لمن تبكي سماء الخرطوم!!!!!

سلام جميعا

لم نستفق بعد من لطمة القدر، حتى فاجأنا الكيزان هذا الصباح باختطاف جثمان الرجل الذي فارقنا على عجالة، و تركنا في ذهول كامل شاخصين الى البعيد.

استغرب حقا من التأثير المعنوي الكبير للاستاذ الخاتم عدلان، و عند عزائنا المقام في مدينة نايميخن بهولندا في منزل الصديق الصدوق و الاخ الاكبر عماد آدم بابكر، بكته الامهات محاسن و الوالدة صفية كما بكين صغارهن محمد ابراهيم سلمان، و شرف سليمان بخيت، و انا على البعد اقاوم دموعا ترفض ان تبقى في محاجرها، و اسمعهن يرددن ترنيمات حزينة و يتدفق دمعهن مدرارا و هن يرددن

اخو البنات حليلو..
ضو الحيشان حليلو...
أخو الأخوان حليلو...
أبوك يا حسام حليلو..

ابكوهو يا الامات...
ابكوهو يا الاخوات.....

لقد قابلت أمي والخالة صفية الاخ الخاتم مرة واحدة حتى ان استغربت للحرقة التي بكن بهاعليه، لكنه كان دائما هنا معنا عبر الاتصال و الحديث العذب و التعازي، كان رجلا بسيطا يدخل القلوب، و يتحدث حديث القلب للقلب، لذا اتى حزنهن عليه تلقائيا و عميقا، و جعلنا في اجواء شديدة الاسى على فقده.

هل احسن كتابة الرثاء، كلا فلم اتعود ذلك، لكن هذا الفقد يدفعك دفعا لتسطير، بعد المشاعر و الاحاسيس، و بعد يومين قرأت هذا الخبر في جريدة الرأي العام، التي لم تنشر خبرا يذكر عن وفاة الاخ الخاتم، و لكنها ذكرت فيضانات في اثيوبيا، و رحيل آخر جنود سوريا من لبنان و لم اقراء خبرا ضافيا عن وفاة الاخ الخاتم، و كانه لم يولد في هذه الرقعة الجغرافية التي اسمها السودان، و لكن هذه الجريدة و ربما غصبا عنها اوردت خبرا عن تراجع الفاصل المداري جنوب الخرطوم، الى اين يا ترى، هل الى قرية ام دكة الجعليين، الاخ بشرى الفاضل يقول إنها علامات، ان تمطر سماء السودان صيفا، اذا احتاج السودان قربانا كبيرا بحجم الاستاذ محمود للتخلص من النميري، فها هو الوطن يقدم قربانا آخر للتخلص من الانقاذ، و يا لعظمة القرابين التي نقدمها للتخلص من اقزام، فقدنا في زمن الانقاذ الكثيرين من ابناء الوطن الشرفاء من فنانين و اطباء و كتاب، و نتمنى ان يكون فقد الاستاذ الخاتم عدلان آخر هذه القرابين، أكثير علينا ان نتحاور مع مثقفينا داخل اوطاننا بدلا من ان نتحدث اليهم عبر شاشات الحواسيب.

أن بذرة الخاتم عدلان الوطنية ستنبت زرعا ووعدا و تمني،
و جيلا جاي حلو الشهد
صبايا و فتية يمرحوا في صباح الغد
عيونهم برقهم لماح
سؤال رد

و لن ننتظر فقط قدوم هذا الجيل بل سنساهم معه في ان يرتع في سودان متعدد حر و ديمقراطي.

امجد


التنبؤات الجوية : هطول الامطار خلال اليومين الماضيين ظاهرة عارضة

قال مصدر مسئول بالتنبؤات الجوية ان ظاهرة هطول الامطار خلال اليومين الماضيين في بعض المناطق بما في ذلك ولاية الخرطوم تعتبر ظاهرة عارضة وذلك لدخول كتل هوائية ساخنة في طبقات الجو العليا صادفت كتلاً هوائية باردة كما ان الفاصل المداري كان قد تقدم بصورة غير حقيقية واضاف لــ(سونا) ان موجة الحر انحسرت نسبيا وتراجع الفاصل المداري جنوب الخرطوم

المصدر
http://www.rayaam.net/news/news3.htm

العزاء الحار يا أمجد
كنت بعد نشركم لذلك البوست الفاجع عن مرضه قد أرسلت ايميلات لعبدالوهاب همت وجاءت ردوده بالهواتف . قابلت تيسير وقابلت عدلان وقابلت خاتم نفسه على الهاتف وقابلت باقر العفيف .كان صوت الخاتم هو ما أفزعني وتخيلت طوال الشهرين الماضيين كيف أن هذا الكائن العملاق تعذب وحين مات كتبت

مقال الثلاثاء
مالم يقله الخاتم عدلان

وسأدفع به للنشر في الاضواء متخيلا شكل عذابات أسد في الاسر عليه أن يعزي أهله والأقربين ويؤكد لهم أنه بخير وفي اعماقه يحس بأنها النهاية . متى كان أول يوم عرف فيه المرض ز ماذا قال هؤلاء الأطباء القساة له هل قالوا لها ألا أمل فتركوه يتعذب لشهرين ؟
وحين أطالع رده على قصيدتي عن غروب العمر في مكانين دون أن أرد له لظروف احس بأن فجيعتي فيه مضاعفة.

استاذنا بشرى

كل الود لك، و جميل الشكر، لا املك من لغة البيان ما يمكنني من الكتابة عن الاخ الخاتم فهو اخ كبير، و صديق حميم، و قائد ذو كاريزما عالية، و الحق ان كتابة موضوع بهذا العنوان لهو عرفان كبير بمجهودات الخاتم الفكرية خاصة خطابيه اللذين لم تلقهما الحركة الشعبية و الجبهة الاسلامية، و فيهما خطاب سياسي رفيع المستوى.. و انني لفي تلهف حقيقي لما ستكتبه عما كان سيقوله الخاتم عدلان و اعتقد انه كثير.

لقد كانت عند الاستاذ الخاتم مشاريع شتى، و تحدثنا فيها طويلا و تبادلنا فيها العديد من الايميلات، لكن عجلة العمل اليومي القاتلة في اوروبا، لم تترك لفقيدنا الكثير من الوقت كي ينجز ما فيه عقله العامر من مشاريع فكرية متعددة،و لقد اسهم ابعاده و تنظيمه عن مؤسسات المعارضة السودانية الفاعلة لان يعمل عملا لاكل عيش كما يقولون، ضيع عليه الكثير من الزمن منذ العام 2001 حيث عمل الفقيد في جريدة الشرق الاوسط حوالي 40 ساعة اسبوعيا، كما كان يعمل مدرسا في الفترة المسائية، و تصور كان يكتب مواضيعه و اسهامته بين الساعة الرابعة و السادسة صباحا من كل يوم، لقد استهلكت الحياة الخاتم عدلان فعمل في الاربعة سنوات الاخيرة ما يعمله الانسان في 10 سنوات، و كان اخي ايمن على اتصال دائم به لاقامته في انجلترا، و بعد ان توفي عليه الرحمة، قال لي الزول ده كان محتاج لي شباب في عمركم من حوله عشان يشيله معاه الحمل شوية ذلك لان حسام و احمد لسه في مقتبل العمر.

رحيل الاستاذ الخاتم امتحان لكل المثقفين و ليس لاعضاء حق فقط، فهو كان يحلم بحزب وسط يناطح الطائفية و التطرف و اليسار المتكلس، ليس بلفظية بل بنضال فكري ملتزم و مسئول و تقديم حلول عملية لمشاكل السودان المستعصية.

لا اقول اننا في حق سنستطيع ذلك، فهذا غرور، لكننا سنسير قدر المستطاع في الدرب الذي وضحه لنا، و في اعتقادي سيسير معنا الكثيرون، ففكر الخاتم سيزداد وضوحا بعد وفاته.

لك ودي
اخوك امجد

الاخ امجد
لان تيسير تعرفني فقد كانت طالبة حين كنت أحضر لدراستي العليا بموسكو فقد لمحت لي بحالته وهي في غاية الأسى فاصابني الارتباك . لا بدانني لم احييها بما يفيد ردم الفجوة بين فراقنا الطويل كمعارف واصدقاء. فهي شابة رصينة وفي غاية النبل واعرف كل إخوانها وأثنان منهما زملاء دراسة هما عصام وقاسم.حين تحادثت مع الخاتم كرر لي ثلاث مرات أن تيسير هذه لها معزة كبيرة لك لماذا لا تحييها في رسائلك . لم تكن بيني وبين خاتم رسائل . ارسلت له ماسينجر قبيل سفره للسودان حين سافر في يناير 2004 حين دعاني لمقابلته هناك قلت له لا تذهب للسودان.لم يأتني رد . هذا عادي فقد كتب تعليقا في يناير الماضي على قصيدتي غرب العمر وكرر التعليق مرة اخرى في بوست ما لم تقله الحركة الشعبية. فكرة مقالات ما لم تقله التي اشار الخاتم لتأثره في مسالة التقمص فيها بتوماس فريدمان فكرة شائقة وأعتقد ان خاتم يتواضع فهو يكتب بافضل من توماس فريدمان بما لا يقاس. لكن الأخير لديه اليات وسكرتارية ومواد تساعده.فكرة النعي تقتصر فقط على تصور حقيقة أنه سيموت وتصرفه في هذين الشهرين اللذين كان فيهما trapped بهذا المرض اللعين كنت أخشى عليه . سافرت في اول يناير حين توفي شقيقي وكان الهاتف بين أم دكة وقريتنا متصلا هو لم يصل إلا في منتصف يناير وقد مكثت في السودان عشرة ايام فلم ألتقيه.. كنت كتبت لعبدالوهاب همت لمعرفتي الشخصية به فقد التقينا فيالقاهرة عام 94 ولم أكتب لك بصصد الحصول على موبايل خاتم وعن طريق ذلك الموبايل حصلت على هاتف تيسير وعدلان والباقر العفيف .
عزيزي امجد
منذ مايقرب من عشر سنوات لا أعمل تحت اي لافتة حزبية ولا اي من المنظمات
وأعتقد جازما أن الخاتم سيتم استخدامه من قبل البعض لضرب خصومهم السياسيين ومن يبغضون تماماً كما تم استخدام مصطفى سيد أحمد. في النهاية بعد فورة الاستخدام لن يصح الا الصحيح . خاتم ليس شخصاً عشوائياً وقد اسر لاخلص احبابه من كل بد بكل شىء بما في ذلك مرضه وتوقع الموت ولذا فإن مقال الثلاثاء لن يحل محل خاتم كل تلاثاء بل اخذ العنوان مقال الثلاثاء لمرة واحدة هل تفهمني ليعبر عن العذابات الداخلية لهذا الطود وهو يطمئن صحبه بان كل شىء تمام ويملاً في جنبات قلبه حين يخلو لذاته عوامل مواجهة الموت خصوصاً بعد أن تلقاه من خواجات باردين .أعتقد انه واجه هذا الموقف بشجاعة أقوى بما لاتتصور من الموت أمام المشنقة أو الضرب بالرصاص . إنه قتل دام لشهرين
قال لي عدلان كلما يصحو من النوم يتونس معانا زوجته وولديه وأنا وهاك يا قصص وضحك. تصور ؟
اما الاستاذ باقر العفيف فقد ذكر لي أنه كان يتألم لأيام ثم يعود من الالم لايام فانظر لكل هذه الجبهات.؟
سيتم يا أمجد استخدام خاتم بواسطة نفر من السودانيين لكن القالبية العظمي من السودانيين يحبونه بصدق وكل واحد منهم يعتقد بحق ان خاتماً كان صديقه. اليك بريدي الاليكتروني لامر هام لا يقال هنا[email protected]

((الاخ بشرى الفاضل يقول إنها علامات، ان تمطر سماء السودان صيفا))

لم أعلم من قبل عن ما تعليق استاذ الفاضل عن تلك الامطار التي هطلت في كل من الخرطوم وقبلها بيوم في ودمدني الجميلة ..لكن قد اتاني خاطر لحظة تبليغي انتقال استاذ الخاتم وربط بين الحدثين ...نعم انها علامات تقول مصادر الارصاد قولها عن كتل الهواء الساخنة والبادرة ونقول نحن انشق صدر هاتين المدينتين عن حزن عميق فهطلت دموعا غذيرة لم تستطع غسل ملامح الدهشة والحزن من علي تضاريسنا المكلومة

جميل يا اخ امجد لغة الاصرار تلك التي تحدتث عنها حول مشاريعكم كحركة حق في التخطيط من اجل سودان متعدد حر وديمقراطي ..ليتنا نجني ثمار ذات يوم ....

وذي ما قال الاستاذ محجوب شريف

ما بنبنيهو فرادي ولا بالضجة في الرادي ولا الخطب الحماسية .


تحياتي لك يا اخ امجد وتحية لاستاذ الفاضل والمتوقع منة تقديم الكثير في الفترة الجاية وكمان تحية لاستاذ عماد ادم علي المجهودات التي قام بها من استقبال و تنسيق للعزاء

دمتم اوفياء أصفياء
غادة