( هند يوسف الفرح الذى دثره الضوء )

استميح الريس بكري ابوبكر لايراد هذه القطعة لاخ نتمني ان يكون بيننا ليثري المنبر بروائعه التي اتحفنا بها في شبه القارة الهندية.وبعلمه الواسع في شتي مجالات الحياة.


الأخ عباس
سلام الله عليك ورحمته و بركاته
أكتب لك اليوم و كلى أمل أن ينال عبركم نشرا ماكتبت عن مسارات حزنى الشديد تجاه
الفقد الذى لا يمكن ان يعوض فقد جلل و مصاب أليم لكل من عرف الأخت هند يوسف صالح. المعذرة فى إقتحام مساحتك بلا إستئذان و الشكر لك لوقتك و دامت عليك الصحة و العافية .

________________________________________

هند يوسف الفرح الذى دثره الضوء


مدخل لابد منه

الهند تلك الديار التى جمعتنا بالكثيرين و صارت فصولا فى حياتنا ثديا منه
رضعنا
زادا فى رحلات الحياة و إضافات. الحديث عن الهند يطول و يطول كل بتجاربه و سعة
وعائه و إستساغه لمشاربها الزاخرة . الهند عندى هى محرقة البالى و فعل النار فى
ذهب المعرفة فينا.

الهند إضاءات جذابة فى علاقات صارت ظلال تقينا هجير الغربة و معاناة الإبتعاد
عن الأهل و ربوع الوطن الغالى.فى الهند عشنا علاقات تظل محمولة فينا سمادا يغذى
تراب حاضر تلاقينا مع الآخرين و غطاءا يدثرنا من صقيع المشاوير.
كنت أردد بإيمان الحكمة القائلة رب أخ لك لم تلده أمك و لكن فى الهند رددتها
يقينا.

قليلون من يتركون بصماتهم على دفاتر أيامنا و تظل علاقاتنا فى الهند أكثر
البصمات .

علاقتى بهند يوسف علاقة أعتز بها ما حييت و رحيلها ترك فراغا شاسعا و حزنى
عليها أكبر من أن يكتب عنه و لكن فى مساحات الممكن حاولت أن أرسم أحزانى.


إعتصرنى الألم و أنا أسمع الناعى يعلن رحيل الأخت الغالية هند يوسف صالح
( بت نادية ) كما كنت دوما أناديها . جمعتنى بها علاقة حميمة منذ الأيام
الأولى لوصولها أرض غاندى ( بونا - وانورى ) كانت أختا للجميع . إرتحلنا من
الهند متفرقين فى المهاجر كل فى زحمة الأشياء غارق حتى أتانى صوتها على مسجل
المكالمات. علانى الفرح و بلهفة كان لقاءا عبر الهاتف جرى فيه الحديث و كأن
السنين لم تكن. تواصلنا عبر الهواتف و إلتقيتها فى لندن و هى على فراش
المستشفى فى مشاويرها مع المرض . كانت هى هى بإبتسامتها المعهودة هازمة أوجاع
المرض و ظلاله. إلتقيتها و أنا مملوءا بالحزن لمصابها إنتشلتنى منة هوة الأحزان
لفرح اللقاء.

هند يوسف كانت آلام حياتها لها و مع الناس عاشت فرح

اليوم سالت دموعى و أجهشت بالبكاء
رأيتها باسمة
سمعتها هامسة
ما هكذا يكون الوداع
جففت الدمع صبرا
و علوت فوق الحزن سمتا
و جرت الذاكرة بالأيام
كانت قيثارة تنساب أنغام
تنسكب آمال
تتفجر طاقة
كانت أعراس الفرح القادم
فعل الآن الخالد
كانت كل حياتها إضافة
خطاوى كثيرة
مبانى جميلة
كانت فى البحر الهائج حضن منار
شراعا عالى يواجه غضب الريح
يقاسى مع التيار
قلب كبير بالخير مفعم للظالمين غفار

قمر رغم الغيوم
يضاحك فى السواقى مع الجروف
يشارك شدو القوافى مع الطنبور
آه يا وجع
آه يا وجع
كسرت بعثرت الحروف

لوحة كانت حزمة ألوان
كمال إنسان
تطوف كل المعارض تجدها فريدة
يعيدك خطوك
صوب الحس المرهف
تقف تأمل
يأسرك حديثها
همسا كان
و كنت أصيح أرفعى صوتك (بت يوسف و نادية)
تضحك تبسم تهمس ( كبر السن قلل سمعك ود علوية )

كانت نجمة و ظلت نجمة
شعلة مضيئة
شجرة وريفة
رقصة حلفاوية مجراوية عريقة

هند يوسف
وجودك فوق الثرى سنين قليلة
و فعلك فى الثوانى قرون طويلة
يا مسار النور
يامطرا هطول
يا خضرة حقول
يا ألق الفراديس
يا عشق الفراشات
وميضا يهدى فى الطرقات
ملاكا مرسل فى الآفاق

و رحلت هند التبر
هند الشمس
و صار الحزن نديما كأسا تلو الكأس
و غلق الباب
يا موتا هزم الأثواب
يا موتا غيب أكواب
هند يوسف حية
دثرها الضوء
أعمانا التراب

هند يوسف
من بعدك الواحات هشيم
و البساتين تشكى جافاها النسيم
و النخيل يتشابا يبحث عن رحيم
و القمر فى سماه يسأل عن وسيم

القمارى تطيرتغرد لحنها المكتوب نحيب
و الشمس فى شروق صباحها تنزل الأستار مغيب

الضفاف بجمال بهاءها غطاها وجع النيل خرير
الكمان أصبح يشارك بلبل الأوتار أنين

العصافير العصافير العصافير
لا أذن سمعت غناها و أوكارها آهات من حنين

الشجر من أوراقه عارى
حراز يجافى
و الشجن مناحات من حفيف
الفصول أبصارها زائغة فى الزمن غاب الخريف

الورود ألونها باهتة النحل فقد الرحيق
المدن أنوارها خافتة الأماسى بلا رفيق

النجوم هجرت سماها اللآلى بلا بريق
السحب نضبت بحارها الزرع وعد الحريق

المشاوير المشاوير المشاوير
لا أمل أبوابه فاتحة و الخطاوى حفاة طريق

الرياحين الرياحبن الرياحين
لا نفس منثور يعطر و الفيافى بلا أريج

المواويل المواويل المواويل
لا دفوف طربانة تعذف و الحكاوى بلا نسيج

الطفولة دموعها جارية الكهولة حطام رميم
ذكراك توجع فى الصميم
ذكراك توجع فى الصميم
ذكرى لشخصا رحل و ظل فينا جمال مقيم

_______

لم أجد فى مفردات التعازى
ما يعادل أو يوازى
آلام الفجيعة
كل الحروف و الجمل وقفت حداد
و القلم مدرار الدموع فقد المداد
و السكوت الذهب رفع الشارات إنهزام
معذرة و إعتذار
للأسرة الكريمة
اللحظات أليمة
و تبقى ذكراها العظيمة
خيوط من نور العيون تصطفيها
و لحن كلمات يسعدنا ترديدها
و فى القلوب أحلى أوتار


الإحساس بفقد من ربطتنا بهم وشائج الإنسانية إحساس عميق . بعض الذين غابوا عنا
الزمن يدمل جراح فراقهم و تظل آثار تلك الجراح لافتة لما فقدنا و تبقى هند
يوسف جرحا نازفا بطول الزمن .

محى الدين سليمان محمد
الجمعة 11 فبراير 2005

محي الدين سليمان محمد :

أقاسمك حزنا بألم و فقدا بوجيعة في الشهيدة / هند .. تلك الرائعة التى إختارت الرحيل في زمن كنا جد نحتاج لها جميعا ..

الحديث عن هند متعب و شاق للغاية ..

أحسك تتقطع ..

تقبل عزائي .. و كل تحياتي ..

عبداللطيف : [email protected]

السلام عليكم

انا لله و انا اليه راجعون.
رحمها الله و غفر لها,و احسن عزائكم.

اخي ,اريد ان اتاكد ,كان لنا زميله في العمل بمطار الخرطوم و علي حسب ما اذكر اسمها هند يوسف ,خريجه لغه انجيليزيه من الهند و تسكن الخرطوم 3, اهلها مقيمين في الامارات العربيه المتحده...فهل هي نفس الشخصيه ام لا؟

عموما الرحمه لجميع امه محمد صلي الله عليه و سلم.

السلام عليكم.

الاخ محى الدين سليمان محمد

رحم الله زميلتنا هند يوسف, واعرف جيدا علاقةالصداقة بينكم والحديث عنها يطول, نتمنى وجودك بيننا لننظم فى ذكرها بعض مساهماتها الاجتماعية والثقافية والسياسية بمدينة بونا

الاخت سلمي النصري
كلامك سليم نفس الشخصية خريجت الهند ولغة انجليزية تسكن الخرطوم 3 رحم الله

السلام عليكم

شكرا اخي الشريف و نسال الله تعالي لها الرحمه و المغفره.
عملت معنا فتره قصيره ,و كانت فتاه طيبه خلوقه ,بشوشه و محبوبه من الكل.
الله يجعل الجنه مثواها و يحسن عزاء اهلها و اصدقاوءها.

كل من عليها فان و يبقي وجه ربك ذو الجلال و الاكرام.
صدق الله العظيم.

سلام.

الاخوة عبداللطيف والاخ الشريف
الاخت سلمي
اسف للتاخر في الرد اليكم وذلك لمشغوليات الحياة

رحم الله الاخت هند يوسف

الله يرحمها ويغفر لها ويجعلها من اصجاب اليمين
العزاء لكم ولى اهلها