زهير السرّاج لمجذوب الخليفة.. إذا لم تستح...!؟

زهير السرّاج لمجذوب الخليفة.. إذا لم تستح...!؟

مناظير

إذا لم تستح..!!

د. زهير السراج
[email protected]

* اتهم الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة ورئيس وفد المؤتمر الوطني لتهدئة الاوضاع في بورتسودان، حسبما نشرت صحيفتنا امس، بقلم مراسلنا ببورتسودان الصحافي النابه محمد عثمان، والذي استطاع بقدرات مهنية رفيعة، ان يضعنا وسط الأحداث.. برغم مئات الأميال الي تفصلنا عنها.. وهو بلا شك عمل صحفي متميز يستحق عليه محمد عثمان التقدير والثناء.

* اتهم الدكتور مجذوب ما أسماها بـ (أياد سياسية خفية) بإشعال أحداث بورتسودان، سعيا وراء السلطة، وقال بأن مصيبة السودان تتمثل في إضاعة الاحزاب للوقت بالجري خلف الكراسي، متناسية قضايا الوطن!!

* ولا شك ان حديث الدكتور الذي اعتزل مهنة الطب في وقت مبكر ليجري وراء السياسة، وكراسي الحكم... ومتنقلا بين المهام السياسية، والوظائف التنفيذية الرفيعة منذ سنوات طويلة تزيد عن العشرين عاما.. قد اضحك كل من قرأه، وأرغمه علي هز الرأس يمنة ويسرة، وترديد القولة الشهيرة "صحيح.. الاختشوا ماتوا"!!

* فالدكتور وزير الزراعة، وأمين الدائرة السياسية بالمؤتمرالوطني، ورئيس وفد الحكومة السابق لمفاوضات ابوجا، الذي لم تتقدم المفاوضات ايام رئاسته خطوة واحدة، بل تراجعت الي الوراء مثلما تراجعت من قبل ولاية الخرطوم أثناء ولايته عليها، وتحولت الي اصطبلات كبيرة تفوق بكثير "اصطبلات أوجياس" التي تحدثت عنها الاسطورة الاغريقية القديمة.. وكان يُضرب بها المثل في الفوضي وتراكم الأوساخ والقاذورات، الى أن أنعم الله عليها بالبطل "هرقل" لينقذها من أدرانها، ومن الذين كانوا السبب فيها!!

* وقد انعم الله علي مفاوضات أبوجا، وعلي أهل دارفور بالقرار الجمهوري بنزع ملف المفاوضات من الدكتور مجذوب، وتكليف النائب الاول به، كما انعم علي وزارة الزراعة، بانشغال الدكتور عنها، واشتغاله بالقضايا السياسية التي ظل يجري وراءها منذ سنوات طويلة، ويحقق الفشل المبين في ايجاد الحلول لها.. ويبدو ان الذين يكلفون الدكتور بهذه القضايا السياسية، يريدون ان يظهروا للناس مقدراته الحقيقية، التي تجعلهم في كل مرة.. يعفونه من التكليف، ويكلفون شخصا آخر غيره، مثلما حدث من قبل في ولاية الخرطوم، ثم في ملف أبوجا، وسيحدث أيضا في وزارة الزراعة، وفي ملف بورتسودان!!

* الدكتور الهمام، لم يجد، لكي يداري أخطاء حكومة الأنقاذ، والبطء الذي تتعمده لمعالجة القضايا.. حتي تتفجر، سوى الأيادي السياسية الخفية، التي لم يفصح عنها، ليوجه إليها اصابع الاتهام.. بأنها وراء أحداث بورتسودان، ثم يزيد بأن الأحزاب التي تجري وراء كراسي السلطة هي سبب مأساة السودان.. وكأن الدكتور وصحبه الميامين، الذين جاءوا الي السلطة بانقلاب عسكري منذ خمسة عشر عاما.. يعطون ظهرهم للسلطة، ولكراسي السلطة، وتجري هي وراءهم منقادة، ولا يجرون وراءها، وكأن أهل بورتسودان، الذين ثاروا علي الظلم والتهميش والمحسوبية والفساد.. لا عقل لهم ولا ضمير. ولا وطنيه، تحركهم أحزاب كل همها الجري وراء السلطة، وكأنهم معيز لاحول لهم ولا قوة!!

* ولا ألوم الدكتور مجذوب الخليفة علي تصريحاته وأقاويله تلك، فهي تؤكد لنا.. وللمرة المليون.. صحة القول العربي (فاقد الشئ لا يعطيه)، واذا لم تستح فاصنع ما شئت

الأخ جني
لك التحية

هذا المجذوب الخليفة كان يتفاخر بأنجازه في جولة من جولات مفاوضات
أبوجا, كان يتفاخر بمقدرته الفذة علي المناورة و التحايل علي الاتفاقيات
المبرمة عندما أبان كيف أنه "مقلب" وفود الحركات المسلحة بدارفور عندما
وافقوا علي القبول بعبارة " حظر الطيران المعادي". و كان منتشيا
و الطائرات تدك قري دارفور, و هو يعلن أن المقصود بكلمة معادي لا تشمل
الطيران السوداني. ما فات هذا العبقري أن طيرانه في تلك اللحظات قد دكت
كل جسور الثقة بين نظامه و ثوار دارفور. و سوف لن تصلح أي توقيعات أو أغلظ
الأقسام بترميم تلك الجسور.
أنه مبتدي تاريخ لأنه حاول تقليد ما ورد في قرار الامم المتحدة رقم 242
لسنة 1967 بعد حرب حزيران عندما وردت فيه كلمة "الأنسحاب من أراضي محتلة" بدلا من
" الانسحاب من الأراضي المحتلة". و فوق كل هذا هو كما قال زهير السراج يتنقل من فشل
الي فشل... و الاختشوا ماتوا.