هل اتفاق السلام حصان طروادة للحركة الشعبية

هل اتفاق السلام حصان طروادة للحركة الشعبية


01-16-2005, 01:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1105836520&rn=1


Post: #1
Title: هل اتفاق السلام حصان طروادة للحركة الشعبية
Author: محمد الواثق
Date: 01-16-2005, 01:48 AM
Parent: #0

على غرار تصريحات على عثمان
هل اتفاق السلام يمكن أن يكون حصان طروادة للحركة الشعبية لإحداث إنقلاب في السودان ؟

قد يستغرب البعض من هذا الطرح لكثير من الإعتبارات لعل أهمها على الإطلاق التوقيت الذي قد يجده الكثيرون غير مناسب .
لكن ما سأسوقه مجرد طرح تحليلي أتمنى أن لا يكون في محله لمصلحة وجود السودان كدولة أولاً وآخرا ! ؟ .

في البدء استصحب الحقائق التالية :

• شكل اتفاق السلام وكما أعلن عنه حتى الآن ثنائي ومفروض في ذات الوقت وذلك باعتراف طرفاه ووسيطه الإفريقي ، وهذا الاتفاق ما كان ليحصل لولا تدخل ( العناية الإلهية ) على حد تعبير لازراس سومبويا .
• يلتقي الطرفان عند النقطة النقيض والأسوأ في احتمال مآلات الأحداث وهي انفصال جنوب السودان ، فأكثر مل قد يخسره النظام في الخرطوم هو انفصال الجنوب وأكثر ما تكسبه الحركة الشعبية هو انفصال الجنوب ( ولكل أهدافه الإستراتيجية في هذا الأمر ) .

هذه الحقائق التي تؤكد فرضية أن هذا الاتفاق يحمل التناقض في داخله ، الأمر الذي يقوي من احتمال تغويضه وانتاج الأزمة بشكل أكبر في ظل تواجد كثرة من اللاعبين في الملعب السياسي السوداني ( هواة ، ومحترفين ) .
كل حركات التحرر ( التمرد ) في القارة الإفريقية تقود قتالاً من أجل السيطرة على مركز الدولة السياسي والاقتصادي ( بطرائق تختلف وطبيعة الدولة نفسها ) من اجل احدث التغيير الذي تنشده . وليس من المستغرب أو المستبعد أن تكون تلك استراتيجية الحركة الشعبية ، فاتفاق السلام من الممكن ان يمثل خطوة تكتيكية ( قد لا يستوعبها البعض ) تختصر عشرات السنين من القتال والزحف للسيطرة على المركز السياسي والاقتصادي للسودان ، والحركة الشعبية لديها منتسبيها من الجنوبين والشماليين ( والمشجعين – كرهاً في الوضع لا حباً في الحركة ) ، واتفاق السلام والمشاركة في الحكم يسهل من عملية الاتصال والتنسيق ، والمرء قد لا يتصور أو يلاحظ وجود أولئك المنتسبين ولكن عند ساعة الصفر تبرز وتظهر تلك العناصر ، والتي هي بطبيعة تكوينها النفسي مقاتلة ومتدربة على حرب العصابات وبالتالي تكون أقدر من غيرها على خوض معارك صغيرة في أكثر من محور .
هذا بالإضافة إلى عدم وجود قوة نظامية مقتدرة ذات كفاية ، فالإنقاذ على مدار سنوات حكمها أضعفت من القوات النظامية لصالح المليشيات الشعبية مستخدمة في ذلك الشحن المعنوي النفسي أكثر من الإعداد الفني الكيفي ، وفي ظل الإنشقاقات التي حدثت في النظام والتحول الذي حدث في خطابها الجهادي لن تقدر تلك الحكومة في توظيف تلك المليشيات لحسم المعارك لصالحها .
عليه فإذا لم يسعى الجميع لإيجاد بيئة للسلام تضمن استدامته ، فإن مثل هذه السيناريوهات سيأخذ طريقه الى المسرح السياسي السودان ( إن ظل هناك سودان )