الشاعر و المايك ... توأمان سياميان ... من يفصلهما !!!؟؟

الشاعر و المايك ... توأمان سياميان ... من يفصلهما !!!؟؟


01-13-2005, 06:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1105594572&rn=3


Post: #1
Title: الشاعر و المايك ... توأمان سياميان ... من يفصلهما !!!؟؟
Author: اميري باراكا
Date: 01-13-2005, 06:36 AM
Parent: #0

أحب الشعر والشعراء ، والأدب بصفة عامة ، وقرأت الكثير من الشعر للكثير من الشعراء ( درويش ، مظفر ، البياتي ، نزار قباني ، أدونيس ، سليم بركات ، مريد البرغوثي ، رامبو ، جاك بريفيه ، أميري باراكا - وهذا الأخير تسميت باسمه في البورد - محجوب شريف ، الحميد ، محمد مدني ، عاطف خيري ، عثمان بشرى ، الخواض ، السمندل .. وغيرهم من الشعراء بمدارسهم المختلفة وقضاياهم المتعددة ، وقرأت للكثير من النقاد ، وكونت الكثير من الأفكار وتعلمت منهم الكثير في هذه الحياة . وأضافوا لقاموسي الكثير من المعاني والمفردات والقيم .

لكنني اليوم بصدد موضوع يحيرني ويقلقني كثيراً ،، وترددت عدة مرات في طرحه ..
ولكن استجمعت قواي وقررت أن أطرحه ، حتى أستفيد من آراء المتداخلين وكلي ثقة بقدرتهم على إضافة الكثير لهذا الموضوع .
سأطرحه على مرحلتين

المرحلة الأولى :

عندما نجالس شاعر ( نحن مجموعة من الأصدقاء بيننا شاعر ) - وهذه الجلسات غالباً ما تكون أيام الخميس – وبعد أن نفرغ من كلمات الترحاب والسلام وتفقد الأحوال وغيره ، نلج بعدها في مواضيع صغيرة هي عادة من نوعية ( فتح الشهية ) ينساب الحديث بشكل هادي وناعم وينزلق المايكرفون بين المتحدثين بكل يسر ونعومة ، حتى أنك تجد نفسك في معظم الأحيان لا تبذل أي جهد في إيصال رأيك حول موضوع ما .. وتكون الابتسامات والملامح الجميلة مرسومة على الوجوه وتكاد تظن أنك في منطقة ما بين سدرة المنتهى وجنة المأوى . ويكون الشاعر فيها في غاية العدل والمساواة وتقسيم الثروة والنفط والدستور ونازع للأسلحة وموصل جيد للإغاثة وفاتح للمعابر الآمنة لتوصيل المساعدات .. لكن .. هذه المرحلة – مع عميق أسفي – لا تلبث أن تنتهي ، وفي معظم الأحيان مدتها خمس وأربعون دقيقة فقط لا أكثر ..

المرحلة الثانية :

وهي المرحلة التي ولدت فيها رغبتي في كتابة هذا الموضوع ، وهي ببساطة بقية الجلسة كلها حتى لحظة انفضاضها ، أهم ملامحها : ( إختفاء المايك ، وظهوره مع الشاعر ملتصقاً به تماماً في كل المناطق من أعلى الرأس مروراً باليدين والبطن والفرج إنتهاءا بالرجلين ) أو يصير عضواً من أعضائه الحساسة جداً الغير قابلة للمس ، يجاهد ويكابد الجالسون طيلة هذه المرحلة- في محاولة يائسة ومصيرها دائماً الموت في الوصول إلى المايك ولكن دون جدوى وتذهب كل هذه الجهود أدراج الريح . ويخيم على الجميع الأحساس بالفشل المزمن وأنهم مجرد كراسي متراصة يمارس فيها الشاعر هوايته المفضلة وتحوله لحكواتي محترف ، يتناسى كل صور الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة ومقررات الأمم المتحدة وجنيف ومواثيق حقوق الانسان التي طالما تشدق بها في قصائده وكتاباته حتى صار رمزاً لهذه الشعارات في أذهان الكثير من الناس .

في أحيان أخرى يسمو الشاعر ويطور آلياته وميكانيزماته مستفيداً من التقدم التقني في عالم الالكترونيات المتقدمة فيحول (ذاتياً) المايكرفون إلى ( مايك مدمّج ) في داخله ليقطع على الجالسين أن تنتابهم أية آمال أو فرص في الحصول على المايك ، إلا بقتله وتشريح جثته وإخراج المايك وغسله وتحريره ( المايك ) والطريق إلى التحرير طويل ومفروش بالدماء والجثث ولم ولن يكون سلمياً أبداً .

الكثير من الشعراء كتبوا عن الحرية والبندقية والخندق والمتاريس والثورة المعززة بالسلاح ، وجيوش الفاتحين ، وفي أعينهم كانت صورة ( فيديل كاسترو وغيفارا والميكانيكي الذي لا أحفظ اسمه ) وهم يدخلون هافانا محاطين بفتيات جميلات وشمبانيا .. إلا أنهم سرعان ما تحولوا للغة الجديدة واللون الأبيض والحب والشفافية والتسامح – ما أحوجهم إليه – والتغيير السلمي ولغة غصن الزيتون ولغة ( نُربي الأمل ) والزيزفون واللازورد .. وغيرها من المفردات التي طالما أبكتنا وجعلت أعيينا تفيض من الدمع كلما قرأوا ...

لكن أن تتحول هذه اللغة والمفردات ، ويصبح الشاعر هو المايك ( الشاعر المايك ) أو (المايك الشاعر ) ويستمر في الحديث ولا يسمح بالمداخلات ، بل يذهب أبعد من ذلك ، يطلب من الجميع الانتباه له والنظر تجاهه وأن لا يشغلهم شاغل عن حديثه ، وفي أحيان كثيرة يأمر بإغلاق الموسيقى سواء كانت منبعثة من مسجل ستريو أو تلفزيون ، أو حتى من بنت الجيران وهي تدندن في مطبخها ، الموسيقى تعتبر مزعجة لهم ، تلهي الجالسين عن ذِكره – أقصد كلامه – ولا يسمح لأي حديث جانبي بين أي من الجالسين ، أو – حتى أكون منصفاً – يسمح في بعض الأحيان بالحديث عبر المايك دون أن تلمس المايك بيديك ولكن في نطاق ضيق ( مثلاً حينما يحتاج لاسم شخص ما أو اسم مدينة ما في أسبانيا أو في نيجيريا مثلاً أو اسم رواية ما لكاتب أفريقي أو اميركولاتيني ما ، فإنه يعطيك هذه الفرصة الثمينة لتذكره بالمعلومة المحددة المطلوبة منك ، وبعد أن يتزود بها يتركك مهملاً فيا قارعة الطريق ، بل يدوس عليك أيضاً ويواصل بقية حديثه . ويفعل بالجلسة ما يشاء ، يذم من يشاء ويمدح من يشاء ويشرب ما يشاء ويسهب كما يشاء ،، ويتركنا في جو من الملل والإحباط والقلق المضني .. كتلاميذ مدرسة ابتدائية أو روضة تمهيدية يستمعون لأستاذ في مادة مكونة من تاريخ وجغرافيا ودين وسياسة واقتصاد .... إلخ .
ونحن في صمت رهيب كأننا في قدّاس ، حتى خارت قواه وتوقف عن الكلام

حملنا الشاعر المتهالك إلى سريره ، أطفأنا الأنوار ،، انتهت الجلسة .....

Post: #2
Title: Re: الشاعر و المايك ... توأمان سياميان ... من يفصلهما !!!؟؟
Author: حبيب نورة
Date: 01-13-2005, 06:56 AM
Parent: #1

باراكا
شكراً لهذا السهل الممتنع
كلامك طيب وحلو
بي طعم المطرة
ولون الطين
Quote: يأمر بإغلاق الموسيقى سواء كانت منبعثة من مسجل ستريو أو تلفزيون ، أو حتى من بنت الجيران وهي تدندن في مطبخها ، الموسيقى تعتبر مزعجة لهم ، تلهي الجالسين عن ذِكره – أقصد كلامه


ياخي الحتة دي زكرتني ايام لذيذة خالص
لمن كنت بتاوق بي أضاني و أفوت لي
بيت جيراننا قريب و بعيد
كانت البنت ديك
بين قوسين نورة
بتغني لي ومعاي
كلام ابو سامر
بعد ما حفظتها الكلام السمح دة
بي الورقة والكراس
والحصة التانية تسميع
بجيها بي صوطي
وبي صوتي برضو

ياااااااااااه أيام جميلة
!!!
لكن النبي الزول دة مالو عايز يحرمنا
من صوت نورة بنت جيراننا؟؟!!!
شكيناهُ علي الله دة!!!........


..........!!!!!!!!!!!!

Post: #3
Title: Re: الشاعر و المايك ... توأمان سياميان ... من يفصلهما !!!؟؟
Author: محمد اشرف
Date: 01-14-2005, 04:40 AM
Parent: #2


يا باراكا يا لذيذ
تعرف الشاعر ده موجود فى ذاكرتنا
و حاضر باسماء كتيرة
لكن غايتو شيل شيلتك مع الشعراء
اللى انت عارفهم و انا عارفهم

السرد ممتع
و التفاصيل جميلة
و ارجو ان تواصل

Post: #4
Title: Re: الشاعر و المايك ... توأمان سياميان ... من يفصلهما !!!؟؟
Author: اميري باراكا
Date: 01-15-2005, 05:28 AM

العزيز حبيب نورة

شكراُ لمرورك الجميل من هنا


محمد أشرف

نهارك سعيد ،، أشكرك على هذا الاطراء
نعم هذا الشاعر يحضر في أذهاننا بقوة وبقسوة ،
أخشى ألسنة الشعراء ،، وتربصهم ولكن لا بد من مناقشة هذه الظاهرة إن جاز لي تسميتها بظاهرة ،،

لم يعد بي موطئ للخسارة