بورتسودان مدينه فى الخاطر(ربنا ينجيها من المخاطر)

بورتسودان مدينه فى الخاطر(ربنا ينجيها من المخاطر)


01-30-2005, 01:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1107043881&rn=0


Post: #1
Title: بورتسودان مدينه فى الخاطر(ربنا ينجيها من المخاطر)
Author: سامى عبد الوهاب مكى
Date: 01-30-2005, 01:11 AM

مدينه كانت من انظف مدن السودان تبهرك كل معالمها من تماثيل تزين شوارعها الرئسيه ومن منتجعات سياحيه كنا نذهب لها ونحن صغاراً فنحس باننا خارج حدود الوطن(عروس/حلوت/الرقبه/الكيلو/سواكن والكثير) ورحله سنقنيب مع طوق البحريه المميزه..

اول زياره لى كانت فى السبعينيات وانا طفل لم ابلغ العاشره(لزيارتى جدى تاج السر الصديق) ومنذ ذاك الحين تعلق قلبى بها فانا مهوس بالنظام والنظافه وبورتسودان كانت نظيفه بكل ماتحمل الكلمه من معانى.
شباب بورتسودان مختلفون عن بقيه شباب المدن...فى ذلك الوقت كان من المستحيل ان ترى منهم من لايبحث عن عمل فى فتره الاجازه منهم من يقصد الميناء ليزاحم عمال الكله ومنهم من يعمل كعداد ايضاً فى الميناء المهم انهم لايركنوا للبطاله (كبقيه شباب المدن)..انا عن نفسى سجلت فى دفاترى مبلغ خمسه وسبعون جنيه وهى اول اجر اكسبه وكان فى بورتسودان.

فى امسياتها كنا نذهب للتجليب(صيد السمك) بجوار حوض صيانه السفن المجاور لمبانى الكهرباء(هى مجموعه مبانى صغيره كان ساكنيها هم مهندسين وعمال فى كهرباء بورتسودان)
قد يتخيل البعض اننا نجلس على الشاطى ونجلب(نصطاد) لا فالمساله اعقد كانت تبداء العمليه بمغافله (محمد جِمع) غفير الابحاث ونسطو على (هُورى) وهو زورق ضيق صغير يستعمل كقارب نجاه لسفن الصيد ونحمله بالماء البارد والسعوط وسمك الساردين الذى كنا نستعمل كطُعم. ونمخر به عباب مياه حوض الصيانه المتسخه متخيلين اننا (القبطان كوستو ورفاقه) فى عالم البحار..
الحقيقه اننا كنا نعود محملين بصيد ليس بالقليل من انواع تافهه واخرى راقيه تعلق بصناراتنا عن طريق الصدفه(السيجان والقشرى) وانواع لا اعرف مسمياتها الى يومنا هذا..كل افراد الطاقم وفقهم الله و شتتهم فى دروب الحياة...اغرب مافى الموضوع ان الوحيد الذى كان لايجيد السباحه اصبح مهندساً بحاراً.

وكان من ضمن برامج الصيد زياره سفن مهجوره نصف غارقه فى وسط مياه الحوض مليئه بالحمام فنلتقط من فروخه الكثير(مظلمه مخيفه لايمكن لعاقل ان يفكر فى دخولها) ولكن اندفاع الطفوله كان يمدنا بالشجاعه.

البرنامج البديل كان هو العشاء فى نواديها الكثيره فى ذلك الوقت الاطارات التنس او غيرهم واهم مافى الموضوع التحليه بالمخبازه الدسمه التى اصبحت من وجباتى الرئسيه او الهريسه وهى قمح وسمن وسكر.

زرتها اخيراً فى مهمه عمل سانى ماوصل اليه حال بورتسودان من قزاره

سمعت فى الاخبار يوم امس ماطرا من احداث فشعرت بحزن عميق.

اتمنى من الله ان تكون سحابه عابره.