شوقي بدري: الخاتم وخزى الانقاذ! المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص !

شوقي بدري: الخاتم وخزى الانقاذ! المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص !


04-28-2005, 07:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1114668434&rn=3


Post: #1
Title: شوقي بدري: الخاتم وخزى الانقاذ! المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص !
Author: Amjad ibrahim
Date: 04-28-2005, 07:07 AM
Parent: #0


العقود الستة التى عشتها على ظهر هذا الكوكب تخللتها بعض الأحزان أغلبها فقد قريب أو حبيب أو رفيق أو زميل درب . ونحن فى مدرسة بيت الأمانة الأولية اختطف الموت زميلنا كامل من أولاد حى الرباطاب . كان سريعا فى الجرى ولعب الكرة وحتى فى كلامه . ولكن سرعة اللورى الذى دهسه كانت أسرع من سرعته . وأتت جدته آمنة الحمرا ومسحت ما تبقى من مخه من حديد اللورى .

وفى 1963 أتى صديقى كريل ( النقّاش ) من القيقر لتحية أهله فى العباسية وفريق تقلى وترجع جذورهم الى جبال النوبة , واسمه محمد فضل تيّه. وفى الطريق الى القيقر مات فى الباخرة المحلى . كريل كان يعرف أنه سيموت . فلقد كان ظهره العريض القوى مليئا برصاص رش ( خرطوش ) . فعندما كان يهز فى سيرة فى القيقر كان ابن التاجر القبطى سويرس يطلق الرصاص . ولأنه كان مخمورا فلقد قطعت القذيفة يد الأخ المسّاح واستقر قدر كبيرمنها فى ظهر كريل , وعاش بضعة سنين ثم انتقل الى ربه وهو فى العشرين من عمره , تاركا لى ذكرى عطرة . فلقد كان خير صديق ضمّتنا العباسية وأمدرمان فى فترة بداية الشباب .

قبل مدة قصيرة سمعت خبر موت الفنان التشكيلى حسين شريف الذى صمّم غلاف كتابى حكاوى أمدرمان . ثم كان خبر موت دكتور أمين النور الذى جلس معى فى نفس الفصل الدراسى فى الأحفاد الثانوية فتألمت وبكيت عليهم وعلى نفسى بسبب غربتنا وتشتنا وتشردنا .

وأتانى خبر وفاة ( عابدين ) كما كنا نعرفه فى فترة الطفولة , وكما تناديه والدته نفيسة وشقيقه النور وكنا جيرانا فى حى الملازمين . ثم انتقلنا للسكن فى منزلهم عندما غادر العم محمد أحمد عبدالقادر أمدرمان ليكون ناظرا لمدرسة خور طقت الثانوية . ولم ألتقى بعابدين منذ فترة الطفولة . وتفاديت مقابلته فى أيام حكم نميرى لأنه كان يمثل السلطة . ونحن والدكتاتوريات لا نلتقى . وكنت أمنّى نفسى بمقابلته لنعيد ذكرى الطفولة , وها هو قد ذهب ويؤلمنى ذهابه فهو جزء من طفولتى .

هؤلاء الناس عرفتهم وتداخلت معهم وكانوا جزءا من حياتى . ولكن لم أقابل الخاتم . وبالرغم من هذا لم يحدث فى حياتى أن أحسست بأثر خبر موت مثل خبر وفاة الخاتم عدلان . ولأول مرة فى حياتى أحس وكأنما رفسنى فرس لوقع الخبر . وكدت أن أمد يدى وأمسك ذلك الأثر وأهزه وأتطلع فى عينيه . وربما لأننى كنت مقتنعا بأننى سأقابل الخاتم وأحاوره وأجادله . وربما لأننى كنت أحس أنه حتى الموت لا يقدر على أمثال الخاتم .

لم أكن أحسب أننى يمكن أن أتألم لموت انسان لم أقابله بهذه الطريقة . والخاتم كان دائما قريبا منى . كان قريبا لشقيقى الشنقيطى . وكما ذكر هو فى ردّه على بعض بوستاتى انه يعرف أهلى كثيرا . فلقد سكن وسطهم أيام اختفائه . كما كان( فردة) صلاح العالم . وآل العالم سكنوا فى شارع البوستة على بعد خطوات من منازلنا . وكنت أسمع أخبار الخاتم من الكثيرين . وسعدت وأمتلأت فخرا عندما عرفت أن البروفيسور الانجليزى الذى أشرف على شهادة الدكتوراة قد ذهل لالمام الخاتم بالفلسفة والمنطق والتاريخ وسعة ادراكه ومعرفته .

ولكن الشيىء المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص أو مواطن وتحرم الآلاف من تكريمه بالطريقة التى يرونها لائقة . فالخاتم قبل كل شيىء شخصية عامة , ولا أفهم كيف يجد أى انسان الشجاعة أو المقدرة أن يدافع عن هذه الحكومة .

الدولة من المفروض أن تحمى المواطن , وتسهل أمور معيشته من مأكل ومشرب وتعليم وعلاج . هذه الحكومة منذ أن أطلت بوجهها الكريه عملت العكس . لقد ملؤوا السجون والمعتقلات حتى كادوا أن يجعلوا المعتقلات وردّيات . وأتوا ببشر فقط لتشابه الاسم . وذهبوا للقبض على مواطنين بلست قديمة ليكتشفوا أن المواطن قد قضى نحبه منذ زمن .

اذا لم تكن هذه الحكومة بشعة . لماذا يختفى كرام المواطنين ؟ لماذا يسجن الشرفاء ويترك اللصوص لكى ينهبوا ويتبخطروا فى الشوارع ؟ . لقد ملؤوا السجون بمواطنين لا دخل لهم بالسياسة فقط لأن عندهم وكالات من شركات أجنبية مجزية . ولهذا قلت فى موضوع نشر فى بداية الانقاذ ( الحكومة دى مركب على الله , لا مقداف ولا دفّة . تجبد العيشة وتخلّى البروسة ) .

ألاستاذ مكى عبدالقادر بعوده الرفيع وعقله وقلبه الكبير . لماذا مات مختفيا فى بلده وهو رجل شريف , لم يجرم ولم يسرق ؟ . وهنالك الآلاف . وحتى اذا وجد أى انسان تبريرا لفعل الحكومة الآن بخصوص جثمان الخاتم , كيف يمكن أن يدافع أى انسان عاقل عن اقتحام الأمن مأتم آل زاهر سرور السادات . ويشيرون الى جثمان أنور زاهر الذى مات مختفيا ويقولون ( وده كان وين ؟ ) بدون أى احترام لحرمة الميت . وشعور أسرة من أعظم الأسر السودانية أخرجت أعظم الرجال والنساء للسودان . رب هذه الأسرة كان أول من دعا للجهاد . وقاد الجنود السودانيين فى معارك فلطسين , وأدخل الذعر والخوف فى قلوب الأعداء . وخلق أسطورة الجندى السودانى الذى لا يخاف و لا يخشى الموت .

ولقد جرح العم زاهر سرور وأسر . وكان ممثل اسرائيل يتطرق لاشتطات السودانيين فى القتال ويذكر العم زاهر بالاسم . وهذه الأسرة قدمت الدكتورة خالدة زاهر أول طبيبة سودانية . والكثير من المناضلات والمناضلين , أحدهم الكاتب الأستاذ هلال زاهر , والأخ أمير زاهر الموجود الآن فى أمريكا .

أنور رحمة الله عليه كان لطيفا رقيقا مؤدبا يمتاز بصبر الأنبياء . وكان صهره عبدالخالق محجوب وقيادة الحزب الشيوعى يوكلون اليه المهام التى تحتاج الى صبر وطول بال وتقبل الآخر . لأنه لا يهاتر ولا يسىء حتى اذا أسيىء اليه .

ويحكى فى سجن كوبر أن أحد السجناء الأميين أعيى الجميع وصنّف بأنه لا يمكن تعليمه . فقرر أنه لن يستطيع تعليمه الا أنور . وبعد شهور من الاجتهاد طلب أنور بصبره المعروف من السجين أن يدخل كلمة غرد فى جملة . فقال السجين( غرد الثعلب) . فألقى أنور الطبشيرة , فقال الجميع ( الغلب أنور ده ما حيتعلم ) .

أنور على ما أذكر من مواليد 1930 . وكان زميلا لابن عمتى الطيب ميرغنى شكّاك فى مدارس الأحفاد الأولية . وهذا يعنى أنه عند وفاته كان فى الستين . رجل كامل الأخلاق ليس بشاب متهور أو نزق . هل كان يمارس الاختفاء فى وطنه كلعــبة ( استقماءة ) طويلة المدى ؟ . لقد سجن وأهين وطورد بدون جرم . من الذى سيدفع الفاتورة ؟ .

رجال بهذه المواصفات لماذا يجبروا أن يموتوا بعيدا عن أحبائهم وأهلهم وذويهم وأبنائهم وأحفادهم ؟ . لماذ يموت أنور فى أجزخانة منصور اسحق ؟ . ولماذا يحرم من العلاج والعناية والرعاية والحب والود ؟ . أمثال أنور كان من الواجب أن تقام لهم التماثيل .

وستكون هنالك فى يوم من الأيام شوارع ومؤسسات وقاعات ومدراس ومكتبات تحمل أسماء هؤلاء الرجال رضيت الانقاذ أم أبت . ولهذا نقول بملىء فمنا نحن ضد الانقاذ , ونحن مع قرارات مجلس الأمن , لأن هؤلاء البشر أشرار . التحية .

شـــوقى

source
http://www.sudaniyat.net/forum/viewtopic.php?t=1340

Post: #2
Title: Re: شوقي بدري: الخاتم وخزى الانقاذ! المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص !
Author: Alia awadelkareem
Date: 04-29-2005, 06:14 AM
Parent: #1

Quote: اي بلاد انت
التي تعتنق الرب جهرا
وتزيد سرا الام يسوع
اي بلاد انت
التي لاتكترث بنا
تمضي هكذا
غير عابئة بنا
ان افقنا
اوحلمنا
ام حزنا
وكاننا لست منك
و كانك لست منا
لم يكن التكوين
اكثر من ممارسة الحزن
جهرا وسط المقابر
يحضنون شاهدا
او يزرفون الدمع علي روح ثائر
لم يكن سوي حزن عليك
وانت تغلقين حتي ابواب الحناجر


اعزيك استاذ امجد

في الرجل الفقد

ولسان الحال علم
يقطر
بالعار
مع كل نبضة قلب

محبتي

Post: #3
Title: Re: شوقي بدري: الخاتم وخزى الانقاذ! المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص !
Author: Marouf Sanad
Date: 04-29-2005, 08:10 AM
Parent: #2

Quote: لأن هؤلاء البشر أشرار


نعم هم كذلك

Post: #4
Title: Re: شوقي بدري: الخاتم وخزى الانقاذ! المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص !
Author: ست البنات
Date: 04-29-2005, 09:12 AM
Parent: #1

ولأن حديثك أيها الأستاذ الوفى والحكيم ، درر !

ولأنى ما فاتنى سطر مما كتبت منذ أن ولجت سور المنبر ،

ولأنه ليس بحديث على الورق تنثره بل تأريخ وأحداث عظام ، لشخوص أعظم !

لكل ذلك لك منى التجلة والأحترام !

وأتمنى أن يطول عمر اقامتك على هذه البسيطة ، رغم التشرد ورغم

الغبن والحزن ، لأنك ومثلاءك نادرون ، وتستحقون البقاء والخلود !

وأعرج على محور موضوعك ، وأضيف :

هؤلاء سرقوا الغويشة ! هل يصعب نعش الجسور عليهم ???

ملحوظة :

هذا زمان يغرد فيه الثعلب حقا !

ألم يسكن ديارنا البوم !?

ولك الأحترام والتقدير أستاذى شوقى بدرى .


الخاتم المهاب

ألماظو بالياقو

الوطن العزيز

خاليهو وين بتفوت ?

كيف تبدا النضال

وتجيهو بالتابوت ?

ست البنات .

Post: #5
Title: Re: شوقي بدري: الخاتم وخزى الانقاذ! المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص !
Author: Ibrahim Malik
Date: 04-29-2005, 03:13 PM
Parent: #1

Dear Shawgi,
Hope you and the family are doing good. Again, no wonder what Ingaz government did to Khatim even after being in his coffin. Such a mentality only cares for its own immediate and shallow interests and nothing else..if enven it is a coffin of a great thinker and an unparalled icon as the late Khatim, whom I was not either honored by meeting him despite exchanging some
messages. Wishing you and the family the best.

Ibrahim Mohamed Osman Malik
Arizona