ذكرى ممضَة أخرى لرحيل صديقة عمرى إلهام،فى ذكراها السابعة لا زلت أتساءل :هل ترحل النبيلات؟؟؟

منذ سبع سنوات رحلت الهام محمد عثمان حسن عالم صديقة عمرى
رحلت بهدوء شديد على عكس ما كانت حياتها كتلة نشاط و حيوية و ألق و تفانى وإقدام وحضور
عرفت إلهام و أنا بعد طالبة بالثانوى العالى عام 1986،حضرت مع بعض الأحباب من الاسكندرية فى يوم شتائي لغرض المساعدة التعبوية للاحباب فى انتخابات اتحاد الطلاب السودانيين بالقاهرة،ذهب الأحباب و تركوها لنا،تركوا لى زهرة عمرى التى ذبلت قبل أن تتفتح أوراقها
منذ ذلك اليوم و أنا و إلهام صديقتان حميمتان،لانفترق حتى و نحن بعيدتان عن بعضنا البعض ،عندما حضرت للدراسة الجامعية بمصر كان أكثر ما يطمئننى فى غربتي وجود إلهام ،كان مكان سكناها بالاسكندرية منزلة لى و بيتى منزلتها،أكذب لو قلت أن ثمة فكرة-مجرد فكرة –مرت بخاطرى و لم أقاسمها إلهام التى كانت تعرف عنى كل شي،تلك الحبيبة الصدق و الأمانة و الروعة،النابغة التى درست الطب البشري و كانت كتلة انسانية و عطاء تمشي على قدمين،تخرجت إالهام قبلي و ذهبت الى السودان و لم تنقطع أخبارنا عن بعضنا البعض،تزوجت و كانت فى شهر عسلها مع زوجها عندما داهمتها آلام بمعدتها،قطعت شهر العسل و قرر الطبيب سفرها للأردن للجراحة،أجرت الجراحة و لم يمهلها سرطان المعدة و قضى عليها و هى بعد لم تكمل ثلاثين يوماً من عمر زواجها فزفت إلى نهايتها و زفت إلينا و إلى كل من عرفها أحزان ممتدة ولا منتهية
لم تشأ إخبارى بمرضها المفجع و عرفت موتها بطريقة أكثر دراماتيكية
عدت من أسمرة فبراير 1998 إتصلت بالحبيب العبيد حسب الرسول و فى أثناء حديثه معى قال شيئاً و قال "المرحومة إلهام"قلت له "إلهام من ؟؟" فقال لى:" إلهام يا لنا،إلهام" فاغلقت الخط و نظرت الى باحة كلية التقنية التى كنت أغطى أحد فعالياتها- و التى لم أطأها قط بعدها- فإذا بالباحة المشمسة تستحيل نفقاً معتماً و إذا بالكون يدور
تمالكت نفسي و اتصلت ثانية فعرفت التفاصيل و انها رحلت منذ أيام
و"قطعت قلب"أم الحسن والدتها ،ولم يكتف القدر بإنتزاع إلهام من والدتها بل رحل شقيقاها جمال و طارق تباعاً بنفس المرض القاتل.
إلى الآن كثيراً ما أفكر أن إلهام لو كانت حية لكانت الحياة أجمل،إلهام كانت تدرس الطب و كنت أمازحها بأنها ذات "سبع صنايع" كانت مثقفة من طراز رفيع و قارئة نهمة و مفكرة تستطيع الإبحار فى أى موضوع إلى نهاياته،كانت كاتبة صحفية زينت الخرطوم بمقالاتها سواء السياسية أو الفكرية.

لم أقو على زيارة أم الحسن أمي أيضاً فى إجازتى السنوية الماضية التى كانت بعد طول انقطاع ،أشار لى يوماً الحبيب عجبين إلى قبر تضمه مقبرة شمبات التى يمر بها الشارع الجديد الذي يربط الحلفاية بشارع كوبري شمبات دون الحوجة للمرور بالمؤسسة،قال لى "هنا أودعنا إلهام" ،لم أقو على زيارة أمي أم الحسن فكيف أعزيها فى إلهام و كيف أقنعها أن إلهام لم ترحل لأن النبيلات لا يرحلن أبداً؟؟
العزاء موصول لوالدتها ولزوجها المكلوم و لأصدقائها الأحباب عجبين و حسن والصادق الأنصارى و يعقوب ومجذوب و العبيد وكل من عاصرها بالإسكندرية،وكل من عاصرها بمصر من الاحباب.
إلهام لم ترحل
لأن النبيلات لا يرحلن أبداً..

الدوام لله
كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام
محزن حق رحيل الاحبة .رحل اخوتي لنا ولم اعرف الا بعد خمسة سنوات من رحيلهم.ربي يرحمهم جميعا

اخي الحبيب سيف
ربنا يرحم اخوتك و يرحم الهام
الغربة هذه اسوأ سوءاتها الا تكون بجوار من تحب عندما يحتاج إليك

العزيزة لنا مهدي

عندما فتحت صفحة المنبر الحر قبل فترة قصيرة لمحت عنوان بوستك .. إستوقفني وعزمت علي مروري لمؤاساتك في فقد نبيل .. لأنني أعرف ماذا يعني ذلك.

وعند قرأتي للبوست فجعت بفقد إلهام ..كانت صديقة صديقاتي ألتقيها عندما أزورهم في الإسكندرية .. وفي أيام الإنتخابات العامة لإتحاد الطلاب السودانيين ..

إنها نعم الإنسانة ..

لا أدري ماذا أقول لك ..الأن فقط عرفت بموتها..

سوف أحزن .. وأعود مرة أخرى

Quote: عندما فتحت صفحة المنبر الحر قبل فترة قصيرة لمحت عنوان بوستك .. إستوقفني وعزمت علي مروري لمؤاساتك في فقد نبيل .. لأنني أعرف ماذا يعني ذلك. وعند قرأتي للبوست فجعت بفقد إلهام ..كانت صديقة صديقاتي ألتقيها عندما أزورهم في الإسكندرية .. وفي أيام الإنتخابات العامة لإتحاد الطلاب السودانيين .. إنها نعم الإنسانة .. لا أدري ماذا أقول لك ..الأن فقط عرفت بموتها.. سوف أحزن .. وأعود مرة أخرى

تارا الحبيبة
الفقد واحد
نعم انها فقد كبير بانسانيتها و تواضعها و مواقفها الواضحة و نبلها،وكان بيت "سيدي جابر"مزدهراً بها و ببقية الطالبات فى أزهى سنين العمر
لا ادرى كيف ارجع للاسكندرية و لسيدي جابر و زنانيرى و البحر و قلعة قايتباى و المرسي ابو العباس بدونها؟؟
اللهم ارحمها و اغفر لها و اسكنها فسيح الجنان

الغاليه لنا مهدي
ودي كثيفا ومتصلا................ودامت لك الايام ممتدة رطبة
كثير من الجراح وجدت لتبقى ,ولنحتفل ايضا بذكرى آلامها كما تفعلين الآن
عموما .....لك العمر للذكرى والترحم عليها.
فاصلة حزن
سالتي اعلاه..هل النبيلات يرحلن ؟
ارد عليك...هل النبلاء يبقون؟
الرحمة لصديقتك ولارتال موتانا.
وتعيشي وتفتكري

Quote: ودي كثيفا ومتصلا................ودامت لك الايام ممتدة رطبة كثير من الجراح وجدت لتبقى ,ولنحتفل ايضا بذكرى آلامها كما تفعلين الآن عموما .....لك العمر للذكرى والترحم عليها. فاصلة حزن سالتي اعلاه..هل النبيلات يرحلن ؟ ارد عليك...هل النبلاء يبقون؟ الرحمة لصديقتك ولارتال موتانا. وتعيشي وتفتكري

لنا الحبيبة
النبلاء يبقون بيننا رغم زوالهم الظاهرى من محيطنا
والرحمة كما قلت لارتال مواتانا
محبتى لك

أتذكر يا الهام كرمك الفياض
كنت من النوع الذى يطلق عليه:الفى ايدو ما حقو
كنت مستعدة لان تكونى خالية الوفاض من المال و مستعدة لان تعطي المحتاج آخر قرش معك-حقيقة و ليس مجازاً-
ولم يكن كرمك مالياً فقط
بل كنت كريمة فى وقتك الذى تعطينه عن طيب خاطر لكل من يحتاج مساعدتك
وفى محبتك اللامنتهية للآخرين
وفى قلبك شديد البياض
وفى نفسك السمحة
وفى اخلاقك العالية
فى كل شيء..
ومن قال أن النبيلات يرحلن؟؟

أتذكر يا الهام اللقب الذى كان الحبيب كردفاني يطلقه عليك:"هوم"
وكنت كلقبك"هوم"
أوليس ال"هوم"مكان اللجوء و السكينة و الأمان و الراحة و الطمأنينة؟؟
أوليس ال"هوم"كوخنا الذى نختبيء فيه من عاديات الزمن و قسوة الواقع؟؟
أوليس ال"هوم"المكان الذى تحس فيه بأنك "أنت"بلا ضغوط ولا تجمل؟؟
أوليس ال"هوم"المكان الذى يقبلك كما أنت على سجيتك و بعيوبك؟؟
ومن قال أن النبيلات يرحلن؟؟

الغالية / لنا

لا نملك سوى أن نقول :

هل ترانا نلتقى ام انها كانت اللقيا على ارض السراب
ثم ولت وتلاشى ظلها واستحالت ذكريات للعذاب
هكذا يسأل قلبى كلما طالت الايام من بعد الغياب
فإذا طيفك يرنو باسما وكأنى فى استماع للجواب

ونقول:

رحلوا و للقرآن في أعماقهم ......... ألق أضاء نفوسهم فانقادوا

أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لنا ......... إحن يحرك جمرها الحساد

ولأنفسنا :

دنياي غرتني وعفوك غرنيّ *ما حيلتي في هذه أو ذاكا
بك أستجير فمن يجير سواك * فأجر ضعيفا يحتمي بحماكا

Quote: لا نملك سوى أن نقول : هل ترانا نلتقى ام انها كانت اللقيا على ارض السراب ثم ولت وتلاشى ظلها واستحالت ذكريات للعذاب هكذا يسأل قلبى كلما طالت الايام من بعد الغياب فإذا طيفك يرنو باسما وكأنى فى استماع للجواب ونقول: رحلوا و للقرآن في أعماقهم ......... ألق أضاء نفوسهم فانقادوا أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لنا ......... إحن يحرك جمرها الحساد ولأنفسنا : دنياي غرتني وعفوك غرنيّ *ما حيلتي في هذه أو ذاكا بك أستجير فمن يجير سواك * فأجر ضعيفا يحتمي بحماكا --------------------------------------------------------------------------------

الحبيب ابو ذر
الفقد واحد
انا لله و انا اليه راجعون
ولكن
من قال ان النبيلات يرحلن؟؟

الحبيبة لنا ...
‘علم انه لا عزاء في الأحبة والأصدقاء ، وما أقلهم ، في هذه الدنيا الفانية ..
وأدعو لصديقتك النبيلة ،مثلك، بالرحمة والمغفرة وان يبدلها دارا خيرا من هذه الدار ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة..

اسمحي لي ان اعلق بجوار لوحة وفائك لوحة لصديقة ما فتئت اتذكرها .. لطيفة

هي تونسية من ام ايطالية... خليط من برود اوروبا و الدم العربي الحامي ... رسامة تشكيلية مدمنة للفن ، ساحت بي معارض العالم بحديثها ... تستقبلني باشة في ثوب الرسم الملطخ بالألوان.... عاشقة للفن حساسة مرهفة مثقلة بهموم العالم من حولها ... تتأثر بمن حولها وترسم لكل شخص صورة تعكس نظرتها له... رسمت يوما شخصية مشتركة بيننا واضافت لها الكثير من علامات الجمال التي كانت تفتقدها في الواقع!
تسائلت وقلت لها ان الصورة لا تشبه فلانه !
قالت لي: ولكنها كذلك في مخيليتي فقلبها ابيض!

عفوية حنونة لا تعرف الزعل... لحظات غضبها قصيرة تعبر عنها بكلمات من الفرنسية مليئة بالشجن .....
رسمتي يوما على قمة جبل، وقالت لي انه خياري أن تكون هذه قمة نجاح او قمة حزن وسمتها لوحة (النهايات المفتوحة) !
هذا اول رمضان لي من دونها... من دون صوتها الحنون يهنئني بالشهر ويدعوني لتناول الطاجن بالخضار.... اول رمضان لي من دون رؤية ابنائها الاحباء يتنافسون على الجلوس في احضانها وتقبيلها ساعة الفطور... هاتفت زوجها ابارك له الشهر وللحظة تخيلت ان صوتها سيأتيني عبر الاثير حاملا ذاك الدفء والسؤال الحار عني وعن "اميمتي" ولكن سماعة الهاتف عادت حزينة دون ان تسمع ذلك الصوت...

رحلت لطيفة وتركت فراغا كبيرا ... ولكن ذكراها باقية في قلبي وعقلي وصلواتي....

لوحاتها تملئ عيني وتعليقاتها المرحة ترسم بسمة مختلطة بالدموع كلما تذكرتها....

علمتني الالتزام والدفاع عن المبدأ... علمتني شرف الخصومة والعفو عند المقدرة ... فقد رحلت بلا أعداء، بل احباء كثر بكوها بدمع ساخن ...

هؤلاء يا لنا لا يموتون ولا ينسون...

الحبيبة الغالية عزاز
مر علقم طعم فقد الأحبة
لطيفة و إلهام مرتا برق خلَب،مضتا فى شرخ الشباب قبل أن تجف "ضريرتيهما"
حفرتا عميقاً فى نفسينا معان لا تنمحي
لن تبرحانا ما حيينا
رحمهما الله و اسكنهما جنان رضوان
النبيلات لا يرحلن
وهل ترحل النبيلات؟؟

العزيزة لنا
فقد الاصدقاء عظيم
وجرحهم لا يندمل
وحزنهم لا يمحوه الزمن
اذا رحلت اجسادهم من عالم الجسد الزائل
فان ارواحهم تبقى فينا ما بقينا
للفقيدة الرحمة ولك ولآلها الصبر والسلوان

أخي الحبيب شاذلى

Quote: فقد الاصدقاء عظيم وجرحهم لا يندمل وحزنهم لا يمحوه الزمن اذا رحلت اجسادهم من عالم الجسد الزائل فان ارواحهم تبقى فينا ما بقينا

فعلاً أخي الحبيب
ومن قال أن كل شيء فى الدنيا يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا الحزن فهو يبدأ كبيراً ثم يصغر؟؟؟!!!