس منه .. وتتوجس منه الحركة .. الخوف كل الخوف هو ان تتنكر الحركة الشعبية لكل مباديء الحرية والديمقراطية و «العدالة» التي قالت انها تتبناها وتسعى إلى جعلها واقعاً معاشاً ....
ونهدى لهؤلاء هذا المقطع من اغنية وردي للذكرى :
خوفي بكرة تنساها الليالي هذا مايجب ان يخاف منه ياسر عرمان ويخشاه قبل ان يجيء يوم يرد فيه عبارة عادل امام : «اصل انا خايف على....»
بقلم:
صلاح الدين عووضة