الرجل الذى أحرق مؤلفاته ... أبو حيان التوحيدى

الرجل الذى أحرق مؤلفاته ... أبو حيان التوحيدى


02-03-2005, 00:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1107387770&rn=0


Post: #1
Title: الرجل الذى أحرق مؤلفاته ... أبو حيان التوحيدى
Author: قرشـــو
Date: 02-03-2005, 00:42 AM


وصفه ياقوت الحموى بأنه: صوفى السمت والهيئة، وكان يتألَّه والناس على ثقةٍ من دينه.. وكان متفنِّناً فى جميع العلوم .. فهو شيخٌ فى الصوفية وفيلسوف الأدباء وأديب الصوفية، ومحقِّق الكلام ومتكلم المحققين.. فردُ الدنيا الذى لانظير له ذكاءً وفطنة وفصاحة ومكنة، كثير التحصيل للعلوم

لا أحد يعرف متى، وأين ، وُلد التوحيدى ! إن الذين كتبوا عن التوحيدى تأرجحوا فى تحديد سنة مولده، ورجَّحوا أن يكون هذا الميلاد ببغداد، أو شيراز، أو نيسابور، أو واسط .. سنة 410 هجرية ، أو 411 هجرية، أو فى حدود ذلك ! وذلك لأنهم استدلوا على مولده، من إشارةٍ وردت فى بعض رسائله. ولعلنى ارجح انه قبل ذلك بمائة عام ..

التوحيدى الذى كان له مؤلفات عدة قام بحرقها عنية وليس خطأ .. ولالقاء المزيد من الضوء على ذلك دعونا نتأمل رسالته التى كتبها للقاضى ابى سهل ..

نص الرسالة على ما أوردها ياقوت فى معجم الأدباء:
حرسك الله أيها الشيخ من سوء ظنى بمودتك وطول جفائك ، وأعاذنى من مكافأتك على ذلك، وأجارنا جميعاً مما يسوِّد عهداً إن رعيناه كنا مستأنسين به، وإن أهملناه كنا مستوحشين من أجله، وأدام الله نعمته عندك، وجعلنى على الحالات كلها فداك .
وقد كان التوحيدى مشتاقاً لعتاب القاضى، منتظراً السؤال عن إحراق الكتب؛ يقول: وافانى كتابك غير محتسب ولا متوقِّع، على ظمأ برَّح بى إليه، وشكرت الله على النعمة به علىّ وسألته المزيد من أمثاله.

والتوحيدى يصف كتبه التى أحرقها بأنها النفيسة ومع ذلك فإن نفاستها تلك، لم تقيها من إقدامه على إحراقها بالنار وغسلها بالماء.. وبعد أن يعدِّد التوحيدى أسباب إقدامه على ذلك يعاود لوم القاضى: ما أردت أن أجيبك عن كتابك لطول جفائك، وشدة التوائك عمن يزل على ما رأيك مجتهداً، وفى محبتك على قربك ونأيك .. ولكنى حرست منك ما أضعته منى، ووفيت لك بما لم تفِ لى به.. وما حدانى على مكاتبتك إلا ما أتمثله من تشوُّقك إلى وتحرُّقك علىّ وهو يرجوه معاودة الوصال بينهما، وكأنه يستدرك على الرسالة بعدما ختمها بالسلام ، فعاد يقول للقاضى: إن سَرَّك، جعلنى الله فداك، أن تواصلنى بخبرك، وتعرفنى مقر خطابى هذا من نفسك فافعل، فإنى لا أدع جوابك إلى أن يقضى الله تلاقياً يسرُّ النفس ويذكِّر حديثنا بالأمس..

يمكن النظر إلى الأسباب التى ساقها أبــو حيان التوحيدى، ليبرِّر فعلته .. وهى ما يمكن حصره فى الآتى:

أولاً : الاحتجاج بأن {كُلُّ شَئٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَه} و {كُلُّ مَنْ عَلَيْهاَ فَانٍ} فلا ثبات لشئ من الدنيا وإن كان شريف الجوهر كريم العنصر ..
ثانيـاً : الزعم بأنه ما انبرى لذلك ولا اجترأ عليه حتى استخار الله عزَّ وجلَّ فيه ، أياماً وليالى، وحتى أوحى إليه فى المنام بما بعث العزم ..
ثالثاً : تقرير أن العلم يراد به العمل، وأنه يعوذ بالله من علمٍ عاد كلاً وأورث ذلاً وصار فى رقبة صاحبه غلاً..
رابعاً: القول بأنه جمع هذه الكتب لطلب المثالة والرياسة والجاه فحُرم ذلك كله، فكره أن تظل الكتب حجة عليه لا له ..
خامساً: أنه فقد الولد والصديق والصاحب والتابع والرئيس، فلم يشأ أن يترك كتبه لقوم يتلاعبون بها ويدنِّسون عرضه إذا نظروا فيها، فقد جاور الناس فما صحَّ له من أحدهم وداد ..
سادساً : أنه فقد الأمل فى حياة لذيذة والرجاء فى حال جديدة ..
سابعاً : أنه اقتدى ببعض الأئمة الذين تخلصوا من كتبهم بأيديهم ..
ثامناً : أن جامع الكتب كجامع الفضة والذهب والمنهوم بها كالحريص الجشع عليها ، هيهات، الرحيل قريب.

تلك هى (الدواعى) التى عدَّدها التوحيدى، نقلناها على الترتيب وبنفس تعبيراته ..

والحديث عن التوحيدى ذو شجون ولا شك ولعل المقام هنا لا يناسب التطويل ..

لكم تحياتى


Post: #2
Title: Re: الرجل الذى أحرق مؤلفاته ... أبو حيان التوحيدى
Author: abuguta
Date: 02-03-2005, 00:59 AM
Parent: #1

الاخ خالد المحترم
عليك السلام
وانت تنشر ذكرى رجل عطر التاريخ الاسلامى بذكراه
وخطى لنا علما بيمناه...
صح قولك فى ذلك..بان المكتبة الاسلامية تخلو من سفر لهذا الرجل العلم
وكل ما هو موجود عنه منقول متواتر من تلامذته الصغار ومن عاشره من الائمة الاعلام
وغريب ان يقدم الرجل على حرق كتب وفكرة كانت يؤمن بها... الا ان تكون هنالك فلسفة
مخفيفة عن عقولنا ..انا اذكر ان كتب ابى حنيفة رميت فى نهر دجلة وعبر بها التتر النهر
لك مزتى
مشتاقون حتى العظم
وين ياخوى هشام شيخ الدين
قول ليه اظهر

Post: #3
Title: Re: الرجل الذى أحرق مؤلفاته ... أبو حيان التوحيدى
Author: قرشـــو
Date: 02-03-2005, 02:20 AM
Parent: #1

الأخ الحبيب ابوقوته

لك التحايا والود

حقا سيدى التساؤل قديم وباق حتى يومنا هذا
فكم من أفكار عشعشت فى عقولنا وحاولنا صبها فى قوالب ونشرها وايجاد المناخ الملائم لها ثم يأتينا يوم نتنكر لها ونحاول ازالتها من عقولنا وعقول كل من وصلت اليه ..

هل الخوف من العقل نفسه وشطحاته ام من المجتمع الذى قد ينكر عمل العقل ..

شكرا لاثرائك الموضوع الهام والذى اهمل تماما من قبل الباحثين والمثقفين عامة ..

لك ودى