رسالة إليه

رسالة إليه


01-16-2005, 02:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1105881942&rn=12


Post: #1
Title: رسالة إليه
Author: مريم بنت الحسين
Date: 01-16-2005, 02:25 PM
Parent: #0

كيف لك أن تتلبس حنايا الروح والجسد.. وتخترق الشرايين... كيف لك أن تطرد الدم الذي يسيل .. كيف تعاند الجاذبيه الأرضية.. وتحلّق في فضاءات الروح... كيف لك أن تزيد بين كل دقّة ودقّة... دقّة... فتتصاعد أنفاسي لأتنشق الهواء.. هذا الهواء! اهو نفس الهواء؟ أم هو شيء آخر... ألم يكن كريهاً نتناً منذ أيام؟ ألم يكن بائساً مؤلماً ؟ ألم يسجنّي في دنياي الواسعه؟ بلى هو...



ولدت وانا احلم بك... ولم أكن ابحث عنك.. كنت أبحث عن ذاتي ... ووجدت بعضاً منها قد استقر عندك... لم أعلم بأني ناقصه كل هذا النقص إلا حين وجدتك.. لم أعلم أن الحروف والكلام، هُراء.. وأن الصمت هو أجمل تعبير يمكن أن يكون...



وجدتك بعد حين.. لم تكن تمتطي جوادك.. ولم تحمل سيفاً حاداً... يفلق خصل الشعر ... كنت هادئاً.. رغم ثورتك.. صابراً رغم طيشك... بعيداً رغم قربك... وسيماً رغم رجولتك.. شجاعاً رغم حدودك.. كنت واقفاً رغم جرحك... ساجداً راكعاً رغم معصيتك... ضاحكاً رغم حزنك.. وكنت أنا أنظر عبرك إلى ما هو وراءك...



وجدتني في تلك الغابة القاتمة السواد .. في نهار أبلج.. ذو شمس حارقه... وجدتني وراء شجرة سنديان ضخمة.. عاشت من العمر عتيّاً... كنت أحفر فيها حروفي وحروفهم... أحضرت لي المداد والقلم لأسطّر المزيد... ووقفت تتفرّج... لم يعجبك خطّي.. ورحت تُعلمني فن الكتابة... تعلمت أن أكتب لهم ببراعه، وكنت تكتب لي في طرف ورقة.. في جيبك الخفي، داخل جاكيته مقلّمه بجانب قلبك....



الصحراء احتضنتني أيضاً.. كنت أعاندها وحدي.. رأسي الحجري الذي لا يفلقه الحجر يظل يعاند كل شيء.. حتى نفسه... كنت أراك سراباً حين يفتك بي العطش... فتنجدني برشفة ماء.. أستعيد بها قوتي ونشاطي وسعادتي.... وتحجّر رأسي... وأعاند الصحراء مرّة أخرى وحدي...



على شاطيء البحر وقفت كثيراً.. لطالما أسرني البحر ... وتراقص موجه أمامي مستفزاً .. ضربته كثيراً بالأحجار حولي... كنت أمنعه من الرقص.. متسلطه جبّاره... مدلله.. وأظن أني سأروّض البحر... في مرّه .. تحديته.. ووقفت أرمقه بنظرات مستفزه... واتخذت وضعية الاستعداد لأقاتله... هم أن يبتلعني.. اقترب منّي...فأتيت أنت كما عودتني.. شراع نجاة في كل الأمكنه والأزمنه...



كنت تطل من بين أوراق الشجر... ورمال الصحراء.. وقطرات ماء تناثرت بعد موج عاتي... كنت تُطل كأب يتفقد ابنته ليلاً قبل النوم.. يتأكد أنها تغطت... ويضع دميتها بجانبها.. ويطبع قبلة على جبينها... ويحدق في وجهها النائم بهدوء... يتراجع ويقفل الباب.. وهو يعاند شق الباب الذي يصغر... علّه يظفر بباقي الوجه الطفولي.. لأنه يعرف أن عليه أن يُغلق الباب ويخرج... وفي الصباح تستيقظ الطفلة لتسير في الصحراء عناداً.. وفي الغابة تيهاً.. وفي المحيط غرقاً...



كيف لك أن تكون كاملاً هكذا مع أنك انسان؟ كيف لك أن يكون جمالك جمالاً.. وقُبحك جمالاً...! كيف يكون السيء عندك رائعاً... والمُنفّر عندك جاذباً.. والبؤس عندك أمل.. والشقاء عندك جنّة.. والفقر لديك غِنى... من أنت؟ من أين أتيت؟ هل يوجد مِثلك آخرون؟ هل تدلني على مدينتكم الفاضلة؟ هل تأخذني معك إليها؟ كانت أسئلتي الحيرى دوماً... وكنت مشغولة بحربي "الدونكيشوتيه" مع الغابة والصحراء والبحر........






سأعود

بنت الحسين

Post: #2
Title: Re: رسالة إليه
Author: ايهاب
Date: 01-17-2005, 02:40 AM
Parent: #1

الليله الحله موضوعا بايظ غايتو
اديك رقم ناس البيتزا؟ حا تحتاجيهو اكيد

loOOOOOOOOOOOOoOoOoOOoOoOOooOoolz


بوح جميل وشفيف يا مريم
في انتظار العوده

Post: #3
Title: Re: رسالة إليه
Author: Ali Alhalawi
Date: 01-17-2005, 08:04 AM
Parent: #2



يا ربى .. مريم دى لاقتنى وين

أمشى و أجى أشوف الحاصل .. الليت بيرميت بتاعنا جا

Post: #4
Title: Re: افئ اليها
Author: shak
Date: 01-17-2005, 02:29 PM
Parent: #3

حينما باعدت الامواج بينى وبين شط الوطن .. اخترت الاحتماء بالوطن الثانى .. الغربة .. اذن لا معنى للاوطان اذن ... احتراماتى ... واليابسة الى صحرت ظهر قلبى واقنيتى لم ترد الروح الى لانها سلبتها بالاساس .. نعم لقد اختفت الوليفة الحبيبة المتيقنة والممتدة فى براح قلبى وسويداء فؤادى واظلمتنى ثم ظلمتنى وحررتتنى ولم تعتقنى من مواقيت عشقها وانكفاءاتى عليها .. مشرد فى نواحيها موزع ما بين تمسكى بها وتبعثرى عندها ... الفضاء .. لندن دعنا نبكى الاحبة من الاسكلة الى الجبلين الى الرجاف .. الفضاء الخرطوم ربما الكوة او تندلتى ... ام روابة او الجنينة .. وربما توريت ... او سنكات ... انا مسكون بوطن اصنعه .. وبامراة اتهجاها .. وبريق لم يبتل بزمزم النيل .. وتهرب .. حلمى فى انتظارها .. وواقعى فى احتياجها .... ومن رقراق خفيف افئ اليه ... لا اجدها .. مظنتى اجدها .. وتنسرب من الضوء الى العتمة متلبسة صمتها وتيهها .. ملغزة ومنفلتة ..... واهدائى هذا الطائر الجوال الى صديقى ود عابدين .. الذى اعتقد اننا نتشابه ولا نلتقى ونتشابه ونلتقى
شاك

Post: #5
Title: Re: افئ اليها
Author: wadabdean
Date: 01-17-2005, 02:42 PM
Parent: #4

الوجد يجلب الوجد .. ربما يقرب السكك والمسافات العصية .. ويخلق انتماء لنا لا علينا .. فيا ايها الولد المفردة شاك .. الطالع من بوح الريح والخراج من قصبة الغنائية والممتدة فى الافريز الاول للسرد البكاء والغناء والناقل لكل بوح القلب وتسييج المكان بعبق الكلام الوريف .. دعنى انتمى اليك رغم كهولتى المبكرة ربما المتصابية واسير معك فى هذا الشريط الكويل من النديهة العاطفية والتبعثر الرجاج .. لقد ايظت يا شاك كوامن كثر خلت انها سافرت مع الزمن الفلانى .. ولكن احساسنا بالجمال قربته الينا فى سكة صعبة وعمر يميل الان الى الهدوء اكثر بطاقة تامل اكبر .. انا لا اشفق عليك من الاخرين .. ولكنى اخاف عليك منك يا مجنون .. فكيف نحمى نفسا من عشقها .. وولعها من حبيبة هى حلم ووهم جميل قد لا تلتقيها ومن هنا تتمظهر بكائيات ونحاس شاك الجواب ... نعم اعرفك ولا اعرفك .. نعم نلتقى ولا نلتقى .. نعم .. تظل شاك صديقى الذى اقراه كثيرا ولا يكتب لى بتاتا.. لقد جرجرتك بت الحسين بكتابتها الراعفة الى حقل من الالغام .. اركز يا ولد وجر النم .. والمحبة الفى الضمير
عثمان عابدين

Post: #6
Title: Re: رسالة إليه
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-17-2005, 09:51 PM
Parent: #1

إبنة الأخ بنت الحسين،

أكاد أقول بأنني قد عرفته، هذا الذي ترسلين رسالة إليه.. ولكنني لن أقول.. بل سأردد أبيات إيليا أبو ماضي التي قفزت إلى ذهني دون استئذان ورما أعود بالمزيد منها:

جئت لااعلم من اين ولكنى اتيت
ولقد ابصرت قدامى طريقا فمشيت
وسابقى سائرا ان شئت هذا ام ابيت
كيف جئت كيف ابصرت طريقى
لست ادرى
اجديد ام قديم انا فى هذا الوجود
هل انا حر طليق ام اسير فى قيود
هل انا قائد نفسى فى حياتى ام مقود
اتمنى اننى ادرى ولكن
لست ادرى
وطريقى ماطريقى اطويل ام قصير
هل انا اصعد ام اهبط فيه واغور
اانا السائر فى الدرب ام الدرب يسير
ام كلانا واقف والد هريجرى
لست ادرى.
وبمناسبة البحر تذكرت أيضا الأبيات لإيليا أبو ماضي من نفس القصيدة.. وهو شاعر كنا كشباب نعشق قصائده ونحفظها ونحبها:
قد سألت البحر يوما
هل أنا يا بحر منك
أصحيح ما رواه البعض عني وعنك
ضحكت أمواجه مني وقالت
لست أدري

طبعا الأستاذ محمود يقول بأن الإنسان من الله صدر وإلى الله يعود.. وقد تذكرت قصيدة عمك الأخ عوض "أنا الوطن القديم وأنت داري"..

سلامي لعلوية وأحمد والجميع خاصة دالي وسمية وفاطمة وآمنة..

ياسر

Post: #7
Title: Re: رسالة إليه
Author: مريم بنت الحسين
Date: 01-25-2005, 10:28 AM
Parent: #1

سوبرمان الذي لا يطير ولا يطوي الحديد.. الرجل العنكبوت الذي لا يتأرجح في المباني الشاهقه.. قيس ليلى، كامل العقل .. شخص واحد وتحمل صفات الأنبياء.. إنسان مليء بالكثير في آن...


لم أكن أستعد للقاءك ذلك اليوم.. لم أشحذ كامل همتي لأكون معك في ذلك اليوم.. وقفت وقفة المبارز كما اعتدت حين يطرق غريب باب وحدتي... شحذت سيفي.. وانطلقت.. وجدتك هناك.. صامتاً .. بلا حراك أمام ضربات سيفي المُعارض..


إياك أن تكون أنت أنت!؟ إياك ان تتكرر.. أصلاً أنا أعلم أن مثلك لا يتكرر.. ان من يشبهك لم يُخلق بعد.. وأنه ان كان سيشبهك فلابد أن يكون أنت... أنت بصمة لا يمكن أن تكرر.. وحدقة عين لم يُخلق مثلها اثنتين... حتى وإن أخذو منك نطفه واستنسخوها!


استبقت وجودك داخلي بوجودات أخرى.. وموجودين أُخر... لكنهم جميعاً سراب... علمتني ما معنى أن أشعر .. ومن ثَم أحيا... علمتني أن القلب هو الدين... أن الحب هو الدين... أن أحب كل شيء فيك وحولك... انتشيت حتى الثماله بكل كأس حياة منحتنيها... وغيبت وعيي الذي لا يغيب...


انطلقت في الحياة مناضله بقوة الأسد.. أنكرت اني انا.. ورُحت بعيداً أمتطي حصان من كبرياء كبير... وثقة عاليه... ونفس لا تكسرها الأسباب ولا الدمع... تنكرت لنفسي .. لداخلي.. سَرّني أنك وقفت حينها تنظر إليّ بعطف.. وتنتظر ان اعود إلى بعض عقلي... ........رغم أني لم أعد سريعاً.. لكن المهم أني عٌدت...


ليتني كنت أعلم ان الأقدار تُخَط في كل لحظة ألف مرّه.. ليتني كنت أعرف أن الله قدّر .. ويشاء .. ويفعل... لكني لم أتعلّم فن التسليم إلا متأخراً... رغم أنه تسليم ناقص.. واستسلام لما قد كان، وليس استسلام لما سيكون... لكنه على الاقل اخفاض لراية الحرب.. وتنازل عن كبرياء نفس غبيه...


انتقلت بي من مرافيء طفله، تدّعي انها امرأة... إلى امرأة، تدّعي الطفوله... طفوله بحث واستقصاء لأغوارك العميقة... وبحث مستميت عن من تكون.. ومن أين لك أن تكون بمثل هذا التكوين! وبهذا الكمال...


أنت أندر من الندره... ولو أن ندرتك غير موجوده أساساً.. لكنها تُسمى ندره حفظاً لماء الوجه إن وُجدت.. وانا أعلم انها لا توجد... انت شيء نادر.. لا... شيء هذه لا تصفك.. انسان؟ لا .. الإنسان بعض من الإنس... وبعض من الملائكة... ملاك؟ لا.. الملاك كائن من النور لا يُرى... لكنك نور يسطع ويراه الناس...


أنت مثل فراشة مبصره... لاتقع في الضوء الذي يحرقها، بل تتأمله .. وتنشره... مثل نهر يجري عكس تياره... تمنع نفسك عما تريده... ولا ترض الوصول السهل... تذكرني بالسلمون! ما الذي يجعلك تسبح عكس الموج بكل تلك القوة لتصل إلى منبعك!؟


سأعود

بنت الحسين

Post: #8
Title: Re: رسالة إليه
Author: Mohammed Elhaj
Date: 01-25-2005, 10:39 AM
Parent: #7

لسة !

أكاد اري الان هالة من الضوء تنثر رياحينا تجللك ...
تضيئين ...

انعمت
فزيدي

Post: #9
Title: Re: رسالة إليه
Author: omer almahi
Date: 01-25-2005, 12:52 PM
Parent: #8

مريومة كل سنة أنت وكل أحبابك وكل البحبوك بألف خير وخير

Post: #10
Title: Re: رسالة إليه
Author: waleed500
Date: 01-25-2005, 01:40 PM
Parent: #9

مريم
لو كانت الارض مربعه لاختبأت في احدي زواياها..ولكن بما انها كرويه، كان لا بد من مواجهة هذا الحب بالمزيد من القصائد و..الصدق.
امطرى يا مريم امطرى

Post: #11
Title: Re: رسالة إليه
Author: مريم بنت الحسين
Date: 01-26-2005, 00:18 AM
Parent: #1

إيهاب...

علي الحلاوي...

شاك...

ود عابدين...

عمو د.ياسر...

محمد الحاج...

عمو الماحي...

وليد...


أشكركم على كل كلمة كتبتموها... سأعود بالتعليق على كل شيء... فقط أحتاج أن اكمل ما بدأته... اعذروني...

بنت الحسين

Post: #12
Title: Re: رسالة إليه
Author: نادر
Date: 01-26-2005, 02:01 PM
Parent: #1

مريم بنت الحسين
أشهد أني مسني طرب مما تكتبين
واصلي فينا هذا التداعي الجميل

Post: #13
Title: Re: رسالة إليه
Author: خضر عطا المنان
Date: 01-26-2005, 02:29 PM


بت الحسين يا فراشة من ألق :
انا راجيك لامن تكملي !!!!.

تحياتي .

خضرعطاالمنان

Post: #14
Title: Re: رسالة إليه
Author: مريم بنت الحسين
Date: 01-27-2005, 02:54 PM
Parent: #1

نادر...

استاذ خضر...

انتظروني سأعود... نتعلم الكثير من الجراح.. لكنها تورثنا السعادة فيما بعد


بنت الحسين