اليوم العالمي لحرية الصحافة ..

كلمة الأيام / الأربعاء
اليوم العالمي لحرية الصحافة
كان يوم امس هو اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي تحتفي به الصحافة في كل انحاء العالم مسلطة الضوء على ضرورة توفير هذه الحرية التي تجعل من الصحف مرتكزا اساسيا في كل نظام ديمقراطي ومنبرا حيا لتلاقح الافكار عبر الحوار الحر بين جميع الناس وصولا الى الحقيقية , وهي ايضا وسيلة لتعريف الناس بمجريات الاحوال في بلادهم وفي العالم من حولهم والمعرفة ركن اساسي في الممارسة الديمقراطية لانها تتيح للفرد ان يشارك في العمل العام عن معرفة ودراية.
والعيد هذا العام له طعم خاص في السودان لانه ياتي في اعقاب توقيع اتفاق السلام الذي وضع حدا لحرب مآساوية وهو اتفاق يشكل بداية لعملية التحول الديمقراطي التي تقوم على حماية ورعاية حقوق الانسان وفي مقدمتها حرية التعبير التي تتيح للصحافة ان تؤدي دورها كاملاً ودون خشية او محاباة وتصبح داعية للسلام والاستقرار والحوار الرشيد البناء.
وحرية التعبير ليست ميزة تمنح للصحفيين ولكنها حق للمجتمع باسره يتمتع بها كل فرد وكل جماعة في المجتمع ويجد في الصحافة منبرا يمارس عبره ذلك الحق مثلما يمارسه عبر وسائط اخرى ولكن الحق يظل بالغ الاهمية للعملية الديمقراطية باسرها ولذلك فان هذا التحول يلقي على عاتق الصحافة مسئولية كبيرة لكي تصبح منبرا مفتوحا وامينا وصادقا وفعالا وان يستشعر العاملون في الاعلام اهمية وخطورة الدور الذي يلعبونه خاصة في مجال بناء ثقافة السلام والتبشير لمهام المرحلة التاريخية التي نجتازها الان.
وهو – ايضا – يلقى بمسئوليات تجاه الدولة في ان تفتح كافة النوافذ وتتعامل مع حرية التعبير بحسبانها مكون اساسي للنظام الديمقراطي وتدرك ان الاعلام الديمقراطي طريق ذو اتجاهين ينقل عن الناس والى الناس فلا تحبس نفسها في ركن يضيق واسعاً – كما انها مطالبة – التزاما بالشفافية – بتوفير كل المعلومات لاجهزة الاعلام حتى يلم بها الناس فحرية تلقى المعلومات والحقائق والاحصاءات جزء اساسي من حرية التعبير ومن اساسيات النظام الديمقراطي وعندما تتوفر المعرفة الكاملة يتعامل الناس عن هدى وبصيرة.
اننا نستعد للانتقال الى مرحلة جديدة يحكمها دستور يوفر تلك الحريات وقوانين تسترشد بذلك الدستور فتحمي تلك الحقوق ولا تنتقص منها ولذلك يحق لنا ان نحتفى احتفاءاً خاصا باليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام لانه يجئ ونحن نستعد لكتابة دستور نتطلع لان يرسم خريطة الطريق للتحول الديمقراطي ومهما كانت الخلافات حول تشكيل لجنة الدستور الحالية ومهما كانت نتائج الجهود المبذولة لتجاوز تلك الخلافات فان الحقيقة التي تظل ثابته هي انه ليس هناك من تحول ديمقراطي دون كفالة تامة لمبدأ حرية التعبير