السودان.. طلال عفيفي

السودان وطن مازال الله , حتى يومنا هذا , ينحت على وجهه الخلاسي ملامح الهويه..
أي أنه, لو أمكن القول, لسه طازه .
كان يمور في زنوجته حتى بدايات القرن الرابع عشر , حين جائته الإعراب بديانات سماويه
ومنظومه ذكوريه ولغه ..
كانت طيور القبائل الافريقيه أثناء ذلك ,وبعده, ثحط على شباكه ناقلة عدوى الثقافات
واللون واقتراحات الجسد..
بلد !!
ينتهك انوثة صحرائها نهر عظيم , يشبه عاشقا صدره مليان أكسجين..على مائه تصارخت قبائل
وعلى ضفافه التقت قبائل وتزاوجت..
السودان دائما حنين الى البدايه..
عارفة ؟
ذلك المنحنى الخشبي الذي يمسكهالفنانون بتوع فرنسا في ايديهم اليسرى ؟ الذي يضعون عليه
الألوان ولخبطات الزيت ؟ ..
بس ! السودان كده ..
يعني ما هواش لوحه ..
بل شهوة الى التكوين.
....................
مازال السودان يتمطى متثائبا وهو يرد على سؤال الاكتمال ..
مخربدا في طفولة ناشذه .
حتى المدن فيه مازالت على حافة السؤال الحضري .
يعتقد الناس من البلاد التانيه أننا كسالى . لا يهم ’ فاليقاع عندنا لحظي .. حسب درجة
الحرارة,كثافة المطر ,وحزن البلاد .
والحاجات عندنا متسعة : حوض النهر , صدور الناس ( البنات خصوصا ) , براحات المواعيد,
فوهات البنادق ,حيشان البيوت,خطب الساسه , وتآاويل النصوص الدينيه .
نشرب الخمر في حزننا وفرحنا وحلنا وترحالناوصباح العيد , مرددين مع أول كاس " من عصاني
يوم العيد عصيته يوم الوعيد " ..
ثمة ثلاث فرق لكرة القدم وسباح مشهور وحزب شيوعي ونقابة اطباء عليله وجهاز أمن دوله (حيث
لا دوله أصلا ) , ومدارس وتاريخ ملفق وعلم من أربع ألوان ,وأعياد قوميه تتبدل بتبدل
الحكومات...
و أحدعشر كوكبا...



طلال عفيفي
___________
منقول :- منتدي الرياض

السودان.. طلال عفيفي

شكر رانى

وطلال عفيفى السودان...

لك التحية يا طلال.."تانى"

الوطن كان جميلاً ...
مدروزاً بالناس ...
وكانت المدينة العاصمية مشغولة بالشوام والأرمن والأغاريق واليهود
يفتحون أفواه الدكاكين على شهية الرزق اليومي ..
أتذكرون ؟
" كونت موخلص " و أبناء " فانيان " و " عبد الله أزرق " و " سركسيان "و " شاوول " ..؟
أيام كان للمدينة شنه و رنه ..
لياليها كان التعدد حقيقياً و صاحياً في شوارع الجمهورية و السوق الأفرنجي .
لياليها , كان يتجول أولاد البلد في الخرطوم على مهلٍ مهيل ..
الحلب في بحري يرسمون خارطة شرق النيل بموده ..
يساكنون الأقباط في حي المسالمه ويستيقظون على جرس الكنيسة أيام الأحد في الأملاك ..
لياليها .. كان للمخمورين مراتعهم , عند " البستان " و " أتني " و " كوبا كابانا" , وللمتدينين مواقعهم في المورده عند المسجد الإدريسي و فضاء جامع بحري الكبير .
كان موسى بدينه وعيسى بدينه , وكل نفس بما إكتسبت رهينه .
كان حسن عطيه في جهة و الشيخ صديق أحمد حمدون في جهة .. والقلوب , كلها ,أنضر ما يكون ..
( وكان للشيخ صديق أحمد حمدون مسارات صوتيه تصعد بالجمال القرآني إلي حده الأقصى ) ..
...........................................
كان هناك السوق العربي والسوق الأفرنجي .
الأول تتجول فيه البهارات والخضروات ويعتليه الزنك ( فسُميَ بسوق الزنك مجازاً ) .
الثاني , الأفرنجي , كان مرتعاً للسلع وارد بلاد الآخرين : مراوح توشيبا , أقمشه من مفتخر القطن الإنجليزي , و راديوهات ناشيونال التي ساهمت بضراوه في تضخيم الوعي السياسي ببثها لأخبار إذاعة لندن ...
...........................................
لياليها كانت الأحزان هي الأحزان ( سوى كونها كانت شفيفة ) تلبس ثوباً أبيضاً وكان الناس
يقرأون الفاتحة على مهل .
..........................................
كان أثرياء المينة معدودين ..
نعرفهم واحد .. واحد :
السرعباس . عبد المنعم محمد . مأمون البرير . قارو فانيان . الشيخ مصطفى . كونت مخلص .سعد أبو العلا . والشنقيطي , و طه الروبي .

كان ذلك قبل أن يأتينا رجل من آخر المدينة يسعى ويشتري البلاد بما عليها من إنس وجان ,و تؤول إليه ملكية مؤسسات قامت على أكتاف شعب كامل .
...........................................
...........................................
لياليها .... كان لنا أب و أم و عمة وخال .
ولنا أصدقاء , نعرفهم من أيام الدراسه في خور طقت والقديمه والأهلية والمؤتمر ومريدي وحنتوب وكمبوني ومدرسة فاروق .. (وذلك قبل أن تداهمنا الدنيا بالقبس والفاروق والخنساء والعربيةالدبلوماسية الإبتدائية .. ) , هذه الأسماء العجيبه وكأننا في مكه , عدم المؤآخذه .
..............................................
..............................................
حتى الخمر كانت طيبه .
ليست كخمر هذه الأيام الرديئه الحاقده .
خمر الأيام القديمه كانت وريفه , حنينه ذات سعرات كحوليه كافيه لجبر الخاطر دون التسبب
في ما يعرف جنائياً بالأذى المباشر الذي يسببه العرقي .
كان القوم يشربون الويسكي في علياء أرستقراطيتهم البائده , على درجه أقل كان الشيري أكثر إنتشاراً و إلتصاقاً بالجيوب الرقيقة الحال , سوى ان بيره أبو جمل كانت قاسماً مشتركاً للأمزجه العاصميه يأدون بها سطوة الحر ويعالجون بها إلتهابات الكلى بإعتبار البيره من مدررات البول المعروفه . ( فيما بعد , وعلى إثر تطبيق قوانين الشريعة السمحاء , تحول مصنع البيره العظيم الى مصنع تافه لمياه غازيه أكثر تفاهه لا تعالج المزاج ولا تدر البول ) ...
ومن شمالات البحر الأبيض , جاءت تلك الخمر القبرصيه محمولة على تجارة الساحل لتدلي بدلوهافي شأن المزاج العاصمي ..
كانت خمراً رخيصه يتكيء عليها وعي الطلاب فيغيب . ويشتكي لها تعب العمال فيتلاشى .
إسمها كان " دموع المسيح " ..
إختفت أيضاً في ذات الملابسات التي إختفى فيها كل شيء .
................................................
................................................

وكان هناك :
كازينو النيل الأزرق .
على تخوم النيل .
عند بحري .
فيه يلتقي العشاق .
طيبين كما الندى .
يُقدم لهم مشروب الجنجر و ال " دبُل كولا " , على يد جرسونات لا يعملون في النظام العام .
وكانت يد الحبيبه متاحه ( دون إخلال بالأمن الوطني ) .
...............................
الخرطوم :
أين أنت ..
يا تلك المدينه الزاحفة للسراب .
سبحانك .
كنا نحبِك ..
فلم هذا العذاب ؟
...............................
...............................


طلال عفيفي

السودان... طلال عفيفـي

طلال عفيفى ؟

نعم يارانى

هذا هو الوطن الطلالى .. والطلالى الوطن!!

كم هو جميل هذا النوبى الشفيف!!

طبعا داخل شمال
لانى غبت كثيرا حتى الوجع
و لاخمص قدمى اذوق الفراق دمى
ولانى لعين
والجنون لى محيا
والحب يضىء المكان
بضوء كما الشموع
والوجد كما البصيرة الهائمة
فى الفضاء
كما الحريق
كما اللون
كما اللوحة النزقة التى تشتهى
اجتياح المكان
وبساطة القدرة علىالسفر والغياب
00000000
نادية
طلال
سلام

أين العفيف طلال..؟

حزن طلال عفيف

*إلى روح عمنا الجميل : صلاح جاهين .



والحزن في مقصودنا هوذلك الحزن العادي ..
حزنُ لا يشبه حزن الشعراء , وليس بنفسجياً ..
هو حزن ليس له جلال , حزن كالبرد , والجوع , يشرد الروح ويبعثر صباها ..

.................................

أمشي في الشوارع ذاهلاً , بعد أن تبعثر مني الأصدقاء الذين سلك فيهم النزوح صوب البلاد الأجنبية درباً حفياً .
والبنات غادرن صوب ذاكرة رجال أخرين ليس لهم علاقة بالأغنيات و أحلام المراهقة الحميمة حين كانت أجسادنا تنز بالحنين , أو تنفض من لمسة يدين مرت بالغلط على غفلة من النظام العام ..
...................................
من زمن , وأنا أحب البنات .. ( برغم كوني أعرف مصير البباري الجداد .. ) .
أحب إشراقهن الشهي ومواعيدهن , وزراير قمصانهن السته ..
أذكر الآن جيداً شارع المدارس في بحري المحتشد بالبنات المرتديات السماوي يشاغبن الزمن بمراهقةٍ طفله .
كان الشارع سعيدا بهن .. و كنا كذلك .. نرحل إلى مواعيدنا كالطير .. نعد الكلمات ليلاً وخطاباتاً منمنمةً مليانه عشم .
...........................
...........................
الآن أكتب إليك , على مشارف زجاجة خمر وطني .. يسكنني حنين , لا طائل له إلى زمن كاملٍ وبلاد ..
أعدل ُ مزاج الخمر بالكتابة, وملح الذكريات اللحوح ..
...........................
الله غالب .
............................
كنت , قد غادرت البلاد .
في النزوح راهنت على حزب شيوعي يهز و يرز .
دخلته ليس من باب الصراع الطبقي ولكن من باب أولاد الحلال .. حباً وكرامةً ..
كانوا , وما زالوا , أولاد الناس ( بالمعنى الصارم للكلمة ) , المناضلين ,الأخلاقيين ,المثقفين , الطيبون
والطيبات , الأذكياء ,النابهين الحالمين ب"وطن شامخ , وطن عاتي , وطن خير وديمقراطي .. .
..................................
أقنعتني " قراية الواقعى " , و " خطط العمل " , وأدهشتني بياناتهم السبيكة و رؤاهم الختلفة والمتطوره .
و بإنتمائي للحزب صرت أفخر بتاريخٍ مجيد !
قلت , أنتمي لأعظم حزب أفريقي .
قلت , أنتمي لأول من نادى بالعصيان المدني .
قلت , أنتمي لأول من طبع المنشورات .
قلت , أنتمي لأول من نادى بحق تقرير الممصير .
قلت , أنتمي لأول شهداء مدنيين :
عبد الخالق . الشفيع , و جوزيف قرنق ..

قلت أنتمي لأكبر مؤسسة إجتماعية في السودان :
الحزب الشيوعي .
.........................................
لكن الحزب كان مثلنا ...
غريب الوجه , معذب .
يسأل الله السلامه ...
غادرت كوادره ( أو قل معظمها ), إلى " حق " و " التحالف " و " الحركة الشعبية " بعد أن تكلست مفاصله
و ضمرت عضلاته و أصابت رؤاه شيخوخةٍ مستبده .
..........................................

عليكم إحتمال هذه الهرطقه .

.........................................
Flash Back: \

في القاهرة , عشقت بنتاً مصريه , إسمها " ليلى " , سمهرية العود , طويلة القامة , وصوتها مليان شبق .
و حين تغني , كأنها تذكرك بحكاياتٍ سمعتها في الطفولة .
جسدها كان مديداً زي حكايةٍ إفريقيه .. تعرف الرقص كما جوع بطنها ..
وتسكنها شامات عصية على الحكي ..
ساكنتني , و أفصحت في أنوثتها عن بلاد لم أكن أعتقدها .
علمتني أن للنهر مجرىً سري , و أن للنيل روافده من بنات ..
أحببتها حباً جما .
معاً سافرنا , ومعاً عرفنا الحزن على " سعاد حسني " .
سبحنا في البحر ( عند سيناء ) .
أهديتها قرطاً يشبه الهلال , زي قرط العروس .
و أهدتني كتاباً عن تعلم الشطرنج وتمثالاً من الأبنوس

العزيزة رجاء
كلنا نتسأل..
علي اي حال بيكون مشغول مع الابواب..
.
.
قمرٌ لبابٍ واحدٍ
ومهاجرٍ بالعشقِ، منقطعٍ لدربٍ قاصدٍ،
القلبُ زكته الخيولُ يوم الرحيل فكان ميلادُ المطر،
هكذا…
سحبٌ، دخان،
برقٌ، رذاذ،
.
.
وانتظارك ان تعود.. فهل اتيت؟

خسرتُ حلماً جميلاً
خسرتُ لزع الزنابق
وكان ليلي طويلاً علي سياج الحدائق
وما خسرت السبيلا

ابحث عن مفردة لتعيد صياغة ما حولى
مفردة لهاروح اللون ورهافة الحنين
وكم هائل من الاشتياق الى حبيبة
تزيل منى الارق,وتفيض بداخلى شلالات منا


ابحث عن مفردة

Quote: ابحث عن مفردة لتعيد صياغة ما حولى مفردة لهاروح اللون ورهافة الحنين وكم هائل من الاشتياق الى حبيبة تزيل منى الارق,وتفيض بداخلى شلالات منا

التحية

لراني

وهو يبحث عن الدفئ في عيون حروف من واراهم حزنهم وبهتان هذا المكان

والتحية لعصام وهو يستطعم فرح الكلام

ولطلال

باقة ورود ما تبقي من عبق هذا الزمان

محبتي

راني

خالص تحياتي

معك نسأل اين عاشق الابواب طلال ، اتراه اثر الخروج منها ، اصبحنا كالخنساء

ندمن البكاء والنحيب علي خروجهم واحدا تلو الاخر ...انهم يحسنون التغريد

فلاتدعوهم يغادرون هكذا ..

في انتظار مقدمه الجميل

محبتي ..

طلال عفيف ..التحية ليك ولراني
ياناس بعمق الوطنودفق النيل ...

المتواجدون الان بالمنبر الحر 363 شخص » (22 )عضو و (341) زائرا

»abdalla BABIKER
»Alia awadelkareem
»Anwar Ahmed
»Bakry Eljack
»Dr.Mohammed Ali Elmusharaf
»elsawi
»Nasser Mousa
»saif massad ali
»Sudany Agouz
»SUKA
»sympatico
»Tara
»Yaho_Zato
»تراث
»حسن النور محمد
»طلال عفيفي
»عبدالله
»محمد عبدالرحمن
»معتز تروتسكى
»معتصم دفع الله
»ملكة سبأ
»نادية عثمان
هذه الصفحة يعاد

اخيرااا طلال يطل علينا ..مرحبا ..

وجدتك مرميا بلا غطاء
وبعض من رياح متناثرة
من اتجاه النيل الازرق
على شارع المك نمر000
صمت

واللون الاصفر زاد
تأخر الوقت
وطفلى مرمى هناك
ينادى السنين
ينادى اياما لها طعم وحنين
انها هنالك ولكن يقهرنى الضباب واللاحنين
وطفلى مرمى هناك
وارى لوحة بلا ملامح
يرسم اللارسم فيها
وهما وتلاشى لا افمهمه ولا اعيه



سلام

الشكر لكل المتداخليين
حول رسم الفاضلابي ..

صدقت
يا راني