ما بين ثوار الهامش والثورة المهدية

ما بين ثوار الهامش والثورة المهدية


03-06-2005, 01:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1110113971&rn=0


Post: #1
Title: ما بين ثوار الهامش والثورة المهدية
Author: هاشم نوريت
Date: 03-06-2005, 01:59 PM

قد يحمل العنوان غرابة ولا اعرف لماذا اقحمت الثورة ولكن عندما اعيد بعض ماقراته
من صفحات التاريخ اجد ان الثورة المهدية كانت ثورة المهمشين وان كان ينحدر قائدها
من لبب ولاشك ان الشرق كان ساحة معركة مفتوحة لم تهداء الا باعتقال قائدها الامير
عثمان دقنة وكما لا يخفى على احد دور ابناء غرب السودان فى تركيبة جيوش
المهدية .
والان نرى الهامش يشتعل ثورتا ضد الظلم والاستعمار الداخلى بعد ان تحررنا من الاستعمار
الخارجى وربما ثمة رابط بين تلك الثورة الشعبية وثورات اليوم ضد الاستعمار ولا ارى
فرقا بين الاستعمار الانجليزى والاستعمار النخبى وربما يكون الاخير اكثر ايلاما لاننا نحن
حررنا السودان ولم يؤتى السودان من قبلنا ومعلوم من اين جاء الاستعمار ومن كان يتقدمهم
ومن هم عيونه وايضا من هم الذين اخرجوه ومن العيب والعار ان نتهم نحن الذين سكبت
دماءنا لتروى شجرة الحرية باننا عملاء ويكون العملاء هم الاسياد والوطنيون.
نعم انه زمن انقلاب الموازين والمفاهيم والتلاعب بالكلمات ولكنه ايضا زمن صحوة اهل
الهامش لوضع اسس متفق عليها لبناء سودان جديد على مفاهيم جديدة لا تكون بينها نقل
ادوات ومكونات السودان الاستعلاءى بكل قبحه وقبوله فى تشكيلة عهد جديد الا اذا كنا
نريد خداع انفسنا ونوهمها بحسن صنيعنا.
قد لايقبل هذا الحديث البعض ولكن لابد من المصارحة والمكاشفة بدل الخداع والتظاهر بقبول
هذه الامراض الخبيثة التى لا يرجى الشفاء منها ونشرها بين اجيال نريد لها ان تكون
مبراءة من عيوب وامراض الفترات المظلمة وانا لا استثنى اى مرحلة ولا ارى ان ديمقراطية
حقيقة مرت على السودان ولا اؤمن بان هنالك استقلال حقيقى وبل الذى جرى بعد خروج
المستعمر هو ان استولت مجموعة انتهازية استعمارية على نضال اهل الهامش ونكلو بهم
وبل عمدوا على خلق انسان مشوه فكريا ومعرفيا وقبلها دينيا .
والمتابع لسلوك اؤلئك لا يجد اى تغيير لا من الناحية التنظيمية او السلوكية وبل حتى
الفكرية والدينية وكلها توحى بانهم فى نفس القاطرة ويسيرون فى نفس الدرب الذى كانوا
علية فلذلك لا بد من وضع النقاط على الحروف.
ويقول البعض بان الهامش يبتز المركز لتحقيق غايات واهداف سياسية ولكن نفس هذه الاصوات
كانت اما مشاركة او ساكتة عندما كانت تتعالى اصوات اهل الهامش بالبكاء وتئن صدورهم
من وقع الالم بسبب المظالم التاريخية منذ الاستقلال لماذا نسمى صياح اهل الهامش ابتزاز
ويكون ظلمهم سلوك حضارى ووطنى اليس هذا يمثل اشتراك فى الجريمة ؟
واقول لا بد من بناء السودان على مفهوم جديد بعيدا عن ادعاء احقية احد على عموم السودان او اقصاء احد وان عجزنا فاليكن الكى اخر الدواء.

Post: #2
Title: Re: ما بين ثوار الهامش والثورة المهدية
Author: هاشم نوريت
Date: 03-06-2005, 02:15 PM
Parent: #1

كلنا نعرف مهيرة والمك نمر ولكن لا احد يعرف ابوعلى قويلاى اور ولا الشاعر
نفل ولا العمدة موسى لماذا كتب الانجليز عن الشرق ولم تحمل كتب التاريخى
السودانى اى جانب من الشرق هل تاريخ الشرق هو عثمان دقنة ام لانه ارتبط
بتاريخ المهدية ولانه من لبب.
لماذا يفرض علينا تعلم اسماء وتتبع تاريخهم فى نفس الوقت الذى يتجاهل
فيه تاريخنا الم نكن سودانيون وتاريخنا سبق وجود الحدود الجغرافية
السودانية ؟
لا يمكن ان يكون هذا التجاهل صدفة او ندرة فى الانتاج والارث التاريخى
لامة يتعدى تاريخها الاف السنين ولكنى احمل هذا لتلك العقلية الاستعلاءية
الطامسة لحضارات الاخرين والسارقة لنضالاتهم .
والمراجعة والتصحيح لا بد ان يكونا عنوان مرحلة جديدة .

Post: #3
Title: Re: ما بين ثوار الهامش والثورة المهدية
Author: هاشم نوريت
Date: 03-07-2005, 09:57 AM
Parent: #2

الطفل البجاوى نشا فى بيئة موتورة يتصارع فيها اهل المشروع الاستبدادى الاستعبادى واهل
المشروع التحررى الذين يمنعهم العوائق من بسط مشروعهم الى ان جاءت اهل المشروع الحضارى الذى كان بمثابة طلقة الرحمة فتحركت عجلات المشروع التحررى التصحيحى ولكن يبدو
ان الوقت مازال مبكرا لتتضح معالم المشروع التحررى ومازال فى جعبة المناوئين له الكثير
من السهام ليوجهوها الى قلب التحررى .
يجد الكثيرين انتقاصا من كبرياءهم ان نهض البجا وامتلاءت حناجرها صياحا منادين باعادة كتابة التاريخ وكذلك مطالبتهم بحقوقهم فى الحكم وتوزيع الثروات فلذلك تجدهم لا يملون من اطلاق الكلامات التى لا تتفق وانسان المرحلة من حيث التفكير والفهم ويتعاملون معناوفق تلك الشخصية التى رسموها لنا وبذلوا كل الوقت والمال لخلق شخصية مشوه معزولة انطواعية ودعموا مشروعهم بنكات تدعم مشروعهم لكى يرسخوا فى اذهان الرائى العام بان البجاوى هو هذا الذى تضحكون عليه.
ولان الراى العام يوجحه الاعلام قصد من توجيه الاعلام بان لا يقبل ثورة تلك الشخصية التى لا تعرف حتى كيف تتخلص من الادران ويقوص البعض فى احلامه ويعتقد بان مشكلة البجا مع الجبهة او هى يجب ان تكون كذلك لكن قضية البجا لاتنفك عن بقية اهل الهامش ولايمكن ان نحمل الجبهة كل التراكمات كما لانعفيها كليا فلذلك القضية تتعدى تاريخ انقلاب يونيو المشئوم وبل الاتفاقات الاخير للسلام تؤكد ان العقلية الاستبدادية مازالت مستمرة فى نفس النهج وانهم يريدون وضح مساحيق وتجزءة القضايا واستعمال المسكنات وهذا فى حد ذاته كافى بان نقول المرحلة القادمة لا تبشر بكثير من الخير ويعتبر البعض الخوض فى المسائل الجوهرية التى هى سبب الخلاف خروج على الزوق العام ويريدون ان تكون الحلول على قاعدة باركوها ومسك العصا من المنتصف.
واقول لا بد من تعريف الاستقلال والحرية والمواطنة والوطنية.

Post: #4
Title: Re: ما بين ثوار الهامش والثورة المهدية
Author: هاشم نوريت
Date: 03-07-2005, 02:36 PM
Parent: #3

اقول الاستقلال والحرية والمواطنة والوطنية هى المنطقة الضبابية التى
يجب وضع تعريف لها لانه ليس من الحكمة ان نقول باننا مستقلون ونعيش
تحت رحمة احتلالين احتلال داخلى نخبى واحتلال استخباراتى يتبع له حكامنا
ديمقراطيين كانو عسكريين والبعض يريد ان يختزل الاستقلال فى رفع العلم
ولايرى فى الخنوع ورهن الارادة الوطنية لدول اخرى وبل الامن القومى ومستقبل اى هدر لمعنى الاستقلال.

ليس بامكان حكومة مركزية ان تاخذ
قرار فى اى قرار مصيرى بعيدا عن الاستشارات واخذ الموافقة من دول اخرى وقد يعتقدون ان
الشعب او بعض المهمشين لا يفطنون لهذه الايدى التى تعبث بنا وتتحكم فى
مصير البلاد بالتحكم عن البعد وبل الادهى والامر ان تحاول النخب اضفاء شرعية على هذه القرارات المستورده
وبل تزعم بانها من بنات افكارهم.
الاستقلال الذى نريدهم هو ان تكون كل القرارات سودانية خالصة دون ان يكون
للاخرين اى يد فيها وكذلك ان تشمل كلمة سودانى كل اهل السودان وحتى يكون
هذا الاستقلال حقيقى يحق لكل سودانى بلوغ كل المستويات السلطوية.

Post: #5
Title: Re: ما بين ثوار الهامش والثورة المهدية
Author: هاشم نوريت
Date: 03-07-2005, 02:49 PM
Parent: #4

تركت لنا الحكومات المتعاقبة حرية اللبس ولم نكن احرار فى بقية امورنا
الحياتية حيث ان كل شى بمقدار واخيرا ادخلو كل شى فى البطاقة التموينية
لم تكن هنالك حرية سياسية وكل من يحب ان يتغنى عليه التغنى بمحاسن
النظام القائم والا فاليصمت.
انعدمت حرية التعليم وكسرت رغبة نساء البجا فى اللحاق بالعملية التعليمية
وذلك اهل الاستبداد افتوا بعدم شرعية ذهاب المراة للتعليم هذا ان كانت
فى نفس القرية او المدينة مدرسة ناهيك ان تسافر لتلقى التعليم وطبعا
التركيز على المراة مهم جدا لانها تغيبها من الناحية المعرفية والتعليمية
سيضمن ضخ اجيال لا تركع الا لتلك النخب الاستعمارية الاستبدادية وقد شارك
رجال البجا بجهلهم وارثهم الخضوعى لتلك المجموعة فى جريمة تغييب المراة
البجاوية وحرمانها من التعليم وحكاية لاتذهب المراة للتعليم لانها عورة
عبارة عن ذر الرماد فى العيون والسبب الرئيس هو الطاعة العمياء ومخافة
غضب هؤلاء الاجلاء.
وبل الاكثر ان عقد الستينات والسبعينات وماقبلهم كانت هنالك فتوى اخرى
وهى تحرم لبس البنطلون ودراسة كتب الكفار فى مدارس الحكومة فلذلك كانت
نسبتة الهروب من المدارس عالية جدا رغم ان الحالة المادية للاسرة البجاوية
فى تلك المرحلة كانت فى احسن حالاتها ولكنه الاستعمار الداخلى اللعين حرم
اجيال ليخلق لنا هذا الشخصية المشوه.
اذا الحرية معدومة ولابد ان نعلم ماهى الحرية وماهية حدودها.