حظر تجول .. زهير السراج

حظر تجول!!

زهير السراج

نقلا عن الصحافة


* عاشت منطقة وسط الخرطوم تجربة عصيبة امس، بسبب توقف الحركة، وتكدس العربات في الشوارع الرئيسية والجانبية، التي أُغلق بعضها ضمن ترتيبات زيارة وزير الداخلية السعودي للبلاد، وهي ليست التجربة الأولى، ولن تكون الأخيرة ما لم تشهد شوارع الخرطوم والعقلية المرورية تغييراً كبيراً يستوعب الاحداث الكبيرة في البلاد التي تتطلب تجهيزات وترتيبات مرورية خاصة، مثل اغلاق بعض الشوارع وتحويل الحركة الى شوارع اخرى.. لاسباب امنية وغيرها.
* اول واهم هذه التغييرات هو نظرة المسؤولين للمواطنين التي تنم عن الاستخفاف الشديد، وعدم مراعاة مصالحهم وآدميتهم وراحتهم الشخصية، فيغلقون في وجههم الطرقات والشوارع بدون اخطار مسبق، وكأن الذين يتعاملون معهم مجرد «كتلة من الجماد».. يحركونها او يوقفونها او يفعلون بها ما يشاءون، في الوقت الذي يريدون.. والمكان الذي يحبون.. بدون ادنى اعتبار لحقوقهم.
* لابد ان تتغير هذه النظرة الاستعلائية تجاه المواطنين، ولابد ان يفهم المسؤولون ان راحة المواطن هي الهدف الأول الذي يجب ان يعملوا من اجله.. وليس تعذيبه بالوسائل المختلفة.. وبالقرارات العشوائية الفجائية التي ترمي به في جحيم استخفاف المسؤولين به.
* ثاني التغييرات.. هو الاهتمام بانشاء المعابر العلوية والتحتية في التقاطعات الرئيسية والمناطق المزدحمة بالمشاة، وتخصيص اماكن لعبور المشاة، واجتذابهم الى استخدامها بكافة الوسائل المشروعة، وعلى رأسها تحديد حركة سيرهم بانشاء الحواجز الخارجية على طرق المرور الرئيسية.. ومن ثم تفعيل قانون المرور في ما يتعلق بمخالفات المشاة.. أما أن يُترك المشاة بدون تخصيص اماكن لعبورهم، وبتعريضهم لمخاطر السير في الطريق، وتركهم على هواهم.. يعبرون من اي مكان وفي اي وقت.. فهو امر لم يعد مقبولاً، ويدل على التخلف الشديد، والسلوك غير الحضاري.. وقبل ذلك، يدل على استخفاف العقلية التي تدير حركة المرور بأهم اساسيات حركة المرور.
* ثالثاً: لابد من تفعيل قسم الهندسة المرورية بوزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم، وايقاظه من نومه العميق.. ليؤدي الدور المنوط به في تخطيط حركة المرور بالشوارع.. ووضع خطة مرورية شاملة تتضمن المعابر والمداخل والمخارج والمسارات والاشارات الضوئية.. الخ ووضع الخطط البديلة والمناسبة عند حدوث طارئ يستدعي اغلاق بعض الشوارع وتحويل حركة المرور..الخ.. اما ان يظل هذا القسم نائماً في العسل ولا يفعل شيئاً سوى قبض المرتبات اول كل شهر.. فهو امر لا يمكن السكوت عليه، بينما الناس يتعذبون كل يوم بسبب الاهمال واللا مبالاة؟!
* ان العام القادم سيشهد مؤتمر قمة افريقي، وربما مؤتمر قمة عربي، وعشرات الزوار الكبار.. فهل سيُحبس الناس في منازلهم خلال تلك المناسبات؟! .. ام تستمر معاناتهم وعذابهم واهدار حقوقهم؟!

أعمدة قديمة لهذا الكاتب: