قصيدة .. إنتمــاء .. صلاح دهب - مسقط

إنتمـــاء

أتذكرينْ
أم يا ترى أنتِ التي من حقها سؤل البنينْ ؟
عذراً دعيني الآنَ أرتجع السؤالْ
أو تذكرينْ ؟
خضراءُ يا كَفَّ الجزيرة يا عروش السعْف بايَعَكِ الحنينْ
من مضغة الطمي المردَّف فوق صخرك قد خرجتُ ولا أبينْ
السواقي النائحات بِعَدْوَتَيْكْ
النيل محتشم الضفاف ولا عليكْ
من سُرَّةٍ في تُرْبك الزاهي خرجتُ ؛
أتذكرين

كَوْرِي بعيدٌ في الشمالْ
كَوْري تلفّعُ بالمياه وبالنخيل وبالرمالْ
واللون بين السمْر والقمحيِّ والناس الجَمَالْ
وفوق كتفي الزاد والتمر المصوِّتُ ،
والموشّى للشتاء نسيج شالْ
وطني رحابٌ ضَلَّ في أسمائه فَرَسُ الخيالْ.
وجلستُ في ظِل " التَّبَلْدِ " شربتُ من سَرَفٍ زلالْ
.. رقصتُ في " راجا "
و "قَمَّزُ " ماج منهدل العمامة حاذقاً في الراقصينْ
شاقَنَا النَّقْرُ الموقَّع بالعِصِيِّ وباليدينْ
حلْقة " السَّمْبا "
ورقْصات السماح ، ندا " كِرَيْشْ "
الطبل يرزم مرةً
ويعود يرزم مرتيْن
تهفو الأهازيج المُرِنَّةْ
الأهازيج السلامْ
نشوة " اليولو " عَدَتْني
وفتاة الدّارةِ الخضراء هزّت منكبينْ
ثكلتْك .. هل تَنْسَ التي في أنفها رقَصَ الزُّمامْ
الشيْخُ " لاَزِنْقِيرُ " أعْـتَي من صبيْ
في حلْبة الرقص القيادُ له وغَنَّى
طار أو جنّحَ في هذا العَشِىْ.
طُفْتُ جوّاباً ألا هل تذكرينْ
قبَّلْتُ موج الفجر يمرح في مياه " الجور " مؤتلق الجبينْ
وحصدتُ سمسمَ زارعيهِ لهم هجيرَهْ
سلي " هَبيلهْ "
وحملت أحجار البناء مع الشَّغِيلهْ
سلي " الرَّديف " ودقِّقي عند " الوسيلهْ " .
لو يذكر الجبل المعلَّى في " الجبالْ "
أو عديدٌ أو قليلٌ في الرِّجالْ.
الذي قد كان عندي ، لا تلومي
أجريْتُ رسْمَكِ لا تلومي
في اندفاقات دمي
إنتمائي جمرة السهدِ .. الخيال على مداكْ
واحتواكْ
إنتمائي أرقٌ في ليلتي
أقرأ من أجلك أسفار السنينِ
هبَّةٌ في يقظتي
غضْبةٌ تُشعلني إنْ مسَّ حرفكِ أَىُّ دُونِ
ألتقيكِ بغربتي في كل حينِ
كيف لا . كنت من فرع الألى جدلوا جبيني
سَطْوَ طينك قبل آلاف القرونِ
من زُها " كُوشٍ " ولائي وخزيني
حاضرٌ عندي بمحفليَ " الإمام " كما خديني
بين حدَّيْ " لَبَبٍ " حتى إذا الثوّار بالنصر المبينِ.
هم نسوني
أذكريني


صلاح دهـب
مسقط - سلطنة عمان