مرثية لعرفات في زمن السبي والأحتلالات

مرثية لعرفات في زمن السبي والأحتلالات


02-21-2005, 06:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1108963918&rn=1


Post: #1
Title: مرثية لعرفات في زمن السبي والأحتلالات
Author: Amjed
Date: 02-21-2005, 06:31 AM
Parent: #0

مرثية لعرفات في زمن السبي والأحتلالات

الى محمود درويش : من آور قبو آور ـ نمو يفور . ماهكذا ترحل الكوفية الثورية ، مغلفة بأسرار المصحات الباريسية ؟


كتابات - نعيم عبد مهلهل



على تلة تطل على القدس .. يتأمل عمر بن الخطاب التأريخ وهو يتناول بخاخ الربو لصدر ملأته حفر البحث تحت الهيكل ..

سليمان النبي العبراني يدخل من باب الحج

محمود درويش يقرأ مديح الظل العالي..

داوود يصلح آخر سيوف معركته الكونية مع الرايخ الثالث

فيما هرتزل يعدل من وضع نظارتيه وهو يستمع الى خطاب السادات في الكنيست

توفيق زياد يكتب : نحن أقوى من مصر .. أقوى من سورية

نحن أقوى دولة في الشرق الأوسط

يرمقه عرفات بعتب بلشفي

فتغرق الضفة بدماء المقعد أحمد ياسين

يا لهذا التأريخ ..

من حزيران وحتى عابدان

الضائع والصائع سواء

أقرع أجراس الكنائس لوطن الأنبياء

فيروز قبل أن تغني تحاور ذوق الشعراء

على تلة تطل على القدس

يقرأ درويش مرثية لعرفات

ويتمنى أن يصل الصوت الى آور أو لكش أو أوما

ويتمنى أن يستنكر الدوما

ضاع الحلم العربي بوعود البلاشفة والمناشفة والكاشفة وباروكة كوندليزا رايز

يقرأ ..

لك أيها الرجل .. ينشد البحر ترتيلة السفن المحملة بأسى الزيتون

لك أيها المتصوف الثوري المسكون

بحب الخطابات وصوت النايات وعزف البنادق

حاذق

أنت ..

فالتشيد الفنادق

مؤتمراتنا كثر

وعذاباتنا كثر

وهاجسنا القومي يتوزع على الذاكرة عطر

تشمه بكين ..

فتصاب الفلوجة بالزكام

تشمه جاميكا ..

فتعطس بلجيكا

درويش

الشعر بحقيبة يد

ومسيح يبتسم في مهد

عرفات في باريس ينتظر الرد

هل مشى السم في الوريد

وهل هذه الرحلة آخر توقيع للبريد

درويش..

بوش في كولومبيا للحد من زراعة الحشيش

وبغداد تلبس الكأس ثوباً لليأس

وتتضرع بقباب الكاظمية

أن لا تصير ضحية ..

وأن لا يأتي سادات آخر يبيع العقارات اليهودية

لأهل الذمة ..

الذين يعشقون شعر عزرا باوند

ويكرهون قصائد ذو الرمة ..

درويش يقرأ في قبرص

عرفات علمنا الأسطوري

الله يسلمه ..

فيما صلاح الدين

يتنزه بحصانه فوق سور الصين

ويعدل من خطط مونتغمري في معركة العلمين

في الكنيست يوم خطب خفرع

شاهدت رأس الحسين ..

مكحل بدمعتين

وشاهدت عرفات يشاهد فليم غزل البنات

ورأيت سميح القاسم يقرأ كالملايات

بلادي بلاد النايات

مثل بنادق بلا مديات

ومثل مسيح يبحث عن وطن دون أغراء ليهوديات

بن غورن كتب :

كان الرب معنا

فصار كل شئ لنا

صفق دايان

وأحترق الزيتون في البستان

وطارت من شيخ كعب المحمرة وعابدان

في هولندا أطلق الأذان ..

ومن كلكتا جاءنا المعدان ..

يزرعون في الهور قرون الجاموس ويتصيدون الروبيان

أحبك يا عاطفتي المشرقية

لأنك تحبين رقص تحية كاريوكا ومقالات أدوارد سعيد

العجيبة ..

بعد العيد

الثوري عرفات يسافر للبعيد

فوكو كتب له : أنك مسحور بلغة الخطاب

وأنت من يفتح الباب ..؟

كتب له : أنا وأنت حتى من قبل عهد الحداثة أصحاب ..

السفن تذهب الى حيفا من دون إسطرلاب

والقسام صاروخ يشعل في المستعمرات الخراب

وتوفيق زياد يحب تناول رز المشخاب

لأن مايكوفسكي نصحه بذلك

درويش كتب :

أنت ذهب الثورة وماسها اللامع ..

وأنت الوحيد الذي يرتضي بالواقع

من أجل أن تكف المدامع

من السفر الى ديترويت ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
من آور الى القدس

عرس ..

شاحنة خضار معظمها خس

نبات يتفاءل به المندائيون

لأنه يبعد عن ذاكرة القلب كل الرجس

نضعه في دورة كل عام تحت الوسائد

كي يمر عامنا بمركب نوح دون مكائد

تقليد سومري ..

حمله إبراهيم الى أورشليم

وبمحبة من عرف ربه

أهداه إليك

مرتجفة يديك

ترى في إبراهيم توراة وسديم

يفتح بوابة القاذفات وصوت مائير الرخيم :

أما هم أو نحن ؟

هي قالت

عيون عرفات مالت

الى أين ؟

الى عبد الناصر ..

درويش كتب

رأسك حاسر ..

وهبت كوفيتك لمتحف الشمع

ويوم حاصروا بيروت

كنت الكهنوت

ترجم الأمم الكبرى بطنب الصغرى

وتقاوم

وتساوم ..

ثم تركب السفينة

وذاتها النايات الحزينة

تطلق الصوت الرخيم لعبد الحليم

وطني حبيبي الوطن الأكبر

من مقابر آور حتى مدافن الأقصر

خطوة إبراهيم سطر في دفتر

درويش وجهه أحمر

خجل من موتك

دون أن تعثر

على وطن لاتسمع فيه صوت المغنية راحيل

تبتهج بمعزوفة الرحيل

كان إبراهيم كريم

حين منحك مفتاح آور ..

لأنه يعلم أن بلدية القدس صاحبها عبراني

وذوقها المستلب حاخامي

أرى دمعة البابا تعانق دمعة عمر

وأرى دموع عرفات تسقط كالمطر

وأرى إبراهيم مع المشيعين

يقول : الآن أنا يتيم !

ـــــــــــــــــــــــــ

يقرأ محمود درويش ..

الزمن طائر من نحاس عقارب ساعة رادو

كم قتلوا وكم أبادوا ؟

اؤلئك المحسوبين على نبات الشرق الأوسط

الذي تجاوزهم الإسكندر لأنهم ليسوا مدونين في الدفتر

وليس لهم بلد أو مقر

ولكنهم أخذوا عاطفة موسى

وأستغلوا سحر وجمال يوسف

وعلقوا يسوع ..في لحظة هستيريا

أصدقاء كافكا ..

وندماء أبن آوى ..

لهم فرحهم ولنا بكاءنا

وفي نهاية

سنبقى مثل كل مرة

نبحث عن رمز يأخذ بمسيرتنا من البداية

في مدينة الخليل : يرقد قبر إبراهيم .. في مغارة مضيئة

كأنها فوق السماء ربيئة

يطل منها عرفات يتأمل مهابة تشيع الرحيل

فيما المغنية اليهودية راحيل

تنشد في ليل الحلم التوراتي المغشوش :

الى آور سنذهب

نصيد الغزال والدب

ونعلم سرجون تلاوة عهد الرب

ومن ثم نعود الى حيفا

نغرق في بحر الحب فرحين

أنا وأنت يا يهودي الفلاشا ………!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



آور السومرية 24 تشرين الثاني 2004