دعوة لنسيان مصطفى سيدأحمد

ألف بنفسجة تنبت فوق قبرك يا صديقي الذي لم ألتقيه. أكتب في آخر الليل الذي يصادف ذكرى رحيلك المر. تعرف يا مصطفى.. الآن ونحن نحتفل بشكل بدائي وسطحي بالسلام، ويجهد بعض في تصويره كادماج فحسب لبعض الرقصات في الجنوب في "ثقافتنا" التي اصطلح على أنها "جمعية"، تنقر أغنياتك على نوافذي وتحفر دمعها على الزجاج المبلل في هذا الشتاء الدافيء.
أكتب، وقد شهدت القاهرة هذه الليلة دفن آخر أمانينا. ها قد ابتلعنا يا مصطفى كل أمانينا ولم يبق لنا سوى تجرع الليل البارد والأغنيات. هل من مغن هنا!!
ها نحن نخطو يا مصطفى –دون طائل- في اتجاه زمن رمادي آخر يجلل جبيننا بالعجز والفاقة الثقافية والفكرية. عراة نحن يا صديقي من مبادئنا وأحلامنا. نجثو على الأرض من تعبنا، ونسفه أحلامنا حلما حلما.
لم يبق حلم يا مصطفى، كل الأحلام –حتى الأحلام- تساقطت كأوراق الشتاء. ولم يبق غير أن نجهد في حفر قبورنا، لأنهم لن يوارونا الثرى، سيتركوا جثثنا في العراء، كما نحن الآن في العراء.
"وطني ولا ملي بطني".. لا يا مصطفى، هل تصدق، ما من أحد يؤمن بهذا. الأجدر أن نقول "ملي بطني ولا وطني". ولا زالوا يا مصطفى يتعاركون للاشيء. فاقدو الأهداف جميعا هنا قرب مضجعي يوجعون رأسي بهتافهم وضجيجهم وحماقاتهم التي لا تنتهي. لم ننجز شيئا –وحياتك- ، فقط مزيد من التهريج. لا بل صدقنا كل التهريج الذي مارسناه ثم انكشفت السوءات كلها على حين غرة!!
كم كنت متفائلا يا صديقي، وكم نحن نخذل حتى أنفسنا. لم نقو على صنع شيء، ومدينتنا لا زالت في بلاهتها ذاتها، بل ازدادت سوءا هذا العام وهي تفرز تسطيحا كامل الدسم.
خابت آمالنا، وخيبنا نحن آمال الوطن الجريح. هربنا إلى جحور الأرض كلها، وهربنا حتى من تشييعك إلى مثواك الأخير مخافة أن يؤدي بنا ذلك إلى عهد "ما". خشينا أن نتحمل مسؤوليتك من بعدك، لأنها أكبر من قاماتنا القصيرة وأحلامنا التافهة. وكم كنت يا صديقي ضاجا بالحياة ونحن من حولك أموات. كم كنت تنشد الحياة وتطرق على أبوابها بقوة، ونحن نهرب من وجهها ونمارس خديعة الذات تحت دعاوى فارغة ومبررات واهية.
هل قمنا بربع دورك؟
كيف مثلت لوحدك "أمة" قائمة بذاتها تحرضنا أن نكون "أمة" وعجزت "أمة" أن تكون "أنت"؟
كيف غضضنا الطرف عن المرابين -قتلتك- ونامت جيشونا في خيامهم وصافحناهم فردا فردا، وصفقنا لخديعتنا؟!
سننساك يا مصطفى حتما لأننا أمة لا تحتمل أن تستذكر من هم على شاكلتك.
لأنك ببساطة يا مصطفى إن بقيت في ذاكرتنا، فسنشعر بالوضاعة والتفاهة.
ولكي نستمر في حياتنا/الميتة، لابد أن نتجاوزك، ونتجاوز وصاياك كلها، نحن لا نقدر عليها يا صديقي. نحن أمة يا صديقي تستحق أفضل من هذا، لكنها لا تسعى لهذا الأفضل.
نم يا صديقي فالأغنيات ذاتها أضحت الآن ملغومة. من يغامر بالغناء في زمن الهزيمة؟
ومن يجرؤ على ممارسة الفرح في أيام الحزن؟
لم يعد "شفع العرب الفتارى" و"شفع الجنوب" وحدهم برسم البيع والمزادات السياسية، فأطفال دارفور وكردفان وأطفال "السودان كله" أضحوا الآن أكثر عرضة لخطرنا نحن. هل تصدق ذلك؟
الآن فقط، نعزي أنفسنا في رحيلك، إذ يبدو أنه كان رحيلا لنا جميعا وكم كنا مخطئين بعدم دفن أنفسنا.

ويا ريتنا لو نقدر..!

الاخ خالد عويس

القليل من التفاؤل والكتير الكتير من الجد والعمل لكي يموت شبح التخاذل
الكامن فينا
لا تيأس ...... فحدثي يخبرنى بان الغد سيشهد الحلم واقعا
فقط لنسلك الطريق..لنبدأ من جديد

الحبيب خالد ..

عمرها - في تاريخ شعبنا الطيب - ما كانت الأحزاب
معبراً لأحلامنا , ولا كانت جدارا يصد عنا ألامنا ..

كان الساسة - بالتحديد - أول المتخاذلين والناجين
من الغرق ..

إلا ما ندر : الإمام الهادي . عبد الخالق . الشريف حسين .
والمحمود, محمود محمد طه .. وثلة من الآخرين ..
طيب اللله مقامهم وقدس ضريحهم ..

فيما عدى ذلك من أمر , فقد كان النحت والإحتمال يقومان على
همة المبدعين والمثقفين الإنسانيين من أبناء الناس .

وحدهم كابدوا ..
و وحدهم سكبوا على الذاكرة ذلك العطر الحر الملحاح .

الدرب امامنا ..
وهو لنا ..

نسير عليه دون خارطه ترسمها التوقيعات العادية ..

إحتملنا الكثير ..
وإحتمالنا مستمر ..

فالحياة حياتنا ...
وهذه البلاد .. لنا .

...
طلال



___________________________
وجه مصطفى : " أبو السيد " .
إحساس : عاطف أنيس .

up

فلا والله ..
لا انساك حتى ..
افارق مهجتي ..
ويشق رمسي ..
فالتبقى في وجداننا حياً
ما حـــــيينا ..
في ذكرى الفنان الانسان الراحل المقيم - مصطفي سيد احمد

تحياتي .. خالد عويس

العزيز خالد
سعيد جدا وانا اسمع كلماتك
اتذكر فى اخر مهاتفة بيننا ...كنت اردد نفس الكلام ولكنك فى ذلك الوقت كنت ترى الاشياء بمنظار بنفسجى ...الان فقط زالت ضبابية الالوان لترى اللوحة بائسة كبوؤس ساستنا ومنظوماتنا الهلامية
يا عزيزى لا نحتاج ان ننسى مصطفى فمصطفى جاء الى بلادنا مثله مثل الصدف الجميلة التى تعترض مسيرتنا فى لحظة ما وكان الاجدر بالصدفة ان تحل فى مكان اخر حتى ولو حرمنا منها
نحب مصطفى ولكننا لسنا جديرون به
فمبارك البلال صار يحتفى بمصطفى وانصاف الصحفيين والمبدعيين يحتفلون بمصطفى ولا يعرفون عن مصطفى اكثر من بوستر قادر على زيادة نسب التوزيع
لا نحتاج لان ننسى مصطفى ولا نحتاج لان ننسى غيره ...فما اعتمل فى ذاكرتنا صار كالصديد الذى لا فكاك منه
لا نحتاج لان نحزن ...نحتاج لان نبدا من جديد
اتذكر عندما حدثتك عن الرحيل ....ولا اقصد الرحيل المادى وفقط ولكنه رحيل متعدد الابعاد
لقد رحلت وصارت كل تلك التفاصيل جزءا من ماضى
رحلت بجسدى وبروحى فالوطن ليست تلك الجغرافيا التى تكتب على شهادات ميلادنا
الوطن شى اكبر من ذلك بكثير
بحثت عن وطن ووجدته وصار بلسما لكل التفاصيل المؤلمة
غادر محطات الاحباط او ابحث عن وطن
فمثلك لا يستحق الوقوف على اطلال الاوطان او جيف الرفاق
مثلك يستحق ان يحمل معوله ويبدا البناء

Quote: نم يا صديقي فالأغنيات ذاتها أضحت الآن ملغومة. من يغامر بالغناء في زمن الهزيمة؟

الأخ والأديب الرائع : خالد عويس

تحياتي لك
وهذه دعوه خاصه مقدمه لك ولللأسره الكريمه لحضور الذرى التاسعه للراحل المقيم : مصطفى سيد أحمد
التى ستقيمها قريبآ اسره نادوس الثقافيه
وسوف اتصل بك أخبارك بالزمان والمكان
مع محبتي
مهدي الأمين