عيد الثقافة بالخرطوم ... د. حمد النيل محمد الحسن

عيد الثقافة بالخرطوم
د. حمد النيل محمد الحسن
(بمناسبة اختيار الخرطوم عاصمة للثقافة العربية)

قد حانَ عيدُكِ يا(خرطومُ) فابتهجي

عيـدُ الثقافــةِ ما أبهاهُ من عيدِ

أيُّ القـلائدِ يا سمـراءُ قد برقَتْ

تزينُ جيدَكِ ما أحـلاهُ مِنْ جِيْدِ ؟!

يا درَّةَ النيـلِ لو تبديــن عاطلةً

لفَاقَ حسنُكِ حُسْنَ الخُـرَّدِ الغِيْـدِ

أنتِ الإمـامُ لكلَّ المبدعينَ غَـدَوا

في كـلِّ فنٍّ بدا أوْ كلِّ تجديـدِ

كمْ مُبدعٍ فيكِ كمْ مِنْ شاعرٍ عَلََمٍ

توارثَ المجدَ عن أجدادهِ الصِّيْــدِ

قَدْ صاغَ حبَّـكَ ألحـاناً يُرتِّـلُها

فردَّدَ اللحــنَ فيكِ كلُّ غِرِّيـدِ

أنتِ الثقافةُ يا (خرطومُ) منبتُـها

ظفِرتِ منها بسبقٍ فيكِ مشـهودِ

وقد حبـاكِ إلهُ العـرشِ غايتَـها

كمـا حبـاكِ جمالاً غيرَ محـدودِ

وقد حباكِ خِصَالاً كلها شـرفٌ

فالعــزُّ منها ومنها غايةُ الجـودِ

إنَّ السعيـدَ وربَّي مَنْ يُلازمُكـم

ومَنْ تباعـدَ عنكمْ غيرُ مسـعودِ

فكلُّ يومٍ مَضَـى في بعدكم أسَفٌ

أعُـدُّهُ من حياتي غيرَ معــدودِ

لو كنتُ أملِكُ مثـلَ الطيرِ أجنحةً

لجـزتُ مـن ولهٍ مخاطـرَ البيـدِ

حتَّى أراكِ بقربِ النـيلِ حالِـمةً

وأنتشي بجمالٍ فيكِ معهـــودِ