د. علي الحاج لـ "البيان": تجربة السجن والاعتقالات لقياداتنا وكوادرنا أعطتنا درسا عبر تجربته

علي الحاج الرجل الثاني في حزب المؤتمر الشعبي لـ «البيان»:
نشك في التزام النظام باتفاق السلام

شكك الدكتور علي الحاج الرجل الثاني في حزب الزعيم الاسلامي السوداني حسن الترابي، (المؤتمر الشعبي) المعارض، في مصداقية حكومة الخرطوم في الالتزام باتفاق السلام الذي وقعته مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق والذي يفترض ان ينهي حرباً في جنوب البلاد دامت اكثر من عقدين.
واعتبر الحاج الذي يعيش في المنفى ويتولى منصب نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي ان تحديد مصير زعيم الحزب حسن الترابي المعتقل، يخضع للمزاج الشخصي لحفنة صغيرة من المتنفذين في النظام الحاكم لكن ذلك محل خلاف بين هذه الحفنة ومجموعة اخرى من «العقلاء» داخل السلطة.

وفيما يلي نص الحوار الخاطف الذي اجرته معه «البيان» خلال وجوده في العاصمة الارتيرية اسمرا قبل نحو اسبوعين، حين وفد اليها لاجراء محادثات مع القوى السياسية المعارضة على هامش اجتماعات هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي (تحالف المعارضة في المنفى) الذي لا يشمل حزب الترابي.


ـ ماذا انجزت خلال وجودكم هنا؟

= الى جانب لقاءاتنا مع القوى المعارضة فقد وقعنا مذكرة تفاهم مشتركة مع الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكمة بدولة ارتيريا واتفقنا فيها على نقاط عمل سياسية واعلامية واقتصادية. وتم الاتفاق على العمل لانجاح الحل السياسي الشامل للقضايا السودانية كافة، والتنسيق في القضايا المشتركة اقليميا ودوليا، وخلق اجواء للتواصل الفكري بين كوادر التنظيمين ولقاءات سياسية وزيارات متبادلة، وعقد اجتماعات دورية بين قيادة الطرفين لمتابعة المستجدات وان يعتبر محضر اجتماعات 19 فبراير هو برنامج العمل المشترك.
وفي المجال الاعلامي تم الاتفاق على العمل من اجل بلورة الرؤى المشتركة في وسائل الاعلام المختلفة وتبادل الخبرات والادبيات. وخلق ارضية للتعاون في كافة الميادين الاقتصادية والتجارية ذات المصلحة المشتركة.

ـ هل تأتي زيارتكم الى اسمرا بدعوة من حكومتها ام بتنسيق مع قوى المعارضة السودانية المجتمعة هنا؟

= زيارتنا للعاصمة الارتيرية جاءت بناء على دعوة من الحركة الشعبية لتحرير السودان، للتشاور والتداول حول الاتفاقية الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في نيروبي يناير 2005، ونحن حرصنا على حضور وفد من حزبنا من داخل السودان لأن مآلات السلام تجري في الداخل اكثر. وايضا لاختبار مصداقية الحكومة في التعامل معنا خاصة ان جهة السفر هي اريتريا، واصحاب الدعوة هم شركاؤهم الجدد.

ـ لكننا علمنا ان وفد حزبكم القادم من الخرطوم استقل الطائرة من صالة كبار الزوار في المطار، وبقراءة ذلك مقرونا بالتصريحات الايجابية حيال حزبكم من بعض قادة الانقاذ، هل يعد هذا غزلاً يمهد لاعادة المياه الى مجاريها؟

= نحن لا نعد هذا غزلاً، وإنما أشواقاً بعيدة. ولكنها للأسف ليست من الأعضاء الفاعلين المباشرين في الحكومة. وأن العلاقات حتى الآن توضع في الإطار الاجتماعي الشخصي ولم تتطور لأكثر من ذلك.
ويجب وضع حقيقة مهمة وهي ان حزبنا مازال محظورا ومحاصراً، وقياداته معتقلة ومطاردة .. ما حدث يندرج تحت بند المزاج الشخصي وليس القانوني.

ـ في رأيكم ما مدى صدق حكومة الخرطوم في الالتزام بالاتفاقية التي وقعتها مع الحركة الشعبية؟

= تجربتي الشخصية وتجربة حزبنا مع القائمين على الأمر في الخرطوم الآن تثبت عدم وفائهم بالعقود أو العهود أو الاتفاقات. وهذه حقيقة وليست ظناً أو اتهاماً، ومع إيماني بأن البشر يتغيرون إلا أننا يجب ألا نركن لتغير هؤلاء ـ لأن سوابق الحكومة هذه لا تبشر بتغيير في المدى البعيد، خاصة أن تصرفات الحكومة منذ توقيع اتفاقها مع الحركة الشعبية يثبت أنهم ما زالوا كما كانوا. ولكننا نأمل في الحلفاء الجدد لها لإحداث التغيير المطلوب.

ـ سبق أن التزم حزبكم لقوى المعارضة والشعب السوداني بتقديم «نقد ذاتي» لتجربته ومشاركته في ضياع الديمقراطية، وغياب الحريات والفصل والتعذيب والتشريد لأبناء السودان ولم نسمع شيئاً من ذلك بعد؟

= النقد الذاتي لا يحدث إلا في وجود الحريات، حتى لا يحسب أننا نريد كسبا سياسيا زائفا في المعارضة. وعندما تلغي القوانين المقيدة للحريات وتعود الحريات لأهلها سنتحدث عن كل الأشياء التي كنا طرفا فيها أو قام بها حزب المؤتمر الوطني منفردا.
هناك نقد لابد أن يكون لتجربة المشروع الإسلامي وارتباطه بكونه «سلطوي طغياني» في أذهان السودانيين لبعد النظام عن المشروع الإسلامي القويم الذي يتحدث عن الحريات والأيادي الطاهرة.
والنظام بنفسه أقام الحجة بتصرفاته بأن ما يفعله لا يمت بصلة لهذا المشروع. نحن صادقون فيما نقوله عن هذا النظام، بالرغم من أن الكثيرين لا يصدقوننا. يكفى أن أقول إن تجربة السجن والاعتقالات لقياداتنا وكوادرنا أعطتنا درسا عبر تجربته. ففي الماضي كنا نسمعه فقط من المعارضين ولم نصدقه حينها. فهناك تجاوزات وانتهاكات تحدث وسنكشف عنها، ونحن على استعداد لأي محاسبة من جانب من وقع ظلمنا عليهم. وأتمنى أن يصدق الناس أننا سنعترف بكل شيء حتى ولو على أنفسنا.

ـ هناك ضبابية في الرؤية السياسية في المرحلة المقبلة فقد توقع الجميع إطلاق الحريات التي غابت بطول بقاء الإنقاذ ولم يحدث شيء من ذلك، ما رأيكم؟

= المشكلة الأساسية أن هناك فئة معينة هي التي تمسك بالأمور في البلاد فإذا ما استمرت هذه الفئة نفسها في عملها في الفترة المقبلة، فحينها يجب أن نختبر هذه الحريات.
وفي رأيي أن دور الحركة الشعبية هو الأهم من أي جهة أخرى، خاصة بالتزامها مع قوى التجمع الوطني الديمقراطي، والقوى الأخرى خارجة، والأمل والثقة في الحركة الشعبية أكبر بكثير من الحكومة.. ونأمل في شفافية عالية لأن من أهم أسباب تفاقم الأوضاع هو غياب الحريات والشفافية. نتمنى أيضا ألا تفهم الحكومة الاتفاقية الأخيرة مثل فهمها للاتفاقات السابقة التي لم تف بأي من بنودها للجهات الموقعة معها.

ـ ما مصير د. حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي ومتى سيتم إطلاق سراحه؟

= حكومة الخرطوم تخضع هذا الأمر للمزاج الشخصي.. ففي حين ترى مجموعة «نراهم العقلاء» إطلاق سراحه حتى تثبت مصداقية الحكومة في التغيير والعهد الجديد. ترى مجموعة أخرى ضرورة التحفظ عليه لأنه سيشكل معارضة صارخة لها.
هناك ضغوط كثيرة تعمل في اتجاه إطلاق سراحه وهى جهود معلنة وغير خافية، وفي اعتقادي أن النائب الأول هو الذي سيقوم بالتنفيذ.
وقبل إطلاق سراح الترابي نريد إطلاق سراح حزبنا بأكمله، والسماح له بمزاولة نشاطه كسائر الأحزاب. لأن عدم هذا يعني تمييزا.. وقد منعت الاتفاقيات الموقعة في نيروبي والقاهرة أي تمييز.


حاورته في أسمرا: رجاء العباسي

ــــــــ

نشر هذا اللقاء في جريدة "البيان" يوم الخميس 24 فبراير

up

لا زالوا يراهنون على غباء الشعب السودانى

Quote:
= النقد الذاتي لا يحدث إلا في وجود الحريات، حتى لا يحسب أننا نريد كسبا سياسيا زائفا في المعارضة. وعندما تلغي القوانين المقيدة للحريات وتعود الحريات لأهلها سنتحدث عن كل الأشياء التي كنا طرفا فيها أو قام بها حزب المؤتمر الوطني منفردا. Unquote

Excellent documentation for the hipocacy of these people
Ahmed Al Bashir
,لا زالوا يراهنون على غباء الشعب السودانى
Mohamed Elgadi.....You are absolutley right

المؤتمر الشعبي
يحتاج الي المزيد من الدروس
حتي يصدق ما كانت تقوله المعارضة
يعني مثل كان ما متنا ما شقينا المقابر ما سمعو بيهو
اها كدي موتو عشان تصدقو المعارضة

الأعزاء:

كامل، احمد ومحمد سيد أحمد..

هي بالفعل مشكلة ان نصدق ان المؤتمر الشعبي يمكن ان يكون معارضا لهذا النظام الذي صنعه..

ولكن.. متى يمكن ان نغفر للجبهة الاسلامية فرع المؤتمر الشعبي ما فعلته بالبلد وأهل البلد..؟ وهل النقد والاعتراف بالإنقلاب والجرائم التي ارتكبت منذ 89 يكفي لنصدقهم..؟

كلها أسئلة سيجيب عليها التغيير الآتي.. فعندها إما يكون المؤتمر الشعبي أصيلا في معارضته.. أو أصيلا في مشروعه الأولي..

دمتم،،

Quote: يكفى أن أقول إن تجربة السجن والاعتقالات لقياداتنا وكوادرنا أعطتنا درسا عبر تجربته. ففي الماضي كنا نسمعه فقط من المعارضين ولم نصدقه حينها

Disgusting comments from a disgusting man

Quote: يكفى أن أقول إن تجربة السجن والاعتقالات لقياداتنا وكوادرنا أعطتنا درسا عبر تجربته. ففي الماضي كنا نسمعه فقط من المعارضين ولم نصدقه حينها

امانة ماك راجل حرامي كضاب

برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا
قالو للحرامى احلف قال جالك الفرج
لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين
اذا كان المتكلم مجنون حقو يكون السامع عاقل

ولا شنو ياجماعة الخير ؟؟؟؟؟؟؟؟

الكرام:

محمد القاضي، عادل اسحق، ثروت وود الزين..

ســـلام وتحية..

واضح تماما من كل المداخلات ان لا أحد يستطيع الثقة في المؤتمر الشعبي ورموزه..

لأن ما فعله لم يسبقه عليه احد في السودان.. هسع يجيك زول يقول التانين عملوا انقلابات.. لا.. العملوا المؤتمر الشعبي هو محاولة طمس حقيقة السودان واهله..

ودي كبيرة..

تحياتي..

Kind of stupidity to learn things in the hard way