انه قسم ولو تعلمون غير عظيم

انه قسم ولو تعلمون غير عظيم


04-05-2005, 11:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1112741171&rn=0


Post: #1
Title: انه قسم ولو تعلمون غير عظيم
Author: aosman
Date: 04-05-2005, 11:46 PM




منقول من جريدة الشرق الاوسط


هل يدفع البشير الكفارة؟

عبد الرحمن الراشد


علينا ان نصغي جيدا لما قاله الرئيس السوداني عمر البشير في وجه التهديد بمحاكمات دولية ضد من وصفوا بمجرمي حرب دارفور. يقال إنه خطب في مواطنيه وأقسم بألا «يسلم سودانيا واحدا ليحاكم خارج السودان»، وأقسم بالثلاث قائلا، «لن اسلم أي سوداني لهم». فهل يفعلها ويحارب العالم أم يدفع كفارة عن حنثه بقسمه؟
نحن على موعد لنرى من يفي من الطرفين بوعده، محكمة العدل الدولية او الرئيس البشير الذي توعد بان يحارب العالم على ان يسلم مواطنا واحدا. سنرى اين سيحاكم المتهمون، في محكمة في الخرطوم ام في محكمة في لاهاي.
وربما لقسم الرئيس مخارج شرعية، اي انه حلف الا يسلم احدا يعني الا يسلم بريئا للمحاكمة، وبالتالي سيسلم المجرمين القتلة. لم يقل ذلك طبعا. وقد يكون في القسم فذلكة لغوية حيث قال لن يسلم سودانيا واحدا، لكنه لم يقل انه لن يسلم 51 مطلوبا جرى حصرهم حتى الآن من قبل اللجنة الدولية.
ما عدا ذلك لا اعرف كيف سيستطيع الرئيس السوداني تنفيذ تعهده عندما يصله خطاب المحكمة الدولية في لاهاي، فان قال «لا» ستصبح كل حكومته مطلوبة للملاحقة، وهو امر لم تستطع حكومة أخرى على فعله الا وسقطت.
ومن الأكيد ان المعركة بدأت وشرعت المحكمة في جمع الأدلة، وقد طلبت من لجنة حقوق الانسان الدولية تسليمها ملفات عن نحو مائتي الف قتيل في جرائم حرب في دارفور. كما أنها حزمت حقائب اكثر من عشرين محققا لارسالهم للسودان لمراجعة الملفات على الأرض، والأخطر ان مجلس الامن نفسه هو الذي احال تهم دارفور على المحكمة الدولية في لاهاي. لذا لا ارى كيف سترفض الحكومة السوادنية لو طلب منها تسليم المتهمين الا ان تفعل ما فعلته ليبيا التي عاندت عشرين سنة فحوصرت ثم سلمت المطلوبين وخمسة ملايين دولار لكل ضحية. السودان لا يملك بترول الشقيقة ولا كرمه.
إذن، لماذا يقف الرئيس البشير هذه الوقفة الشجاعة متحديا الأمم المتحدة وهو اعلم بالسوابق التي انتهت حكوماتها في السجون، ورؤوس اصلب لانت وسلمت رؤوساء ووزراء، ودول كبرى تخلت عن حماية حلفائها مثل روسيا مع يوغسلافيا؟ وكم مرة خطب العقيد معمر القذافي متعهدا انه لن يخضع ولن يسلم ليبياً واحداً، وفي النهاية سلم اثنين للمحاكمة.
والساسة ليسوا انبياء وكثيرا ما يحلفون وينكثون. فوعود السياسيين ليست مبدئية بل تكتيكية. ولو قبل القضاة الدوليون ان يعطوا الحكومة تعهدا بالا يحاكموا احدا من كبار المسؤولين مهما كشفت التحقيقات عن تورطهم، أو لو اكتفت المحكمة بالخمسين مطلوبا فقط، عندها ربما يقرر الرئيس ان يدفع كفارة حنث اليمين. وإذا لم يفعل وقرر اعلان الحرب على المحكمة الدولية سأدفع انا كفارة عن سوء ظني هذا.

[email protected]