" فلاش باك" جبل مرة بين جنة الآمس و آطلال الحاضر!!

" فلاش باك" جبل مرة بين جنة الآمس و آطلال الحاضر!!


04-18-2005, 02:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1113786027&rn=0


Post: #1
Title: " فلاش باك" جبل مرة بين جنة الآمس و آطلال الحاضر!!
Author: سعدية عبد الرحيم الخليفة
Date: 04-18-2005, 02:00 AM

" فــــلاِش بــاك" بين جنة ا لماضي و اطلال الحاضر!!

سعدية عبد ا لرحيــــم ا لخليـــفة/كلفورنيـــــا


كان ا برا هــيم سا ئق ا لبص يقطع بنا ا لمســـافة بين مد ينة نيالا التي تركناها خلفنا منذ الفجر في سرعة فا ئقة. ا لقري ا لصغيرة ا لامنة ا لمنتشــرة علي
جنبا ت ا لطريق ا لمؤدية ا لي مدينة زا لنجي قد دب دبيب صبح ا لحياة فيها. نساء يعملن بجد في ا لمزارع ‘ و مجلس من رجا ل ا لبلد قد اتخذ من ظلال
ا لاشجار مكان اجتماع لادارة الشؤؤن ا لعامة او ا لنظر في قضا يا الا حوال ا لخا صة من ز واج او طلاق او فض ا لنزاعا ت الاسرية او ا لخلافات ا لزوجية
هكذا قال لنا د ليل رحلتنا ا لذي رافقنا ‘ مجموعة من ا لدارسين اخترنا منطقة جبل مرة التي اضحت حقلا لتجارب مشروعات ا لتنمية ا لتابعة للامم المتحدة
في ذلك ا لوقت لتكون قبلتنا و مكانا نقضي قيه ثلاثة ا سا بيع با لتما م و ا لكمال. البص ينهب الارض نهبا وا لطريق غير معبد تعترضه ا لاشجار ا لجا نبية
ا لتي تتطلب حرفة من ا لسا ئق لتفاديها ‘ ا لخيرا ن عميقة عندما تهوي ا لعربة نحوها تكون القلوب قد فارقت مكانها. اما اذا ساقك قدرك الي تلك ا لطريق في
ا لخريف فـلربما تبقي با لمكا ن ايا ما حتي ينحسر ارتفا ع ا لما ء . الا ان هنالك ايضا بعض ا لمغامرين من ا لسا ئقين ا لذين تسول لهم انفسهم خوض غمار
ا لخطر تحديا او تحقيق ا نتصار سران ما تطبق سمعته الافا ق بواسطة شهود ا لعيان من ا لمتنقلين ا لمسافرين سيرا علي الا قدام بين ا لقري التي يقطعون
مسافاتها في ازمان قيا سية.
ايراهيم سا ئق ا لبص ‘ ابن ا لمنطقة ‘ خبير بدروبها و منحنياتها و نتوءا تها ‘ رما نا حسن حظنا لنكون بين يديه امانة لم نشك لحظة ان يردنا الي اهلنا
سا لمين غا نمين با لخيرمليئة مدونا تنا با لمعرفة. و المساء ها قد اتي ثم هاهو ا لليل قد دثر ا لطريق بظلام كثيف الا من لهب ا لنيرا ن التي
يشعلها ا لاهالي من حطب ا لوقود ‘ اضاءة و انارة ‘ او قوة طاردة لحيوان مفترس ا و كا سر او اخطار لعا بر ان ا لمكان قبلة لسراة ا لليل و دجا ته.
لما وصلنا مدينة ز النجي كنا قد قضينا يوما و ليلة لنجدها لدي الصبح ا لباكر قد بدت لنا مدينة صغيرة ترقد علي سفح جبل ‘ تحيطها ا لخضرة من كل
جا نب وتعرش ا لاشجار السا مقة ارضها التي ترطبت بقطرات الطل و ا لرذاذ كسب ا لمدينة جمالا خلابا عندما يسري نسيم ا لصبا وقد تعطر
كل شيء با ريج لا يعرف احد من اين استمد روحه؟ كان الصمت و الهدوء يخيم با لمكان الذي سرعان ما ضج باصوات ا لمستقبلين الذين حلوا بغير
موعد ولكنهم انصاعوا رغبة في ا لترحيب با لقادمين. و ما هي الا برهة و جيزة حتي كنا و امتعتنا قد احتللنا ا لمنا زل ا لمخصصة لنا لننعم بقسط
من ا لراحة.
لم تكن لاحد نا رغبة في ا لنوم و لكنا آ ثرنا ا لتعرف علي زالنجي ا لفا تنة ا لتي اعتلت صهوة ذلك ا لجبل تطل علي ا لسفوح و ا لوديان من عل.خرجنا
اليها نرود سوقها ا لشهير بلغت دهشتنا مبلغا لا يوصف اذ هي تفمرها ا لسلع و البضائع ذات ا لجودة ا لعا لية من الملبوسات ‘ العطور ‘ الافرشة ‘ الثيا ب
ا لنسائية ‘ المعدات ا لكهربا ئية ووووو. لقد كان سوق زالنجي يتفوق كيفا و جودة ويقل سعرا و تكلفة عن الاسواق التي كنا نتسوق فيها بعاصمة ا لبلاد و لكم
عض بعضنا بنان الندم بان لم يحمل من ا لموارد ا لمالية ما يكفي بتلبية رغبة تلح في ان نحمل من كل سلعة بعضا منها!!
كان ابراهيم ‘ سائق ا لبص يتحكم في تسيير رحلتنا و يحد د تفاصيل البداية و ا لنهاية بانضباط و دقة. وها قد اشار الينا ان نأ خذ اماكننا داخل ا لبص ان هو الا
بضع وقت نتوجه بعده الي جـــبل مـــرة؟؟؟
لدهشتنا كانت ا لطريق تعتلي بنا سكة من اسفل ا لجبل في مدرجات تذهب به الي اعلي قمته. ولم تصدق اعيننا كما انه لم يكن ضربا من ضروب ا لخيال ا ن
يكون ما نشا هده حقيقة وو اقعا.
هبطنا من العربة التي تقلنا الي ظهر جبل مرة فا ذا به بساطا من ا لخير و ا لنعيم و ا لوفرة غطي كل شبر من تلك الارض التي تفتحت خيرا و تفجرت عيون ماء و سرفا نميرا تسرب بين حنايا الارض ا لحبلي بكل ما رايناه يأتي مستوردا و ما لم نسمع به او نراه. تبرجت منطقة جبل مرة امامنا عروسا قد التفحت من كل
ا لثياب و ا لحلل ابهاها رونقا و جمالا. لقد فطن برنامج ا لتنمية ا لتابع للامم ا لمتحدة ان سرا طبيعيا حبا ذاك ا لجبل و ميزه لارتفاعه ان تتوفر علي سفوحه
كل انواع المناخات ا لجغرافية من ا لسا فنا ا لفقيرة الي السا فنا الغنية الي مناخ لبحر الابيض ا لمتوسط. و عند كل مدرج يمثل مناخا زرعت الحقول و غرست
اشجار ا لفاكهة وكان ا لخير ينسكب و ينداح علي متن التربة ا لبكر ا لخصبة ترتع فيه حين ترتع ملتقطا التفاح ‘ العنب ‘ ا لفراولة‘ البرتقال " ابو سرة" " المانجو
قلب الثور" القشطة ‘ الموز ‘ البن‘ الخضروات بكل اصنافها و كثير غيره اضاعته ا لذاكرة ! يوما كاملا قضيناه مثل قصة كريت المعزة التي شق عليها ان تعود
مع اختها ا لمعزة ا لثنية بعد ان رتعتا با لمرعي . و بقيت كريت تلهوتقفز من عود الي ثمرة الي ان تاها ا ليل با لذئب!! غير ان ابراهيم سا ئق البص
حال دون ان تنطبق علينا الاسطورة و يقع ما لم يكن في الحسبا ن حيث هشنا امامه الي البص قبل ان يسري باوصالنا او يخدرنا سحر جبل مرة. لقد بقيت هذه
ا لنادرة " فلاش باك" اعمل فيها تفكيري مليا با لا يكون مكروها قد الم بذلك ا لمحفل ا لذي ابهجنا و سر انظارنا حينا من ا لدهر!! اذ كان جبل مرة قد تجلي ثم
تجلي لدي ما صاغه الاستاذ ا لشاعرعبد ا لكريم ا لكابلي في" مرســـا ل ا لشـــوق"
مر ســـا ل ا لشوق يا لكلك ذوق
اغشــي ا لحبان في كل مكـان
قول ليهم شفنـــــــــــــا جبــــــل مرة
و عشـــنا الحظات حب و مســرة
ما بين غيمة تعانق ضل زهرة
و خيال رمانة علي المجري
لم يكتف جبل مرة الذي اضحي احدي محطات خير ا لامم ا لمتحدة لتصب في تنميه منطقة دارفور المنسية بل ان ا لجبل حبي بتجليات ا لطبيعة و ميزاتها ا لنا درة
التي لا يدركها الا من رماه ا لزمن مصادفة في مشارف ا لجبل التي لم تكن قبلة لمسؤول او بعضا مما يشغل المركز او يجعل الحكومة تفرد ولو خطة انمائية واحدة
ياتي ذكرها في ا لموازنة العامة ليس ظنا بل يقينا بان ما سموه بمناطق ا لشدة لا تستحق اكثر من الا عتراف بوجودها اما ما زاد عن ذاك يصب في مواعين ا لمجهول
لجهلهم بغني و ثراء ا لمنطقة. رأينا فيما رأينا " شلالات كون " التي ينحدر عنف ا لمياة الها درة ا لمتد فقة مدوية محد ثة صوتا لما يرتد صداه يجعل اذنيك تلتقطانه
بسعادة و بهجة. راينا " عين جالوت" و " بركة الشيطان" و البحيرة الصافية التي قذفنا اليها بعملاتنا ا لمعدنية التي جلست اسفل صفاء ماء ا لبحيرة و نحن نرقبها
في دهشة با لغة!! رأينا شجرة " ا لست ا لمستحية" و هي شجيرة برية تتناثر علي سفح الجبل اذا مررت بجانبها او احست بلمسة طفيفة اخترقت اطرافها انكمشت الشجيرة و جمعت نفسها متحاشية او متوارية خجلا!! رأ ينا منطقة جبل مرة خيرا و دفقا و جنة نعيم اهمل و جودها و انكر و حتي مشروع ا لتنمية قد وئد و لما يزال
في مهده و قتل.
قال اهل الجبل من السكان نريد مدرسة ابتدائية لاطفالنا لذين هم في سن ا لمدرسة و لا توجد مدرسة! نريد نقطة غيار بل نريد قابلة قانونية لان نساءنا يتم وضوعهن
ب" داية ا لحبل" يا لهول ما سمعنا لما تحدثنا الي اهل ا لجبل الذين يسكنون جنة النعيم ولا ينعمون بخيرا ا و يتذوقون حلاوته من فرط بؤسهم لكل الاشياء الاخري.
تتسا قط ا لخيرات تحتهم وهم لا يتلقفونها. الاطفال حفاة عراة هم رعاة او يعملون مبكرا لسند الاسرة التي لا تحظي بضروريات الحياة من مياه ا لشرب ا لنقية.
مع تدني الاوضاع الصحية و تردي الاوضاع الاقتصادية . مع مشقة متزايدة تعانيها المراة التي تخرج الي الزراعة في ا لصباح ا لباكر لتعود عند ا لمساء حاملة
حطب ا لوقود و ماء ا لشرب علي رأسها؟؟ هل تنسجم هذه ا لصورة او تتواءم مع ا لمشهد الذي يضج با لجمال؟
ومع كل ملامح ا لتناقض و انفلات ا لحال هاهي حوافر ا لجبروت الفا شي تدوس علي اليسير و تقضي علي ا لوفير و يحيل ا لمنطقة باسرها الي اطلال. حتي بيوت القش اسكثرتها الايدي ا لهمجية واحرقتها و اصحابها في داخلها لتكمل فصل ا لمأ ساة و تختمها بابشع كارثة بشرية. لقد احا ل الايدي البربرية ا لتتارية احا لت دارفور
الي ارض خراب و اطلال رماد و رقصت جحافلها علي ا لجماجم و رفاة ا لموتي . ان ا لجريمة التي ارتكبت في حق اؤلئك ا لمواطنبي الابرياء لا تشق في نفسي
وتمزقها فقط بل انها يضيف الما و تضاعفه كلما رجعت با لذاكرة الي تلك ا لرحلة التي لعب فيها ابراهيم سائق ا لبص ابن ا لمنطقة دورا تعريفيا ليس جغرافيا او تاريحيا
بل ابضا انسحب الي بعض قصص ا لتراث و انواع ا لطبخ و المأكولات. لقد ظل ابراهيم مرتبطا بصفحة اتاحاها الزمن لان توثق و ترصد لوحات كانت و ارجو ان
تظل باقية رغم احالة واقعها الي اطلال. و مع المفارقة الا انني استلمح في ذلك شيئا من عادة عباقرة ا لشعر ا لجاهلي الذين كانوا يستهلون قصا ئدا لغزل او ا لنسيب بالبكاء علي الاطلال غير ان تلك الاطلال كانت لمخبوبة قد ظعنت اختيارا برفقة اهلها الي مضارب جديدة غير ان المراة بدارفور لم ترحل اختيارا لكنها اضحت هدفا و بعضا من الا طلال عندما طالتها ايدي زبانية ا لجبهة في ابشع جريمة للحرب ترتكب في حق الا نسانية باقليم دارفور,
و سوف لن يهدأ بال لنا جميعا و بصفة خاصة تلك ا لمجموعة ا لتي قيض لها ا لزمن ان تقف علي ا عتاب جبل مرة و تتمتع بسحره البكر قبل ان تد نسه حوافر ا لجبهة
ا لهمجية الا اذا لقي ا لتتار جزاءهم علي ما اغترفوا من اثام و جرايم يندي لها ا لجبين.















" فــــلاِش بــاك" بين جنة ا لماضي و اطلال الحاضر!!

سعدية عبد ا لرحيــــم ا لخليـــفة/كلفورنيـــــا


كان ا برا هــيم سا ئق ا لبص يقطع بنا ا لمســـافة بين مد ينة نيالا التي تركناها خلفنا منذ الفجر في سرعة فا ئقة. ا لقري ا لصغيرة ا لامنة ا لمنتشــرة علي
جنبا ت ا لطريق ا لمؤدية ا لي مدينة زا لنجي قد دب دبيب صبح ا لحياة فيها. نساء يعملن بجد في ا لمزارع ‘ و مجلس من رجا ل ا لبلد قد اتخذ من ظلال
ا لاشجار مكان اجتماع لادارة الشؤؤن ا لعامة او ا لنظر في قضا يا الا حوال ا لخا صة من ز واج او طلاق او فض ا لنزاعا ت الاسرية او ا لخلافات ا لزوجية
هكذا قال لنا د ليل رحلتنا ا لذي رافقنا ‘ مجموعة من ا لدارسين اخترنا منطقة جبل مرة التي اضحت حقلا لتجارب مشروعات ا لتنمية ا لتابعة للامم المتحدة
في ذلك ا لوقت لتكون قبلتنا و مكانا نقضي قيه ثلاثة ا سا بيع با لتما م و ا لكمال. البص ينهب الارض نهبا وا لطريق غير معبد تعترضه ا لاشجار ا لجا نبية
ا لتي تتطلب حرفة من ا لسا ئق لتفاديها ‘ ا لخيرا ن عميقة عندما تهوي ا لعربة نحوها تكون القلوب قد فارقت مكانها. اما اذا ساقك قدرك الي تلك ا لطريق في
ا لخريف فـلربما تبقي با لمكا ن ايا ما حتي ينحسر ارتفا ع ا لما ء . الا ان هنالك ايضا بعض ا لمغامرين من ا لسا ئقين ا لذين تسول لهم انفسهم خوض غمار
ا لخطر تحديا او تحقيق ا نتصار سران ما تطبق سمعته الافا ق بواسطة شهود ا لعيان من ا لمتنقلين ا لمسافرين سيرا علي الا قدام بين ا لقري التي يقطعون
مسافاتها فى ازمان قيا سية.
ايراهيم سا ئق ا لبص ‘ ابن ا لمنطقة ‘ خبير بدروبها و منحنياتها و نتوءا تها ‘ رما نا حسن حظنا لنكون بين يديه امانة لم نشك لحظة ان يردنا الي اهلنا
سا لمين غا نمين با لخيرمليئة مدونا تنا با لمعرفة. و المساء ها قد اتي ثم هاهو ا لليل قد دثر ا لطريق بظلام كثيف الا من لهب ا لنيرا ن التي
يشعلها ا لاهالي من حطب ا لوقود ‘ اضاءة و انارة ‘ او قوة طاردة لحيوان مفترس ا و كا سر او اخطار لعا بر ان ا لمكان قبلة لسراة ا لليل و دجا ته.
لما وصلنا مدينة ز النجي كنا قد قضينا يوما و ليلة لنجدها لدي الصبح ا لباكر قد بدت لنا مدينة صغيرة ترقد علي سفح جبل ‘ تحيطها ا لخضرة من كل
جا نب وتعرش ا لاشجار السا مقة ارضها التي ترطبت بقطرات الطل و ا لرذاذ كسب ا لمدينة جمالا خلابا عندما يسري نسيم ا لصبا وقد تعطر
كل شيء با ريج لا يعرف احد من اين استمد روحه؟ كان الصمت و الهدوء يخيم با لمكان الذي سرعان ما ضج باصوات ا لمستقبلين الذين حلوا بغير
موعد ولكنهم انصاعوا رغبة في ا لترحيب با لقادمين. و ما هي الا برهة و جيزة حتي كنا و امتعتنا قد احتللنا ا لمنا زل ا لمخصصة لنا لننعم بقسط
من ا لراحة.
لم تكن لاحد نا رغبة في ا لنوم و لكنا آ ثرنا ا لتعرف علي زالنجي ا لفا تنة ا لتي اعتلت صهوة ذلك ا لجبل تطل علي ا لسفوح و ا لوديان من عل.خرجنا
اليها نرود سوقها ا لشهير بلغت دهشتنا مبلغا لا يوصف اذ هي تفمرها ا لسلع و البضائع ذات ا لجودة ا لعا لية من الملبوسات ‘ العطور ‘ الافرشة ‘ الثيا ب
ا لنسائية ‘ المعدات ا لكهربا ئية ووووو. لقد كان سوق زالنجي يتفوق كيفا و جودة ويقل سعرا و تكلفة عن الاسواق التي كنا نتسوق فيها بعاصمة ا لبلاد و لكم
عض بعضنا بنان الندم بان لم يحمل من ا لموارد ا لمالية ما يكفي بتلبية رغبة تلح في ان نحمل من كل سلعة بعضا منها!!
كان ابراهيم ‘ سائق ا لبص يتحكم في تسيير رحلتنا و يحد د تفاصيل البداية و ا لنهاية بانضباط و دقة. وها قد اشار الينا ان نأ خذ اماكننا داخل ا لبص ان هو الا
بضع وقت نتوجه بعده الي جـــبل مـــرة؟؟؟
لدهشتنا كانت ا لطريق تعتلي بنا سكة من اسفل ا لجبل في مدرجات تذهب به الي اعلي قمته. ولم تصدق اعيننا كما انه لم يكن ضربا من ضروب ا لخيال ا ن
يكون ما نشا هده حقيقة وو اقعا.
هبطنا من العربة التي تقلنا الي ظهر جبل مرة فا ذا به بساطا من ا لخير و ا لنعيم و ا لوفرة غطي كل شبر من تلك الارض التي تفتحت خيرا و تفجرت عيون ماء و سرفا نميرا تسرب بين حنايا الارض ا لحبلي بكل ما رايناه يأتي مستوردا و ما لم نسمع به او نراه. تبرجت منطقة جبل مرة امامنا عروسا قد التفحت من كل
ا لثياب و ا لحلل ابهاها رونقا و جمالا. لقد فطن برنامج ا لتنمية ا لتابع للامم ا لمتحدة ان سرا طبيعيا حبا ذاك ا لجبل و ميزه لارتفاعه ان تتوفر علي سفوحه
كل انواع المناخات ا لجغرافية من ا لسا فنا ا لفقيرة الي السا فنا الغنية الي مناخ لبحر الابيض ا لمتوسط. و عند كل مدرج يمثل مناخا زرعت الحقول و غرست
اشجار ا لفاكهة وكان ا لخير ينسكب و ينداح علي متن التربة ا لبكر ا لخصبة ترتع فيه حين ترتع ملتقطا التفاح ‘ العنب ‘ ا لفراولة‘ البرتقال " ابو سرة" " المانجو
قلب الثور" القشطة ‘ الموز ‘ البن‘ الخضروات بكل اصنافها و كثير غيره اضاعته ا لذاكرة ! يوما كاملا قضيناه مثل قصة كريت المعزة التي شق عليها ان تعود
مع اختها ا لمعزة ا لثنية بعد ان رتعتا با لمرعي . و بقيت كريت تلهوتقفز من عود الي ثمرة الي ان تاها ا ليل با لذئب!! غير ان ابراهيم سا ئق البص
حال دون ان تنطبق علينا الاسطورة و يقع ما لم يكن في الحسبا ن حيث هشنا امامه الي البص قبل ان يسري باوصالنا او يخدرنا سحر جبل مرة. لقد بقيت هذه
ا لنادرة " فلاش باك" اعمل فيها تفكيري مليا با لا يكون مكروها قد الم بذلك ا لمحفل ا لذي ابهجنا و سر انظارنا حين%C