|
شهـر عسـل ...وسنوات بصل
|
في ليلة زفافه قال له صديقه: مبروك العرس ومبروك الفيزا. بعد شهر العسل سافر الي دولة عربية خليجية وعمل في وظيفة براتب متواضع فوجئ به ولم يتوقعه وعاني من غلاء المعيشة وارتفاع ايجارات المساكن. انتظرته زوجته على احر من الجمر لتلحق به في بلاد الغربة ويكتمل الوصال الذي انقطع بسبب سفره. شرح لها الظروف القاسية التى يعيشها....شوقه الي زوجته يفوق شوق زوجته اليه لذلك صرف كل ما جمعه من مال في العودة الي السودان....مكث في اجازة امتدت لشهر قضاه مع زوجته وعاد من جديد الي الغربة ومعاناتها....طلبت منه زوجته في اكثر من اتصال العودة الي الوطن والرضي بالقليل وكانت تختم رسائلها دائما بقولها ان وجوده بقربها اغلي من كل اموال الخليج وان اللحظة التى يقضيانها معا امتع من كل ما يوفره ذهب العالم..لكنه يرد عليها بانه يفضل الصبر حتي بيني قطعة الارض التي اشتراها....وعندما بشرته بانها (حامل) اظهر حرصا اكثر على بناء المنزل. وهكذا افترق عن زوجته اجباريا هي تعيش في بلد وهو في بلد آخر وراء البحار والمحيطات ياتي الي الوطن بعد اربع سنوات حتي يوفر كل المبالغ لبناء المنزل....صار عنده من الاولاد اربعة فشلت الام في تربيتهم بالصورة الافضل بسبب عدم وجود الاب ونتج عن ذلك فشلهم في الدراسة. عندما اكتمل بناء المنزل من طابقين وبصورة فخمة وجلب له الاثاث من الخارج عاد الي البلاد نهائيا لكن بعد ان اصبح كبير السن وكذلك زوجته واكتشف انه فقد اولاده بعدم تأهيلهم كما كان يأمل. عندها فقط ادرك وبعد فوات الآوان ان اقتناء منزل ملك حر جميل وفاخر ليس كل شئ فى العالم وان المنزل الجميل ليس الغرف او الاثاثات او الفرش بل الناس الذين فيه ولو كانوا يعيشون في خرابة بالايجار.
_______________________ صلاح التوم من الله - الانباء
|
|
|
|
|
|