في صباح غائم- نص شعري جديد لسعدي يوسف

في صباح غائم- نص شعري جديد لسعدي يوسف


04-22-2005, 07:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1114150649&rn=4


Post: #1
Title: في صباح غائم- نص شعري جديد لسعدي يوسف
Author: osama elkhawad
Date: 04-22-2005, 07:17 AM
Parent: #0


الصباحاتُ غائمة، ليس من قبلِ عشرينَ يوماً فقط...
الصباحاتُ غائمة، منذُ عشرينَ عاماً وأكثرَ؛
إن الصباحاتِ غائمةٌ
مُذْ وُلِدْنا.
وفي عدَنٍ كانت الشمسُ في السّمتِ فجراً
تُؤجَّجُ قحفةَ رأسكَ مثلَ الزجاج،
ولكنّ تلك الصباحاتِ غائمةٌ!
......................
......................
......................
ربّما في عواصفَ ثلجيّةٍ يتجلّى الصباحُ البَهِي...
لقد حَطّت الطيرُ!
عند محطة مترو الجنوب، بموسكو
انتظرتَ التي لم تجئْ
وانتظرت... انتظرتَ إلى حَدِّ أن غَمَرَ الثلجُ شَعرَكَ
واقتاتَ عينيكَ؛
قلتَ: الصباحاتُ غائمة...
وانكفأت.
...........................
...........................
...........................
السلالمُ لا تنتهي حينما ترتقيها
(غُرَيفةُ باريسَ في الطابق السابعِ)
السَّيْنُ ليس بعيداً
وفي الصُّبحِ نفترضُ الشمس...
لكنّ تلك الغُرَيفةَ لن تبصرَ الشمسَ إلاّ دقائق.
إن الصباحاتِ غائمةٌ في غُرَيفةِ باريسَ أيضاً !
..........................
........................
........................
وماذا عن المَشهَدِ الآنَ ؟
لا مشهدَ الآن.
إنْ رُمتَ نوراً فَخَبِّئْ شآبيبَهُ في نبيذِ العروقِ
ولا تنتظِرْ أن يكونَ الصباحُ المُتاحُ بهيّا...
ستشهدُ كلَّ الصباحاتِ غائمةً
ومدجَّجةً بالعفونةِ
حتى تموت!



السفير الثقافي-22\4\2005

Post: #2
Title: Re: في صباح غائم- نص شعري جديد لسعدي يوسف
Author: Amin Mahmoud Zorba
Date: 04-22-2005, 07:38 AM
Parent: #1

العزيز اسامة شكراً لهذا الطقس السعدي
استمتعت به لاني الان وبدون اي توقع ومعي ايمن حسين وجدنا نفسنا في الاسكندرية
والساعة الثالثة بعد الظهر والسماء غائمه وكاننا مازلنا في الصباح
اشعر برشفات سعدي للكاس وهو يحكي الكتابة
كم هو جميل هذا السعدي

Post: #3
Title: مشاء" العراق العظيم
Author: osama elkhawad
Date: 04-22-2005, 10:55 PM
Parent: #1

عزيزي امين
كيفك؟
هكذا سعدي "مشاء" العراق العظيم,
يكتب نص الرحيل العراقي
وحأجيك في بوستنا داك,للكلام قليلا عن:
أقنعة القبيلة
مع محبتي
المشاء

Post: #4
Title: تهويمات إلى سعدي يوسف -محمد سعيد الصكار
Author: osama elkhawad
Date: 05-07-2005, 09:05 PM
Parent: #1

تهويمات إلى سعدي يوسف
محمد سعيد الصكار

******************************************************************
أمس أنفقت يومي أراجع بعض الوريقات
هل كان ذا منذ خمسين عاما؟
إذن ما الذي يتغلغل في مفاصل تلك الجذور،
فيحيل الخيال ركاما؟
؟
هي ذي تتغيّر تلك الملامح،
تنصل ألوانها،
وتظل بأوراقنا لمحة من تفاصيلها.
أتملى الخطوط، الفواصل، اقفو النقاط،
أحاول ترميم بعض السطور،
وفي لحظة تستعيد الرؤى سمتها،
ثم يتلو الضباب؟!
؟
كنت ابحث في (جبهة النهر) عن ليلة توقظ الذاكرة
وتعيد لنفسي توازنها،
ها هنا كان سعدي يثير غبار الحروف،
يؤسس مملكة من حطام القرى،
ويجيء ب(حسون) يرفعه بطلاً ينعش الذاكرة.
؟
لؤلؤ يتزاحم عند الضفاف
لا الضفة المستباحة تحضنه،
لا الرصيف يؤانسه،
هكذا جاء،
لا غائصاً جرّ أذياله للضفاف،
ولا عابراً همّ ان يحتفي،
أين غادر عشاقه الأوفياء؟!
؟
عابر مرّ على (باب سليمان) فهبت كل احجار البيوت
تتساءل:
ما الذي عوّق أهلي؟
؟
<<أيكون اقصى الأرض لي وطناً
والمخبرُ البدوي يتبعني>>
ولم لا يكون!
فما سؤالك عن أمر وقد كانا؟!
؟
فحلُ تلك النخلة العصماء مات
نحن نبني قبره بالكلمات.
؟
أنت في لندن تستدرج للرؤيا حروفك
وأنا أمحو بباريس غباراً عالقاً بين ثنايا اللون،
أجلو، فيصير اللون غير اللون
هل يصفو ضبابُ اللون يوما؟!
؟
لم يعد في راحة الاحلام ما تمنح،
لكني، أنا ابن الحلم، لا انزل عن بغلتي العرجاء،
والدربُ بعيدٌ،
والمدى المفتوح يغري بالمسير.
؟
كأسُ نبيذٍ قد يمحو الحزن الشفاف،
ولكن الحزن المتأصل لا يمحى
بزقاق يحسبها الظامئ ماء.
؟
قبل الاغفاء
تزاحمني صورٌ
اترنح فيها بين الصحو وبين الاعياء،
وأراك على طرف الشاطئ في (العشّار)
تسري كالحلم، تغالط عينيك، وتسأل:
أين رصيفُ الأسرار.
؟
يا سعدي
ما عندي غيرُ بضاعة عمرٍ تعرفها،
كلماتٌ، ألوانٌ، كلمات،
أخشى ان استدعيها فتعود الى أصل لا يؤنسنا،
فلقد غادرنا سحرُ اللون وسحرُ الكلمات.
؟
أنت معي أنى أوهمك الابحار بإنك رحت بعيداً،
فزوارقنا تتلاقى عند ضفاف العشار.


*********************************************************************
من قصيدة لسعدي يوسف.
(باب سليمان: مسقط رأس سعدي يوسف في قضاء أبي الخصيب في البصرة).
(العشار): مركز مدينة البصرة.
(جبهة النهر): فندق من فنادق البصرة الراقية كنا نرتاد مقصفه في الخمسينيات.
(حسون) احدى شخصيات سعدي يوسف.