محمد أبوالقاسم حاج حمد .. في ذمة الله

محمد أبوالقاسم حاج حمد .. في ذمة الله


02-10-2005, 08:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1108064404&rn=4


Post: #1
Title: محمد أبوالقاسم حاج حمد .. في ذمة الله
Author: Hani Abuelgasim
Date: 02-10-2005, 08:40 PM
Parent: #0

فوجئت عند إطلاعي على العدد 1998 من الميدان بالخبر التالي:
Quote: فقدت الأمة السودانية يوم 20/12/2004 أحد مفكريها، الأستاذ محمد أبوالقاسم حاج حمد الذي غادرنا بعد عمر زاخر بالاسهام الفكري المتميز كما ارتبط اسمه بقضايا القرن الافريقي، و بالنضال مع الشعب الاريتري الشقيق ابان ثورته، و بساحات الفكر الاسلامي والقومي. و قد رحل بعد أن ترك انتاجا متميزا على راسه مرجعه القيم السودان..المازق التاريخي و افاق المستقبل. رحمه الله رحمة واسعة و الهم اله و رفاقه الصبر و حسن العزاء


حقا فقدنا كاتب : السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل؟؟؟

ياللخسارة...

Post: #2
Title: Re: محمد أبوالقاسم حاج حمد .. في ذمة الله
Author: Hani Abuelgasim
Date: 02-10-2005, 11:05 PM
Parent: #1

Quote: محمـد نـور أحمـد

ينعى محمد أبو القاسم حاج حمد ومحمود أبو شنب

كيف جمع القدر بين رجلين ترافقا في النضال لسنوات طويلة .. محمود أحمد ميكال الشهير بمحمود أبو شنب ، ومحمد أبو القاسم حاج حمد .. فقد ترافقا في درب الثورة .. محمد أبوالقاسم يصوغ البلاغات العسكرية ، ومحمود أبو شنب يوزعها في أرجاء العاصمه الخرطوم بدراجته الشهيرة .. محمد أبو القاسم يدبج المقالات ، وأبو شنب يشتري تلك الصحف بمقالاتها التي تدافع عن حقوق الشعب الإرتري من أجله تعزيز مصيره .. رحل الرجلان وساعات قليلة تفصل بين وفاتهما ، الأول في مستشفى الخرطوم التعليمي والثاني في مستشفى القلب بالخرطوم أيضاً .

عمل الرجلان معاً في حمل سلاح الثورة من الخرطوم إلى كسلا فالحدود .. أي مفارقة تلك ؟؟

ما يجمع الشعبين الإرتري والسوداني كثير ولكن هذه العلاقة تمثل نموذج لهذه الوشائج المضيئة .. كان أبو القاسم يسأل صاحب العجلة الشهيرة وأين أراضيه .. فارق الرجلان الحياة والفرق ساعات وهما يحملان هموم الشعب الإرتري .. محمد أبو القاسم في آخر تصريحات له للصحافة السودانية .. وأبو شنب رغم مرضه يداوم على حضور ندوات المعارضة .. ويسأل عن رفاقه وفي قلبه حسرة .. وبهذا تكون إرتريا قد فقد رجلين في آن واحد ..

ألا رحم الله محمد أبو القاسم حاج حمد ومحمد أبو شنب .

Post: #3
Title: Re: محمد أبوالقاسم حاج حمد .. في ذمة الله
Author: Hani Abuelgasim
Date: 02-10-2005, 11:06 PM
Parent: #1

Quote: غيب الموت مساء أمس الأحد الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد الخبير الإستراتيجي السوداني وأحد المراجع في شئون منطقة القرن الإفريقي ، الفقيد رافق النضال الإرتري منذ بواكير عمره حيث عمل في مختلف قطاعات جبهة التحرير الإرترية عضواً أصيلاً لم تحده في ذلك حدود الجغرافيا وقدم عطاءاً فكرياً وعملياً أثرى الحراك الثوري ، و كان والده أحد مناصري الثورة الإرترية والذين فتحوا صدورهم ومنازلهم للمناضلين الإرتريين مما رسخ وشائج القربى بين الشعبين الإرتري والسوداني ، عمل الفقيد بعد التحرير مستشاراً للرئيس الإرتري للشئون الإقتصادي ورغم ذلك ظلت المعارضة الإرترية تكن له كل تقدير وإحترام لدوره الرائد في مسيرة النضال وإسهاماته الثره .

ونتقدم باسم المركز بأحر التعازي للشعبين الإرتري والسوداني على هذا الفقد الجلل ، ونخص بذلك أسرة الفقيد ونسأل الله لهم الصبروالسلوان .



المركز الإرتري للخدمات الإعلامية

Post: #4
Title: Re: محمد أبوالقاسم حاج حمد .. في ذمة الله
Author: Hani Abuelgasim
Date: 02-10-2005, 11:07 PM
Parent: #1

Quote: محمد أبو القاسم حاج حمد: لو ما الزمن كان ليل

د. عبد الله علي إبراهيم


كنت رتبت نعياً للراحل الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد استعيد فيه بعض ذكريات الصبا علي عهد عطبرة الثانوية في النصف الثاني من الخمسينات. وكنت أعلم أنني ساقول فيه قولاً قليلا. فقد غاب المرحوم عن رادار لقاءاتي وإطلاعي منذ فارقنا الثانوية حتي تجدد اجتماعي به في ساحة جريدة الصحافي الدولي في أول هذا القرن. كنت سأكتفي في كلمتي القصيرة بقولي أنني كنت أراجعه في جغرافيا واقتصاد مشروعات طلمبات المياه في ريف الشمال كخلفية لرواية كنت أخطط لكتابتها وعنوانها "الباجور" فيها صدي من ذكريات باجور بلدنا الممتد من البرصة الي النافعاب. وربما أملاها علي تأثري القوي برواية "الأرض" لعبدالرحمن الشرقاوي. ولم أكتب الرواية بعد. وكان لوالد محمد باجوراً في مقرات الرباطاب او الصالحين قدرت أن محمد مطلع علي حيثياته. وكنا نسمي محمداً "العمدة" لخطوه وعباراته الواثقة التي لم تزايله حتي لحق بالرفيق الأعلي.

وآخر عهد صباي بمحمد كان بأمدرمان بانت. فقد استأجرت اسرته منزلاً بالحي. ودعي محمد بعضاً من دفعتنا ، وهو دوننا في حسابها، بجامعة الخرطوم للغداء وفيهم المراحيم صابر بحاري وعبدالله صالح وعبدالله محسي (ورحمة الله تغشاهم جميعاً). وكان تاج السر محمد خير وود الأحمدي فيهم ايضاً. وما فرغنا من الغداء الطيب حتي اخرج علينا محمد مسودة كتابه الأول عن القومية العربية وقرأه علينا من أوله الي آخره. ولم يغفر له تاج السر محمد خير هذا التثقيف القسري. وقال وقد ودعنا محمداً وتركناه خلفنا نخطو نحو شارع الأربعين بحثاُ عن طراحة تاكسي: "دا غداء اشغال شاقة. ياخي تغدينا تقرأ علينا مولد بحالو." ولم نكن نقرأ في منزل آل محمد خيرخوجلي حرفاً واحداً علي كثرة "مغادينا" في منزلهم العامر بعطبرة بين رفق الوالد سر التجار محمد خير وإشراقة ابنه الأكبر هاشم، عليهما الرحمة.

أردت تطويل نعي محمد ودعمه بقراءة بعض كتبه. ولما وقفت علي مؤلفه "السودان: المأزق التاريخي" عرفت لماذا تعطل علمي بمحمد بعد تلاوته أول كتبه علينا. فهذه هي المرة الأولي التي اقرأ فيها كتاب المأزق علي انه صدر في الثمانينات الأولي. وقد قلبته مرات في الماضي وانصرفت عنه. ولم يكن إعراضي عنه لمحض ذوق سخصي. وربما إزور عنه ايضاً جيلي وقبيلي من خريجي جامعة الخرطوم ممن اسميهم "الغردونيين." فكتاب محمد ثمرة رحلة وتجربة في الآفاق الخاطئة منظوراً اليها من وجهة النظر الغردونية. فقد حرد محمد التعليم الجامعي بعد نهاية ما للمدرسة الثانوية وسافر للشام محتقباً عقيدته في القومية العربية وشغفه بالقضية الإرترية. وهذا الحاد عند الناشئة الحاضرة من أبناء ستوات الهرج. فهي تحرم الجمع بين أفريقيا والعرب في جملة مفيدة. وقد ذكر محمد دائماً فضل مكتبة حامد المطري في محطة الخرطوم الوسطي التي وثقت عري تعلقه بادب بيروت الشام علي عهد تنامي فكرة القومية العربية في شقها البعثي. وانصرف محمد الي شواغلها وقد أدار ظهره للتعليم النظامي. وقد انقطع عن العالم في خلوة درس في بيروت يلقي علمه كفاحاً واقعاً ومجازاً. فهو شيخ نفسه أولاً ثم هو يقايس بين المعرفة والكفاح للقومية أول بأول لا يقيم وزناً لترفع العالم عن خوض غمار الممارسة. وأكثر هذا تجديف في نظر الغردونيين. ولم تقع هذه الخلوة الإ لمنشق غردوني آخر هو المرحوم محمود محمد طه الذي آوي الي رفاعة في الأربعينات يلقي علوم الدين كفاحاً. وجريرة محمد كبيرة. فليس محمداً كاتب بالسليقة والعصامية وحسب بل أنه استقي علمه في الشام العربية الفرنسية التي ليست بشيء في مقامنا الغردوني الذي انجلترا ومشتقاتها هي قبلته ومحياه.

وكان محمد عالماً بميلاده في المكان الخطأ في الهرمية التعليمية في السودان. ولذا ميز نفسه عن الغردونيين مراراً في كتابه. وفعل ذلك بكبرياء ونقد بصير. فقد لاحظ أن السياسة هي الابأس حظاً في الكتابات عن السودان وترتب علي ذلك أنها افتقدت "معاناة الإصول المعرفية في تركيب الواقع الواقع السوداني . . . وبقيت علي السطح وفي حدود المقالة السياسية الظرفية أي تبسيط الإمور." وقد نسب هذه السطحية الي تأثر المثقف السوداني بالفكر الإنجليزي التجريبي خلافاً للفرنسي المائل للثقافة أو الألماني المائل للفلسفة. وعليه فقد يكون المثقف السوداني، في قول محمد، إدارياً أو سياسياً ناجحاً. غير أنه يقصر دون أن يصبح مثقفاً فالحاً تكون السياسة والإدارة بعض شغله الفكري. وقد اخذ علي جعفر بخيت، الذي استعان به كثيراً، قوله أن سايمز، حاكم عام السودان في 1933، "حاكم عام عظيم" لإنتهاجه سياسة حديثة في الإدارة. وقال ان من اعدوا رسائل جامعية في بريطانيا راعوا شعور المشرفين عليهم من الأساتذة الإنجليز أو طلبوا ودهم. وقال أنه استخلص من رسالة جعفر الوقائع وأعرض عن تحليله. وعاد لينعي علي المثقف السوداني عجزه النفاذ الي خصائص جدل التكوين السوداني بالنظر الي تدريبه الأدبي والسياسي الإنجليزي الذي حرمه من "الرؤية الفلسفية-التاريخية" للإمور. وقد وجد محمد نسباً ثقافياً له في معاوية نور، الذي هجر غردون الي بيروت، علماً وجراءة. وقال أن معاوية نور، البيروتي، علي خلاف الغردونيين اشتغل بفن التفكير، أو ما سماه محمد ب"عادة التفكير". فقد قرأ الموضوعات في الكتب لا الكتب محضاً حتي أنه لم ير في منشورات طه حسين وهيكل وسلامة موسي "فكرة أساسية".

ولعل أكبر مآخذه علي المثقف الغردوني أنه غير معني بتحليل المجتمع من حيث تراكيبه التاريخية. فحظه من التحليل رزق يوم بيوم في سرد طولي للتاريخ الذي ينسكب علي الصفحات عشوائياً وكأنه لم يتخلق من تراكيب مستترة تملي عليه اكثر حركته ووجهاته. وهذا حديث ليوم آخر

المصدر: سودانيل