عبد العال والحلو ينعيان "عوصمة" الخرطوم ثقافيا وعربيا

فى لقاء ثقافى جرى بالأمس على "الفضائية السودانية" أستضيف فيه د. أحمد عبد العال عميد كلية الفنون الجميلة والتطبيقية، وأستاذنا القاص والناقد عيسى الحلو، كان محور النقاش الأساسى يدور فى وحول تاريخ ودور "كلية الفنون الجميلة والتطبيقية" وأدلى كل منهما بدلوه فى مياه غزيرة دافقة فيما يتعلق بالمواضيع التى تم طرحها
وكالعادة كان استاذنا الحلو نافذا ولماحا ويمسك بيد البصير العارف بكل موضوع

وكذلك قال د. عبد العال كلاما جميلا عن دور وتاريخ ذلك الصرح المنير دوما، وعن أبنائه المبدعين الموزعين على كل بقاع الأرض، والذى كان وسيظل علامة فارقة فى حياة ومسار الوطن
وفى نهاية النقاش، حاول المستضيف ربط الموضوع بما يسمى "الخرطوم عاصمة الثقافة العربية" للعام الجارى

قدم عيسى الحلو طرحا مضيئا وحاول، كما ترائى لى، أن يتجنب الإجابة مباشرة على السؤال، وكان ذكيا فى إجابته، وكنت قد سمعت رايه من قبل حول الموضوع بشكله الكلى العام فى لقاء سابق، وملخصه لم يعجب وقتذاك القائمين على تلك "الفعاليات" كما أسموها، ولم يخرج ايضا فى لقاء الأمس عن ذات الطرح وإن إقتصر على ملامسة الحواف فقط دون الدخول الى عمق وجوهر الموضوع

أما المفاجأة الحقيقية

فقد كانت ما قاله د. أحمد العال، وهو المحسوب "رسميا" على الأقل على الجهات المنظمة وصاحبة القرار "السياسى" و "الثقافى"
فقد إنتفض الرجل وقال ما لم يقله مالك فى الخمر
قال بالحرف الواحد، أنهم قد فشلوا ايما فشل فى كل شى، تنظيما وفعاليات وكل ما يجرى الآن، وأنه قد تم تغييب أصحاب الإختصاص وأهل الثقافة وما يتصل بها، وقد إستند فى ذلك لما اعترف به وزير الدولة للثقافة "صديق المجتبى" من فشل تام، وأظن أن هذا، إعتراف الوزير، ما شجع د. عبد العال على هكذا هجوم
قال ما معناه
إن المشروع فاشل جدا، وأنه يحس بالأسى والخجل مما حدث وما يحدث الآن
وختم حديثه بأن قال

"وعلى العموم ده نموذج من الشى البحصل فى السودان"

غايته شيل شيلتك ساى يا أحمد يا بن عبد العال

تمنيت لو أننى قمت بتسجيل ذلك اللقاء لما فيه من طرح ورؤى جميلة، أيضا لكى أتمكن من نقل الحديث، خاصة ما يتعلق ب "عاصمة الثقافة العربية" كما هو دون الدخول فى دوامة النسيان

أجمل ما قاله د. عبد العال، وهو ما كان يمثل حلما شخصيا لى، وقطعا لكل المهتمين بأمر الفنون والثقافة، هو تأكيد تحويل كلية الفنون الجميلة وشقيقتها كلية الموسيقى والدراما ودمجهما معا فى "أكاديمية للفنون"

الغالي أبوذر
تابعت البرنامج ، ولم يفاجئني الأستاذ عيسى الحلو ، فهو يلمح لرأيه حتى قبل توجيه السؤال إليه ، لكنّ حديث أحمد عبد العال كانت مفاجأة لي ، بالرغم من أنه قدّم لرأيه بكلام الوزير ، وكأنه أراد أن يقول ( وشهد شاهد من أهلها ) أو ( إذا أردتم أن تحاكموني برأيي هذا فحاكموا الوزير أولا ) ، وهذا أيضا جبن كيزاني معهود ،،
وليتنا نسمع من خريجي كلية الفنون رأيهم حول دمج كلية الفنون والموسيقى والدراما وتحويلها جميعا إلى أكاديمية للفنون ...

العزيز
ود قاسم

تحياتى

هذا والله ما قلناه حتى من قبل أن يبدأ هذا الموضوع، قلنا أنه سيولد مشوها وناقصا، نسبة لإنعدام الرؤية ووضع الأمر فى ايدى غير أصحابه

والآن يتملصون مما صنعوا

فلتصبح الخرطوم أولا عاصمة للثقافة السودانية ومن ثم لنلتفت الى البقية

ظللت وبحرص شديد أتتبع كل الوسائط الإعلامية وفى مختلف الدول العربية، على عشم أن أجد ولو مجرد إشارة للعاصمة التى تحتفى وتكرس نفسها عاملا كاملا منبرا لثقافتهم، فلم أجد والله يا ود قاسم

وأظننى لن أجد ابدا

والأسباب معروفة سلفا

سلام جاكم ..

لم احضر هذا القاء الذي اشرتم إليه ..ولكن..

فيما يخص إفادة د. أحمد عبد العال عميد كلية الفنون ..وهو الذي "كلف بشكل شخصي" من قبل القائمين على الأمر بتصميم شعار المناسبة ..فهي بلاشك مفاجاة ..وتحمل الكثير..وستولد كثير من الاسئلة ..

** كنت من قبل قد اشرت الى طريقة إختيار شعار الخرطوم عاصمة الثقافة..وكيف ان هذه الطريقة"التكليف الشخصي"تحمل هزيمة للمنادين حينها (2004) بأن المشروع يهم الجميع
طريقة طرح شعار الخرطوم عاصمة الثقافة هزيمة للمنادين بأن المشروع للجميع

بلا شك ما قاله د.عبد العال ..سيكون له وقعه على بعض من التشكيليين ما زالوا ينادون ويتنادون بهذا المشروع ..


** في ما يخص كلية الفنون وكلية الموسيقى والدراما ..وفكرة الدمج بينهما ..في أكاديمية للفنون حلم قديم .. ولكن لا يمكن له النجاح في ظل إحتكار الفكرة والرأي وخاصة على اهل الإختصاص ..فحسب علمي أن ما يجري الآن في كلية الفنون من محاولة لتخفيض أقسام الكلية قرار أتخذته لجنة لم يكن فيها ما يكفي من أهل الإختصاص .."بل تم تغييب أكاديميي الكلية نفسها " أو قل من تبقى منهم ..
لذلك لا أستبشر خيراً بأي فكرة للدمج حالياً ..لا لشيء سوى أن الواقع لا يسمح بميلاد صرح بحجم "أكاديمية للفنون"..



أقعدوا عافية

العزيز

قيسان
كيف حالك ايها الخلاّق المبدع

أذكر حديثك جيدا يومها عن طريقة طرح الشعار، ومنذ تلك اللحظة أدركنا أن الساق ماضٍ نحو إعوجاجه الذى لن تجدى فيما بعد معه محاولات التقويم
وهاهو يبين الآن ويخرج بفروع لم تهب الناس لا ظلا ولا جمال

أما عن فكرة أو حلم الدمج، فدعنا يا صديقى نحلم فعسى ولعل أن تتفتق عبقريات "أهل الشأن" ويجودوا على الفن والعلم بذلك الحلم، وكما قال استاذنا عيسى الحلو، فإن مثل كلية الفنون لا تقدم من يبدعون الجمال ويحاربون القبح فحسب، بل تسهم بشكل اصيل فى خلق وتقديم من يتلقى ذلك الإبداع والجمال

ولنسعى لأن تكون الفنون ضمن أولويات الحياة وليس مجرد ترف كما يترائى لعديمى الحس والبصيرة

وكما هى المقولة القديمة الخالدة
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان

تحياتى لك