وقفة على نبع الحزن .. فقد رحل الخاتم

في أي موضع نرتب هذا الحدث الاليم، فأجنابنا اصطليت بصنوف من أذايا، تسربت من رئة الاماني المحبطة و أخريات من فوهة غليظة تمحق مشروع التفتح و إن كانت وردة، على اي خد نسبل دموعنا فخدودنا تقيحت بلطم الطغاة و وشم الضحايا، على اي لحد يسجى الخاتم و قد فرعت قامته إلى سماء بلا حدود، هل تبين إلى آخره حتى نواريه، هل تكرر مغزى و مذاقا حتى نساويه، هل قدم كل ما عنده حتى نضعه على جنبه و سائر الموتى كما فعل مع ماركس و هيغل.
أليس مبكرا ألا يدوزن هذا الصوت و إلى الابد فتصوم آذاننا عن فكرة مميزة و عبارة جزلة، أليس مبكرا أن لا نبحر من بعد في انفاقه و آفاقه و شط الوطن مايزال ملغوما، أليس متاخرا أن نصد نداءا حملته الحبال الصوتية لمصطفي سيد احمد في عالمه الآخر و كأنه يطلب انيسا من تاله مسيرا و مصيرا، و كأن وحدة الاضاد تكذب نفسها و تتحول إلى وحدة الانداد، أليس متاخرا إن تركنا مبكرا.
الخاتم .. فتى الاحلام الجهيضة بإمتياز، حلم بالمشروع الشيوعي و اخلص له و روج لأن يكون و دفع اكلافه العالية من شبابه و صحته و اقتلع من جذوره في تربة الحياة العادية ليكون خاتما آخر هو بالضرورة استثنائي، فكان الخاتم المفرغ او السجين او المختفي او المكلف او المتحدث او المعتكف لاطلاع ام كتابة، فغاب عن دنيا الناس العادين و كانت هذه بداية موته طالما أن الموت رحلة يمكن تاريخها و توقيع معالمها. انهار المشروع الطوباوي و لسان الحال يقول (الزمرناه لله).
حلم الخاتم داخل حزبه الشيوعي بالتغير و أضاء بكثافة على إنائه و أوانه بل نهض الرجل يبتدر المسير و نظر خلفه إذ بالناس قعود، فانصرف و شانه. حلم الخاتم من بعد بوحدة القوى الجديدة و لكن انكسارات الماضي و إمتدادات ذيول الشمولية و غلواء الصفوة احبطت الفكرة. حلم الخاتم بمقد على دكة المعارضة الجماعية للانقاذ فاوصد التجمع الباب في وجهه. حلم الخاتم بنهضة مشروع التنوير على اكتاف (حق) فحالت آلام التسنين الديمقراطي دون حلمه.
الخاتم .. قاطع معنى و دلالة، اختار لنفسه و بوعي مبكر عناصر محددة لبناء شخصيته، فكان التفكير المنهجي هو الاساس و الثورية هي الإطار فحتشدت في هذا الاطار و على هذا الاساس مجمل حياته الخاص منها و العام، فحتى عندما فارق الشمولية فقد كانت الثورية تكتنف عالمه اللبرالي الجديد، اما التفكير المنهاجي فهو على طول الخط و كل المراحل، فقد ظل يتمثله دوما في كبير الامور و في التفاصيل، ربما كفل هذا للخاتم التصالح مع ذاته، لكن العالم خارج الذات ليس كذلك و لا يتعامل بصرامة منهجية مع امور حياته، بل يخالطها بعناصر أخرى لا تتألف معه كيميائيا لتعبر الحياة في خاتمة المطاف عن اوضاع عامة و ليس انتقائية. لقد ارهق التفكير المتواصل الخاتم و لطموحه العالي في تطوير نفسه على مدار الساعة و لانشغاله الدائم و النبيل بالهم الوطني و الإنساني عموما فقد صار هذا الارهاق حتميا و لابد انه اسهم كذلك بقدر في (تقصير عمره) ففقد نفسه و افتقدنا فيه كل شيئ، فليته توقف في منتصف الطريق و انسرب إلى بنية الوعي (البرجوازي) ليرى الدنيا بمنظار آخر و يخلد إلى بعض راحة و يحقق لذاته بعض ذاتها، او ليته توقف ليسترخي ذاك العقل المعنى على وسائد اليقين و وسائط الروح حتى نرى خاتما جديدا و متوازنا وفق معطيات جديدة، او ليته تخلص من الاتقال الزائدة، فأحمال جيل باكمله ليس بعبوة ناسفة على أكتاف فرد، او افرد سبيلا (لاعقلها و توكل).

في فصل من حراكنا السياسي إلتقينا الخاتم فتعاهدنا بصدق ثم اختلفنا فافترقنا بصدق، هذا طبيعي لأنه الصدق مع النفس و لأنه طبيعة البشر فما إجترحناه نحن! كما أن الخلاف مع الخاتم يدفعك لتوضيب معرفتك و تطوير قدراتك، لكن مقابل هذا الخلاف كان هناك كلفة سياسية عالية، كما انطوت على الاثر مساحات من الود، فليتنا لم نختلف و ليتها لم تنطو ـ عموما هذا ملف لن نفتحه بعد الأن، فقد ترجل فارسه فعسانا جميعا وعينا الدرس على قسوته و منه نعتبر.
ضاقت بالخاتم الدنيا فليسعه ملكوت السماء، و اتسعت برحيله فجوى في جدارنا السياسي و الثقافي، فلتتقدم طلائع هذا الجيل لاداء رسالة جليلة كما شعبنا و كبيرة كما السودان.

الا رحم الله الخاتم و لاسرته و محبيه و اصدقائه حسن العزاء.

حيدر ابو القاسم
صالح إسماعيل مهدي
طلعت الطيب
ثروت سوار الدهب

تورنتو ـ كندا في يوم 27 04 2005

الاخ ثروت
لكم التعازي ,,

الاخ معروف.. جعلها الله خاتمة الاحزان

رحم الله الخاتم رحمة و اسعة و جعل مسواه الجنة.

Quote: في فصل من حراكنا السياسي إلتقينا الخاتم فتعاهدنا بصدق ثم اختلفنا فافترقنا بصدق، هذا طبيعي لأنه الصدق مع النفس و لأنه طبيعة البشر فما إجترحناه نحن! كما أن الخلاف مع الخاتم يدفعك لتوضيب معرفتك و تطوير قدراتك، لكن مقابل هذا الخلاف كان هناك كلفة سياسية عالية، كما انطوت على الاثر مساحات من الود، فليتنا لم نختلف و ليتها لم تنطوي ـ عموما هذا ملف لن نفتحه بعد الأن، فقد ترجل فارسه فعسانا جميعا وعينا الدرس على قسوته و منه نعتبر.

شكرا لك ايها الخاتم فها أنت تعطينا لوحة اخرى فى الصدق مع النفس بين الفرقاء
بالامس القريب كان موقف الحزب الشيوعى
والان ياتينا هذا الموقف المتسامى من حركة القوى الحديثة.

ثروت
حيدر
صالح
طلعت
شكرا لكم جميعا وانتم تمنحوننا بارقة أمل فى الغد

شمس الدين السنوسى

أحسن الله عزاؤكم أخي ثروت

الاخ شمس الدين,

لفقيدنا الرحمة و لنا و لكم حسن العزاء و الصبر الجميل.

الاخ خضر

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته و إنا لله و إنا إليه راجعون.

Quote: كتابة، فغاب عن دنيا الناس العادين و كانت هذه بداية موته طالما أن الموت رحلة يمكن تاريخها و توقيع معالمها. انهار المشروع الطوباوي و لسان الحال يقول (الزمرناه لله).

, سالته الا يتوقف عن الكتابه وان يتغلب على الامه ,,, قال : لا انا ابدا لن اتوقف عن الكتابه , توقفي عن الكتابه معناه النهايه ,, الخاتم له تعريفه للموت ,,

عزيزى ثروت

احسن الله عزائكم وعزاء الجميع ، جعلها الله اخر الاحزان ، وللخاتم الرحمه والمغفره

جعل الله قبره روضه من رياض الجنه ..

الاخ ثروت
تقبلوا عزاءناالحار
فى فقيدنا فقيد الوطن
الشهيد الخاتم عدلان
له وارف الجنان

الاخ ثروت
انه فقيد الامة السودانية

البركة فينا جميعا

وانا لله وانا اليه راجعون

لم اقابله وجه لوجه ولكنى عرفته من خلال اراءه وان كانت مخالفه ومنتقده لنهج الصحوه. الخاتم يختلف معك ولكن منطقه يجبرك على احترامه. عرفته اكثر من خلال الاخ الخلوق المثقف طلعت فى اوائل التسعينات
رحيل الخاتم فقد عظيم لاصحاب الراى والكلمه. الا رحم الله الخاتم وعزائى لاخوته بتورنتو
ثروت,حيدر,صالح وطلعت
انا لله وانا اليه راجعون
دودى

الاخ معروف.. حكي لي يوما انه كان ينتظر بلهفة الصبية العائدون من الدراسة و كان حينها لم يبلغ سن المدرسة بعد، ليتطلع على كتبهم و كراساتهم، و لما التحق بالمدرسة كان سلفا قد تعلم الهجائية و يعرف كيف يركبها!!

العزيز محمد عبدالرحمن

كانت تجمع الفقيد علاقة مميزة بالراحل عمر نورالدائم، و قد شهدت صداقتهم في اسمرا. فتتبعت أثرها في امتعاضك من مركز الحزب فيما أذ نعى الخاتم ام لم يفعل. لكنها صرخة نعى و عزاء، اظنها ترضي ارواحهما الطاهرة!!

و البركة فيك يا محمد.

الاخ شمس الدين,

لفقيدنا الرحمة و لنا و لكم حسن العزاء و الصبر الجميل.

اخي عبدالمنعم.. شكر الله لك و سعينا و سعيكم مشكور و له الدعوات بالمغفرة و الرحمة.

الاخ محمد اشرف.. نعم، البركة فينا جميعا.

و لك حسن العزاء و الصبر من بعد.

اتذكر تلك الايام عزيزي محمد؟
هي ايضا كانت بداية تعرفي بالخاتم ومن خلال المرهف طلعت، كان كثير الحكي و الاحتفاء بالخاتم، و لعله عاصره في سنيه الاولي بالجامعة. فالخاتم تم إعتقاله بشارع الجامعة في ابريل من سنة 81 بعد تتبع دقيق ليرى النور في ابريل عام 85 .
و عند طلعت وجدت ذاكرة متقدة حية زاد من لهيبها الفجيعة، و عند طلعت و صالح و حيدر وجت من يعزيني و اعز، كان رثاء من عرى الذكريات.
كم صرت اخاف من مراصد القدر ان يكمن لي بخلاف مع اخوتي او يطوي لي مساحة ود معهم!!
لك و لهم العزاء والصبر و السلوان.
جعلها الله خاتمة الاحزان عزيزنا دودي، على ان نلتقي بصفاء على هدى تلك الايام القوابر.

الاخ ديمقراسي

احسن الله عزائك و الاخ شمس الدين.

الاعزاء حيدر , صالح , طلعت , ثروت
البركه في الجميع والفقد واحد

الهم ارحمه و اغفر له.

نسال الله الا يريك مكروها في عزيز لديك اخي بهاء.

و جبر الله بخاطرنا جميعا

الاعزاء ثروت ,حيدر , صالح , طلعت

انشاء الله البركة فيكم و فى الشعب السودانى

انا لله و انا اليه راجعون

Tharwat, Hayder, Talaat, and Salih
Deep condolences to all Sudanese people, and to us, the people who worked closely .with Alkhatim in the struggle against all the odds to establish HAQ
We should honor Alkhatim's struggle by
developing our vision and commitment to implement the enlightenment program
Regards to your families and keep on touch
Elmoiz Abunura

يمنى، البركة فيكم.الدوام لله.

عزيزنا المعز

البركة فيكم.

هي مواقف كان ما يميزها العزم و الاستقامة. و لدت من رحم المعاناة و الاحساس بالجديد القادم. لم نضن عليه بجهد او نتكاسل عنه بفكرة و كان التنوير و لازال و سيظل. و كنت انت و صحبك في زمن كان الجديد شرك و بدعة.
تقبل ايها البديري تعازي الهميم الطيب عباس بدر، فقد شهد مع الخاتم بدر التأسيس.

إنا لله و إنا إليه راجعون.

الأعزاء،
حيدر ابو القاسم
صالح إسماعيل مهدي
طلعت الطيب
ثروت سوار الدهب

عزائي الحار لكم. ثم ليتنا نتعلم من تجربة فراق الخاتم المحزن أن نظل
أوفياء ودودين لمن نحب ونحترم، مهما كان مقدار اختلافنا معه، لعل
ذلك يحيل الاختلاف المر إلى مخاض خلاق!

وفي الموت عبرة، أيها الأعزاء الكرام، المهمومين برسالة التنوير التي
وظف الخاتم حياته لها. وأعظم وفاء للخاتم يكون بأن نجيد أدوات المحبة
والاحترام لمن يخالفوننا الرأي باحترام. هذا هو عصب الديمقراطية القادمة
إلى السودان لا محالة، عشنا لنراها تتحقق أم ذهبنا لملاقاة من نحب في عوالم
آأر لا يعرف الموت إليها من سبيل.

الاخ حيدر.. البركة فيكم و الدوام لله.

كل يوم نكتسب معرفة جديدة، و إذ كنا انتبهنا لادب الخلاف مبكرا لكن هذا لا يعني انه تمكن منا للدرجة التي يمر فيها من افق التنظير الضيق لافاق الممارسة الرحبة.

لازالت الهوة شاسعة بين سهولة الكلام و صعوبة التطبيق. و لازالنا نتكئ على امل ان يكون الخلاف في حدود الخلاف دون ان يسكب على اي علائق اخر.

اتفق معك في مجمل ما كتبت.

للفقيد الرحمة. و إنا لله و إنا إليه راجعون.