Post: #1
Title: اهازيج رجل يعيش في ذاكرتة.......!
Author: ahmed babikir
Date: 04-19-2005, 11:13 PM
عندما يتركب حديث الذاكرة ويكتنفك الحنين الي ماضي ذهب من بين يديك فجاءة دون ان تميزه وترتادة بكل تفاصيلة... دون ان تبطئ دوران الساعة لتري كل شئ وتحسه ...عندما تكشف عينيك عن وجوه صنعت وجدانك فرحك..حزنك..خيالك.. امانيك..اشياءك الصغري والكبري..احلامك... صوت مغني بعيد تحمله اشجان الليل ويتلاطم وتيارات النسيم شرقا وغربا مع صوت ملامست النسائم للاشياء .. صفير.. همس الاغاني ...لحظات هنا ولحيظات هناك... همسات قلتها كلمات رتبتها... اوقات كنت اشم رائحتها حتي وان مرة من هنا قبل ساعات او حتي ايام .. يغني المغني.. اقدار يانور عيني.. ماكنت متصور يوم اجيك متنور شايل بريق دنياي زي ....محروم الدنيا ياما تفرق والدهر ياما يقرب لمن تفوت انته الدنيا ......
لماذا تفرقت بنا السبل هكذا ؟! اين نحن الان؟! من طمس عالمنا الجميل الهادئ؟! من سرق احلامنا؟! اسئلة كثيرة مع هذه النسائم..هنالك غصة بداءت تطعن في حلقي ... عشت هذه الحياة بقسوتها وجبروتها فاعطتني واخذت مني ...لكني اخال انها اخذت مني الكثير ولم تعطيني الا التجارب المرة والاحزان ..ولطمات الاقدار ..كنت اقطن اهداء مدينةً في الوجود.. الان انا اعيش في اصخبها... كانت حياتي دون اي تعقيدات... شاي الصباح لبن البودرة ولبن البقرة الفي الحوش.. حوض الطماطم الذي ازرعة.. فرن العيش..دكان التعاون... ميدان الكورة ...المدرسة..المذاكرة..الامتحانات... المغني .... شارع بيتنا نور بيتنا كنا فرشنا السكة ورود لو كلمتنا كان بالجية خطوة عزيزه ويوم موعود الخلاك تطرانا الليلة...
كنت بينهم.. كنا لا نصنع ساعات الفرح بل كانت تاتي الينا توسلا.. حجر بيت ناس ود الياس كتابات هيثم احمد المصطفي.. اشجان عوض الكريم ...شقاء بشير مختار.. مغامرات ابوالقاسم عوض(عريس) ...مقالب ايمن دبلوك.. غناء ضياءالدين العباسي وابوزر عبد الباقي .. كان ابوالجيش يملاء حوائطنا بالرسومات كل واحدة منهن لها الف قصة..... كانت اولها بورترية الاسد والذي استغرق اياما عددا.. بداء براسه وخيل لنا ان هنالك خطاء في فمه فسالناه عن سر الدردمه في الشفة السفلي فقال لنا"الاسد سافي" فضحكنا بعد اكتمال الاسد بعد ايام فجاة وذات صباح وجدنا وجه لبوه علي الحائط فسالناه لما هذا العجلة وانت رسمت راس الاسد في اسبوع قال"امس الاسد حالتوا كانت صعبة شديد وقرب يفترسوا فرسمت وش اللبوة عشان نصبره!"... المغني.. عن حبيبتي انا بقول لكم لسه برضي حقول لكم يلا افرحوا كلكم مرة غنت عن هوانا فرحت كل الحزانا ومرة نادت في المدينة الحمامات الحزينة قامت ادتا من حنانا ولما طارت في الفضاء رددت انغام رضا كانت اول مرة المدينه انو نامت ما حزينة تحيا محبوبتي الحنينة
لم تكن ديارهم بالبعيدة ولا بالقريبة.. كانت الخطوات عندما تقصد ديارهم.. اعتبرها خطوات.. وماتبقي يندرج في شئ يسمي بالمشاوير.. كانت تحمل ابتسامة لو صادفتها كل جيوش العالم لما استطاعت ان تحارب بعدها ولما قامت حرب علي البسيطة.. لها عيون تنهشني في احشائي ... كانت عندما تصطحبني لا استطيع الخروج منها .... صوت المغني.. قليل يا طير قليل وارجاني... وين فايت قابر امكن ما الم فيك تاني.. ويــــــن... حتي الطير رحل خلاني... ماطيب لي خاطر قليل ياطير هي كدي استناني.. وين فايت قابر امكن ما الم فيك تاني.. ياطير ياماشي لي اهلنا بسراع وصل رسائلنا بالشوق ما تنسي ياطاير لكل البسالك عنا قوليهم علي العهد مازلنا ...ومازلنا ذكراهم صوتنا ومشاعرنا... كيف حال دارنا ودمائرنا رطبنا.... انا في انتظارك ياظالم........ قبال تفوت لازم تعزد لتاني مرة وماتنسي زول في الحلة الا تسلم عليهو وتبوس ايديهوا......
لازلت اذكر تلك الحظات الاولي... كتاب الرياضيات الذي كان بيننا مظروف خاص نتبادلة..رسائلنا بواسطتة لم تنقطع..حيث انه كان مادة يمكننا ان نتبادلها دون اي ملاحظات ..اذكر انه تبادلنا هذا الكتاب شهورا عددا دون اي رسالة فيه لا ادري لماذا ولكن كان هنالك شئ يمنعني ... كتبت بعض الاغاني في الكتاب ....علي شكل دندنات ... ياما كتير فكرة اصارحك واستنيتك تبدا السيرة لا اتكلمت ولا لمحته ولا بينت للريده مصيرا والحنية الكنت بديته اليله بتشوفه كتيره... وقد اوصلتها بهذه الكلمات ... ياريت ياريت ياريت لو كان حبيبي اباح واعلن هواهو صراح كان الفؤاد ارتاح وانا كنت مشيت خفت ابوح فيزعل مني واروح عشان كده استكفيت كفاية اني هويت ولما الحنين فاض بي من الحنين غنيت ياريت ..ياريت..ياريت...
اول مرة تكتب لي فيها رسالة لم استطيع قرائتها.. خوفا قلقا لا اعلم.. فطرت بها الي ود الياس فقراءها لي ثلاثة مرات بالتمام والكمال وكلما انتهي من قرائتها اساله ان يشرح لي محتواها ..ماذا تقصد؟! هل قبلت بحبي؟! وهو يضحك علي حالتي ويقول انته ما بتفهم عربي فاقول الكلام ده هسه عربي !... فقد كانت حقا تهمني اجابتها فهي مفتاح عالم السعادة بالنسبة لي....
الان انتهي المغني ......واسمع اصوات الزغاريد غناء البنات... سير يامجيد وينو الليلة.... و... العريس وينو الليلة جاب العربيات وينو الليلة... وفسح البنات وينو الليلة فسح البنات وفرح الامات....وينو الليلة..
كانت ترقص معي في الحفلات..كنت ابادلها الميلان مرة هنا ومرات هناك.. كنت اشير اليها خلصة عندما تطربني الكلمات...ودون ان يشعر بي الاخرون ولكنها كانت تخاف من عدم مبالاتي هذه...كانت هنالك اغاني رقصنا فيها سويا كنت امني نفسي بان لا تنتهي ... رقصت معها كثيرا حتي اصبحنا ثنائي مدهش.... ترمقنا النظرات ...كما كانت تحاك علينا الاحاديث وكانت احيانا تصل الي اذنينا ولكننا لا ننصت اليها فتدخل من احداها وتخرج من الاخري.... نعيش كما اشتهينا ...عفيفين.. طاهرين.. كنا نعيش تحت نظر الجميع..فاحبنا من هم بالقرب منا هكذا... حتي والدتينا بادلونا نفس الشعور ..فكنا نغمز لهن بانهم يعيشون فينا قصتهم.. كان الحي يصاب بالزبول والحزن ان افترقنا... وكان يلبس احلي الالوان ويتزين بها ان اصطلحنا وانا لا اذكر انني نمت يوما علي خلاف معها.. لا ادري ولكني هكدا لا اذكر..
وبكيت عليك وزرفته دمعات الاسي وحسيت كمان ساعة القسي وانتي القسي كيف ارضي ليك بكيت عليك..بكيت عليك بكيت عليك يا سر عيون ساعة الغزل يا خد في لون برتقال ياروعة فيك اجمل خصال بكيت عليك... ...لا زلن البنات يغنين والليل جن جنونه وهبة البرد ..وانا تغطيني هواجسي واحزاني ..كنت افكر هل لو جمعنا القدر كنا سنكون كما عهدنا؟! هل كنت ساكون كما كنت زي قبل املك الدنيا..هل..هل..؟ّّّّّ!
ياقطار ياقاسي... بالعلي ماحاسي شلته مني حبيبي خلتني اقاسي.. ياقطار ياقاسي
دموعي سالت بللت خدي.. ماقدرته اصبر فضحتني عني.....
سافرت في نومي مرة اخري ..كل الايام من ذلك التاريخ نفسها.. وكل الاغاني نفسها.. وكل الحفلات نفسها ..حتي النسايم نفسها ...واكيد ساجد الاجابات هناك بين احلامي.....!
|
|